بروفايل: روبرت هابيك... أجبرته حرب أوكرانيا على مواجهة آفات شتاء صعب في ألمانيا

وزير الاقتصاد في حكومة أولاف شولتس

بروفايل: روبرت هابيك... أجبرته حرب أوكرانيا على مواجهة آفات شتاء صعب في ألمانيا
TT

بروفايل: روبرت هابيك... أجبرته حرب أوكرانيا على مواجهة آفات شتاء صعب في ألمانيا

بروفايل: روبرت هابيك... أجبرته حرب أوكرانيا على مواجهة آفات شتاء صعب في ألمانيا

عندما تسلم روبرت هابيك، حقيبة وزارة الاقتصاد والمناخ في ألمانيا، نهاية العام الماضي، ظن أنه نجح بالوصول إلى مركز سلطة يخوله تطبيق سياساته المناخية التي يروج لها منذ انضمامه لحزب «الخضر» البيئي قبل قرابة 20 سنة. فوزارة المناخ أضيفت إليها مهمة المناخ، خصيصاً، كي تكون ملائمة للزعيم المشترك السابق لـ«الخضر». وعندما تسلمها هابيك كان يخطط حقاً لإغلاق كل معامل الفحم والطاقة النووية المتبقية في البلاد، والسعي لجلب استثمارات في الطاقة الخضراء والمتجددة. لكن بعد أشهر قليلة من تسلمه منصبه، تغير كل شيء وانقلبت خططه رأساً على عقب. إذ اندلعت الحرب في أوكرانيا، وبات هابيك مسؤولاً عن أزمة الطاقة التي تلف ألمانيا، بعد قطع روسيا إمدادات الغاز إلى ألمانيا التي كانت تعتمد عليها في أكثر من 60 في المائة من وارداتها من الغاز. وهكذا وجد الوزير نفسه مضطراً للتخلي عن الكثير من خططه الأصلية، بل وحتى السير في الاتجاه المعاكس. وحقاً قرر تمديد العمل بمصانع الفحم الحجري الشديدة التلوث، وتمديد حياة معامل الطاقة النووية المتبقية في الخدمة، رغم أن هابيك بنى حياته السياسية على الترويج لفكرة التخلي عن الطاقة النووية التي يعدها حزبه خطرة وباهظة الثمن. وبدأ رحلات ماراثونية حول العالم بحثاً عن مصادر طاقة جديدة تساعد ألمانيا في تخطي أزمتها المستجدة. هكذا تحول هابيك، على الأقل خلال الأشهر الأولى من عمر الأزمة، إلى أكثر السياسيين الألمان شعبية. فقد تخطى شعبية حتى المستشار أولاف شولتز، وغدا الوجه الحكومي الأكثر نشاطاً في المقابلات واللقاءات المخصصة لطمأنة الألمان وتحضيرهم لما هو آت.

دخل روبرت هابيك البالغ اليوم من العمر 53 سنة، عالم السياسة متأخراً. كان في الأربعين من عمره عندما تفرغ كلياً للسياسة، وانتخب للبرلمان المحلي لولاية شليزفيغ هولشتاين (أقصى شمال ألمانيا) عام 2009 عن حزب «الخضر». ومنذ ذلك الوقت بدأ صعوداً سياسياً سريعاً، ذلك أنه عين في عام 2012 وزيراً للطاقة والمناخ في الولاية، وهو منصب هيأه لتسلم الحقيبة نفسها لاحقاً على المستوى الفيدرالي.
قبل الانتخابات الأخيرة التي أوصلت حزب «الخضر» للسلطة في حكومة ائتلافية، كان هابيك نجم حزبه الأبرز، وبالفعل، توقع كثيرون آنذاك أنه سيكون المستشار المقبل. فهو بدا وكأنه يتمتع بكل المؤهلات اللازمة: «الكاريزما» والفصاحة والتعاطف. إلا أن حزبه اختار «غريمته» أنالينا بيربوك (التي هي اليوم وزيرة الخارجية) لقيادة الحملة ورشحها لمنصب المستشارة. وبعد خسارة «الخضر» الانتخابات بسبب هفوات ارتكبتها بيربوك أثناء الحملة، وكثيرون أيضاً قالوا إن هذه الأخطاء ما كانت لتحصل لو كان الحزب قد اختار هابيك لمنصب المستشار.

- هفوات وأخطاء حسابات
لكن أزمة الطاقة الحالية التي سلطت الضوء عليه أكثر من أي سياسي آخر في ألمانيا، أظهرت أنه بدوره معرض لارتكاب هفوات. فقد تسببت مقابلة واحدة أدلى بها للقناة الألمانية الأولى، مطلع الشهر الماضي، في تراجع شعبيته وخسارته لمصداقيته. وعلى عكس مقابلاته ولقاءاته العامة السابقة حين كان هابيك يظهر متعاطفاً مع الناس ومتفهماً لطبيعة الأزمة، بدا في تلك المقابلة بعيداً عن الواقع ومرتبكاً في فهم أو شرح ما يحصل. وكمثال، سُئل عن المخاوف من موجة إفلاسات قد تضرب الأعمال، خصوصاً المخابز، بسبب أزمة الغاز وارتفاع الأسعار، فرد بالقول إن «بعض الأعمال الصغيرة والمتوسطة قد تضطر للتوقف عن العمل لفترة إذا لم تعد قادرة على دفع الفواتير لكنها لن تفلس». فردت الصحافية التي كان تدير الحوار معه بتعجب: «تقول واقعياً إن هنا يعني إفلاساً!». وعلى الأثر دخلا في جدل تحول إلى نكات سوداء في مواقع التواصل الاجتماعي. إذ اتهم كثيرون هابيك بأنه يتكلم بما لا يفهمه، مشككين بقدرته على قيادة وزارته. وحقاً، أثرت تلك المقابلة على نسبة شعبيته التي انخفضت ليتخلف ليس فقط عن المستشار الاشتراكي أولاف شولتس، بل حتى زعيم المعارضة المحافظ فريدريش ميرز زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
من ناحية ثانية، لم تكن تلك المقابلة على الأرجح وحدها المسؤولة عن تراجع شعبية هابيك، وحزب «الخضر» أيضاً، بل هناك قرارات اتخذها وصفت بأنها غير مدروسة. ثم إن بعضها أُجبر حتى على التراجع عنها، كالضريبة على الغاز حين سمح للشركات التي تزود بالغاز بتمرير جزء من التكاليف إلى المستهلكين، على الرغم من الأرباح الطائلة التي تجنيها هذه الشركات. وكان من المفترض أن تدخل الضريبة حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلا أنها ألغيت بعد مشاورات حكومية وانتقادات واسعة لكونها تزيد العبء المالي على المستهلكين في حين تحاول الحكومة تخفيفه عنهم.

- إشكالية المفاعلات النووية
لكن القرار الأكثر جدلية بالنسبة لهابيك، كان قرار الإبقاء على مفاعلين نوويين، كان من المفترض إغلاقهما نهاية العام، في «حالة تأهب» حتى أبريل (نيسان) المقبل. لقد شكل القرار - الذي أراده الوزير البيئي «حلاً وسطاً» - أزمة بالنسبة إليه مع حزبه ومع الحزب الديمقراطي الحر، الذي هو الشريك الليبرالي في الائتلاف الحكومي الراهن بين الاشتراكيين و«الخضر» والليبراليين. فـ«الخضر» الذين يعارضون «آيديولوجياً» الطاقة النووية، ويعدونها غير آمنة، أرادوا إغلاق المفاعلات المتبقية كلياً، بينما أراد الليبراليون الإبقاء عليها عاملة، ليس فقط في «حالة تأهب»، على اعتبار أن إبقاءها عاملة من دون استخدام الطاقة التي تنتجها مسألة غير عملية بسبب التكلفة الكبيرة لتشغيلها من دون استخدامها.
هابيك، من جهته، يتذرع في قراره بأن ألمانيا لا تواجه أزمة كهرباء، بل أزمة تدفئة، كون التدفئة مرتبطة بالغاز، فيما الكهرباء تعتمد على مصادر مختلفة إضافة إلى الغاز مثل الطاقة الشمسية والهوائية وغيرها. مع هذا، لم يلق قراره إبقاء مفاعلين بـ«حالة تأهب» انتقادات من الليبراليين فقط، بل كذلك من مجموعة كبيرة من الخبراء والاقتصاديين، الذين اعتبروا أنه «القرار الأسوأ» الذي يمكن اتخاذه فيما يتعلق بالطاقة النووية، لكونه «الأغلى ثمناً من دون أن يكون هناك مقابل»، أي من دون إنتاج كهرباء.
ما يجدر ذكره هنا، أنه حتى العام الماضي كانت ألمانيا تعتمد على الطاقة النووية لإنتاج قرابة 13 في المائة من حاجتها من الكهرباء، ولقد انخفضت هذه النسبة بعد إغلاق مفاعلين في نهاية العام الماضي والإبقاء على ثلاثة سيغلق مبدئياً واحد منها نهاية هذا العام، ويبقى اثنان بـ«حالة تأهب» لاستخدامهما «في حالة الطوارئ». ثم إن المستشارة السابقة ميركل كانت عام 2011 قد اتخذت قراراً، أيده معظم الألمان آنذاك، يقضي بإغلاق كل المفاعلات النووية في البلاد، وذلك بعد وقوع كارثة فوكوشيما النووية في اليابان، تفادياً لحوادث شبيهة. وللعلم، اتخذت ميركل القرار آنذاك مع أنها، كعالمة فيزيائية، كانت تؤيد الطاقة النووية وتعدها انتقالية. وبالتالي، بدأت ألمانيا منذ ذلك الحين إغلاق مفاعلاتها النووية الـ17 تدريجياً، وتبقى منها الثلاثة التي كان من المفترض إغلاقها نهاية هذا العام.
في سياق متصل، تسبب قرار هابيك بالإبقاء على مفاعلات نووية مفتوحة بأزمة له شخصياً مع مؤيديه من «الخضر»، الذي بدأوا يعدونه «خائناً» لقضيتهم. ونتيجة لذلك لم يعد هابيك يتحرك من دون حماية ومجموعة كبيرة من رجال الأمن، خوفاً من التعرض له، في ظل التهديدات التي يتلقاها. ومن الواضح الآن أن كثرة من مؤيديه باتوا غاضبين ويعدون لرحيله. وفي اليوم الذي أعلن خلال مؤتمر صحافي عن قراره تمديد إقفال المفاعلين النوويين، كان ناشطون من «الخضر» ينتظرون خارج القاعة حاملين يافطات يدعونه فيها لإقفالهما على الفور. وامتد هذا السخط في أوساط واسعة من ساسة حزب «الخضر» الذي بات يواجه انتخابات محلية صعبة في ولايات كانت تؤيده. بل إن منهم من أخذ يتهمه بالتفكير بطموحه السياسي الشخصي، لا مبادئ الحزب، وبأنه يخطط منذ الآن للترشح لمنصب المستشار عام 2025 بالترويج لنفسه على أنه «يضع البلاد قبل حزبه».

- نقاشات... وواقعية
لكن حتى الآن، على الأقل، يحظى هابيك بدعم كتلته النيابية وقيادة الحزب، التي يبدو أنها تتفهم صعوبة موقفه، رغم أن هذا الدعم يبدو ضعيفاً، واستغرق أياماً من النقاشات والإقناع. هذا، وعلى هذا الصعيد، نقلت «دير شبيغل» أن هابيك كان يريد الإبقاء على المفاعلات عاملة لا في «حالة تأهب» فقط، وأن مجموعة من الفاعلين المعارضين بشكل قوي للطاقة النووية داخل الحزب، بينهم وزيرة الخارجية بيربوك، نجحوا في إقناعه بالتخلي مؤقتاً عن فكرة إبقاء المفاعلات عاملة، وهو ما دفعه إلى التفكير في «حل وسط»، واقتراح إبقائها في «حالة تأهب» تخوفاً من أزمة كهرباء كبرى في فصل الشتاء.
في أي حال، هذه «التسويات» التي يجد هابيك نفسه مضطراً لاتخاذها اليوم ليست غريبة كلياً عنه. فهو ينتمي لما يعرف بـ«الجناح الواقعي» داخل حزب «الخضر»... مقابل جناح «الحالمين» أو «المثاليين». ثم إنه منذ تسلمه زعامة الحزب بشكل مشترك مع أنالينا بيربوك، عام 2018، نجح الوزيران «الأخضران» لفضل سياساتهما الوسطية في إعادة «الخضر» إلى موقع التنافس مع الأحزاب التقليدية، وحولته سياساتهما إلى قوة سياسية حقيقية استطاعت تقاسم السلطة. ورغم أن هابيك دخل الحكومة حاملاً بعض الأفكار «المثالية»، فهو سرعان ما وجد نفسه مضطراً للانقلاب على الكثير منها بسبب الحرب في أوكرانيا. وما كانت فقط السياسات البيئية هي التي اضطر هابيك لتعديلها، بل كذلك السياسات المتعلقة بالتسليح والتدخل في الصراعات. فالحزب البيئي الذي لطالما صوت ضد التدخلات العسكرية الخارجية، تحول إلى المحرك الأساسي داخل الحكومة الذي يروج لمساعدات عسكرية متزايدة لأوكرانيا ودعم حكومتها في حربها ضد روسيا.

- خلفية هابيك
قد تكون خلفية روبرت هابيك، قد ساعدته في التحول إلى الرجل القادر على التواصل مع الناخبين بسهولة أكثر من السياسيين الآخرين، رغم النكسات الأخيرة، الناجمة ربما عن تزايد الضغوط عليه والإرهاق الذي يتعرض له منذ تسلمه منصبه. فقبل دخوله السياسة، كان هابيك المولود في مدينة لوبيك بشمال البلاد على مقربة من الحدود الدنماركية، منخرطاً في الفلسفة والأعمال الأدبية، في كل من ألمانيا والدنمارك التي يتكلم لغتها. وعن دراسته الجامعية في الفلسفة والآداب والترجمة، فهو درس في جامعة فرايبورغ (ألبرت لودفيغس) العريقة بجنوب ألمانيا، ثم جامعة روسكيلده في الدنمارك، قبل أن يحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هامبورغ.
بعد ذلك بدأ مع زوجته أندريا بالوش، التي أنجب منها 4 أطفال، رحلة عائلية وعملية شملت كتابة مؤلفات وترجمة قصائد من الإنجليزية إلى الألمانية. إلا أن اهتماماته بدأت تتغير عندما بلغ الثلاثين من عمره، وقرر الانضمام إلى حزب «الخضر» في ولايته شليزفيغ - هولشتاين عام 2002، وبعد سنتين من انضمامه انتخب زعيماً لتنظيم الحزب في الولاية. وبعدها انطلق صعوداً ليصل إلى تسلم زعامة الحزب بشكل مشترك مع آنالينا بيربوك عام 2018، ودخولهما معاً إلى الحكومة الحالية بعد إسهام أداء الحزب في تشكيل الغالبية الجديدة في الانتخابات الأخيرة من تحالف الاشتراكيين والليبراليين والبيئيين.
وهنا لا بد من القول، إنه رغم كل تراجع شعبية هابيك في الأسابيع الماضية، فهو ما زال من أكثر الوزراء استقطاباً للأضواء. فهو الرجل الذي يحمل على كاهله عبء التأكيد من أن فصل الشتاء سيمر على الألمان بمأمن من نقص الغاز أو انقطاع للكهرباء أو التدفئة، وكذلك من دون أن تزيد الأعباء الاقتصادية على المواطنين. وهي مهمة ليست بالسهلة. وقد دفعت هذه الضغوط هابيك قبل أيام إلى توجيه انتقادات لاذعة للولايات المتحدة، أكبر حلفاء ألمانيا، لما قال إنه «استغلال للأزمة بين الأصدقاء»، وبيع الغاز المُسال لألمانيا بأسعار خيالية. وبالفعل، يبدو أن هابيك يعمل على مدار الساعة منذ أشهر، لتأمين موارد جديدة من الغاز بأسعار معقولة، تعوض عن الغاز الروسي الذي كان يصل لألمانيا بأسعار منخفضة، بينما تجد الحكومة نفسها مضطرة الآن إلى استيراد الغاز المُسال من أماكن بعيدة بأسعار خيالية.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».