ما سبب الزيادة المفاجئة في اختبارات صواريخ كوريا الشمالية؟

الصاروخ حلّق على ارتفاع 1000 كيلومتر في طريقه إلى المحيط الهادي (إ.ب.أ)
الصاروخ حلّق على ارتفاع 1000 كيلومتر في طريقه إلى المحيط الهادي (إ.ب.أ)
TT

ما سبب الزيادة المفاجئة في اختبارات صواريخ كوريا الشمالية؟

الصاروخ حلّق على ارتفاع 1000 كيلومتر في طريقه إلى المحيط الهادي (إ.ب.أ)
الصاروخ حلّق على ارتفاع 1000 كيلومتر في طريقه إلى المحيط الهادي (إ.ب.أ)

لم يكن الصاروخ المتوسط المدى الذي اختبرته كوريا الشمالية، أول من أمس (الثلاثاء)، بعيداً عن أسطح المنازل في مدينة هوكايدو اليابانية - فقد حلّق على ارتفاع 1000 كيلومتر في طريقه إلى المحيط الهادي، حيث سقط على بعد نحو 3 آلاف كيلومتر من شرق اليابان دون وقوع حوادث. وحسب تقرير نشرته صحيفة «الغارديان»، فقد تسبب الاختبار في قلق مفهوم بين السكان، رغم أن الرسالة السياسية التي حملتها عملية الإطلاق لم تكن موجهة إلى اليابان، ولكن إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. كما هو الحال مع أي عرض رئيسي للقوة العسكرية لكوريا الشمالي، فإن التوقيت والسياق لا يقلان أهمية عن أي مؤشر على أن أسلحة النظام أصبحت أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية - وأكثر تهديداً.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1577342030417739778?s=20&t=1nmrOn0MBZJp3NE4_dfPBg
هناك إجماع بين المراقبين في بيونغ يانغ على أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، سيتجنب اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يسرق الأضواء الإقليمية من الصين - الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية وأكبر مانح للمساعدات - بينما تستعد لعقد مؤتمر نادر للحزب الشيوعي الصيني في 16 أكتوبر (تشرين الأول). لكن هناك أسباباً مقنعة لاختيار بيونغ يانغ هذه اللحظة لإطلاق صاروخ «هواسونغ - 12»، القادر نظرياً على ضرب إقليم غوام الأميركي في المحيط الهادي. كان الأمر تذكيراً بأن تكنولوجيا أسلحة كوريا الشمالية تتقدم - بعد أن حلق «هواسونغ - 12» أبعد من أي صاروخ آخر حتى اليوم - كجزء من عرض أوسع لقدرات النظام الباليستية. وقد أجرت بيونغ يانغ ثماني عمليات إطلاق صواريخ في 10 أيام فقط، و40 عملية حتى اليوم هذا العام، وفقاً للأمم المتحدة.
تأتي اختبارات هذا الأسبوع بعد فترة وجيزة من استئناف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التدريبات البحرية واسعة النطاق التي تعتقد بيونغ يانغ أنها بروفة لغزو، وبعد زيارة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس للحدود الفاصلة بين الكوريتين.

نتيجة للانقسام العالمي
من الناحية الاستراتيجية، فإن سلوك بيونغ يانغ هو نتيجة لعدم الاستقرار السياسي العالمي الذي منحها فرصة لاستفزاز جيرانها دون خوف من حزمة أخرى من العقوبات. لم تصبح الحرب في أوكرانيا مصدر إلهاء لجو بايدن فحسب، بل فتحت الباب أمام علاقات أوثق بين بيونغ يانغ وموسكو، في حين مكّن النشاط العسكري الصيني الأخير في مضيق تايوان كوريا الشمالية من استغلال التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين.
انتهت أيام الوحدة القوية التي ظهرت عام 2017. عندما فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك روسيا والصين، عقوبات شديدة على بيونغ يانغ. كان هذا واضحاً في مايو (أيار) من هذا العام، عندما استخدمت الصين وروسيا حق النقض ضد قرار يفرض عقوبات جديدة على النظام. هذا الانقسام يعني أن استفزازات أكثر خطورة تلوح في الأفق، حيث تستمر كوريا الشمالية في استغلال أوكرانيا وتايوان ومجلس الأمن المعطّل لدفع وضعها كدولة نووية شرعية لها القدرة على استهداف البر الرئيسي للولايات المتحدة بصاروخ باليستي عابر للقارات ومسلح نووياً. كما أشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية هذا الأسبوع، فقد أعقب التجارب السابقة للصواريخ الباليستية الكورية الشمالية تجارب نووية.
حذر المسؤولون الأميركيون والكوريون الجنوبيون منذ أشهر من أن التجربة النووية السابعة وشيكة، بينما تشير صور الأقمار الصناعية لموقع اختبار «Punggye - ri» المجهز بالكامل إلى أن السؤال الوحيد اليوم يتعلق بالتوقيت السياسي. وقال سو كيم، المحلل في مؤسسة «راند»: «في هذه المرحلة، يبدو أن تراجع كيم ووقف الاستفزازات يأتي بنتائج عكسية على مصالحه، ناهيك عن مقدار الموارد المهدرة لإجراء اختبارات الأسلحة هذه». وتابع: «نحن في دائرة استفزازات الأسلحة. ما تبقى، في الأساس، هو تجربة صاروخ باليستي عابر للقارات وربما التجربة النووية السابعة التي طال انتظارها».


مقالات ذات صلة

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

شمال افريقيا السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

السودان وأوكرانيا على طاولة مباحثات السيسي ورئيس الوزراء الياباني

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القاهرة. ووصف الرئيس المصري المباحثات مع رئيس الوزراء اليباني بأنها كانت «إيجابية وبناءة»، حيث جرى استعراض ما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الرياضة سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

سالم الدوسري في مرمى النيران بعد تصرف غير مبرر في «ذهاب الأبطال»

تحول المهاجم سالم الدوسري من بطل محتمل للهلال في نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم إلى «مفسد للحفل» بعد طرده في الدقائق الأخيرة بلقاء الذهاب، بسبب اعتداء على منافس في الدقائق الأخيرة خلال تعادل محبط 1 - 1 في الرياض أمس (السبت). وافتتح الدوسري التسجيل في الدقيقة 13 من متابعة لكرة عرضية، ليثبت مجدداً أنه رجل المواعيد الكبرى، إذ سبق له التسجيل في مرمى أوراوا في نهائي نسخة 2019، حين أسهم في تتويج الهلال. وخلد اسمه في الذاكرة بتسجيل هدف فوز السعودية التاريخي على الأرجنتين في كأس العالم بقطر العام الماضي، ليهز الشباك في نسختين بالنهائيات، فضلاً عن التسجيل في 3 نسخ لكأس العالم للأندية. لكن الدوسري (31

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

ما دلالات جولة رئيس وزراء اليابان الأفريقية؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، والتنافس المحموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة تأثيرها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أمس، مصر في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

أفريقيا ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

ما دلالات الجولة الأفريقية لرئيس وزراء اليابان؟

في ظل التداعيات الجيوستراتيجية للحرب الروسية - الأوكرانية، وما استتبعها من تنافس محموم من جانب الدول الكبرى على النفوذ في أفريقيا، تسعى اليابان لزيادة نفوذها في القارة، وهو ما يراه خبراء تقاطعاً وتكاملاً مع استراتيجية واشنطن الجديدة، وتأسيساً لأدوار جديدة تحاول طوكيو من خلالها مجابهة تصاعد النفوذ الصيني. في هذا السياق، زار رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، اليوم (السبت)، مصر، في بداية جولة أفريقية تشمل أيضاً غانا وكينيا وموزمبيق.

العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

وزير الدفاع الروسي: العلاقات العسكرية مع كوريا الشمالية تتوسع بسرعة

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)
عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، اليوم الجمعة، خلال زيارة لكوريا الشمالية، إن التعاون العسكري بين البلدَين يتوسّع بسرعة. واتهمت الولايات المتحدة كوريا الشمالية بإرسال آلاف الجنود إلى منطقة كورسك الروسية، حيث تحاول القوات الروسية طرد الجنود الأوكرانيين. ولم تؤكد موسكو أو تنفِ هذا الادعاء.

وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (يسار) يتصافح ووزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف خلال اجتماعهما في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ونقلت وزارة الدفاع الروسية عن بيلوسوف قوله، لنظيره الكوري الشمالي نو كوانغ تشول، إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقَّعتها موسكو وبيونغ يانغ هذا العام تستهدف تقليص مخاطر الحرب في شمال شرقي آسيا و«الحفاظ على توازن القوى في المنطقة». وأضاف بيلوسوف أن محادثات، اليوم (الجمعة)، قد تعزز الشراكة الاستراتيجية في المجال العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ. وذكرت وكالات أنباء روسية أن بيلوسوف سيجري محادثات مع القيادة العسكرية والسياسية لكوريا الشمالية.

وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف (الثاني من اليسار) مع وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول (الثاني من اليمين) خلال لقائهما في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية يوم 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وفي وقت سابق اليوم، قالت وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع، أندريه بيلوسوف، وصل إلى كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)؛ لإجراء محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بيونغ يانغ، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

حلَّ بيلوسوف، الخبير الاقتصادي السابق، محلَّ سيرغي شويغو وزيراً للدفاع في مايو (أيار) بعد أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فترة ولايته الخامسة في السلطة.

وجاءت الزيارة بعد أيام من لقاء الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، وفداً أوكرانياً بقيادة وزير الدفاع رستم عمروف، ودعا البلدَين إلى صياغة تدابير مضادة غير محددة رداً على إرسال كوريا الشمالية آلاف القوات إلى روسيا؛ لدعم حربها ضد أوكرانيا.

عند وصول وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى مطار بيونغ يانغ الدولي بكوريا الشمالية... وفي استقباله وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 (أ.ب)

وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها إن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة، وإن بعض هذه القوات بدأت بالفعل في الانخراط في القتال. كما اتُّهمت كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأنظمة مدفعية وصواريخ ومعدات عسكرية أخرى قد تساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات.

وتتخوَّف سيول من أن كوريا الشمالية قد تتلقى مقابل إرسال قواتها وإمداداتها إلى روسيا، نقلاً للتكنولوجيا الروسية من شأنه أن يعزز التهديد الذي يشكِّله برنامج الأسلحة النووية والصاروخية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.