قوى حليفة للجيش السوداني تدعو للتوافق على مشاركته في السلطة

طالبت بدمج الجيوش وأن تؤول الشركات العسكرية لوزارة المالية

TT

قوى حليفة للجيش السوداني تدعو للتوافق على مشاركته في السلطة

وقعت قوى «الحرية والتغيير» (التوافق الوطني) في السودان، أمس (السبت)، على إعلان سياسي للترتيبات الدستورية للحكم خلال الفترة الانتقالية. وشارك في التوقيع على الإعلان الحزب «الاتحادي الديمقراطي» (الأصل) بزعامة محمد عثمان الميرغني. ودعا الطرفان المجتمع الدولي لمساعدة الأطراف السودانية كافة لتشكيل حكومة انتقالية في البلاد.
من أبرز نصوص الإعلان الدستوري تكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة، وهو المقترح الذي سبق وأن دفع به قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، عقب إعلانه انسحاب القوات المسلحة من الحوار مع القوى المدنية في الرابع من يوليو (تموز) الماضي.
ووقع عن التوافق الوطني، مني أركو مناوي، وعن المبادرة السودانية للترتيبات الدستورية، جعفر الصادق، نجل زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» محمد عثمان الميرغني.
ودعا مناوي إلى الحوار والاتفاق مع المكون العسكري لعبور الفترة الانتقالية، مشيراً إلى أن «السلاح وحده لا يمكن أن يحكم البلاد». وأضاف: «نريد من العسكريين أن يقفوا ويتوافقوا مع كل مكونات الشعب السوداني في هذه الفترة». وحثّ مناوي المجتمع الدولي والإقليمي على مساعدة الأطراف السودانية لتكوين حكومة انتقالية، والكف عن وقوفها مع طرف ضد الآخر. وقال إن «دور المجتمع الدولي مهم، لكننا لا نريد منهم أن يرسموا لنا الطريق، بقدر ما أن يسعوا معنا لرفع العقوبات ومساعدتنا للاستفادة من مواردنا».
كما وجّه رسالة للقوى السياسية بالتحلي بروح التوافق ونبذ الإقصاء، للوصول إلى حد أدنى للمشاركة في إدارة الفترة الانتقالية، إلى حين بلوغ الانتخابات العامة.
من جانبه، أكد نجل الميرغني أن حزبه مع وحدة القوات المسلحة، وضد تعدد الجيوش، ويسعى للدفع بتكوين قوات احترافية بدمج جميع الجيوش وقوات الحركات المسلحة في الجيش القومي.
وقال جعفر الصادق: «نحن مع مدنية الدولة»، لكنه حذر من «تشكيل حكومة انتقالية تتشاكس مكوناتها».
وشدد «الإعلان الدستوري» على دمج جيوش الحركات المسلحة الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام، وقوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي) في جيش قومي مهني بعقيدة عسكرية جديدة.
كما نص على أن تؤول الشركات التابعة للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى وزارة المالية، عدا الشركات التابعة للمنظومة الدفاعية للجيش.
وأعلنت قوى التوافق الوطني تمسكها بإجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية 2019 تعديل 2021، بما يتوافق مع إعلانها السياسي. ورأت أن إعداد وثيقة دستورية جديدة يخلق تعقيدات دستورية وقانونية لا يمكن حلها.
من جانبه، قال نائب الأمين العام لـ«التوافق الوطني» سليمان صندل، إن التوقيع على الإعلان السياسي خطوة كبيرة للوصول إلى اتفاق سياسي، يقود إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وتتحالف قوى التوافق الوطني مع المكون العسكري؛ حيث دعمت وأيّدت قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التي أطاح بموجبها بالحكومة المدنية الانتقالية في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وجاء في الإعلان أن مهام الحكومة الانتقالية معالجة الأزمة الاقتصادية وتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام، واستكمال عملية السلام بالحوار والتفاوض مع الحركات غير الموقعة على اتفاق السلام.
واقترح الإعلان تكوين هياكل السلطة الانتقالية بتشكيل مجلس وزراء انتقالي من كفاءات وطنية مستقلة بالتشاور مع قوى التوافق الوطني وأطراف العملية السلمية.
كما نص على تكوين مجلس تشريعي من 300 عضو تكون مرجعيته الإعلان السياسي، وتوزيع المقاعد حسب المعايير التي يتفق عليها ولا يسمح بتمثيل حزب المؤتمر الوطني (المنحل).
وشدد الإعلان على إجراء التحقيقات في مجزرة فض الاعتصام، وكل الجرائم التي ارتكبت بعد إجراءات الجيش في 25 أكتوبر الماضي، إلى جانب تسليم كل المطلوبين للعدالة الجنائية الدولية.
وأكدت قوى التوافق الوطني على تنفيذ بند البروتوكول الأمني بدمج جميع الجيوش بما في ذلك قوات الدعم السريع في جيش واحد، ومعالجة أوجه القصور الخاصة بمسار الشرق والوسط والشمال في اتفاق «جوبا» للسلام.
وتتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، مجموعة «التوافق الوطني»، مع المكوّن العسكري في السودان وتدعم قرارات رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، وتمثل كيانات سياسية وحركات مسلحة تدعو للحوار والوفاق حول القضايا الوطنية.
ومن أبرز مكوناتها، حركة العدل والمساواة، لقيادة جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان، بزعامة مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، وبعض القوى السياسية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السودان: تهديدات الطائرات دون طيار تتمدد إلى مناطق آمنة جديدة

جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)
جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)
TT

السودان: تهديدات الطائرات دون طيار تتمدد إلى مناطق آمنة جديدة

جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)
جانب من عملية إطلاق سابقة لمسيّرات إيرانية الصنع (أرشيفية - إكس)

ألحقت طائرات دون طيار (درون) أطلقتها «قوات الدعم السريع» خسائر كبيرة بين المدنيين والعسكريين في مدينة الفاشر بغرب السودان، وذلك في طور جديد من أطوار الحرب.

فبعد أن كانت «الدعم» تعتمد المسيّرات الانتحارية من طراز «RF260» محدودة التأثير، أدخلت في عملياتها القتالية مسيّرات أحدث قال ضابط بالجيش السوداني إنها من طراز «long wing II» صينية الصنع، فيما اتسع نطاق عمليات المسيّرات لمناطق كانت آمنة.

وذكرت مصادر متطابقة أن «قوات الدعم السريع» هاجمت، الأحد، سوقاً في مدينة الفاشر بأنواع حديثة من المسيّرات، وقتلت 35 شخصاً بينهم 8 عسكريين، فضلاً عن عشرات الجرحى والمصابين، وذلك بعد يوم واحد من قصف مسيّرة من الطراز نفسه أحد المستشفيات «السعودي»، وقتلت 8 أشخاص، وألحقت دماراً كبيراً بالمبنى.

من آثار الاشتباكات في شرق السودان (رويترز)

وكانت طائرة مسيّرة استهدفت قوات المدرعات بمدينة الفاشر، الاثنين الماضي، وأطلقت عدة صواريخ، ما أدى لمقتل نحو 25 جندياً بينهم 5 ضباط، وذلك وفقاً للناشط محمد خليفة المتتبع لأوضاع الحرب.

ومنذ اندلاع الحرب، يستخدم الجيش السوداني الطيران الحربي والمسيّرات في حربه ضد «قوات الدعم السريع»، فيما تستخدم الأخيرة طائرات «انتحارية» من طراز «RF260» صينية الصنع.

ويسعى الطرفان لتحديث أسلحتهما من المسيّرات القتالية ومسيّرات الاستطلاع. وراج أخيراً أن الجيش السوداني حصل على مسيّرات تركية من طراز «بيرقدار» الشهيرة، ومسيّرات إيرانية من طراز «مهاجر 6»، إلى جانب مسيّرات انتحارية تجارية طورت محلياً.

واستخدمت «قوات الدعم السريع» بكثافة المسيّرات «الانتحارية» ومعظمها ذات منشأ صيني، يُحصل عليها في الغالب من أسواق السلاح السوداء، بينما تشير أصابع الجيش إلى أنها من مصدر إقليمي، بجانب مسيّرات معدّلة استولت عليها بعد سيطرتها على «مجمع جياد العسكري» التابع للجيش.

ونقلت «سودان تربيون»، عن ضابط بالجيش السوداني، أن المسيّرة التي استخدمتها «قوات الدعم السريع» أخيراً من طراز «long wing II» صينية الصنع، نُقلت جواً لمطار نيالا وإلى الفاشر.

وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قال وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم، في مؤتمر صحافي ببورتسودان، إن المسيّرات الاستراتيجية التي أصبحت تشارك في الهجمات ضد قواته، تنطلق من مطارات في دولة تشاد، فيما وصفها الناشط محمد خليفة بأنها «حديثة» وصواريخها دقيقة التصويب، وتحمل قذائف شديدة الانفجار.

مسيَّرة «بيرقدار تي بي 2» التركية الصنع (موقع شركة بايكار)

وتُعد الطائرة دون طيار التي استهدفت قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في يوليو (تموز) الماضي، أثناء مشاركته بتخريج ضباط في منطقة «جبيت العسكرية» بشرق البلاد، وراح ضحيتها 5 أشخاص بينهم حراس شخصيون للرجل وعدد من الضباط، إحدى أخطر عمليات تطور استخدام المسيّرات؛ إذ تبعد المنطقة آلاف الكيلومترات عن أماكن سيطرة «قوات الدعم السريع».

وفي تقريرها الصادر 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، قالت «مبادرة جمع البيانات وتحليلها ورسم خرائط الأزمات»، المعروفة اختصاراً بـ«ACLED»، إن التهديدات القادمة من «أعلى في السودان، بدأت تهدد مناطق كانت آمنة، جراء استخدام المسيّرات المقاتلة، وحطمت الشعور بالأمن في المناطق البعيدة عن مناطق الصراع».

وأوضحت أن استمرار الحرب دفع طرفي القتال للحصول على ونشر أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة دون طيار، واستخدمت على نطاق جغرافي واسع، ما جعل مناطق كانت آمنة عرضة للهجمات.

البرهان يحيّي ضباط الجيش بقاعدة «جبيت العسكرية» (شرق) في 31 يوليو (أ.ف.ب)

ووفقاً للمبادرة، فإن الجيش خلال العام الأول من الحرب نفّذ أكثر من 280 ضربة بطائرات دون طيار، 98 في المائة منها بالخرطوم، بينما نفّذت «قوات الدعم السريع» أكثر من 10 ضربات بطائرات دون طيار.

وأوضحت أن الجيش يستخدم المسيّرات تكتيكياً لدعم هجماته، بينما تستخدمها «الدعم» بطريقة أكثر استراتيجية، مستهدفة استنزاف الجيش في المناطق التي كانت تعتبر آمنة، ولخلق شعور بالتهديد يُجبر الجيش على تمديد دفاعاته، وإضعاف قدرته على تحمُّل الاشتباكات المطولة.

وشنت «الدعم السريع»، في الأشهر الماضية، هجمات بالمسيّرات استهدف عدة مناطق تقع تحت سيطرة الجيش، خاصة مدن عطبرة والدامر وشندي وكوستي وربك والقضارف، مستهدفة مقرّات عسكرية ومطارات وقواعد جوية، وقال الجيش إن دفاعاته تصدت لها بنجاح.