اختبار جدي لحزب «الخضر» الألماني في انتخابات ولاية سكسونيا السفلى

جانب من مدينة هانوفر عاصمة سكسونيا السفلى

قد تكون الانتخابات المحلية في ولاية ساكسونيا السفلى (شمال ألمانيا)، يوم الأحد المقبل، الامتحان الأول للحكومة الألمانية والائتلاف الحاكم في برلين. فالولاية يحكمها الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) منذ سنوات طويلة، في ائتلاف مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. غير أن الجديد هذه المرة، رهان الاشتراكيين على الاحتفاظ بالسلطة ولكن إلى جانب شريك آخر هو حزب «الخضر» شريكهم في الحكومة الفيدرالية (الاتحادية) الحالية برئاسة المستشار أولاف شولتس.
إلا أن تراجع أسهم «الخضر» في استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الماضية، دفعت وزير الاقتصاد روبرت هابيك، للتوجه إلى الولاية شخصياً يوم الاثنين الماضي، وهو اليوم الذي كانت البلاد تحتفل فيه بيوم الوحدة.
وصل هابيك مصحوباً بمجموعة كبيرة من رجال الأمن، وأخذ يتحدث أمام مجموعة صغيرة منتقاة من الصحافيين والسياسيين، مبرراً التقلبات في السياسة التي أجبر على اتخاذها في غضون الأشهر الماضية. وشرح دوافعه للإبقاء على مفاعلين نوويين في «حالة تأهب» حتى أبريل العام المقبل، عوضاً عن إغلاقهما كلياً نهاية العام كما كان مخططاً له. والمفارقة أن المفاعل النووي الثالث الذي قرر هابيك إغلاقه في الوقت المقرر سابقاً - أي نهاية العام - يقع في ولاية ساكسونيا السفلى. وقد دفع ذلك البعض للتساؤل عما إذا كان قرار الوزير إغلاقه، فيما يتهم بالمعملين الآخرين جاء نتيجة حسابات حزبية... لا وطنية.
من ناحية ثانية، بينما كان هابيك يتحدث إلى المجموعة المنتقاة، بقي الناخبون خارج القاعة يخضعون لتفتيش دقيق، قبل أن يُسْمح لهم لاحقاً بالجلوس في قاعة مجاورة ليستمعوا إلى الوزير عبر شاشة كبيرة، من دون أن يتمكنوا من المشاركة. وبالمناسبة، كانت استطلاعات الرأي قد أظهرت أن حزب «الخضر» الذي كان يحظى بـ22 في المائة من الأصوات المؤيدة في الولاية خلال الصيف الماضي، تراجعت شعبيته الآن، قبل أيام من الانتخابات، إلى 16 في المائة. وفي إشارة إلى الوزير هابيك، كتبت صحيفة «دي تسايت» إن «نجم حزب الخضر تحول إلى عبء». وعددت الصحيفة أسباب ذلك، وذكرت بالمقابلة التي أدلى بها للقناة الأولى وأدخل نفسه في جدل حول إفلاس الشركات، ثم قراره حول المفاعل النووية، وأخيراً تردده في مسألة الضريبة على الغاز التي عاد وتراجع عنها أخيراً. ثم قالت، «فجأة بات يتوجب على المرشحين للانتخابات عن حزب الخضر في ولاية ساكسونيا السفلى الكثير لشرحه».
وبالفعل، كان المتظاهرون الذين تجمعوا خارج القاعة، حيث كان هابيك يتكلم، دليلاً على ذلك. إذ حملوا لافتات يصفون فيها الوزير المنتمي لـ«الخضر» بأنه «خائن» و«محب للحرب». ومعلوم، في هذا الإطار، أن كثيرين ممن انتخبوا مرشحي الحزب في الانتخابات العامة، وقرأوا إعلان الائتلاف الحكومي كانوا يتوقعون نقاشاً مختلفاً؛ يتوقعون نقاشاً يركز على توسيع مشاريع الطاقة الخضراء، وتحديث المستشفيات، والتعاطي مع أزمة نقص المعلمين... وغيرها من المشاريع التي تعهد «الخضر» بالعمل عليها في بيانهم الحكومي. ولكن في المقابل، تحول الحزب بعد مشاركته في السلطة إلى حزب يروج لإرسال السلاح إلى أوكرانيا، وإطالة عمر المفاعلات النووية ومناجم الفحم الحجري... مقابل القليل أو انعدام الحديث عن المشاريع الأخرى التي أهلته أصلاً لدخول الحكومة.