دعوات دولية لانتخاب رئيس للبنان وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات

مفوض أوروبي: الأولوية القصوى هي الإصلاحات

TT

دعوات دولية لانتخاب رئيس للبنان وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات

يشهد لبنان في هذه المرحلة اهتماما خارجيا لافتا يتمثل في تأكيد مختلف الجهات على أهمية إنجاز الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية كما تأليف حكومة كاملة الصلاحيات، إضافةً إلى الدعوة لإنجاز الإصلاحات اللازمة، وهو ما أكدت عليه يوم أمس «مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان» كما المفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفيه فاريلي الذي ربط المساعدات إلى لبنان بإنجاز هذين الاستحقاقين.
وفي بيان لها، بمناسبة انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، شددت «مجموعة الدعم» «على أهمية انتخاب رئيس جديد ضمن الإطار الزمني الذي نص عليه الدستور، يكون بمقدوره توحيد الشعب اللبناني والعمل مع كافة الفاعلين الإقليميين والدوليين على تجاوز الأزمة الاقتصادية والإنسانية بما يخدم المصلحة العامة من خلال البدء الفوري في تمهيد الطريق لتطبيق إصلاحات شاملة والتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي».
ورأت أنه «من المهم أيضاً تشكيل حكومة جديدة ذات صلاحيات تمكنها من تنفيذ الإصلاحات الضرورية المطلوبة»، معبرة عن قلقها «لعدم إحراز تقدم كافٍ في تنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب اتفاق 7 أبريل على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي، ولا سيما التأخير في اعتماد التشريعات فضلا عن التأخير بشأن الكابيتال كونترول والسرية المصرفية وإصلاح القطاع المصرفي كما القرارات المتعلقة بتوحيد أسعار الصرف واستعادة عافية القطاع المالي»، لذا دعت «السلطات إلى الإسراع في جهودها لاستكمال جميع تلك الخطوات التي لم تحسم بعد»، وأدانت في الوقت عينه «عدم إحراز تقدم حتى الآن في الإجراءات القضائية المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، داعيةً السلطات اللبنانية إلى بذل كل ما في وسعها لإزالة أي عقبات أمام إتمام تحقيق نزيه وشامل وشفاف».
وفي الإطار نفسه كان للمفوض الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع أوليفييه فاريلي الذي عقد اجتماعات مع المسؤولين في لبنان، مواقف مؤكدةً على أهمية إنجاز الإصلاحات اللازمة ووفاء لبنان بالتزاماته إضافةً إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وأعلن أمس فاريلي بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون أنه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إضافةً إلى لقاءات سبق أن عقدها بعدد من المسؤولين والشخصيات من بينهم نائب رئيس الحكومة ووزير المالية ووزير الخارجية والمغتربين وقائد الجيش.
وأكد أن على لبنان «أن ينجز الإصلاحات الضرورية كي يتمكن من تجاوز الوضع القائم»، مشيرا إلى أن «الأولوية القصوى الآن هي اعتماد الإصلاحات الاقتصادية والمتعلقة بالحوكمة التي طال انتظارها من خلال برنامج كامل ومتكامل مع صندوق النقد الدولي...»، مبديا الاستعداد لزيادة المساعدات للبنان ما إن يتم إبرام هذا الاتفاق.
وأكد «أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب لبنان... ونحن نريد مساعدته لإعادة بناء قطاعي التعليم والرعاية الصحية والمصارف والكهرباء، معلنا «رفع قيمة المساعدات هذه السنة وزيادة المبالغ المخصصة له بقيمة 75 مليون يورو لمساعدة الشعب اللبناني ما من شأنه المساهمة في إرساء الحوكمة الرشيدة وتعزيز مؤسسات الدولة ومختلف الأطراف المعنية بهذه العملية، وسوف نخصص 25 مليون يورو للمساعدة في التخفيف من الأزمة الناتجة عن ارتفاع أسعار الغذاء. وسنساعد لبنان في إنتاج كميات أكبر من الغذاء، ومن خلال زيادة دعمنا للفئات الضعيفة والتي تعجز عن تأمين سبل العيش اليومية لأسرها. ولا نريد أن نساعد فقط من خلال مبالغ مالية بل أيضاً من خلال مساعدات عينية، وهذا يعني تقديم مساعدات مباشرة إلى الشعب اللبناني»...
ورأى أنه «كي تحقق كل هذه الأمور النتائج المرجوة في لبنان، علينا أن نحدد الأمور بشكل واضح. هذا يعني أن الشعب يستحق أن يعلم حقيقة ما حصل في المصرف المركزي والمصارف التجارية، وحقيقة انفجار المرفأ. ويجب التوصل إلى كل هذه الحقائق التي لا بد أن يكون لها نتائج وآثار. وبطبيعة الحال يتعين على مجلس النواب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة»، وأكد «أوروبا ستكون إلى جانبكم، ودائماً في موقع المساعدة ولكن أوروبا لا تستطيع مساعدة لبنان إن لم يساعد نفسه».
وفي رد على سؤال عما إذا كانت المساعدات مشروطة، أجاب: «إن مساعدات الاتحاد الأوروبي للشعب اللبناني لم تكن أبداً مشروطة، ولكن من المستحيل تقديم المساعدة إن لم يكن هناك حكومة تستقبل هذه المساعدة، وإن لم يكن هناك دولة لتوزيعها، لذلك نحن بحاجة إلى رئيس للجمهورية وإلى حكومة. ومع وجود رئيس وحكومة نحن مستعدون لتقديم المزيد، ومبالغ إضافية إلى الـ75 مليون يورو التي تحدثت عنها».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

سفراء «الخماسية» يستأنفون حراكهم الرئاسي: لانتخاب رئيس يجمع اللبنانيين

سفراء «اللجنة الخماسية» خلال لقائهم رئيس البرلمان نبيه بري (رئاسة البرلمان)
سفراء «اللجنة الخماسية» خلال لقائهم رئيس البرلمان نبيه بري (رئاسة البرلمان)
TT

سفراء «الخماسية» يستأنفون حراكهم الرئاسي: لانتخاب رئيس يجمع اللبنانيين

سفراء «اللجنة الخماسية» خلال لقائهم رئيس البرلمان نبيه بري (رئاسة البرلمان)
سفراء «اللجنة الخماسية» خلال لقائهم رئيس البرلمان نبيه بري (رئاسة البرلمان)

استأنف سفراء «اللجنة الخماسية» حراكم الرئاسي باللقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري، بعدما كان قد التقى السفير المصري علاء موسى رئيس حزب «القوات اللبنانية»، معبراً عن تفاؤله بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المحددة في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، وناقلاً عن بري تأكيده أن جلسة الانتخاب ستكون مفتوحة بدورات متتالية، وهو ما تطالب به المعارضة.

والسفراء هم، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو وسفير دولة قطر الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني وسفير مصر علاء موسى. وأعرب سفراء «الخماسية»، وفق بيان صدر بعد اللقاء عن مكتب بري، عن تقديرهم للرئيس بري لجهة «تعيينه جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، وكذلك أبدوا ترحيباً لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار والجهود التي بذلت للتوصل إليه». بدوره، اعتبر رئيس البرلمان «أن الاجتماع مع سفراء الخماسية كان جيداً»، شاكراً لهم متابعتهم، ومغتنماً فرصة اللقاء لدعوتهم إلى «حضور جلسة 9 يناير المخصصة لانتخاب الرئيس العتيد ولكي يشهدوا الحضور والنِصاب والانتخاب»، بحسب بيان صادر عن مكتب بري.

وشدد رئيس المجلس على «الحاجة الوطنية الملحة إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي بخاصة في هذه الظروف والمتغيرات المتسارعة في المنطقة، لا سيما ما يحصل في سوريا».

وفي حين عبَّرت السفيرة الأميركية بعد اللقاء عن تفاؤلها بإنجاز الاستحقاق الرئاسي، تحدث السفير المصري فشدّد على قناعة اللجنة الخماسية «بأهمية انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت ممكن وجهود تثبيت وقف إطلاق النار، باعتبارها مسألة في غاية الأهمية للدولة اللبنانية». ولفت إلى أنه تم البحث في «مواصفات الرئيس القادم التي اعتمدناها في لقاء الدوحة عام 2023. كما تناولنا بأن أحد هذه العناصر إلى جانب عناصر أخرى لأهمية انتخاب رئيس جامع لكل اللبنانيين وأيضاً يدعم تطبيق القرار 1701 وتنفيذ الإصلاحات. كذلك تحدثنا عن التمسك باتفاق الطائف، وأهمية العمل على تطبيقه، واستمعنا منه إلى تقديره للخطوات القادمة في جلسة الانتخاب». ورداً على سؤال عما إذا تم في اللقاء بحث في الأسماء؟ قال السفير المصري: «منذ دعوة الرئيس بري للجلسة وصولاً إلى اليوم، هناك مشاورات بين القوى السياسية ورئيس البرلمان منخرط بشكل كامل بها، والهدف منها الوصول إلى توافق على اسم أو عدد من الأسماء يتم طرحها خلال الجلسة، والحقيقة لم يتم في الجلسة تناول أسماء، تحدثنا عن المواصفات التي باتت واضحة للجميع وبشكل كبير وهو ما يعمل عليه، إنما الأمر الذي تأكدنا منه وكان الرئيس بري واضحاً في شأنه حرصه على أنه في هذه الجلسة سيتم من خلالها الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وأنها ستكون جلسة مفتوحة بدورات متتالية بمعنى أنهم مستمرون في الانعقاد في البرلمان وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية».

وكان السفير المصري أعلن بُعيد لقائه رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أنه استمع منه «إلى أفكار جيّدة ومبشِّرة وتوجّه إيجابي للغاية»، آملاً بانتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة المقبلة. وقال:«نحن نعتبر أن هذه الجلسة هي خطوة ستستتبع خطوات كثيرة متعلّقة بمستقبل لبنان وازدهاره وتجاوزه الكثير من العقبات، وبالتالي أتصوّر أن في الفترة الممتدة من اليوم إلى التاسع من يناير سيكون هناك حوار مستمر ما بين القوى السياسيّة في لبنان وأيضاً ما بين أصدقاء لبنان وهذه القوى؛ وصولاً إلى تحقيق ما يصبو إليه الجميع في انتخاب الرئيس».

ورداً على سؤال عما إذا كانت المستجدات في سوريا ستؤثر على الاستحقاق الرئاسي في 9 يناير، قال: «إن أي أحداث إقليمية تؤثر بشكل مباشر على لبنان، ويجب أن تدفعه إلى اتخاذ المزيد من الخطوات باتجاه تماسكه ووحدته وبنائه؛ لذلك نقول إن الأحداث الإقليميّة قد تكون دافعاً أكبر إلى الانتهاء من ترتيب البيت الداخلي في لبنان، باعتبار أن المنطقة تمرّ في أوقات صعبة، وبالتالي لبنان القوي الواثق الذي يعمل بكامل قوّته هو الذي سيكون النموذج الأفضل لمواجهة هذه التحديات والتغلّب عليها».