تجمع بالقاهرة يناقش دور الفتوى في مواجهة «معوقات التنمية»

يناقش تجمع ديني في القاهرة دور الفتوى في مواجهة «معوقات التنمية» بمشاركة كبار العلماء والمفتين من 90 دولة، وبتمثيل من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وعدد من الهيئات الدولية. وتنظم دار الإفتاء المصرية مؤتمرها العالمي السابع للإفتاء تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في الفترة من 17 إلى 18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لمناقشة «الفتوى وأهداف التنمية المستدامة». وقال مستشار مفتي مصر، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إبراهيم نجم، إن «الفتوى هي تجلي الحضور الشرعي في الواقع الإنساني، لتهذيبه ودفعه لتحقيق العمران، الذي هو أحد مقاصد الشريعة العليا، لقوله تعالى: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، أي طلب منكم أن تعمروها»، مشيراً إلى أنه «من هنا جاءت فكرة مؤتمر دار الإفتاء المصرية العالمي السابع للإفتاء ليتشابك مع قضية الفتوى وأهداف التنمية المستدامة ويبين العلاقة بينهما».
وأضاف مستشار مفتي مصر (الأربعاء) أن «الاشتباك بين الفتوى وأهداف التنمية المستدامة ليس غريباً من حيث وحدة الهدف الذي يتغياه الداعون إلى التنمية المستدامة، وأهل الفتوى التي تمثل دافعاً ومحفزاً نحو حركة العمران لا تلك التي تمثل قيداً عليها»، مشيراً إلى أن «التنمية المستدامة في أدق معانيها هي مصطلح مستحدث للدلالة على حسن إدارة الموارد الإنسانية وتطويرها، اجتماعية كانت أو اقتصادية؛ لتنمية البيئة وحمايتها».
حول كيفية دعم الفتوى للتنمية المستدامة وهي فعل ديني، والتنمية المستدامة تستهدف الموارد وتطوير طرق استغلالها. أوضح نجم أنه «يمكن إبرازها هنا عن طريق فهم طبيعة الدور الذي يناط بالفتوى الحقيقية، لا تلك التي رسمها بعض أدعياء العلم وما مثلته في العقلية الجمعية من قيود على حركة الحياة»، مؤكداً أن «المفتي الحقيقي هو الذي يسهم في صناعة مناخ عام دافع نحو بناء الإنسان، بكل مكوناته، روحياً وعقلياً وجسدياً وبيئياً واجتماعياً واقتصادياً، فهو الذي يستخرج من مصادر التشريع ما يؤكد عمق العلاقة بين الإنسان وبيئته، وما يمكن أن يسهم في عمارة أرضه وبيئته بكل مكوناتها، فتتحقق السعادة والرفاه له وللأجيال القادمة من بعده».
ويتضمن المؤتمر العالمي السابع للإفتاء ثلاثة محاور رئيسية، الأول بعنوان «دور الفتوى في تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، والثاني «دور الفتوى في مواجهة معوقات التنمية»، ويعرض لآليات الإفتاء في مواجهة معوقات التنمية المستدامة، ودور مؤسسات الفتوى والقادة الدينيين في مواجهة معوقات التنمية، أما المحور الثالث فسيكون حول «الفتوى ودعم الاقتصاد الوطني، وكذلك دور الفتوى في تشجيع الاقتصاد وازدهاره ونمو». كما تتضمن فعاليات المؤتمر عقد مجموعة من الندوات وورش العمل والبرامج الخاصة بالتغيرات المناخية والبيئة وأهداف التنمية المستدامة.
ووفق دار الإفتاء «سيتم خلال المؤتمر الإعلان عن عدد من المبادرات والمشروعات العالمية من بينها (المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية) التي أُنجز منها إلى الآن خمسون مجلداً، كما سيتم الإعلان عن (ميثاق افتائي لمواجهة التغيرات المناخية) تعميقاً للوعي بمخاطر ومشكلات ما نجم عن التغيرات المناخية على كل الأصعدة والمجالات في الحياة الإنسانية، وتزامناً مع التحضيرات المصرية لقمة (كوب 27) الشهر المقبل».