مباحثات ليبية ـ تركية لتعزيز التعاون الأمني وتسهيل التأشيرات

قالت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، إن بشير الأمين، وكيلها لشؤون المديريات، بحث مع السفير التركي كنعان يلماز، مساء أول من أمس، عدداً من الموضوعات الأمنية المشتركة بين وزارتي الداخلية الليبية والتركية، وسبل تطوير التعاون الأمني في مجال تدريب وتأهيل العناصر الأمنية، مشيرة إلى بحث المشكلات التي تواجه المواطنين الليبيين في الحصول على التأشيرة التركية، والعمل على تذليل هذه الصعوبات، بالتنسيق مع السفارات والجهات ذات العلاقة.
في غضون ذلك، عاود الدبيبة مجدداً المناورة السياسية، عبر بوابة الانتخابات المؤجلة، وأكد، لدى اجتماعه مساء أول من أمس، في العاصمة طرابلس، مع رؤساء بعض الأحزاب السياسية ضرورة أن تكون هناك مواعيد محددة لاستصدار القاعدة الدستورية للانتخابات، وأن تكون هناك بدائل أخرى في حال استمر التأخير في استصدار القاعدة الدستورية، التي شدد على ضرورة أن تكون عادلة للجميع، وغير مفصلة لإقصاء أشخاص أو تمكين آخرين.
وقال الدبيبة، فى بيان وزّعه مكتبه، إنه أكد أهمية وجود الأحزاب في العملية السياسية باعتبارها أساس العملية الديمقراطية، كما استعرض رؤية الحكومة بشأن «ضرورة وجود خارطة طريق جديدة تصل بنا بشكل مباشر إلى الانتخابات».
كما نقل عن قادة الأحزاب ضرورة استصدار لائحة جديدة لقانون تنظيم الأحزاب، بما يتماشى مع التطورات الحاصلة، باعتبار أن التجربة الحزبية عملية ديمقراطية مبنية على الشراكة.
في المقابل، انتقل فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار»، إلى تونس للقاء عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي الجديد، وشخصيات سياسية وقيادات عسكرية من المنطقة الغربية؛ لمناقشة الوضع الراهن وعمل الحكومة في المرحلة المقبلة. ولم يفصح باشاغا عن فحوى اجتماعه، مساء أول من أمس، رفقة وزيره للخارجية حافظ قدور، مع كريستيان باك، مبعوث ألمانيا الخاص، ومايكل أونماخت سفيرها لدى ليبيا، لكن المبعوث الألماني أوضح، في بيان مقتضب على «تويتر»، أنه ناقش مع باشاغا الوضع في ليبيا، وكيفية التغلب على المأزق الحالي، والمضي قدماً نحو الانتخابات.
بدوره، أكد نيكولا أورلاندو، مبعوث إيطاليا الخاص إلى ليبيا، ونظيره الفرنسي بول سولير، خلال اجتماعهما في باريس، توافقهما المشترك مع موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الانتخابات الليبية، لافتاً إلى الاتفاق على الحاجة إلى تركيز جميع أصحاب المصلحة على إجراء انتخابات وطنية في أسرع وقت. واعتبر المبعوث الإيطالي ونظيره الفرنسي أن الانتخابات «هي ما يريده الشعب الليبي، وهي الطريق الوحيد للحفاظ على وحدة ليبيا واستقرارها»، وأشارا إلى تأكيد التزامهما بدعم الممثل الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
من جهة أخرى، واصل شباب منطقة تاجوراء إغلاق طريق الشط؛ اعتراضاً على تخصيص حكومة الدبيبة قطع أراض لأربع سفارات.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان استمرار السكان في إغلاق الطريق بانتظار تراجع الدبيبة عن هذا القرار، الذي اعتبره مثيراً للجدل.
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة إغلاق طريق الشط بطرابلس جزئياً؛ بمناسبة تنظيم احتفال بالذكرى الـ58 ليوم الشرطة الليبية.
من جهة ثانية، أعلنت فرنسا أمس أنها «أخذت علما» بالاتفاقية المبرمة في مجال المحروقات في المياه الليبية، التي وقعتها تركيا مع طرابلس، معتبرة أنها «لا تتوافق مع القانون الدولي للبحار».
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن موقف باريس بشأن «مذكرة التفاهم هذه، لم يتغير». مشيرة الى أنها «تمس بالحقوق السيادية لدول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا تتوافق مع القانون الدولي للبحار، ولا يمكن أن يكون لها عواقب قانونية على دول أخرى».