لجان المقاومة السودانية تطالب بـ{إلغاء الدستور وسلام جوبا» وحل {السيادي}

غداة توقيع ميثاق سياسي... الآلاف يتظاهرون في الخرطوم ومدن أخرى

سودانيون يشاركون في مسيرة بالخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني سبتبمر الماضي (أ.ف.ب)
سودانيون يشاركون في مسيرة بالخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني سبتبمر الماضي (أ.ف.ب)
TT

لجان المقاومة السودانية تطالب بـ{إلغاء الدستور وسلام جوبا» وحل {السيادي}

سودانيون يشاركون في مسيرة بالخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني سبتبمر الماضي (أ.ف.ب)
سودانيون يشاركون في مسيرة بالخرطوم للمطالبة بعودة الحكم المدني سبتبمر الماضي (أ.ف.ب)

نص ميثاق سياسي وقعته «لجان المقاومة السودانية»، على إلغاء الوثيقة الدستورية واتفاقية سلام جوبا المضمنة بها، وأكد على «اللاءات الثلاث» الممثلة في رفض التفاوض أو الاعتراف أو الشراكة مع القيادة العسكرية الحالية للجيش السوداني، والعمل على إسقاط ما أطلق عليه «انقلاب أكتوبر»، وإثر ذلك خرج آلاف المتظاهرين في مدن العاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد الأخرى». وقالت لجان المقاومة في بيان صحافي، إن لجان الخرطوم وعددا من ولايات ومدن البلاد المختلفة، كونت لجنة فنية مشتركة كلفت بتوحيد المواثيق المقدمة من لجان المقاومة، وتوصلت إلى ما أطلق عليه «الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب»، ليكون رؤية سياسية وتنظيمية لحركة المقاومة السلمية.

سودانيون يتظاهرون في أحد شوارع الخرطوم أثناء الاحتجاجات (أ.ب)

ووفقاً للبيان، فإن الميثاق مقدم لكافة قوى الثورة لتوقيعه، باستثناء المجموعات التي ساندت الانقلاب وأنصار نظام الإسلاميين وحزبه، مع دعوة لبقية لجان المقاومة التي لم تشارك في إعداد المسودة تسريع المناقشات لتوحيد رؤية لجان المقاومة جميعها على وثيقة موحدة». ونص الميثاق، على حل مجلس السيادة العسكري وتكوين مجلس مدني من ثلاثة أشخاص، وإلغاء الوثيقة الدستورية والعودة لدستور 1956 المؤقت، وتشكيل مجلس تشريعي من الثوار ولجان المقاومة والقانونيين والسياسيين الوطنيين وأسر الشهداء، مع حكومة ثورية من «تكنوقراط» وهيكلة القوات المسلحة وتكوين جيش واحد». والوثيقة الدستورية هي الدستور الذي حكم الفترة الانتقالية والشراكة بين المدنيين في تحالف الحرية والتغيير والمكون العسكري، لكن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان علق البنود الخاصة بالشراكة ومواد أخرى في الوثيقة 25 أكتوبر 2021». ودعا الميثاق لتأسيس أوضاع دستورية جديدة مستندة على «الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب» الذي وقعته عشرات لجان المقاومة من مختلف أنحاء البلاد، وفقاً لآجال محددة، تتكون خلالها مؤسسات الانتقال بما في ذلك الجهازان التنفيذي والتشريعي». ويطالب الميثاق بإلغاء منصب القائد العام للقوات المسلحة، وإيكاله لـ«رئيس الوزراء»، وتكوين مجلس أعلى لقيادة الجيش من قدامى المحاربين، ومجلس أعلى للقضاء والنائب العام، ومجلس لقيادة الشرطة ومجالس أخرى في مختلف المجالات». وكما يدعو لتسمية مجلس تشريعي ثوري مصغر يتولى التشريع قبل إسقاط الانقلاب، وتكوين مجلس تشريعي اتحادي ومجالس تشريعية ولائية ثورية، وإلى إسقاط «انقلاب» قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، واعتباره امتداداً لنظام الإنقاذ بقيادة عمر البشير، ومحاسبة المشاركين فيه مدنيين أو عسكريين.
ويمنع الميثاق إقامة الأحزاب على أسس دينية أو قبلية أو جهوية، ويدعو لتشريع قانون لـ«عزل» حزب المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد وأسقط بالثورة الشعبية، ومنع قادته من المشاركة في أي نشاط سياسي.
ويدعو الميثاق للمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وتعزيز دولة القانون واستقلالية القضاء وحكم المؤسسات وقصر دور الجيش على الدفاع عن الوطن وحماية الدستور، والتمسك بالدولة المدنية وتعزيز الحريات العامة والفصل بين السلطات، والقصاص العادل عبر محاكمة ثورية لقتلة الثوار والفساد، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لمجزرة فض الاعتصام وجرائم ما بعد انقلاب أكتوبر 2012.
وأثناء ذلك، شهدت عدد من مناطق البلاد مواكب احتجاجية وتظاهرات دعت لها لجان المقاومة، وفقاً لجدول التظاهرات والاحتجاجات الذي دأبت على إعلانه شهرياً، ونص على مواكب وتظاهرات مركزية ولا مركزية طوال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، ومن بينها موكب الخميس الذي أطلقت عليه موكب (6 أكتوبر).
وفي الخرطوم اتجه الموكب إلى شارع أفريقيا المعروف بـ«شارع المطار» وسط الخرطوم، فيما اتجه محتجين من مدينة أم درمان إلى مدخل جسر شمبات عند «صينية الزعيم الأزهري»، واتجه موكب بحري إلى محطة «المؤسسة»، وهي مناطق دأبت لجان المقاومة للتظاهر فيها أيام المواكب اللامركزية، أو حين تغلق السلطات الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الخرطوم.
وأغلقت السلطات - كالعادة كلما أعلنت مواكب احتجاجية - جسر «المك نمر» الرابط بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، ويمر بالقرب من القصر الرئاسي والمناطق الحيوية في قلب الخرطوم، باستخدام الحاويات المعدنية لمنع مرور السيارات والراجلة عبره، وخرج الآلاف في مواكب احتجاجية في مدن: «الأبيض في كردفان، وزالنجي في دارفور، وود مدني في الجزيرة»، ومدن أخرى في أنحاء البلاد.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.