قفزة جديدة... «تيك توك» يحقق مليار دولار من المبيعات في الأسواق الدولية

قيمة التداول ترتفع بنسبة 477 %... والتطبيق يتفوق على «ريلز» في جذب المراهقين

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف في اليابان (أ.ب)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف في اليابان (أ.ب)
TT

قفزة جديدة... «تيك توك» يحقق مليار دولار من المبيعات في الأسواق الدولية

شعار «تيك توك» على أحد الهواتف في اليابان (أ.ب)
شعار «تيك توك» على أحد الهواتف في اليابان (أ.ب)

أبلغ تطبيق ««تيك توك» عن زيادة قدرها خمسة أضعاف في حجم المبيعات لتصل إلى مليار دولار عبر عملياته في الأسواق الدولية بما في ذلك المملكة المتحدة وأوروبا العام الماضي.
يأتي ذلك حيث يواصل المراهقون والشباب جعل منصة مشاركة الفيديوهات الأكثر إثارة على وسائل التواصل الاجتماعي، ليصبح التطبيق الصيني هو «تطبيق اللحظة».
وتُظهر الإيداعات المالية لشركة ««تيك توك» المملوكة للصينيين، والتي تغطي أيضاً عمليات في بلدان مثل البرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا وكولومبيا، أن شعبيتها بين الجمهور تترجم بسرعة إلى ازدهار في الإعلانات والتجارة الإلكترونية.
وارتفعت قيمة التداول بنسبة 477 في المائة من 171 مليون دولار في عام 2020 إلى 990 مليون دولار العام الماضي، حيث شكلت المملكة المتحدة وأوروبا أكثر من 80 في المائة من الإجمالي، وفقاً لسجل الشركات البريطانية، المعروف باسم «كومبانيز هاوس».
وفي المملكة المتحدة، قفز حجم المبيعات من 51.8 مليون دولار إلى 279 مليون دولار، مما جعل ««تيك توك» لديه نسبة أكبر من كعكة الإعلانات للتفوق على النسبة لدى «سناب شات» لكن متساوية مع «تويتر»، وفقاً لبيانات «إنسايدر إنتيليجنس».
وقالت الشركة: «كانت الزيادة مدفوعة بشكل أساسي بالنمو المستمر لقاعدة مستخدمينا وأدوات تحقيق الدخل المحسنة لتحسين تجربة المعلنين وأداء الإعلانات».
وقد وصلت ««تيك توك» إلى المليار مستخدم شهرياً العام الماضي، بعد أربع سنوات من إطلاقها العالمي، ووصلت المنصة إلى هذا العدد من المستخدمين في نصف الوقت الذي استغرقته منصات «فيسبوك» و«يوتيوب» و«إنستغرام»، وثلاث سنوات أسرع من «واتساب».
وكان تطبيق «فيسبوك» المملوك لشركة ميتا قد أطلق خدمة «ريلز» لمواجهة المنافسة مع ««تيك توك»، من أجل جذب أكثر المجموعات السكانية المرغوبة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً.
ومع ذلك، فإن السباق نحو النمو يعني الإنفاق الهائل، إذ أبلغت ««تيك توك» في بريطانيا عن مضاعفة نفقات «البيع والتسويق» تقريباً لتصل إلى 666 مليون دولار في عام 2021. حسبما أورد تقرير لصحيفة «غارديان» البريطانية.
وأشارت الصحيفة البريطانية أن ««تيك توك» تشهد فورة توظيف، حيث تضاعف عدد الموظفين في المملكة المتحدة من 669 إلى 1554 موظفاً، وشهدت مجموعة المناطق والبلدان التي يغطيها ««تيك توك» بريطانيا ارتفاعاً من 1302 إلى 4396 موظفاً.
وجاء أكثر من أربعة أخماس مبيعات ««تيك توك» بريطانيا السنوية البالغة 990 مليون دولار أميركي من الإعلانات عبر الإنترنت العام الماضي، وجاء الباقي في الغالب من البث المباشر والتجارة الإلكترونية. كما تمتلك الشركة عملة افتراضية يمكن للمستخدمين شراؤها وإنفاقها داخل التطبيق.
لا تزال الشكوك تطارد تطبيق ««تيك توك» من أن ملكيتها من قبل شركة «بايت دانس» الصينية تعني أنها قد تشكل تهديداً للأمن القومي.
وقد حاولت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إجبار «بايت دانس» على بيع عملياتها الدولية لشركة أميركية، لكن خسارته في الانتخابات الرئاسية الأميركية ألغت أي صفقة محتملة.
قبل عامين، حظرت الهند، وهي واحدة من أكبر الأسواق في العالم لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، 59 تطبيقاً صينياً، بما في ذلك تطبيق «تيك توك».


مقالات ذات صلة

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

شمال افريقيا شعار تطبيق «تيك توك» (د.ب.أ)

«يهدد الأمن القومي»... تحرك برلماني مصري لحجب الـ«تيك توك»

بداعي «تهديده للأمن القومي» ومخالفة «الأعراف والتقاليد» المصرية، قدم عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، عصام دياب، «طلب إحاطة»، لحجب استخدام تطبيق «تيك توك».

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الأمير ويليام خلال تسجيل أول فيديو عبر منصة «تيك توك» (اندبندنت)

حاور طالبة تأخرت عن محاضرتها... الأمير ويليام يقتحم عالم «تيك توك» (فيديو)

ظهر الأمير ويليام لأول مرة على تطبيق «تيك توك» خلال زيارة إلى مركز حرم مدينة بلفاست.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا احتجاجات صحفيين وسط العاصمة للمطالية بعدم التضييق على رجال الإعلام (إ.ب.أ)

سجن مؤثرين في تونس يفجر جدلاً حول استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي

اشتعل جدل حاد في الأوساط الحقوقية والسياسية في تونس حول محتوى منصة «تيك توك»، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، وتسبب في انقسام الآراء بشكل واضح.

«الشرق الأوسط» (تونس)
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.