«مي تو»... غيّرت حال السينما ومهرجاناتها

بعد مرور خمس سنوات على الحركة

آسيا أرجنتو  حين كشفت قضيتها مع واينستين
آسيا أرجنتو حين كشفت قضيتها مع واينستين
TT

«مي تو»... غيّرت حال السينما ومهرجاناتها

آسيا أرجنتو  حين كشفت قضيتها مع واينستين
آسيا أرجنتو حين كشفت قضيتها مع واينستين

نشرت مجلة «ذا هوليوود ريبورتر» في عددها الأسبوع الحالي، مقالاً عن وضع موجة المساواة بين الرجال والنساء في هوليوود والعالم بعد 5 سنوات على إطلاقها.
يتناول وقائع وأحداثاً أدّت إلى انطلاق حركة «مي تو» النسائية التي حاولت، وبنجاح، وضع حد فاصل بين ما شهدته معاملة المرأة قبل 5 سنوات وما آلت إليه بعد تلك الفترة. لا يغفل التحقيق الذي كتبه سكوت روكسبورو، الدور الذي لعبته مهرجانات السينما في تأييد هذه الحركة النسائية والخطوات التي أقدمت عليها لتعزيزها.

تأسيس مرحلة
في الواقع، وبعيداً عن روح التحقيق وغايته وما ورد فيه، تنادت أحداث عدّة لتشكل الدافع الفعلي لنشأة هذه الحركة تحت مسمى «مي تو» أو خارجه. على سبيل المثال، تعالت أصوات المحتجين على غياب حضور الآسيويين والأفرو - أميركيين واللاتينيين عن الظهور خلف الكاميرا أو أمامها في أعمال هوليوود السينمائية. بالموازاة، ارتفعت شكاوى العديدات في مجال الإعلام التلفزيوني من مسألة التمييز في الأجور؛ ما أدى كذلك إلى نقد شركات الأفلام نفسها من منوال أن ما يُدفع للممثل من أجر أكثر من ضعف ما يُدفع للممثلة، والأمر نفسه في قطاعات متعددة في الصناعة السينمائية.
حركة «مي تو» جاءت جامعة لاعتبارات عدّة تتعلق بالمساواة في العمل، لكن أهم محرك لها كان ارتفاع نسبة التحرش الجنسي بأشكاله على النساء، وبينهن عدد كبير من الممثلات. فضيحة رومان بولانسكي عادت إلى الأذهان. الموقف الحرج لوودي ألن حيال تهمة التحرش بابنة شريكة حياته السابقة الأولى، ومن ثم علاقته بابنة شريكته الثانية، ربما لم تؤد إلى المساس به جوهرياً، لكنها أثّرت عليه إعلامياً. والمخرج المعتزل حالياً براين سينجر وجد نفسه منبوذاً حال اتهامه بممارسة الجنس مع فتيان أصغر منه سنّاً. وجاءت قضية البليونير جيفري إيبستين لتكشف عن قضية اتجار بالأطفال تجاوز حجمها كل التوقعات وذلك في العام 2019.
هذه الأحداث أسست للمرحلة التي انطلقت فيها حركة «مي تو»، خصوصاً أنها تعاملت على نحو سريع ومباشر مع حالات التحرّش والاعتداءات التي قام بها رجال عاملون في السينما ضد نساء عديدات، بينهن نسبة كبيرة من الممثلات. قمّة هذه القضايا انفجرت في عام 2020 عندما قُدم المنتج هارفي واينستين إلى المحكمة بتهمة الاعتداء جنسياً على عدد كبير من الممثلات أو المباشرة في ذلك. من بين الأسماء العديدة التي ترددت غوينيث بولترو، وكيت بيكنسيل، ولورا مادن، وسارة بولي، وشون يونغ، وهيذر غراهام، وآسيا أرجنتو وأليس إيفنز.
بما أن معظم هذه الحوادث وقعت خلال انعقاد مهرجانات السينما التي حضرها واينستين (كان وصندانس وتورونتو) انبرت مهرجانات السينما تحمي نفسها من خطر حدوث ما يسيء إلى سمعتها أو ما قد تنضح به مواقف مشينة كهذه. انبرى مهرجانا «لوكارنو» و«برلين» إلى إنشاء «خط ساخن» يتلقى الشكاوى في حال حدوث أي اعتداء ذي صبغة مشابهة. بعد ذلك أصدر مهرجان «كان» تشريعاً يقضي بمعاقبة كل من يسيء إلى القوانين الاجتماعية المتعلقة بالعنف أو الجنس جسديا أو شفهياً.
هذا التحذير والرغبة في مواجهة نشاطات كهذه بات متداولاً في أكثر من مهرجان رئيسي حول العالم بما فيها مهرجان «تورونتو» الذي، علاوة على ما سبق، رفض اشتراك فيلم المخرج الألماني أولريخ شيدل «Sparta» في دورته الأخيرة بعدما نشرت مجلة «دير شبيغل» تقريراً يُفيد بأن الأطفال الذين ظهروا في الفيلم حضروا مشاهد عنف وعري خلال تصوير الفيلم.

مسافة فاصلة
في تعليق لمهرجان «تورونتو» حول هذه القضية، أعلن المهرجان الكندي، أنه في الوقت الذي ما زال يُعد فيه سيدل مخرجاً مهماً، إلا أن «التهم الموجهة (له) من الجدية بحيث لا يمكن معها السماح للفيلم بالمشاركة في المهرجان ».
بذلك لم يعد من السهل على المهرجانات الفصل بين ممارسات صانعي الأفلام وبين أفلامهم. ولم تعد هناك تلك المنطقة الحيادية التي كان المهرجان يحتمي بها على أساس أن السلوك الفردي ليس من شأن المهرجان. البديل هو أن معظم المهرجانات باتت تسأل وتتوخى الحذر وتستجيب لدواعي تهم بالاعتداءات أو التحرشات أو حتى سوء المعاملة مع النساء أو مع الأقليات. لكن مهرجان «فينيسيا» ترك مسافة فاصلة وتمسك بتلك المنطقة العازلة أكثر من مرة.
في العام 2019 رفض مدير المهرجان ألبرتو باربيرا سحب فيلم رومان بولانسكي «ضابط وجاسوس» من عروض المهرجان تلبية لانتقادات هارفي واينستين، ووجّه بها على أساس من الاتهامات التي وُجّهت للمخرج في أكثر من قضية. كذلك، وفي العام نفسه، علّق مدير المهرجان في حديث خاص (كما في أحاديث أخرى) على الحملة التي وُوجه بها المهرجان بسبب النسبة المتدنية من الأفلام الممهورة بأسماء مخرجات إناث.
في ذلك الصدد قال باربيرا «لا ننظر إلى الأفلام على أساس جنسي، ولا يهمّني أن أعرض أفلاما نسائية لمجرد ملء فراغ أو الاستجابة للنقد. عندما يكون هناك أفلام جيدة نسائية (الإخراج) فلن أتوارى عن عرضها ».
العام الحالي، وُوجه باربيرا بنقد آخر. كان قبل عرض فيلم «نداء الله » (Call of God) للكوري كيم كي - دوك، حتى من بعد أن علم بالشكاوى التي لاحقت المخرج بسبب عدد من التحرشات الجنسية خلال التصوير. كرر باربيرا ما كان قاله بالنسبة لرومان بولانسكي، تحديداً بأن المهرجان لا يبحث في سلوكيات المخرجين، بل في نوعية الفيلم نفسه.
المسألة الحاضرة في هذا الشأن، هي أن حركة «مي تو» ومثيلتها الفرنسية «20/20»، باتتا قادرتين على تصحيح اعوجاج الممارسات والسلوكيات الفردية بمجرد الإعلان عنها. هذا يدفع بالمخرجين إلى الحذر الشديد كذلك المنتجون وجميع العاملين في الأفلام، فلا أحد يريد أن ينتهي إلى السجن، كحال، أو التوقف عن العمل كحال كڤن سبايسي المتهم بعدد من قضايا التحرش بالرجال.


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق عصام عمر خلال العرض الخاص للفيلم (حسابه على فيسبوك)

عصام عمر: «السيد رامبو» يراهن على المتعة والمستوى الفني

قال الفنان المصري عصام عمر إن فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» يجمع بين المتعة والفن ويعبر عن الناس.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل الجزائري الفرنسي طاهر رحيم في شخصية المغنّي العالمي شارل أزنافور (باتيه فيلم)

«السيّد أزنافور»... تحيّة موفّقة إلى عملاق الأغنية الفرنسية بأيادٍ عربية

ينطلق عرض فيلم «السيّد أزنافور» خلال هذا الشهر في الصالات العربية. ويسرد العمل سيرة الفنان الأرمني الفرنسي شارل أزنافور، من عثرات البدايات إلى الأمجاد التي تلت.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق محمد سعد في العرض الخاص لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة للفيلم)

هل استعاد محمد سعد «توازنه» بفضل «الدشاش»؟

حقق فيلم «الدشاش» للفنان المصري محمد سعد الإيرادات اليومية لشباك التذاكر المصري منذ طرحه بدور العرض.

داليا ماهر (القاهرة )

واشنطن ترسل 11 من سجناء غوانتانامو لعمان

سجين في مركز الاحتجاز رقم 6 بخليج غوانتانامو في عام 2019 - يوجد الآن 15 رجلاً متبقين في السجن (نيويورك تايمز)
سجين في مركز الاحتجاز رقم 6 بخليج غوانتانامو في عام 2019 - يوجد الآن 15 رجلاً متبقين في السجن (نيويورك تايمز)
TT

واشنطن ترسل 11 من سجناء غوانتانامو لعمان

سجين في مركز الاحتجاز رقم 6 بخليج غوانتانامو في عام 2019 - يوجد الآن 15 رجلاً متبقين في السجن (نيويورك تايمز)
سجين في مركز الاحتجاز رقم 6 بخليج غوانتانامو في عام 2019 - يوجد الآن 15 رجلاً متبقين في السجن (نيويورك تايمز)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاثنين، أن الجيش أرسل 11 سجيناً يمنياً من سجن غوانتانامو إلى عمان، كي يبدأوا حياة جديدة، ليتبقى بذلك 15 رجلاً فقط في السجن. ويعد هذا القرار خطوة جريئة تأتي في نهاية إدارة بايدن، أثمرت تقليص عدد السجناء في غوانتانامو إلى أقل من أي وقت مضى، على امتداد تاريخ السجن الذي يتجاوز 20 عاماً.

لم يجرِ توجيه اتهامات إلى أي من الرجال المفرَج عنهم على امتداد عقدين من الاحتجاز. والآن، يجري توجيه اتهامات أو إدانة جميع السجناء المتبقين، باستثناء 6 منهم، بارتكاب جرائم حرب.

العاصمة العمانية مسقط في عام 2023 - تتمتع عمان بسجل قوي في إعادة تأهيل المعتقلين السابقين في غوانتانامو (نيويورك تايمز)

جدير بالذكر أنه عند تولي الرئيس بايدن منصبه، كان السجن يضم 40 معتقلاً. وقد عمد الرئيس إلى إحياء جهود إدارة أوباما لإغلاق السجن.

من جهته، نفذ «البنتاغون» عملية سرية في الساعات الأولى من صباح الاثنين، قبل أيام من الموعد المقرر لاعتراف خالد شيخ محمد، سجين غوانتانامو الأشهر، بالذنب في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، التي خلَّفت وراءها نحو 3000 قتيل، مقابل صدور حكم بالسجن مدى الحياة بحقه، بدلاً عن عقوبة الإعدام.

خطة التسليم

منذ 3 سنوات

جرى العمل على صياغة خطة التسليم منذ نحو 3 سنوات، لكن الخطة الأولية لتنفيذ نقل السجناء في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فشلت بسبب معارضة الكونغرس.

ومن بين الـ11 الذين جرى إطلاق سراحهم معاذ العلوي، أحد المُضْربين عن الطعام فترة طويلة، والذي جذب الأنظار إليه في عالم الفن لبنائه نماذج قوارب من أشياء عثر عليها داخل سجن غوانتانامو، وعبد السلام الحلة، الذي طلب محامو الدفاع شهادته في قضية تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول»، وحسن بن عطاش، الأخ الأصغر لأحد المتهمين في قضية هجمات سبتمبر.

وصدرت الموافقة على نقل جميع السجناء من خلال لجان مراجعة فيدرالية معنية بالأمن الوطني.

من ناحيتهم، رفض مسؤولون أميركيون الإفصاح عما قدمته الولايات المتحدة لسلطنة عمان، أحد أكثر حلفاء واشنطن استقراراً في الشرق الأوسط، وما الضمانات التي تلقتها في المقابل. وبموجب القانون، لا يجوز للجيش إرسال سجناء غوانتانامو إلى اليمن بوصفه دولة تعاني ويلات حرب أهلية وحشية، ومن ثم يكون الوضع غير مستقر على نحو لا يسمح بمراقبة وإعادة تأهيل العائدين.

وعادة ما قدمت واشنطن أموالاً للدول المضيفة لتغطية تكاليف السكن والتعليم وإعادة التأهيل ومراقبة أنشطة المفرَج عنهم. كما طلبت واشنطن من الدول المضيفة منع المعتقلين السابقين في غوانتانامو من السفر إلى الخارج، لمدة لا تقل عن عامين.

برنامج عمان «متكامل»

وصف مسؤولون أميركيون برنامج عمان بأنه «متكامل»، ومصمَّم لمساعدة اليمنيين على العودة إلى المجتمع، وهم يعملون بوظائف ويملكون منازل ولديهم أسر، بينما عاد كثير منهم إلى المجتمع من خلال زيجات مرتبة.

يُذْكر أن إدارة أوباما أرسلت 30 معتقلاً إلى عمان بين عامي 2015 و2017. وتُوُفِّيَ رجل واحد منهم هناك، بينما أعيد البقية إلى أوطانهم - وهم 27 إلى اليمن واثنان إلى أفغانستان، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية، تَحَدَّثَ بشرط عدم الكشف عن هويته، بسبب حساسية المفاوضات الدبلوماسية.

تزوجوا وأنجبوا أطفالاً

وتزوج كثير من اليمنيين، وأنجبوا أطفالاً في عمان، وأُعيدوا إلى وطنهم برفقة عائلاتهم.

في هذا السياق، قال جورج إم. كلارك، محامي اثنين من الرجال الذين نُقلوا هذا الأسبوع، إن أنباء النجاحات التي حققها المفرَج عنهم وصلت إلى السجناء اليمنيين في غوانتانامو، وجعلت عمان دولة إعادة توطين مرغوبة.

وأضاف: «الأمر لا يتعلق فقط بالتوافق الثقافي، بل كذلك بحصولهم على قدر معقول من الحرية اللائقة، ويجري دمجهم بشكل صحيح وناجح في المجتمع، وهذا ما يجعل إعادة التوطين ناجحة».

أسوار معسكر غوانتانامو بكوبا (متداولة)

تجدر الإشارة إلى أن الرجال الذين جرى إرسالهم إلى عمان، ألقي القبض عليهم من قِبل حلفاء واشنطن، أو جرى الزج بهم في السجن الأميركي بين عامي 2001 و2003. وقال المحامي كلارك إن المفرَج عنهم كانوا حريصين على العودة إلى عالم الهواتف المحمولة والإنترنت.

وأكد كلارك، الذي يمثل توفيق البيهاني وبن عطاش: «إنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم. يريدون الزواج، وإنجاب الأطفال. يريدون الحصول على وظيفة وعيش حياة طبيعية».

في أكتوبر 2023، كانت هناك طائرة شحن عسكرية وفريق أمني موجودون بالفعل في خليج غوانتانامو، لنقل المعتقلين الـ11 إلى عمان، إلا أن اعتراضات الكونغرس دفعت إدارة بايدن إلى إلغاء المهمة التي تمت أخيراً هذا الأسبوع.

في ذلك الوقت، كان السجناء الذين غادروا، هذا الأسبوع، قد خضعوا بالفعل لمقابلات، تمهيداً لخروجهم من السجن، مع ممثلي اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر». كما جرى إطلاق سراح 3 سجناء آخرين في غوانتانامو، كانوا مؤهَّلين للانتقال لبلد آخر، وهم أحد أبناء الروهينجا دون جنسية، وليبي وصومالي.

بالإضافة إلى ذلك، سعت وزارة الخارجية لإيجاد دولة لاستقبال وتوفير الرعاية الصحية لرجل عراقي، من أصحاب الاحتياجات الخاصة، أَقَرَّ بالذنب في قيادة قوات غير نظامية في أفغانستان في زمن الحرب. ولدى المسؤولين الأميركيين خطة لإرساله إلى سجن في بغداد، لكنه يقاضي إدارة بايدن لإحباط هذا النقل، على أساس أنه سيكون عُرضة للخطر في وطنه.

واليوم، أصبحت منطقة الاحتجاز داخل غوانتانامو أكثر فراغاً وهدوءاً مما كانت عليه في السابق.

ويجري احتجاز المعتقلين الـ15 المتبقين في مبنيين بالسجن، داخل مساحة زنزانات تتسع لنحو 250 سجيناً.

غوانتانامو افتُتح عام 2002

يُذْكر أن سجن غوانتانامو افتُتح في 11 يناير (كانون الثاني) 2002، مع وصول أول 20 معتقلاً من أفغانستان. وفي ذروته عام 2003، ضم السجن نحو 660 سجيناً، وأكثر من 2000 جندي ومدني تحت قيادة جنرال من ذوي النجمتين. وكان المعتقلون محتجزين في الغالب في زنازين مفتوحة على تلة تُطِل على المياه، في أثناء بناء السجن.

اليوم، يضم السجن 800 جندي ومتعاقد مدني ـ بمعدل 53 حارساً وموظفاً آخر لكل معتقل ـ ويتولى إدارته ضابط أقل رتبة، وهو العقيد ستيفن كين. وجرى نقل معظم المفرَج عنهم إلى بلدان تضمنت أفغانستان والجزائر وكينيا وماليزيا والمغرب وباكستان وتونس والمملكة العربية السعودية.

«علامة فارقة»

من ناحيته، وصف كليف سلون، المحامي الذي عمل مبعوثاً لإغلاق غوانتانامو أثناء إدارة أوباما، عملية النقل بأنها «علامة فارقة» تحوِّل التوازن داخل صفوف المحتجزين في السجن إلى أغلبية من الرجال الذين اتُّهموا أو أدينوا بارتكاب جرائم حرب، إلا أنه استطرد قائلاً: «لكن لا يزال هناك كثير يجب القيام به».

أما الرجال السبعة الآخرون الذين أُرْسِلوا إلى عمان هذا الأسبوع فهم: خالد أحمد قاسم، وعثمان عبد الرحيم عثمان، وزهيل عبده الشرابي، وهاني صالح عبد الله، وعمر محمد علي الرماح، وسند يسلم الكاظمي، والشرقاوي عبده علي الحاج. وقد أمضى 4 منهم ما بين 120 إلى 590 يوماً في برنامج السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في الخارج، قبل نقلهم إلى خليج غوانتانامو عام 2004 بوصفهم «مقاتلين أعداءً».