بايرن ميونيخ ونابولي للاقتراب من ثمن النهائي... وليفربول وتوتنهام للتمسك بالأمل

إنتر ميلان «المترنح» يواجه برشلونة «المنتشي» في قمة شبه حاسمة لمواصلة التقدم بدوري الأبطال

لاعبو نابولي خاضوا التدريبات بقوة استعداداً لأياكس أمستردام (إ.ب.أ)
لاعبو نابولي خاضوا التدريبات بقوة استعداداً لأياكس أمستردام (إ.ب.أ)
TT

بايرن ميونيخ ونابولي للاقتراب من ثمن النهائي... وليفربول وتوتنهام للتمسك بالأمل

لاعبو نابولي خاضوا التدريبات بقوة استعداداً لأياكس أمستردام (إ.ب.أ)
لاعبو نابولي خاضوا التدريبات بقوة استعداداً لأياكس أمستردام (إ.ب.أ)

يسعى كل من بايرن ميونيخ الألماني ونابولي الإيطالي إلى الاقتراب أكثر من الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بينما يخوض إنتر ميلان الإيطالي وبرشلونة الإسباني قمة شبه حاسمة، ويتطلع ممثلا إنجلترا ليفربول وتوتنهام للتقدم على حساب رينجرز الاسكوتلندي وآنتراخت فرانكفورت الألماني على التوالي.
وضرب البايرن ونابولي بقوة في الجولتين الأولى والثانية بالعلامة الكاملة في المجموعتين الثالثة والأولى توالياً، وهما يدركان جيداً أن الفوز الثالث توالياً سيضعهما على مشارف الدور ثمن النهائي في إحدى أقوى مجموعتين بالدور الأول.
وتنتظر بايرن مباراة سهلة على أرضه أمام فيكتوريا بلزن التشيكي، بينما يحل نابولي ضيفاً على أياكس أمستردام الهولندي في رحلة محفوفة بالمخاطر.


ماني يتوسط لاعبي البايرن خلال التدريبات لمواجهة فيكتوريا بلزن (أ.ب)

ووجه بايرن ميونيخ -البطل 6 مرات آخرها عام 2020- إنذاراً شديد اللهجة إلى فيكتوريا بلزن، بفوزه الكبير على ضيفه باير ليفركوزن برباعية نظيفة، الجمعة، في افتتاح المرحلة الثامنة للدوري الألماني. وكان الفوز على ليفركوزن هو الأول لبايرن ميونيخ، بعد سلسلة 4 مباريات دون فوز في «البوندسليغا» (ثلاثة تعادلات وخسارة)، وسيسعى إلى تأكيده قبل حلوله ضيفاً على غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند السبت المقبل في كلاسيكو ألمانيا.
ويبدو بايرن مرشحاً لحجز البطاقة الأولى عن مجموعته القارية، كونه سيلاقي فيكتوريا بلزن على أرض الأخير في الجولة الرابعة في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بالإضافة إلى استفادته من المواجهتين المباشرتين بين مطارديه المباشرين إنتر وبرشلونة.
ويدخل إنتر -المتوج باللقب 3 مرات آخرها عام 2010- مباراته ضد النادي الكاتالوني -صاحب 5 ألقاب آخرها عام 2015- بمعنويات مهزوزة، بعدما مني بخسارته الثانية توالياً، والثالثة في مبارياته الأربع الأخيرة في الدوري، والخامسة في عشر مباريات في مختلف المسابقات هذا الموسم، عندما سقط أمام ضيفه روما 1-2 السبت على ملعب «جوزيبي مياتسا» في ميلانو، فتراجع إلى المركز التاسع في «سيري أ»، بفارق 8 نقاط عن المتصدرين نابولي وأتالانتا. وهذه صفعة جديدة في السباق على اللقب الذي ظفر به العام قبل الماضي، وكان قاب قوسين أو أدنى من الاحتفاظ به هذا العام، عندما حل وصيفاً لجاره وغريمه التقليدي ميلان.
وسيكون مدربه سيموني إينزاغي الذي كثرت الأصوات المطالبة بإقالته في ظل تشبث الإدارة بخدماته، مجبراً على كسب النقاط الثلاث؛ خصوصاً أنه يلعب على أرضه، لإنعاش حظوظه في تخطي الدور الأول، بانتظار مواجهة الجولة الرابعة في برشلونة الأربعاء المقبل.
ويتنافس الإنتر وبرشلونة على المركز الثاني في المجموعة الثالثة، والذي يتقاسمانه برصيد 3 نقاط لكل منهما، بفارق 3 نقاط خلف بايرن ميونيخ المتصدر، لذا ستحدد المواجهتان بينهما مدى إمكانية استمرار مغامرتهما الأوروبية أو انتهائها.
والأكيد أن الهزيمة ستترك إنتر وإينزاغي بعيداً عن أهدافهما هذا الموسم، وستزداد الأصوات المطالبة بإقالة المدرب.
وكان إنتر قد خسر 4 مباريات فقط في الدوري طيلة الموسم الماضي، عندما تنازل عن اللقب في المرحلة الأخيرة، بعد معركة مثيرة مع غريمه ميلان. وقال إينزاغي بعد الهزيمة أمام روما التي كشفت العيوب التي بدأت تظهر على أداء الفريق: «بوصفنا مدربين، نحن معرضون دائماً للخطر كل أسبوع».
في المقابل، لن تكون مهمة برشلونة المنتشي بانتزاع صدارة «الليغا» بفارق الأهداف من غريمه ريال مدريد، سهلة أمام الإنتر؛ حيث يمني النفس بمحو خسارته أمام بايرن صفر-2 في ميونيخ في الجولة الثانية.
ويعول برشلونة على آلته التهديفية الجديدة، الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي، صاحب هدف الفوز على المضيف ريال مايوركا (1-صفر) السبت، وهو الهدف التاسع لمهاجم بايرن ميونيخ الألماني السابق في «الليغا» هذا الموسم.
وضمن منافسات المجموعة الأولى، يأمل نابولي في مواصلة عروضه الجيدة هذا الموسم في مختلف المسابقات، عندما يحل ضيفاً على أياكس أمستردام. وعلى الرغم من رحيل أبرز نجومه، في مقدمتهم القائد لورنزو إنسيني، ولاعب الوسط الإسباني فابيان رويز، وقطب الدفاع السنغالي خاليدو كوليبالي، والجناح البلجيكي دريس مرتنز، وحارس المرمى الكولومبي ديفيد أوسبينا، يتصدّر نابولي الدوري بستة انتصارات وتعادلين، وكذلك مجموعته في المسابقة القارية بفوزين كبيرين على ضيفه ليفربول الإنجليزي وصيف الموسم الماضي 4-1، ومضيفه رينجرز الاسكوتلندي 3-صفر.
واستعد نابولي -الساعي إلى لقبه الأول في المسابقة- جيداً لمباراة اليوم، بفوزه الكبير على ضيفه تورينو 3-1 السبت، بينما يدخلها أياكس -صاحب 4 ألقاب آخرها عام 1995- بعد 3 مباريات لم يتذوق فيها طعم الفوز في مختلف المسابقات (خسارتان وتعادل)، وتخليه عن صدارة الدوري لمصلحة ألكمار.
وفي المجموعة ذاتها، سيكون ليفربول -المتوج 6 مرات آخرها عام 2019- مطالباً بالفوز على ضيفه رينجرز الاسكوتلندي، لضرب عصفورين بحجر واحد: الأول تعزيز حظوظه في تخطي دور المجموعات، والثاني مصالحة جماهيره بعد تعادله المخيب على أرضه أمام ضيفه برايتون 3-3 السبت، في «البريميرليغ».
ويبدو ليفربول -وصيف بطل الموسم الماضي بخسارته أمام ريال مدريد الإسباني- بعيداً عن مستواه في الأعوام الأخيرة، وبعدما كان خط دفاعه قوته الضاربة والمساهم في التتويج بلقبي المسابقة القارية العريقة والدوري الإنجليزي، أصبح سهل المنال لخصومه.
وحقق رجال المدرب الألماني 3 انتصارات فقط في 9 مباريات في مختلف المسابقات هذا الموسم، واهتزت شباكهم 13 مرة، بينما يعاني خط هجومه في حسم المباريات بسبب ابتعاد نجومه عن مستواهم، في مقدمتهم هدافه الموسم الماضي، الدولي المصري محمد صلاح.
وفي المجموعة الثانية، وعلى غرار بايرن ميونيخ ونابولي، يطمح كل من كلوب بروج البلجيكي، مفاجأة البطولة، وسبورتينغ البرتغالي، في تحقيق الفوز الثالث توالياً عندما يستضيف الأول أتلتيكو مدريد الإسباني في اختبار صعب، ويحل الثاني ضيفاً على مرسيليا الفرنسي في مهمة لا تخلو من صعوبة. وفي المجموعة الرابعة، يأمل بورتو البرتغالي -بطل المسابقة عامي 1987 و2004- في تحقيق فوزه الأول بعد خسارتين متتاليتين، عندما يستضيف باير ليفركوزن الألماني، بينما يسعى توتنهام الإنجليزي -وصيف نسخة 2019- إلى فض شراكة وصافة المجموعة الرابعة مع مضيفه آنتراخت فرانكفورت الألماني.


مقالات ذات صلة

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

الرياضة رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

أبدى أليكساندر ويرل، رئيس نادي شتوتغارت، تفهمه لعدم رضا الجماهير عن خطط رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، لبيع أجزاء من أسهمها للمستثمرين. وقال رئيس شتوتغارت في تصريحات لصحيفة «فيلت»، اليوم الأربعاء: «إنهم يخشون أن تذهب الأموال للاعبين ووكلائهم، يجب العلم بأن ذلك لن يحدث في تلك الحالة». وتنص اللوائح على عدم إمكانية امتلاك أي مستثمر لأكثر من 50 في المائة من الأسهم، باستثناء باير ليفركوزن، وفولفسبورغ المدعوم من شركة فولكسفاجن، وتوجد طريقة للتحايل على تلك القاعدة، وهي الاستثمار في القسمين (الدوري الممتاز والدرجة الثانية). وكان يتعين على الأطراف المهتمة تقديم عروضها بحلول 24 أبريل (نيسان) الماضي ل

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

أعلن مكتب المدّعي العام الفيدرالي الألماني، اليوم (الجمعة)، أن سورياً (26 عاماً) يشتبه في أنه نفَّذ هجومين بسكين في دويسبورغ أسفر أحدهما عن مقتل شخص، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وذكرت النيابة العامة الفيدرالية في كارلسروه، المكلفة بأكثر القضايا تعقيداً في ألمانيا منها «الإرهابية»، أنها ستتولى التحقيق الذي يستهدف السوري الذي اعتُقل نهاية الأسبوع الماضي. ولم يحدد المحققون أي دافع واضح للقضيتين اللتين تعودان إلى أكثر من 10 أيام. وقالت متحدثة باسم النيابة الفيدرالية لصحيفة «دير شبيغل»، إن العناصر التي جُمعت حتى الآن، وخصوصاً نتائج مداهمة منزل المشتبه به، كشفت عن «مؤشرات إلى وجود دافع متطرف ور

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً، اليوم (الخميس)، من وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية أنالينا بيربوك. وبحث الجانبان خلال الاتصال، التطورات المتسارعة للأحداث في جمهورية السودان، وأوضاع العالقين الأجانب هناك، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة للراغبين في مغادرة الأراضي السودانية. وناقش الجانبان القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تعزيز جهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

ألقت السلطات الألمانية ليلة أمس (السبت)، القبض على شخص مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي، في صالة للياقة البدنية بمدينة دويسبورغ غرب البلاد. وصرح الادعاء العام الألماني في رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية، بأن هذا الشخص سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عاماً. وأدى الهجوم الذي قالت السلطات إنه نُفذ بـ«سلاح طعن أو قطع» إلى إصابة 4 أشخاص بجروح خطيرة.


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.