النظام السوري يشكّل «لواء درع الجزيرة» في الحسكة لمواجهة الأكراد و«داعش»

قتلى وجرحى في تفجيرين بالمدينة المتعددة الأعراق

{داعش} ينفذ أربع هجمات انتحارية ضد قوات الحماية الكردية وحواجز للنظام بالحسكة (الهيئة السورية للإعلام)
{داعش} ينفذ أربع هجمات انتحارية ضد قوات الحماية الكردية وحواجز للنظام بالحسكة (الهيئة السورية للإعلام)
TT

النظام السوري يشكّل «لواء درع الجزيرة» في الحسكة لمواجهة الأكراد و«داعش»

{داعش} ينفذ أربع هجمات انتحارية ضد قوات الحماية الكردية وحواجز للنظام بالحسكة (الهيئة السورية للإعلام)
{داعش} ينفذ أربع هجمات انتحارية ضد قوات الحماية الكردية وحواجز للنظام بالحسكة (الهيئة السورية للإعلام)

تحت عنوان «مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها العرب في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الكردية والدفاع عن الشرف الوطني ودحر الإرهابيين»، أعلن يوم أمس عن تأسيس «لواء درع الجزيرة السورية»، في محافظة الحسكة، ووجهت الدعوة إلى شيوخ القبائل العربية لتجهيز خطة ميدانية شاملة.
وأتى تشكيل «درع الجزيرة» المؤلف من «بقايا الدفاع الوطني وشبيحة النظام وحزب البعث إضافة إلى ضباط إيرانيين دخلوا على الخط أخيرا في المعركة»، بعد زيارة رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي ورئيس الاستخبارات السورية السابق اللواء علي المملوك إلى القامشلي ولقائهما عددا من الضباط في المنطقة»، وفق ما أشار المسؤول المحلي الكردي في الحسكة، ناصر حاج منصور لـ«الشرق الأوسط».
وكانت معلومات قد أشارت إلى أن المملوك اجتمع خلال زيارته باللواء محمد منصورة، المعروف بـ«حاكم محافظة الحسكة» نظرا إلى المسؤوليات الأمنية التي يتولاها، وبعدد من شخصيات المنطقة لحضّهم على تشكيل قوات مشتركة لمواجهة تنظيم «داعش» وعمليات التطهير العرقي التي يتّهم بها الأكراد. وأشارت المعلومات نقلا عن مصدر في الحكومة السورية إلى أن «درع الجزيرة» يتألف من مقاتلي العشائر العربية السنّية والمقاومة الشعبية و(الدفاع الوطني) و(المغاوير) و(كتائب الوفاء) و(قوات السوتور)»، موضحا أن «هذا اللواء سيخضع للحرس الجمهوري بشكل مباشر».
في المقابل أكد ناصر حاج منصور أنّ «عدد عناصر هذا اللواء لا يتعدى المئات، وهم معروفون بأنه من الشبيحة وخريجي السجون الذين يقوم النظام بإغرائهم بالمال. ومما لا شك فيه أن مهمتهم ستكون محاولة إثارة النعرات الطائفية والعرقية والقيام بأعمال تخريبية، بما يتوافق مع سياسة النظام التي اعتدنا عليها». يذكر أن محافظة الحسكة (معروفة أيضا باسم الجزيرة السورية)، تقع في شمال شرقي سوريا ومركزها مدينة الحسكة.
وأضاف أن «الجزيرة السورية جزء لا يتجزأ من سوريا ومن غير المسموح لأي جهة استغلال الظروف الاستثنائية الذي يمر به الوطن من أجل تنفيذ أية أجندة انفصالية أو فدرالية تحت أي عنوان كالديمقراطية وتآخي الشعوب لأننا شعب واحد وسنواجه بقوة وبكل الأسلحة المتاحة والكبيرة والمتعددة أي محاولات عبثية بمصير الجزيرة السورية». وجاء في بيان تشكيل «درع الجزيرة»، رفض الممارسات العنصرية بحق أي مكون، ورفض سيطرة أي مكون على المكونات الأخرى بقوة السلاح وتحت عنوان الديمقراطية، محذرا من إيذاء الأبرياء من أبناء القبائل العربية عبر التهم الجاهزة ومنها التعامل مع الإرهاب وبهدف التطهير العرقي وتهجير أهل الأرض التاريخيين. ودعا البيان شيوخ القبائل العربية في الجزيرة السورية إلى الإسراع في تجهيز خطة ميدانية شاملة تحسبًا لأي تطورات يمكن أن تمس الوجود العربي في أرضه التاريخية، وذلك بالتنسيق المباشر مع الدولة التي نرفض أن تحل محلها أية سلطة أو إدارة أخرى من شأنها أن تعطي مؤشرات عنصرية مكسوفة ومخيفة». ويوم أمس، وقع تفجيران وسط مدينة الحسكة وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن مهاجمين ينتمون إلى تنظيم «داعش» قتلوا عشرة أشخاص على الأقل وأصابوا العشرات في هجومين انتحاريين منسقين وسط مدينة الحسكة.
وقال المرصد إن ثلاثة مهاجمين انتحاريين على الأقل استهدفوا مجمعا أمنيا رئيسيا للجيش النظامي السوري في قلب الجزء الخاضع لسيطرة الحكومة بالمدينة، بينما نسف مهاجم آخر نفسه في الجزء الكردي من المدينة عند مركز للشرطة تديره وحدات حماية الشعب الكردية. والمدينة التي يسكنها خليط عرقي مقسمة إلى مناطق منفصلة تديرها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وإدارة كردية لها ميليشيا جيدة التنظيم.
وأشار المرصد إلى أن الأكراد والسلطات السورية، كليهما، يعمدان إلى عدم الكشف عن أعداد الضحايا. ونقلت «رويترز» عن أحد سكان المنقطة قوله إن «الأكراد والقوات السورية أغلقا الطرق الرئيسية داخل المدينة بعد الانفجارات». وأكدت الوكالة العربية السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن مهاجمين انتحاريين فجرا سيارتين ملغومتين إحداهما قرب دوار بالمدينة والأخرى بالقرب من مستشفى للأطفال، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 13.
وفي وقت سابق هذا الشهر طرد الجيش النظامي السوري تنظيم داعش بعدما حقق تقدما خاطفا جنوبي المدينة ذات الموقع الاستراتيجي، بشن نحو 12 هجوما انتحاريا باستخدام شاحنات مملوءة بالمتفجرات عند نقاط تفتيش عسكرية هناك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.