فيصل بن سلمان يكرم 113 حافظًا للقرآن الكريم في المسجد النبوي

وضع حجر الأساس لوقف المجمع التعليمي

الأمير فيصل يضع حجر الأساس لمشروع وقف المجمع التعليمي الذي تقيمه الجمعية
الأمير فيصل يضع حجر الأساس لمشروع وقف المجمع التعليمي الذي تقيمه الجمعية
TT

فيصل بن سلمان يكرم 113 حافظًا للقرآن الكريم في المسجد النبوي

الأمير فيصل يضع حجر الأساس لمشروع وقف المجمع التعليمي الذي تقيمه الجمعية
الأمير فيصل يضع حجر الأساس لمشروع وقف المجمع التعليمي الذي تقيمه الجمعية

كرّم الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، 113 طالبًا من طلاب الجمعية خلال الحفل الذي أقامته الجمعية بعد صلاة التراويح بالمسجد النبوي الشريف، كما وضع أمير المنطقة حجر الأساس لوقف المجمع التعليمي للجمعية. وعبّر أمير المنطقة عن فخره واعتزازه بحفظة كتاب الله، وأوصاهم بأن يتبعوا حفظهم عملاً ويكونوا لبنات خير وعطاء لدينهم ووطنهم.
وثمّن رئيس مجلس إدارة الجمعية، الدكتور علي بن سليمان العبيد، خلال كلمته، ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للقرآن الكريم وأهله من عناية واهتمام خاصين، الذي شمل عنايته بالمصحف طباعةً وتوزيعًا ونشرًا، وما يوليه من متابعة مباركة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ظهرت جليةً في مسابقته المحلية للبنين والبنات، ونجح دعم ورعاية القيادة الرشيدة في تمكين الجمعيات من القيام بدورها في غرس حفظ القرآن الكريم في نفوس الناشئة؛ تحقيقًا للخيرية التي وعد بها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وقال العبيد: «إن ما تحقق - ولله الحمد - من تخريج لهذه الكوكبة المباركة يأتي نظير الدعم الذي يقوم به الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة الرئيس الفخري للجمعية، ودوره الكبير في دعم جمعية تحفيظ القرآن الكريم ورعايته لحفلها السنوي، وما تجده الجمعية من دعم ومؤازرة من أصحاب الأيادي البارة الخيرة التي تهفو نفوسهم لخدمة القرآن العظيم في بلد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم».
عدد الطلاب الذين جرى تكريمهم في الحفل السنوي لهذا العام بلغ 113 طالبًا، اجتازوا اختبارات الجمعية لحفظ القرآن الكريم، كما جرى تكريم طلاب الجمعية الفائزين في جائزة مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المحلية لحفظ القرآن الكريم لهذا العام، وهم الطلاب: محمد عبد الله عبد الفتاح جميل، وعلي أحمد أفتاب أحمد عالم، وعبد المنان أحمد أفتاب أحمد عالم، ونواف عبد الله بدر المزيني، والفائزان في مسابقة الأمير سلطان للأطفال المعوقين، الطالب يوسف محمد بشير أحمد، والطالب عطية عبد الحميد، اللذان فازا بمراكز متقدمة في هذه المسابقات.
وأضاف العبيد أن مما تميز به حفل هذا العام وضع الأمير فيصل بن سلمان أمير المنطقة حجر الأساس لمشروع وقف المجمع التعليمي الذي تقيمه الجمعية على الأرض الممنوحة من القيادة الرشيدة، ومساحتها عشرة آلاف متر مربع، بمساحة إنشائية قدرها 16.597 متر مربع، الذي سيكون بعد إنشائه إضافة مباركة لتعليم القرآن الكريم وفق أرقى ما توصلت إليه الوسائل التعليمية والتجهيزات الفنية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».