الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية عدة ورئيس الأركان يؤكد العزم على الحسم

واشنطن تدين تهديد الميليشيات لشركات النفط وتشيد بموقف الشرعية

مقاتلون من أبناء القبائل في منطقة الحديدة يستعدون لمقاتلة الميليشيا الحوثية بعد انتهاء الهدنة (أ.ف.ب)
مقاتلون من أبناء القبائل في منطقة الحديدة يستعدون لمقاتلة الميليشيا الحوثية بعد انتهاء الهدنة (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يفشل هجمات حوثية عدة ورئيس الأركان يؤكد العزم على الحسم

مقاتلون من أبناء القبائل في منطقة الحديدة يستعدون لمقاتلة الميليشيا الحوثية بعد انتهاء الهدنة (أ.ف.ب)
مقاتلون من أبناء القبائل في منطقة الحديدة يستعدون لمقاتلة الميليشيا الحوثية بعد انتهاء الهدنة (أ.ف.ب)

أفشلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الثلاثاء، هجمات ومحاولات تسلل نفذتها ميليشيات الحوثي شرق وغرب مدينة تعز الواقعة على بعد 270 كيلومترا جنوب العاصمة صنعاء.
كما أفشلت هجمات ومحاولات مماثلة في جبهة الطوير بمديرية مقبنة غربا، وفي محيط مستشفى الحمد في الجبهة الشرقية للمدينة، بعد مواجهات استمرت عدة ساعات بمختلف أنواع الأسلحة.
ووفقاً للمركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، فإن المواجهات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر ميليشيات الحوثي، من دون تسجيل خسائر في صفوف الجيش والمقاومة.
وتمكنت قوات محور يافع، من صد هجوم شنته الميليشيات على مواقع عسكرية وقرى ومناطق سكنية في مديرية الحد في يافع التابعة لمحافظة لحج شمال العاصمة المؤقتة عدن. ونشر المركز الإعلامي لجبهة الحد مقطع فيديو لاستهداف القيادي الأول للحوثيين ومرافقيه في حد البيضاء على خط التماس في الجبهة.
وأعلنت القوات المشتركة في الساحل الغربي أنها كسرت مساء الاثنين هجمات حوثية في محور حيس جنوب مدينة الحديدة، في حين ذكرت مصادر محلية في محافظة مأرب، أن مواجهات دارت في جبهات جنوب المحافظة، بعد أن قصفت الميليشيات مواقع الجيش بعد ساعات من إعلان انتهاء سريان الهدنة وفشل تمديدها.
وأوضح المركز الإعلامي للقوات المشتركة، أن ميليشيات الحوثي دفعت بالعشرات من عناصرها لمحاولة التسلل في محور حيس من جهة جنوب الجراحي، مسنودة بغطاء ناري مكثف، لكن دون جدوى، وأن وحدات من القوات المشتركة تصدت لها، وأجبرت عناصرها على الفرار بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم.
وأشار المركز، إلى أن محاولة التسلل الفاشلة، تزامنت مع تحركات مكثفة للميليشيا قرب خطوط التماس على طول امتداد محور حيس، ناقلا عن قائد اللواء الثاني تهامة فؤاد قوله إن «حركات ميليشيا الحوثي كانت مرصودة بدقة، وإنه سرعان ما انتهت محاولات التسلل كسابقاتها بالفشل الذريع».
واندلعت مواجهات عنيفة، مساء الأحد الماضي، في شمال محافظة الضالع، عقب انتهاء سريان الهدنة وفشل تمديدها، بعد أن شنت الميليشيات مساءً، قصفا عنيفا على المواقع العسكرية في جبهات الفاخر ومريس.
وتحدثت المصادر العسكرية والأهالي، عن سقوط القذائف الحوثية على قرى: الحشة وحبول والزبيريات في قطاع الفاخر، وحبيل العبدي وباب غلق، مؤكدة سقوط مدنيين جراء القصف الهستيري، فيما تحدثت مصادر محلية في مأرب، عن مواجهات في جبهات جنوب المدينة إثر قصف حوثي استهدف مواقع القوات الحكومية، عقب ساعات من انتهاء سريان الهدنة وفشل تمديدها.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، تحدث سكان الأحياء الشمالية والشرقية في مدينة تعز، عن هجمات وقصف بالمدفعية شنته الميليشيات تزامنا مع انتهاء الهدنة الإنسانية المعلنة منذ ستة أشهر برعاية أممية، علما بأن العشرة أيام الأخيرة من الهدنة التي انتهت الأحد الماضي، شهدت خروقات واسعة نفذتها الميليشيات الحوثية في محافظة تعز ومناطق أخرى.
وعلق رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز على رفض الحوثيين جهود تمديد الهدنة بأن «السلام الدائم في اليمن لن يتحقق إلا بهزيمة الحوثيين عسكرياً». ووفقا لقناة (اليمن) الفضائية الرسمية، شدد بن عزيز، على ضرورة رفع الجاهزية القتالية للقوات المسلحة لأعلى مستوياتها.
وأعرب رئيس هيئة الأركان عن «عزم القوات المسلحة اليمنية، ومعها كل أحرار اليمن، على حسم المعركة وتحقيق السلام المستدام في البلاد، لأن جماعة الحوثي لا يمكن أن تخضع للسلام إلا بقوة السلاح» كما قال.
وأدانت الولايات المتحدة الأميركية، خطاب ميليشيات الحوثي «الذي يهدد الشحن التجاري وشركات النفط العاملة في المنطقة»، معبرة عن بالغ قلقها، جراء رفض الميليشيات الانقلابية تمديد الهدنة في اليمن لفترة جديدة تصل لستة أشهر.
وصدر بيان مساء الاثنين عن المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، تحدث فيه عن إتاحة مقترح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمديد الهدنة، «إطلاق مفاوضات بناءً على وقف إطلاق نار شامل وعملية سياسية شمولية بقيادة يمنية تتيح إنهاء الحرب بشكل مستدام».
وأشاد البيان، «بموافقة الحكومة اليمنية على مقترح الهدنة الموسعة الذي تقدمت به الأمم المتحدة، وبالدعم القوي من دول المنطقة ومجلس الأمن الدولي والشركاء الدوليين له»، وحض الميليشيات على «مواصلة المفاوضات بحسن نية والعمل مع الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق تمديد للهدنة يبقي اليمن على طريق السلام».
وجاء في البيان: «إن الهدنة تمثل أفضل فرصة للسلام أتيحت لليمنيين منذ سنوات، والخيار المطروح أمام الأطراف بسيط، وهو بين السلام والمستقبل الأكثر إشراقا لليمن. أو العودة إلى الدمار والمعاناة غير المجديين»، محذراً من أن عودة الحرب في اليمن، «ستزيد من تصدع البلاد وعزلها أكثر. وهي أصلا على شفير الهاوية».
واستعرض البيان ما سيتيحه مقترح الهدنة الموسعة الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة، «إذ يوفر رواتب عشرات الآلاف من الموظفين المدنيين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ سنوات، ويفتح الطرق عبر مختلف أنحاء البلاد، ويزيد من عدد الرحلات الدولية، ويسهل عملية التخليص للسفن المحملة بالوقود التي تصل إلى ميناء الحديدة».
ورفضت ميليشيا الحوثي، مقترح المبعوث الدولي غروندبرغ، بتمديد الهدنة وتوسيع بنودها، مهددة باستئناف الأعمال القتالية وقصف المنشآت النفطية ومواقع شركات النفط العاملة في اليمن، وبضرب أهداف استراتيجية وحيوية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إذا لم يتم تلبية شروطها.
ويقول الناشط السياسي اليمني عبد الجليل الحقب في حديث لـ«الشرق الأوسط»؛ إنه ومع انتهاء الهدنة، فإن البلاد لم تشهد بعد عودة كاملة للحرب حتى اللحظة، برغم كل الهجمات الحوثية في عدة جبهات، مما يبقي الأبواب مشرعة أمام الجهود الدبلوماسية التي يقودها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في محاولته للتوصل إلى صيغة اتفاق جديدة ترضي جميع الأطراف. وحسب رأيه لا يملك الحوثيون القدرة الكافية لتغيير مسار الحرب، أو حتى اجتياز مناطق جديدة توقفوا على تخومها منذ سنوات.
ويرى الحقب أن كل ما في وسع الحوثي «هو المشاغبة، وتهديد أمن الطاقة وطرق الملاحة في البحار، لكنه يفاوض ببراعة ويبتز حاجة المجتمع الدولي للهدوء في المنطقة، برفع سقف مطالبه، ويخاطر بإشعال الحرب مجددا رغم إيمانه بتكاليفها الباهظة على جماعته».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».