بايدن يوقع مرسوماً لنقل المعلومات الشخصية من الاتحاد الأوروبي

جو بايدن (رويترز)
جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن يوقع مرسوماً لنقل المعلومات الشخصية من الاتحاد الأوروبي

جو بايدن (رويترز)
جو بايدن (رويترز)

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الجمعة)، مرسوماً يهدف إلى توفير ضمانات لنقل البيانات الشخصية من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، في إطار قانوني جديد، وهو أمر بالغ الأهمية للاقتصاد الرقمي.
ورحب مفوض العدل الأوروبي ديدييه رايندرز بتوقيع المرسوم، الذي قال إنه «يمثل خطوة مهمة في تصميمنا على استعادة التدفق الآمن والحر للبيانات عبر المحيط الأطلسي»، حسبما كتب على «تويتر».
ويمكن أن يصدر قرار الاتحاد الأوروبي بخصوص هذا الملف في الربيع المقبل، بحسب مسؤول أوروبي اعتبر أن التدابير الأميركية الجديدة أدخلت «تحسينات مهمة» لضمان حماية الخصوصية.
وكان القضاء الأوروبي قد أبطل نسختين سابقتين من الاتفاق الذي يسمح للشركات بنقل بيانات مواطنين أوروبيين إلى الولايات المتحدة لمعالجتها أو خزنها بسبب مخاوف بشأن برامج المراقبة الأميركية.
لكن المحامي النمساوي والناشط في مجال الخصوصية ماكس شريمس، الذي أدى طعنه إلى إبطال محكمة العدل الأوروبية للنسختين السابقتين، قال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هناك «احتمالاً بنسبة 90 في المائة» أن تلجأ منظمته غير الحكومية لاتخاذ إجراء قانوني جديد ضد النسخة الجديدة.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، في مارس (آذار)، التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن إطار عمل جديد.
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، الجمعة: «هذا تتويج لجهودنا المشتركة لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار في تدفق البيانات عبر المحيط الأطلسي».
يعزز النص التدابير الرامية لضمان السرية وحماية الحريات المدنية في برامج المراقبة الأميركية التي تستهدف البيانات التي تُجمع في أوروبا وتُنقل عبر المحيط الأطلسي أو تُخزن لدى الأميركيين.
كما ينشئ آلية مستقلة وملزمة تتيح للأفراد في الدول المؤهلة طلب الإنصاف إذا اعتقدوا أن بياناتهم الشخصية جُمعت بشكل غير قانوني من قبل الاستخبارات الأميركية والحصول، عند الاقتضاء، على قرار بحذفها أو تصحيحها.
توفر هذه الآلية مستويين من الاستئناف؛ أحدهما مع مسؤول عن حماية الحريات المدنية في مديرية الاستخبارات الأميركية، والآخر لدى محكمة مستقلة شكلتها وزارة العدل.
وأضافت ريموندو: «تستجيب هذه الالتزامات بالكامل لقرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي وستغطي عمليات نقل البيانات الشخصية إلى الولايات المتحدة بموجب قانون الاتحاد الأوروبي».
في يوليو (تموز) 2020، قضت المحكمة بأن اتفاق «برايفسي شيلد» (درع الخصوصية) الذي تستخدمه خمسة آلاف شركة أميركية، بينها عمالقة مثل «غوغل» و«أمازون»، لا يحمي «التدخلات المحتملة في الحقوق الأساسية للأفراد الذين يتم نقل بياناتهم».
بدأت القضية برفع ماكس شريمس شكوى ضد «فيسبوك». وشريمس كان وراء الحكم الصادر عام 2015 بشأن اتفاق «سيف هاربور» السابق على برايفسي شيلد.
وأقر مسؤولو الإدارة الأميركية، خلال المؤتمر الصحافي، بأنه من المحتمل أن يتم الطعن من جديد في النسخة الجديدة من الاتفاق، التي قالوا إنها صيغت لمراعاة التحفظات السابقة للقضاء الأوروبي.
ولا ينتظر أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً بشأن الاتفاق قبل ستة أشهر، إذ يتطلب الأمر الحصول على رأي المجلس الأوروبي لحماية البيانات والبرلمان الأوروبي، إضافة إلى موافقة الأغلبية المؤهلة من الدول الأعضاء (15 من إجمالي 27 دولة شرط أن تمثل على الأقل 65 في المائة من سكان أوروبا).
أربك قرار محكمة العدل الأوروبية الشركات التي تنقل البيانات أو تستضيفها عبر المحيط الأطلسي والتي لجأت إلى حلول بديلة في انتظار الاتفاق على نظام أكثر استدامة.
في الأثناء، لجأت الشركات الأميركية التي تستخدم «درع الخصوصية» إلى آلية أوروبية أخرى لنقل البيانات تسمى «البنود التعاقدية القياسية» التي تقدم ضمانات قانونية أقل.
والآلية البديلة هي أيضاً موضوع دعاوى عديدة أقامتها منظمة ماكس شريمس غير الحكومية ضد تطبيقي «غوغل أناليتكس» و«فيسبوك كونيكت» الرائدين في قياس جمهور الإنترنت.


مقالات ذات صلة

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

الولايات المتحدة​ بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

بايدن يطلق حملة جمع التبرعات وترمب ينهي القطيعة مع «سي إن إن»

يتجه الرئيس الأميركي بايدن إلى مدينة نيويورك، الأسبوع المقبل، للمشاركة في حفل لجمع التبرعات لحملة إعادة انتخابه. ويستضيف الحفل المدير التنفيذي السابق لشركة «بلاكستون»، وتصل قيمة التذكرة إلى 25 ألف دولار للفرد الواحد. ويعدّ حفل جمع التبرعات الأول في خطط حملة بايدن بنيويورك، يعقبه حفل آخر يستضيفه جورج لوغوثيتيس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «ليبرا غروب» العالمية، الذي دعم الرئيس الأسبق باراك أوباما، ويعدّ من المتبرعين المنتظمين للحزب الديمقراطي. ويتوقع مديرو حملة بايدن أن تدر تلك الحفلات ما يصل إلى 2.5 مليون دولار.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يدعو رئيس مجلس النواب الأميركي للتفاوض حول أزمة سقف الدين

بايدن يدعو رئيس مجلس النواب الأميركي للتفاوض حول أزمة سقف الدين

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أجرى محادثة هاتفية الاثنين مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي حول أزمة رفع سقف الدين الوطني للولايات المتحدة، ودعاه للتفاوض شخصيا الأسبوع المقبل. وقال بيان مقتضب إن بايدن دعا مكارثي وكبار القادة الجمهوريين والديموقراطيين الآخرين في الكونغرس «لاجتماع في البيت الأبيض في 9 مايو(أيار)». بصفته رئيسا للغالبية الجمهورية في مجلس النواب، يملك مكارثي سلطة رقابية أساسية على الميزانية الأميركية. ومع ذلك، كان بايدن واضحا بأنه لن يقبل اقتراح مكارثي ربط رفع سقف الدين بخفض كبير في الإنفاق على برامج يعتبرها الديموقراطيون حيوية للأميركيين. وزاد هذا المأزق من احتمال أول

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

ترمب يتعهد «سحق» بايدن انتخابياً

تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، «سحق» الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما أدلى نائبه مايك بنس بشهادته في إطار تحقيق فيدرالي بشأن هجوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول. وقال ترمب، الخميس، أمام حشد من نحو 1500 مناصر، «الاختيار في هذه الانتخابات هو بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة». وتابع: «نحن نعيش في كارثة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هجوم على ترشح بايدن للرئاسة بسبب عمره: قد يموت على الكرسي

هجوم على ترشح بايدن للرئاسة بسبب عمره: قد يموت على الكرسي

قالت المرشحة للرئاسة الأميركية نيكي هايلي إن الرئيس الأميركي جو بايدن قد يموت في منصبه في حال أعيد انتخابه. وسلطت حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة البالغة من العمر 51 عامًا، وسفيرة دونالد ترمب السابقة لدى الأمم المتحدة الضوء على سن بايدن، وقالت لشبكة «فوكس نيوز»: «أعتقد أنه يمكننا جميعًا القول إنه إذا صوتنا لجو بايدن، فإننا نعول حقاً على الرئيسة هاريس، لأن فكرة أنه سيبلغ سن 86 عاماً ليست عادية». عندما أعلنت ترشحها لسباق الرئاسة، دعت هايلي جميع المرشحين الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا إلى اختبار معرفي - والذي سينطبق على بايدن البالغ من العمر 80 عامًا، ودونالد ترامب البالغ من العمر 76 عامًا. يظ

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن سيلتقي 18 من قادة المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة

بايدن سيلتقي 18 من قادة المحيط الهادئ في بابوا غينيا الجديدة

أعلن وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة اليوم (السبت)، أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيلتقي 18 زعيما من قادة منطقة جنوب المحيط الهادئ خلال زيارته للأرخبيل في مايو (أيار) المقبل في إشارة إلى حملة متجددة لجذب حلفاء في المنطقة. وقال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشينكو إن بايدن يخطط للقاء أعضاء كتلة منتدى جزر المحيط الهادئ في العاصمة بينما تحاول الولايات المتحدة تكثيف حملتها الدبلوماسية لجذب حلفاء في المنطقة. وبين القادة المدعوين رئيسا وزراء أستراليا ونيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

البيت الأبيض: ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين بشأن أوكرانيا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)
TT

البيت الأبيض: ترمب أجرى مكالمة هاتفية «إيجابية» مع بوتين بشأن أوكرانيا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة عسكرية في أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية 15 أغسطس 2025 (رويترز)

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب مكالمة هاتفية «إيجابية»، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، بشأن الحرب مع أوكرانيا، غداة عقده لقاءً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا، على ما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض.

وقالت كارولاين ليفيت عبر «إكس»، إن «الرئيس ترمب اختتم مكالمة إيجابية مع الرئيس بوتين بشأن أوكرانيا»، وذلك بعدما اتهمت موسكو، كييف، بإطلاق مسيّرات على مقر بوتين، معلنةً أنها «ستراجع» موقفها التفاوضي حول إنهاء الحرب.


زهران ممداني المعارض القوي لترمب يتولى الخميس رئاسة بلدية نيويورك

الديمقراطي زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك وزوجته راما دوجي في نيويورك (أ.ف.ب)
الديمقراطي زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك وزوجته راما دوجي في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

زهران ممداني المعارض القوي لترمب يتولى الخميس رئاسة بلدية نيويورك

الديمقراطي زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك وزوجته راما دوجي في نيويورك (أ.ف.ب)
الديمقراطي زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك وزوجته راما دوجي في نيويورك (أ.ف.ب)

يتولى الديمقراطي زهران ممداني، المعارض البارز والمناهض لسياسات دونالد ترمب، الخميس، رئاسة بلدية نيويورك، ليكون بذلك أول مسلم يشغل هذا المنصب منذ انتخابه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لولاية مدتها أربع سنوات وتحمل دلالات سياسية ورمزية كبيرة.

حفل تنصيب حاشد

سيؤدي زهران ممداني اليمين الدستورية بعد منتصف الليل بقليل أمام ليتيسيا جيمس، المدعية العامة لولاية نيويورك المقرَّبة منه والخصم اللدود للرئيس دونالد ترمب الذي رفعت دعوى قضائية ضده، وحاول بدوره مؤخراً توجيه اتهامات لها. ومن المقرر بعد ذلك إحياء حفل أمام مبنى البلدية، يترأسه بيرني ساندرز، الشخصية البارزة في اليسار الأميركي، بالإضافة إلى احتفال شعبي يُقام في الحي ظهراً.

ويعكس هذا الحدث «إحدى الرسائل الرئيسة» التي أكد عليها ممداني خلال حملته الانتخابية، وهي أن «نيويورك مدينة رائعة يطيب العيش فيها»، وفق ما يرى لينكولن ميتشل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

التحديات السياسية

بنى ممداني، الذي يُعرّف عن نفسه بأنه اشتراكي في بلدٍ يُربط فيه هذا المصطلح باليسار المتطرف، برنامجه الانتخابي على أساس مكافحة غلاء المعيشة في المدينة العملاقة التي يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة. إلا أن سلفه، إريك آدامز، سعى إلى تعقيد إجراءٍ رئيس يتعلق بتجميد الإيجارات لأكثر من مليون شقة من خلال تعيين أو إعادة تعيين عددٍ من المقربين منه في اللجنة المسؤولة عن اتخاذ القرار.

ولم تُعرف بعد تفاصيل تنفيذ وعود زهران ممداني الأخرى بدءاً من بناء 200 ألف وحدة سكنية بأسعار معقولة، وتوفير رعاية الأطفال للجميع، وإقامة متاجر كبرى عامة بأسعار مخفَّضة، وتوفير وسائل نقل عام مجانية.

من ناحية أخرى، تربط ممداني علاقات ممتازة مع كاثي هوتشول، حاكمة ولاية نيويورك الديمقراطية التي لها صلاحية اتخاذ قرار تنفيذ العديد من الإجراءات البلدية، بما في ذلك الزيادات الضريبية التي يعتزم فرضها.

معارضة ترمب

خلافاً لكل التوقعات، وبعد حملة انتخابية حامية، كان اللقاء بين دونالد ترمب وزهران ممداني في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) ودياً.

والآن وقد انتهت الانتخابات، يقول جون كين، الأستاذ بجامعة نيويورك، إن «النتائج أهم من الرموز»، مشيراً إلى أن رئيس البلدية المنتخب سعى «بحكمة إلى إيجاد أرضية مشتركة مع ترمب بجعل نيويورك من جديد مدينة رائعة يطيب العيش فيها».

ومع زيادة انتشار عناصر شرطة الهجرة في المدينة، يصعب التكهن بمدى استمرار هذا التقارب. ويشير لينكولن ميتشل إلى أن الناخبين «يتوقعون حقاً» من رئيس بلدية نيويورك الجديد أن يقف بحزم في وجه سياسات ترمب.

طمأنة الجمهور

يُعد زهران ممداني البالغ من العمر (34 عاماً) أحد أصغر رؤساء البلدية الذين تعاقب 111 منهم على الأقل على المنصب في نيويورك، كما أنه لم يشغل سابقاً سوى منصب واحد وهو عندما كان ممثلاً عن دائرة انتخابية في مجلس الولاية.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة إليه بسبب قلة خبرته، أحاط رئيس البلدية نفسه بفريق عمل متمرس، بعض أعضائه من إدارات سابقة بما في ذلك إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

كما بدأ حواراً، حتى قبل انتخابه، مع مجتمع الأعمال الذي توقع بعض أفراده هجرة جماعية لأثرياء نيويورك، وهو ما لم يتحقق بعد، وفق مديري عدد من الشركات العقارية في الأسابيع الأخيرة.

وبصفته مناصراً للقضية الفلسطينية، يضطر هذا المسلم من أصل هندي إلى مواصلة استرضاء الجالية اليهودية. ومؤخراً، استقالت إحدى مساعداته بعد الكشف عن تغريدات نشرتها في شبابها، وعُدت معادية للسامية.

«شخصية ثقافية»

يخلص لينكولن ميتشل إلى أن «رئيس بلدية نيويورك كان على الدوام (تقريباً) شخصية ثقافية» لا تكف وسائل الإعلام عن تحليلها، وفي مقدمتها صحيفة «نيويورك تايمز» التي تناولت تجربته القصيرة في موسيقى الراب، وحصص الارتجال في مانهاتن، ومشاركته في فريق كرة القدم في بروكلين، فضلاً عن اختياره «بدلات بسيطة وبسعر معقول، يرتديها رجل في الثلاثين يسعى لأن يبدو جاداً ومهنياً».

وتحظى زوجته راما دوجي، وهي رسامة من أصل سوري، بقدر مماثل من الاهتمام. فقد سجل حسابها على «إنستغرام» أكثر من مليون متابع منذ الانتخابات، وفقاً لإحصائيات موقع «سوشال بليد».

وعندما اختيرت موضوع غلاف لمجلة «ذا كات» (The Cut)، وهي مجلة نيويورك المتخصصة في الموضة والثقافة، صرّحت راما دوجي مؤخراً بأنها ليست «سياسية»، بل «من مؤيدي» زد Z، وهو اللقب الذي يُطلق على زهران ممداني، وأنها ترغب في اغتنام موقعها الجديد في نيويورك بتقديم «أفضل ما لديها من قدرات فنية».


ترمب يتحدث عن تدمير «منشأة كبيرة» لصلتها بالمخدرات وفنزويلا

مسيّرة مقاتلة من طراز «إم كيو- 9 ريبر» تابعة لسلاح الجو الأميركي في سماء أغواديا ببورتوريكو (رويترز)
مسيّرة مقاتلة من طراز «إم كيو- 9 ريبر» تابعة لسلاح الجو الأميركي في سماء أغواديا ببورتوريكو (رويترز)
TT

ترمب يتحدث عن تدمير «منشأة كبيرة» لصلتها بالمخدرات وفنزويلا

مسيّرة مقاتلة من طراز «إم كيو- 9 ريبر» تابعة لسلاح الجو الأميركي في سماء أغواديا ببورتوريكو (رويترز)
مسيّرة مقاتلة من طراز «إم كيو- 9 ريبر» تابعة لسلاح الجو الأميركي في سماء أغواديا ببورتوريكو (رويترز)

كشف الرئيس دونالد ترمب أن القوات الأميركية دمرت «منشأة كبيرة» لم يحدد طبيعتها في إطار حملة إدارته ضد عصابات صناعة المخدرات وتهريبها بفنزويلا، في حين شوهدت مسيّرات أميركية من طراز «إم كيو- 9 ريبر» المتطورة لدى تحليقها قرب أحد مطارات بورتوريكو. وأكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن قواته «أكثر استعداداً» في مواجهة الضغوط المتواصلة من الولايات المتحدة.

وخلال مقابلة صحافية أجراها معه الملياردير الجمهوري جون كاتسيماتيديس الذي يملك محطة إذاعية كبيرة في نيويورك، لم يربط الرئيس ترمب بين ذلك وظهور المسيّرات المتطورة التي تنتجها شركة «جنرال آتوميكس» في منطقة الكاريبي قرب الحدود الفنزويلية، إلا أن هذه الطائرات مجهزة لمهمات الاستطلاع والمراقبة البعيدة المدى، ويُعتقد أنها مزودة بصواريخ، وهي تشكل إضافة مهمة لأكبر حشد عسكري أميركي في منطقة البحر الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية في مطلع الستينات من القرن الماضي.

ويأتي هذا الحشد العسكري في وقت أمر فيه الرئيس ترمب بفرض حصار على كل ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات، والتي تدخل فنزويلا أو تغادرها.

وخلال مناقشة الحملة العسكرية الأميركية لعرقلة تهريب المخدرات من أميركا اللاتينية عبر ضرب قوارب يُشتبه في نقلها للمخدرات، قال ترمب: «لديهم مصنع كبير أو منشأة كبيرة تنطلق منها السفن»، من دون أن يحدد موقعها أو يشير صراحة إلى فنزويلا كهدف. وأضاف: «قبل ليلتين، دمرنا ذلك».

وعلى أثر المقابلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أفاد مسؤولون أميركيون بأن ترمب كان يشير إلى منشأة لتهريب المخدرات جرى تدميرها في فنزويلا، لكنهم لم يقدموا أي تفاصيل. وامتنع المسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) عن الإدلاء بأي معلومات إضافية حول طبيعة «المنشأة الكبيرة» ومكانها. ولم يصدر أي تقرير علني عن هجوم من الحكومة الفنزويلية أو أي سلطات أخرى في المنطقة.

هجوم بري؟

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يهمس في أذن الرئيس دونالد ترمب خلال اجتماع في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

وإذا صحّ كلام ترمب بأن الولايات المتحدة قصفت موقعاً في المنطقة، فسيكون ذلك أول هجوم بري معروف منذ بدء حملته العسكرية ضد فنزويلا. وبينما وصف بعض المسؤولين الموقع المستهدف بأنه موقع لإنتاج المخدرات، فإنه ليس من الواضح ما هو الدور الذي لعبه في عمليات التهريب في فنزويلا، التي تشتهر بدورها في تهريب المخدرات، وبخاصة الكوكايين المنتج في كولومبيا، لكنها ليست منتجاً رئيسياً للمخدرات.

ومنذ أسابيع، يتوعد ترمب بشنّ ضربات برية في فنزويلا، في إطار حملة ضغط متصاعدة على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يواجه اتهامات في الولايات المتحدة لدوره في تجارة المخدرات.

وفوّض ترمب وكالة «سي آي إيه» للقيام بذلك. وبدأت الولايات المتحدة التخطيط لعمليات سرية داخل فنزويلا قبل أشهر. ومنذ 2 سبتمبر (أيلول) الماضي، تشن الولايات المتحدة غارات عسكرية على قوارب في جنوب البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ. وتتهم إدارة ترمب هذه القوارب بتهريب المخدرات. وأدت هذه العمليات حتى الآن إلى مقتل 105 أشخاص على الأقل. ووصفها منتقدون بأنها عمليات قتل خارج نطاق القانون، مؤكدين أن الجيش الأميركي لا يملك أي أساس قانوني لشن ضربات مميتة ضد المدنيين. ولكن الإدارة دافعت عن هذه الهجمات بأن الولايات المتحدة في نزاع مع «إرهابيي المخدرات» الذين لا يمكن إيقافهم إلا بالقوة العسكرية.

وكانت هذه الغارات البحرية قد طُورت في الأصل كجزء من عملية من مرحلتين. وذكرت مصادر مطلعة على التخطيط أن المرحلة الثانية، التي لم تعلن رسمياً بعد، ستشمل غارات على منشآت المخدرات داخل فنزويلا.

«قواتنا أكثر استعداداً»

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وزوجته سيليا فلوريس يشاركان في مراسم تحية نهاية العام للقوات المسلحة في لا غوايرا بفنزويلا (رويترز)

في المقابل، ألقى مادورو خطاباً في كاراكاس بثته قناة «غلوبوفيزيون»، قال فيه إنه «على مدى 27 أسبوعاً، تعرضت فنزويلا لتهديدات من قوة عملاقة. وعلى مدى 27 أسبوعاً، انتشرت قواتنا المسلحة بذكاء وحكمة وصبر استراتيجي»، رداً على حملة الضغط العسكري والحصار البحري التي تنفذها القوات الأميركية في منطقة الكاريبي. وأضاف مخاطباً المهاجرين الفنزويليين في الخارج الذين يُقال إنهم عائدون إلى البلاد: «قواتنا المسلحة أكثر استعداداً من أي وقت مضى لمواصلة تحقيق السلام والحفاظ على سلامة أراضي شعبنا بأكمله». وتابع: «نرحب بأذرع مفتوحة بجميع إخواننا الذين هاجروا، وقد عاد الكثيرون منهم مستغلين شهر ديسمبر (كانون الأول الحالي) للبقاء هنا»، في إشارة إلى عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.