شخصيات في متاهة سردية

ابتهال الشايب وغواية التجريب في «مألوف»

شخصيات في متاهة سردية
TT

شخصيات في متاهة سردية

شخصيات في متاهة سردية

توغل المجموعة القصصية «مألوف» للكاتبة ابتهال الشايب في مغامرة التجريب، وتصل إلى حد العبث والهذيان، وصناعة ما يشبه المتاهة السردية المنغلقة على نفسها، برموزها ودلالاتها وعلاماتها التي تعبر عن تشيؤ الإنسان، واضطراب وعيه، ووقوفه على حافة التشاؤم والاغتراب، مضمخاً بمشاعر تراوح ما بين الإحساس بالعدم والعجز وفقدان الأمل والأمان.
في سياق هذه الرؤية يصبح الوجود البشري مجرد أصابع مبتورة؛ تارة ملقاة في بالوعة، وتارة أخرى تتحول إلى أسياخ حديدية تغز البطل في جسده، وتغلق باب شقته، وتثير رعبه، وتحاصره في كل مفردات حياته حتى يتلاشى تدريجياً، ويصبح مجرد لا شيء.
هذا ما يطالعنا في القصتين الأولى والثانية بعنوان «خارج» و«على هامش الدفتر» الذي تلتقط منه الكاتبة جملة كتبها في دفتره «الشخص غير المرئي»، تقول: «الكتابة وسيلة لإثبات أن الإنسان غير موجود بشكل كامل». تصدّر الكاتبة المجموعة بهذه الجملة، مما يضعنا إزاء نزوع فلسفي ومأزق وجود يتناثر في أجوائها، فالشخوص تعيش حياتها باعتبارها وجوداً ناقصاً ومبتوراً، وتبدو مربوطة بعقد كابوسية قدرية لا تستطيع الفكاك منها على غرار شخصيات كافكا، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل هذا الوجود ناقص بالفعل أم بالقوة، أو بقوة الفعل ونقصه معاً؟ تبدو الإجابة عصية، بل مراوغة في أجواء القصص، وبخاصة أن الكاتبة، وهي الراوية الساردة، تقف في منطقة رمادية محايدة من الشخوص، وتتستر بضمائر الحكي التي تراوح ما بين المتكلم والمخاطب والغائب. تقول على لسان أحد الشخوص: «لا أحد يحاورني أو يلتفت إليّ، ألقي التحيات في الصباح والمساء، وتهاني الأعياد وحفلات الزفاف.. لا أحد يرد». لم تستخدم الكاتبة أداة «الاستدراك» في الجملة الأخيرة لتصبح مثلاً: «لكن، لا أحد يرد»، واستبدلت بها نقطتين متجاورتين على سطح السطر، وذلك لتكثيف الإحساس بعزلة الكائن البشري جسداً وروحاً، وكأنها عزلة قدرية ويقينية، لا تحتمل لحظة استرخاء زمنية توفرها أداة الاستدراك.
لا تحتفي الكاتبة بالقصة المكتملة ابنة الصراع الواضح والحبكة التقليدية، إنما تدير عالمها من خلال شرائح سردية، ولقطات خاطفة أشبه بشرائح من الكولاح أو لعبة البازل، على القارئ أن يجمِّعها، ويكتشف من خلال تناثرها وشقوقها الدلالة أو الرمز أو العلامة أو الشكل الذي توحي به، وهو ما يحدث بالضبط في قصة «لا شعوري»؛ حيت يتوزع فضاء القص ما بين الماكينة المعطلة من كثرة الإهمال واللامبالاة، وأظافر البشر، وبين الورشة والنمل الذي يعشش في شقوق جدرانها. ويمضي السرد في لقطات قصيرة يزيلها عنوان من كلمة واحدة أو اثنتين أو ثلاث كلمات، أشبه بتوقيع أو بصمة توثِّق للقطة نفسها.. فتقول نملة في لقطة بتوقيع «أداة»: «يقف بجانبها عامل آخر، يمد يده إلى أحد الصناديق المعدنية الصدئة التي أنام بداخلها، لم يلبث أن يضعني في جيبه ويرحل، أتذكر حينها شقيقتي التوأم التي تعمل في أحد المصانع. ترى كيف حالها، وماذا تفعل الآن؟».
بإيقاع آخر يطل مأزق الوجود الناقص في قصة «متكلم»، فبطل القصة مربوط «بذيل نبت فجأة من جسده»، ويصبح صراعه مع الوجود في التخلص من ذيله، فهو يجعله تارة خائفاً، وتارة سيئاً وغبياً وفاشلاً، ولا يجد سبيلاً إلى ذلك سوى تخيل صفحة بيضاء «مكرمشة» يمرر عليها رموش عينيه حتى تتخلص من الثني و«الكرمشة»، لكنها في آخر القصة تتمزق، وتحت وطأة الوهم، يقِرُّ «أنا بالفعل أملك ذيلاً».
هكذا، وعلى طريقة المسخ الكفكاوية، يطالعنا بطل قصة «مألوف» التي وسمت عنوان المجموعة، ويشي العنوان ضمنياً بأن كل هذه الأشكال من المسخ والتشيؤ تسكننا، وتشكّل مساحة غير مرئية من وعينا؛ فالبطل الموظف الأنيق يرى نفسه في عدة حالات، تتحول إلى مآزق للوجود يدور في فلكها، فتارة يرى نفسه كلباً غير قادر على النباح، مما يصيبه بنزعة انتقامية، فيحوِّل سقفَ غرفة الاجتماعات بالعمل إلى مشانق لزملائه، ويحرضهم على شنق أنفسهم باطمئنان، بل يساعدهم في ذلك، ثم يكافئ نفسه بوجبة غداء فاخرة بأحد المطاعم المطلة على النيل. تطال هذه النزعة «المازوشوسية»، زوجته، فيضع أمامها عدة زوايا لتختار واحدة تحبس نفسها فيها، وكما يقول: «مع حلول الفجر أراها في الخفاء، وهي تختار بقايا زاوية تلائمها»، ثم هو وزغٌ، جبان وضعيف كحشرة، وهو ذبابة دائخة: «أنا ذبابة دائخة، اصطدمت تواً بأحد المضارب، أوشكتْ على الاحتضار، لكنها مُصرّة على الحياة. أَإِزّ بين أصدقائي، يثرثرون كثيراً، أستمر في الأزيز متحدياً كلامهم. مَن الأقوى.. أزيزي أم ثرثرتهم؟ كي أنهي ثرثرتهم أجلب عدة ملاقط من داخل علبة باهتة اللون، أوزعها عليهم كي يسحبوا أرواحهم. يغادرون المنزل. يترك بعضهم روحه». وفي نهاية القصة يرتمي البطل كأسد عجوز على الأريكة، وبصعوبة يخلع حذاءه، وحزام بنطاله الضاغط على بطنه.
تقسّم الكاتبة القصة إلى سبع حركات، تلتف في سبع أيادٍ، واختارت المتوالية الرقمية عنواناً لشرائحها السردية لتنويع زوايا الصراع، وتوسيع الفجوة بين الأنا ومأزقها، منهيةً القصة بـ«يد 7»، في دلالة على أن أيام الأسبوع مكرورة، تستنسخ نفسها ببلادة وملل، كما أن اليد تضمر الفعلَ في حركتها، سواء ارتكبته أو فشلت في ارتكابه، هي صانعة الفعل الأمهر. أشياء كثيرة تقاس روعتها بخفة اليد، لا تلازم الساحر فقط، إنما الفنان واللص ومهرج السيرك... وغيرهم.
في القصتين الأخيرتين بالمجموعة: «سوداء» و«حمراء»، تركز الكاتبة على حسيّة الحواس، فيصبح الأنف البشري في القصة الأولى - كما الذيل سابقاً - معضلة ومأزقاً وجودياً، وبخاصة مع استنشاق سوائل غبار المصنع التي تفرز سُماً، يفسد الهواء ويجعل عملية التنفس أشبه بصراع مع حياة مهددة بالانسحاب فجأة، يقول البطل (ص62): «تُلقي الشعيرات بالمعدات الثقيلة إلى نهاية أنفي في الأعلى فألهث وأنا أتنفس من فمي، حلقي جاف، أمسك قطرة الأنف، أضغط عليها فتعطي قطرات بطيئة لفتحتي أنفي، يتغلغل السائل في أحشاء المصنع، وبين آلاته أنتظر ردة فعله، يعلو صوت الآلات كأنها تغلي، أحتمي واضعاً يديّ على وجهي بإحكام كي أمنع تسرب السم».
وفي «احمرار»، القصة قبل الأخيرة، تصبح الرائحة إشكالية البطل في الوجود، متصدرةً بداية القصة هكذا: «أتعفن. يقولون إن أشعة الشمس حارة، الأشياء على رأسي تسخن، يميل لون جسدي إلى الأسود». ومع اشتداد المرض الجلدي وضراوته تتوقف الساقان عن العمل، وتتكشف حقيقة المريض المعجزة: «يحفر الأطباء جسدي، وكلما حفروا اكتشفوا جروحاً مخبّأة من سنين، بنت لها بيوتًا صغيرة.. وتعيش في صمت. يشفقون عليّ.. ما الذي يؤلمني؟ أين هو؟».
لا تنجو هذه المجموعة الشائقة من منطق اللبس أحياناً في بعض القصص؛ حيث تعلو نبرة صفة المشبّه به والمفعول فيه، مما يشتت حركة الضمائر، فلا نعرف مَن المتكلم، ومَن المخاطب أو الغائب، يعزز ذلك أن ذات الكاتبة بعيدة عن القصص بأجوائها الذكورية المحضة، مما يثير تساؤلاً حول عدم الاحتفاء بالأنثى، بل غيابها عن المجموعة، ناهيك بأن فعل القص ينهض على فكرة التقمص التي تقوم بها الذات الساردة لحيوات ومشاهد ورؤى وأفكار تبدو أساسية في حياة الشخوص المرويّ عنهم، لكن التقمص يظل مجرد حالة عابرة على السطح لا يرقى إلى مستوى القناع، صانع الموضوع والصراع، فحين أرتدي قناع الشخصية، يعني ذلك أنني أصنع منها موضوعاً، وحين أخلعه أرتدّ إلى ذاتي، إلى موضوعي أنا. أضف إلى ذلك، أن الأبطال لا يعيشون مآزقهم الوجودية بصدق، بل تحولوا إلى أداة في لعبة نجحت الكاتبة في نسج خيوطها بمهارة لاعب «الماريونيت» القادر على تمرير المشهد من خلال حركة الدمَى، وإيهامنا بأنه يشدنا إلى العمق الموار بالمتناقضات الخلاقة، والغموض الموحي.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
TT

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل مُجدداً، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي، لكنها عاشت «المساكنة» مع زوجها السابق بعد أن جمعتهما قصة حب لـ9 سنوات قبل زواجهما، نافية الاتهامات بأنها مخرجة «أفلام الإغراء»، وقالت إن «أفلامها أصدق من أعمال المخرج خالد يوسف، كاشفة عن أنها أتمت السبعين من عمرها ولا تفكر بالموت».

وأضافت في حوارها أن سعاد حسني لم تُقتل لكنها انتحرت، وأن العاملين في الوسط السينمائي كانوا يتوقعون لها ولأحمد زكي أن ينتحرا لأنهما عاشا حياتهما من دون تخطيط، وسعاد كانت تشعر بتراجع نجوميتها الكبيرة، وعدّت ياسمين صبري ممثلة مثيرة أكثر من هيفاء وهبي.

وحلّت إيناس الدغيدي ضيفة على الإعلامية ناديا الزغبي عبر برنامجها «القرار» الذي تقدمه على قناة «الغد»، ووصفت ناديا المخرجة المصرية بأنها امرأة «دون خطوط حمراء»، ويليق بها لقب «الجريئة» بوصفها واحدة من أهم مخرجات السينما في مصر، وتحدثت الدغيدي قائلة إنها «بالفعل جريئة وحياتها كلّها جرأة، لكنها لم تكن تعرف ذلك عن نفسها»، لافتة إلى أن «جُرأتها بدأت منذ قرّرت دخول معهد السينما لتصبح مخرجة، ولم يكن لأي من أسرتها علاقة بالفن لكونها من عائلة ملتزمة دينياً، ووالدها كان يعمل مدرساً للغة العربية والدين».

ورفضت المخرجة خلال الحوار لقب «مخرجة أفلام الإغراء»، مؤكدة أنها «تقدم مشاهد إغراء داخل أفلام لها قيمة».

إيناس الدغيدي في أحد البرامج (إنستغرام)

وبسؤالها عن الأكثر جرأة في أفلامها... هي أم المخرج خالد يوسف؟ قالت إن أفلامها أصدق لأن جُرأتها بلا أهداف، بل تعبّر عن فكرها الحقيقي، بينما يوسف قد تكون لديه أهداف سياسية يتحرك من أجلها، لا سيما في الفترة الأخيرة.

وذكرت الدغيدي أنها أتمت عامها السبعين وأنها سعيدة بعمرها ولا تشعر أنها كبرت، ولديها قدرة كبيرة على العطاء، نافية أنها تفكر بالموت الذي تراه «حياة فيها جمال»، لكونه أكثر هدوءاً وروحانية وسلاماً.

وقالت إنها من المستحيل أن تختلف مع كلٍّ من يسرا وإلهام شاهين، مؤكدة أنها بدأت مشوارها ويسرا معاً وعاشتا مع بعضهما العمر كله.

وعن فيلم «الصمت» الذي تُعِدّ له، وتتطرّق فيه لمشكلة «زنا المحارم»، قالت إن منصة «نتفليكس» سترحب بعرضه وسينجح في صالات السينما بمصر لكونه فيلم إثارة تقدمه بشكل يشوّق الناس لمشاهدته من خلال مواصفات درامية جيدة، لافتة إلى أنه لا توجد علاقة بالفيلم بين محارم لأنها لا تستسيغ ذلك، لكن الموضوع كله يرتبط به، وقد التقت بنات تعرضن لذلك والفيلم يتطرق لحياتهن بعدما كبرن، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تناقش هذه المشكلة التي تحدث في كثير من دول العالم.

وعبّرت المخرجة المصرية عن فخرها باكتشاف النجمين أحمد عز وهند صبري، وأنهما من أهم اكتشافاتها مخرجة، وقدمتهما أبطالاً لفيلم «مذكرات مراهقة» قائلة، كانت لديهما الجرأة لعمل الفيلم في بداياتهما، ربما يخافا الآن على اسميهما ونجوميتهما لو عُرض عليهما عمل مماثل، لأننا صرنا نعيش في مجتمع يحاسب الفنان على أفلامه وليس على تصرفاته.

وذكرت أن خلافاً وقع بينها وبين النجم الراحل أحمد زكي خلال تصوير فيلم «استاكوزا» كاد يهدّد بعدم إكمال الفيلم لانصرافه في أثناء التصوير دون أن يخبر أحداً، فقالت له: «نجوميتك تتعامل بها خارج الاستوديو، لكنك هنا تتعامل بالشخصية التي تؤديها»، وقالت إنه «قد عاد وقال لي حقك عليَّ»، مؤكدة أنه كان صديقها وجارها.

إيناس الدغيدي (إنستغرام)

وعن اعتزال «الزعيم» عادل إمام قالت إنه اكتفى نجاحاً وشهرة، ويريد الآن أن يستمتع بحياته، يقول لمن حوله لو أن هناك خبراً سيئاً لا تخبروني به، لذا أرجو أن نتركه ونحترم تاريخه.

وحمّلت المرأة المسؤولية في ظاهرة «التحرش»: «عندما نقول إنه تم التحرش بي، لو كان المتحرش مريضاً فسيُصفع على وجهه وسيتوقف». مضيفة أن «بعض السيدات في جزء من تصرفاتهن يشجعن الرجل على التحرّش بهنّ».

وعن الفنانة الأكثر إثارة في الوقت الحالي اختارت ياسمين صبري على هيفاء وهبي، قائلة إنه قبل 5 سنوات كانت هيفاء والآن ياسمين.

وتخرجت إيناس الدغيدي في معهد السينما بالقاهرة عام 1975 وعملت مساعدة مخرج لكبار المخرجين، أمثال بركات الذي أقنعها بالتمثيل أيضاً في فيلم «أفواه وأرانب» أمام فاتن حمامة ومحمود ياسين، وأخرجت أول أفلامها الطويلة «عفواً أيها القانون» عام 1985 من بطولة نجلاء فتحي، ومحمود عبد العزيز، ووصل عدد الأفلام التي أخرجتها 16 فيلماً طويلاً من بينها «امرأة واحدة لا تكفي»، و«قضية سميحة بدران»، و«زمن الممنوع»، و«كلام الليل»، و«مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية»؛ وأنتجت من بينها 7 أفلام، ونالت أفلامها جوائز عدة في مهرجانات «القاهرة السينمائي» و«الإسكندرية»، و«جمعية الفيلم»، وقد أثارت أفلامها وأحاديثها الجريئة جدلاً كبيراً على مدار مشوارها.