ليندركينغ: مطالب الحوثي المستحيلة أدت إلى فشل تمديد الهدنة

أكد استمرار المساعي لرؤية تحرك إيجابي... وقال إن {ما رأيناه من إيران في اليمن كان دوراً سلبياً للغاية}

المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ (غيتي)
المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ (غيتي)
TT
20

ليندركينغ: مطالب الحوثي المستحيلة أدت إلى فشل تمديد الهدنة

المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ (غيتي)
المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ (غيتي)

ألقى المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ باللوم على الحوثيين في فشل الجهود الأميركية والأممية لتمديد الهدنة قائلا إن «العائق الوحيد أمام تجديد الهدنة كان الحوثيين الذين طالبوا بمطالب (مستحيلة)، وطالب الحوثي بإبداء المزيد من المرونة لفتح الطريق أمام فرص تحقيق السلام.
وحذر خلال مؤتمر هاتفي مع الصحافيين صباح الأربعاء - من عودة الاقتتال مرة أخرى بعد فشل الجهود لتمديد الهدنة، مشيرا إلى أن عودة الحرب والاقتتال لن تجلب سوى الدمار لليمن، وستخلق مزيدا من الارتباك حول مسار هذا الصراع. وشدد على أنه «لا يوجد حل عسكري»، وأن المضي قدما لن يكون إلا من خلال اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة، مشددا على أن الجهود الدبلوماسية منخرطة ولن تتوقف حتى يتحقق هذا الهدف.
في الوقت نفسه، أبدى ليندركينغ تفاؤله حول فرص تمديد بل وتوسيع الهدنة، وإمكانية التوصل إلى اتفاقات حول دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية من اليمنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات، وقال إن «العناصر الرئيسية للهدنة مستمرة وموجودة، ومستوى العنف لا يزال منخفضا نسبيا، كما تواصل سفن الوقود تفريغ محتوياتها وهناك استمرارية في الرحلات الجوية التجارية المدنية، وهي العناصر المرجوة من الهدنة، والتي قدمت نتائج ملموسة للشعب اليمني خلال الأشهر الستة الماضية» وأضاف «لهذا السبب الدبلوماسية الدولية وجهود الأمم المتحدة مستمرة بلا هوادة، ونرى ضرورة أن تظل جميع القنوات مفتوحة خاصة في هذا الوقت الحساس، ولهذا السبب سأقوم بزيارة المنطقة في المستقبل القريب لمواصلة هذه المشاركة، واستكمال جهود مبعوث الأمم المتحدة».
وسرد ليندركينغ المزايا التي تحققت خلال الستة أشهر الماضية خلال الهدنة، مشيرا إلى انخفاض بنسبة 60 في المائة من الخسائر في صفوف المدنيين وقدرة 25 ألف يمني على السفر على متن رحلات جوية من وإلى مطار صنعاء لأول مرة منذ 2016، وتوافر الوقود على نطاق واسع، إضافة إلى قدرة المنظمات الإنسانية على مواصلة عملها وتقديم الرعاية الطبية لليمنيين. وقال: «كل هذا يمكن توسيعه مع هدنة متجددة وممتدة، ومن المهم أن يستمع الحوثيون إلى مطالب اليمنيين، والاستماع إلى اقتراح الهدنة الذي قدمته الأمم المتحدة الذي يؤدي إلى عملية سياسية، ويمهد الطريق أمام وقف دائم لإطلاق النار وبدء محادثات تقرر مستقبل اليمن».

دور سلبي لإيران
وحول الدور الذي لعبته إيران لوقف أي تمديد للهدنة والمطالب المستحيلة التي طالب بها الحوثيون أجاب ليندركينغ «طرح الحوثي مطالب متطرفة حول أن يتم دفع رواتب أفراد الجيش والأمن الحوثي أولا بدلا من موظفي الخدمة المدنية، مما أدى إلى عرقلة المحادثات، كما تراجع عن الالتزامات التي تعهد بها في وقت سابق، أما بخصوص دور إيران، فجوابي أننا لا نعرف، فقد رحبت إيران بالهدنة في 2 أبريل (نيسان) وتجديدها في 2 يونيو (حزيران) وفي 2 أغسطس (آب) وقال الإيرانيون إنهم يؤيدون حلا سياسيا للصراع، وإنه لا يوجد حل عسكري، لكننا بحاجة إلى رؤية تحرك إيراني على الأرض يدعم هذا النهج الإيجابي، ونحن متشوقون لرؤية دور إيراني إيجابي، لكننا لم نشهده، وما رأيناه حتى الآن على مدار سنوات الصراع، كان تدخلا إيرانيا سلبيا تماما».
وفي إجابته على أسئلة حول تهديدات الحوثيين لمهاجمة منشآت داخل المملكة العربية السعودية والإمارات قال المبعوث الأميركي إلى اليمن: «من مصلحتنا الوطنية مساعدة شركائنا الخليجيين في الدفاع عن أنفسهم ضد أي عدوان خارجي، وسنقوم بذلك في حالة عدوان قادم من اليمن، وسنوفر لشركائنا احتياجاتهم الدفاعية المشروعة في مواجهة التهديدات»، وأضاف «لقد اكتملت عمليتان من المبيعات لصواريخ باتريوت إضافية إلى المملكة العربية السعودية وإلى الإمارات، وقد لعبت تلك الصواريخ دورا رئيسا في الدفاع عن كلا البلدين من الهجمات بطائرات دون طيار عبر الحدود ومن الهجمات الصاروخية القادمة من اليمن».

خيارات الإدارة الأميركية
واستبعد المبعوث الأميركي إمكانية أن تقدم الولايات المتحدة على إعادة تصنيف الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرا إلى أن إدارة بايدن لا تزال تملك العديد من الخيارات، وقال: «الخيار الذي نريده هو العودة إلى الهدنة وتقليل التصعيد، ولا تزال لدينا مخاوف إنسانية بشأن إعادة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، وهذه المخاوف يجب أن تؤخذ في الاعتبار حينما نتحدث عن الوضع الإنساني في اليمن، ونعتمد على الدور الذي تلعبه الدول الخليجية ومنها المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات في تقديم المساهمات واحتياجات التمويل»، ولفت إلى مخاوف سلطنة عمان من عدم الاستقرار في اليمن، والذي يمكن أن يلقي بظلاله على الاستقرار في السلطنة.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».