يوم المعلم العالمي... «غوغل» يحتفي واليونسكو تحذر من «عبء العمل الثقيل»

معلمة باكستانية توجه أطفالاً في مدرسة ببيشاور (إ.ب.أ)
معلمة باكستانية توجه أطفالاً في مدرسة ببيشاور (إ.ب.أ)
TT

يوم المعلم العالمي... «غوغل» يحتفي واليونسكو تحذر من «عبء العمل الثقيل»

معلمة باكستانية توجه أطفالاً في مدرسة ببيشاور (إ.ب.أ)
معلمة باكستانية توجه أطفالاً في مدرسة ببيشاور (إ.ب.أ)

احتفى محرك البحث «غوغل» بيوم المعلم العالمي، اليوم الأربعاء، بواجهة مزينة بأدوات دراسية، لليوم الذي يحين موعده في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام. في حين طالبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الدول الفقيرة بالالتفات إلى أوضاع المعلمين الصعبة مثل قلة الراتب، والنظر إلى ظروفهم المعيشية، خصوصاً في المناطق النائية والمحرومة والريفية.
ويوم المعلم العالمي هو يوم عالمي للاحتفال بالمعلم، وقد حُدد هذا اليوم للاحتفال بالمعلم في عام 1994؛ وذلك احتفالاً بتوصية «منظمة العمل الدولية» في اليونسكو بشأن تحسين وضع المعلمين.

ويعدّ الهدف من تخصيص يوم للمعلم هو التقدير لكل المعلمين في العالم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحوالهم والمطالبة بتحسينها، وكذلك الاهتمام بشؤونهم. وتأتي احتفالات هذا العام، وفقاً لـ«اليونسكو»، تحت شعار «التحول في التعليم يبدأ بالمعلمين».
وتشير «اليونسكو» إلى أن اليوم العالمي للمعلمين فرصة للاحتفال بالإنجازات، والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات المتبقية؛ وذلك من أجل تعزيز مهنة التدريس.
https://twitter.com/UNESCO/status/1577554291413467136
وفقًا لـ«اليونسكو»، ففي جميع أنحاء العالم، هناك حاجة إلى 69 مليون معلم إضافي للوصول إلى التعليم الأساسي الشامل بحلول عام 2030. ومما يزيد تفاقم المشكلة، أن البلدان التي تعاني أعلى عجز في المعلمين هي على وجه التحديد البلدان التي تحتاج إلى اللحاق بأكبر قدر بأولوية تعميم التعليم الأساسي، ولا سيما أفريقيا، وهناك مناطق أخرى تعاني أشد النقص من المعلمين في التعليم الأساسي؛ وهي جنوب آسيا، بما في ذلك الهند، حسب «اليونسكو».
وتقول «اليونسكو» إن الافتقار إلى التدريب وظروف العمل غير الجذابة والتمويل غير الكافي، كلها تقوِّض مهنة التدريس وتؤدي إلى تفاقم أزمة التعلم العالمية. ولطالما وضعت «اليونسكو» المعلمين في قلب النضال من أجل الحق في التعليم الشامل والجيد.
تقول أودري أزولاي، المديرة العامة لـ«اليونسكو»: «هناك حاجة مُلحة للتعرف بشكل أفضل على هذه المهنة التي يعتمد عليها مستقبل أطفالنا».

تشير تقديرات «اليونسكو» إلى الحاجة إلى 24.4 مليون مدرس إضافي في التعليم الابتدائي، وحوالي 44.4 مليون معلم للتعليم الثانوي من أجل تحقيق التعليم الأساسي الشامل بحلول عام 2030.
ومع وجود بعض الفصول الدراسية الأكثر اكتظاظاً في العالم، فإن أفريقيا هي أيضًا موطن للمعلمين الأكثر إرهاقاً والأنظمة التي تعاني نقص الموظفين.
وتُظهر أرقام «اليونسكو» الجديدة، التي تم الكشف عنها في يوم المعلم العالمي لعام 2022، أن هناك حاجة إلى 5.4 مليون معلم في المرحلة الابتدائية في أفريقيا، و11.1 مليون معلم في المرحلة الثانوية، إذا كان العالم يريد تحقيق الأهداف التي حددتها أجندة 2030.
وتتوقع اليونسكو أن هناك حاجة إلى 1.7 مليون معلم إضافي في المرحلة الابتدائية، و5.3 مليون معلم في المرحلة الثانوية.
https://twitter.com/UN/status/1577509634654584834
وتَعتبر منظمة اليونسكو أن العقبة الأولى أمام جذب المعلمين الجدد في البلدان منخفضة الدخل هي عبء العمل الثقيل؛ فوفقًا لبيانات جديدة لليونسكو، فإن كل معلم ابتدائي في هذه البلدان لديه 52 تلميذاً في المتوسط لكل فصل في المرحلة الابتدائية، في حين أن المتوسط العالمي هو 26 تلميذاً، وتعدّ النسبة مرتفعة بشكل خاص في أفريقيا؛ حيث يوجد 56 تلميذاً لكل معلم، وجنوب آسيا مع 38 طالباً تحت مسؤولية كل معلم، فيما يوجد في أوروبا وأميركا الشمالية 15 تلميذاً فقط لكل معلم في المتوسط.
التحدي الآخر لتحقيق هدف التعليم الأساسي هو الافتقار إلى التدريب المناسب للمعلمين. تقول منظمة اليونسكو إن صعوبات الإشراف تتفاقم بسبب نقص التدريب؛ مما يعني أن المعلمين لا يمتلكون دائماً جميع الأدوات المتاحة للنجاح في الفصل الدراسي.

تُظهر بيانات «اليونسكو» أن حوالي 26 % من معلمي المدارس الابتدائية، و39 % من معلمي المدارس الثانوية، ليس لديهم الحد الأدنى من متطلبات التأهيل في البلدان منخفضة الدخل، مقارنة بـ14 %، و16 % على التوالي، على مستوى العالم.
في المناطق النائية والمحرومة والريفية، تزداد الظروف سوءًا وتتفاقم بسبب احتياجات التعلم متعددة الصفوف ومتعددة اللغات والحادة في الفصول الدراسية.
وأكدت «اليونسكو» أن هناك عنصراً آخر يجب معالجته من قِبل الحكومات والمدارس؛ وهو الراتب، إذ أكدت المنظمة الدولية أن الأزمة المهنية تتفاقم أيضاً بسبب الرواتب غير التنافسية.
وتُظهر بيانات «اليونسكو» أن 6 من أصل 10 دول تدفع لمعلمي المدارس الابتدائية أقل من غيرهم من المهنيين ذوي المؤهلات المماثلة. وهذا المعيار واضح بشكل خاص في البلدان ذات الدخل المرتفع.
في 5 دول من أصل 6 في هذه المجموعة، يكسب مدرسو المدارس الابتدائية أقل من غيرهم من المهنيين المماثلين. وهناك 3 دول ذات دخل مرتفع، لديها سياسة جديرة بالثناء لرواتب المعلمين: سنغافورة؛ بمتوسط راتب يساوي 139 % من المهن المماثلة، وإسبانيا (125 %)، وكوريا الشمالية (124 %).
وأشار تقرير «اليونسكو» إلى تأثر المعلمات بشكل غير متناسب بسبب الافتقار إلى السكن اللائق والطرق الطويلة وغير الآمنة إلى المدرسة ونقص خدمات رعاية الأطفال، مما يجعل من الصعب إبقاء النساء في وظائف التدريس عن بُعد.
وتذكر «اليونسكو» أن التمثيل الناقص للمعلمات في بعض مجالات المعرفة وفي المناصب القيادية، يمثل تحدياً مستمراً آخر.


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.