آلاف أحيوا الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» في العراق

إصابات رغم توجيهات الكاظمي لرجال الأمن بعدم استخدام الرصاص وقنابل الغاز

متظاهرون يشاركون في إحياء الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرون يشاركون في إحياء الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» في بغداد أمس (رويترز)
TT

آلاف أحيوا الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» في العراق

متظاهرون يشاركون في إحياء الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» في بغداد أمس (رويترز)
متظاهرون يشاركون في إحياء الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» في بغداد أمس (رويترز)

أحيا الآلاف من الناشطين العراقيين والمتعاطفين معهم، الذكرى الثالثة لـ«حراك أكتوبر» (تشرين الأول) 2019، الذي صادف يوم أمس (السبت).
المتظاهرون الذين كرروا إعادة شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، فضّلوا الانطلاق في وقت مبكر من الصباح من مكانين في جانبي الكرخ والرصافة ببغداد، بهدف توسيع مساحة الاحتجاج وتشتيت جهود القوى الأمنية في حال رغبت بتفريع المتظاهرين. وتجمّع القسم الأكبر من المتظاهرين في ساحة التحرير، معقل الاحتجاج الرئيسي بجانب الرصافة، فيما تجمع القسم الآخر في ساحة النسور بجانب الكرخ. وكلا التجمعين قريبان من المنطقة الرئاسية الخضراء.
وكان رئيس الوزراء والقائد العام للقوات مصطفى الكاظمي، أصدر 10 توجيهات مشددة لقواته، ومن ضمنها «المنع البات لاستخدام الرصاص الحي والعيارات النارية والقنابل المسيلة للدموع».
وأمر الكاظمي كذلك أن «تتولى هيئات التنفتيش في الأجهزة الأمنية والعسكرية تفتيش القطعات المكلفة بحماية المظاهرات والتأكد من عدم حملهم أي سلاح ناري أو وسيلة جارحة». إلى جانب نشر «مفارز تفتيش تحسباً لوجود أي سلاح خارج القانون ومصادرته». كما شدد على ضرورة حماية مؤسسات الدولة، وطلب من المتظاهرين التزام الهدوء والسلمية.

وعلى الرغم من تعليمات الكاظمي المتشددة، فإنَّ ذلك لم يحُل دون وقوع بعض الصدامات بين المتظاهرين والأجهزة الأمنية.
وتحدثت خلية الإعلام الأمني في وقت مبكر من يوم أمس، عن «إصابة 19 ضابطاً ومنتسباً من القوة المكلفة بتأمين الحماية للمتظاهرين، فيما أصيب 9 مدنيين وذلك منذ انطلاق المظاهرات».
وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان، إنه «على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل الأجهزة الأمنية لعدم السماح للمندسين بالدخول إلى وسط المتظاهرين، فإننا ومع شديد الأسف نلاحظ أن هناك عناصر خارجة عن القانون وجدت خلال هذه المظاهرات واستخدمت أدوات ومواد غير قانونية أثناء المظاهرات».
كما أوضح البيان أن «هذه الإصابات في صفوف الأجهزة الأمنية جاءت نتيجة استخدام الحجارة والكرات الزجاجية وقنابل المولوتوف».
وأشار البيان إلى أن القوات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على متهمين من المندسين بحوزتهما كرات زجاجية وأدوات لرمي هذه الكرات على القوات الأمنية.
ثم عاد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، عصراً، ليؤكد أنَّ «خطة تأمين المتظاهرين تسير كما هو مرسوم لها في جانبي الكرخ والرصافة، تحديداً في ساحتي التحرير والنسور».
وأضاف سليم في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية، أنَّ «احتكاكاً حدث مع جزء من المتظاهرين في ساحة التحرير، ويتوقع أن هناك مندسين حاولوا إثارة الشغب، وهناك إصابات طفيفة».
وعلى الرغم من الدعوات التي انطلقت، سواء من الناشطين أو من الجماعات المرتبطة بـ«التيار الصدري»، منذ أيام، لزيادة أعداد المتظاهرين في الذكرى الثالثة، فإنَّ أعدادهم لم تكن بالكثرة المتوقعة في بغداد، وقد خرجت مظاهرات مماثلة في عدة محافظات وسط وجنوب البلاد.
بدوره، قدّم القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بنكين ريكاني، تفسيراً حول «قلّة أعداد المتظاهرين» ببغداد، عبر تغريدة، قال فيها إن «قلّة عدد المتظاهرين لا تعني زيادة مؤشر الرضا عن المنظومة السياسية، وإنما لعلم الغالبية الناقمة بأن الاحتجاجات يتم تسييسها واستغلالها من أجل السلطة من قبل بعض من ركب موجتها».
وغداة الذكرى الثالثة، لم يغِب الحديث الطويل عن إخفاق السلطات الرسمية عن محاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين خلال موجة المظاهرات الأولى عام 2019، والسنوات التي تلتها. وفي هذا الاتجاه، يقول عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق علي البياتي، في تغريدة عبر «تويتر»، إن «اللجان (المتعددة) التي تشكلت بعد أكتوبر 2019، تسلمت 8160 شكوى حول قضايا تتعلق بعنف داخل المظاهرات أو المرتبطة بها من قتل واختطاف واغتيال. لكن اللجان الحكومية اكتفت ببيانات الاستنكار والإقالات، ولم تتم إدانة الجناة إلا في حالتين فقط وعلى مستوى منتسبين برتب متدنية».
وفي السياق ذاته، قال تيار «الوعي الوطني» المنبثق عن «حراك أكتوبر» (تشرين الأول) في بيان: «مع حلول الذكرى الثالثة لانطلاق ثورة أكتوبر، ما زال هناك أكثر من 800 شهيد ينادون من مثواهم الأخير بشعار أكتوبر (نريد وطن)، وما زالوا في انتظار القصاص العادل من قاتليهم، وعدم الإفلات من العقاب وكشف الحقيقة عن الجناة ومرتكبي الأفعال الإجرامية».
وأضاف: «إننا على الوعد الذي قطعناه، لن يهدأ لنا بال ولا ننال قسطاً من الراحة إلا بتحقيق العدالة لشهداء العراق وانتشال وطننا من المأساة التي يعيش بها، خصوصاً حالة الفساد المستشري وغياب القانون أمام السلاح المنفلت الذي يستمر في قتل أبناء العراق الغيارى».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الجيش الأردني ينفذ 5 إنزالات جوية بمشاركة دولية على غزة

طائرة عسكرية تُسقط مساعدات إنسانية فوق غزة (أ.ف.ب)
طائرة عسكرية تُسقط مساعدات إنسانية فوق غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأردني ينفذ 5 إنزالات جوية بمشاركة دولية على غزة

طائرة عسكرية تُسقط مساعدات إنسانية فوق غزة (أ.ف.ب)
طائرة عسكرية تُسقط مساعدات إنسانية فوق غزة (أ.ف.ب)

نفّذت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، اليوم (الخميس)، 5 إنزالات جوية حملت مساعدات إنسانية وغذائية بمشاركة دولية استهدفت عدداً من المواقع في شمال قطاع غزة.

ووفق «وكالة الأنباء الأردنية» (بترا)، اليوم، شاركت في تنفيذ العملية طائرتان تابعتان لسلاح الجو الملكي الأردني، وطائرة تابعة لمصر، وطائرة تابعة للإمارات العربية المتحدة، وطائرة تابعة لألمانيا.

تأتي هذه العملية في إطار الجهود الدولية المتواصلة التي تقوم بها المملكة الأردنية من أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية الصعبة التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

عملية إسقاط لمساعدات إنسانية من الجو فوق غزة وسط استمرار الحرب (أ.ف.ب)

وأكدت القوات المسلحة أنها مستمرة بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية عبر جسر جوي لإيصالها من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة أو قوافل المساعدات البرية.

ووفق الوكالة، ارتفع عدد الإنزالات الجوية التي نفذتها القوات المسلحة الأردنية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 62 إنزالاً جوياً أردنياً، و104 إنزالات جوية، بالتعاون مع عدد من الدول.


الجيش الإسرائيلي: مقتل 200 مسلح في المداهمة المستمرة لمستشفى الشفاء

جندي إسرائيلي يقف بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: مقتل 200 مسلح في المداهمة المستمرة لمستشفى الشفاء

جندي إسرائيلي يقف بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة (رويترز)
جندي إسرائيلي يقف بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة (رويترز)

استمر القتال العنيف في محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة، اليوم (الخميس)، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قضى على نحو «مائتي مقاتل» حتى الآن، بينما تحدث نشطاء حقوق الإنسان عن هجوم متعمد على المدنيين، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وقال الجيش الإسرائيلي عبر قناته على تطبيق «تلغرام»: «تم القضاء على نحو مائتي مقاتل في محيط المستشفى منذ بداية النشاط».

وأضاف الجيش أنه على مدار الساعات الأربع وعشرين الماضية «أطلق المسلحون النار على قوات الجيش الإسرائيلي من داخل وخارج مبنى الطوارئ عند مستشفى الشفاء».

ووصف الجيش الإسرائيلي العملية بأنها دقيقة دون إلحاق الضرر بالمدنيين والمرضى والفرق الطبية والمعدات الطبية. وجرى نقل المدنيين والمرضى والفرق الطبية إلى منشآت طبية بديلة أقامها الجيش.

على الجانب الآخر، اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل المدنيين، بما في ذلك الأطفال خلال عملية مستشفى الشفاء.


مسؤول أميركي في بيروت... ولبنان يدفع لتطبيق القرار 1701

بوحبيب خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش (وزارة الخارجية اللبنانية)
بوحبيب خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش (وزارة الخارجية اللبنانية)
TT

مسؤول أميركي في بيروت... ولبنان يدفع لتطبيق القرار 1701

بوحبيب خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش (وزارة الخارجية اللبنانية)
بوحبيب خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش (وزارة الخارجية اللبنانية)

وصل نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش إلى بيروت، حيث التقى بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب الذي شدد على «ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة».

وأعلن عن زيارة المسؤول الدبلوماسي الأميركي إلى بيروت، في أعقاب تصعيد كبير بالقصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وأسفر عن مقتل 16 شخصاً، بينهم 10 مسعفين، خلال 24 ساعة.

وأفاد المكتب الإعلامي لوزير الخارجية اللبناني، بأنه التقى مع غولدريتش الذي رافقته السفيرة ليزا جونز، وتناولا بحث الوضع في الجنوب، والحرب في غزة. وشدد الوزير اللبناني على «ضرورة دعم المبادرات الدبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة». كما تم التشديد على أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.

وجاءت الزيارة بالتزامن مع حراك دولي فاعل لتطويق احتمالات تدهور الأوضاع في الجنوب. وأكد بوحبيب، خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، «أننا سنستمر بالدفع نحو التطبيق الكامل للقرار 1701 كونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود».

ولم تتوقف المبادرات الدولية للحيلولة دون توسعة الحرب وتثبيت الاستقرار في الجنوب، وكانت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني آخر الزوار الأوروبيين الذين وصلوا إلى العاصمة اللبنانية، والتقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مساء الأربعاء، في بيروت.


الصدر يلمح إلى العودة... لكن ليس الآن

مقتدى الصدر (أرشيفية - وكالات)
مقتدى الصدر (أرشيفية - وكالات)
TT

الصدر يلمح إلى العودة... لكن ليس الآن

مقتدى الصدر (أرشيفية - وكالات)
مقتدى الصدر (أرشيفية - وكالات)

في خطوة مفاجئة فسّرها مراقبون بأنها تمهيد لعودة تدريجية لزعيم «التيار الصدري» إلى المشهد السياسي، قال مقرّب من مقتدى الصدر إنه وجّه بالعودة إلى القواعد الشعبية من خلال التواصل معهم في مختلف المناسبات.

ووضع الصدر خريطة طريق من 12 نقطة لقيادات «التيار» بالتواصل مع القواعد الشعبية على أثر نجاح مبادرات بيّنت مدى التزامهم بتوجيهات إغاثة غزة والتي حققت نجاحاً كبيراً من وجهة نظر الصدريين ومؤيديهم.

وجاء في صفحة على منصة «إكس» للمقرب من الصدر المعروف باسم «وزير القائد»، أنه «إتماماً لتوجيهات الصدر حول ضرورة التواصل مع القواعد الشعبية، فقد أوعز بالتواصل معهم، ودعا إلى وضع (أرقام للشكاوى) ما عدا الحكومية والسياسية، فضلاً عن «ريادة المساجد أوقات الصلاة».

وتضمنت توجيهات الصدر «إقامة جلسات تثقيفية وتسهيل فتح دورات تعليمية، والتأكيد على دور الشباب والجيل الصاعد في النهوض والتكامل المجتمعي من الناحية الدينية والعقائدية والاجتماعية حصراً لا غير».

وشدد الصدر على «مراعاة القواعد الشعبية الوضع الاقتصادي والسياسي وعدم إحراج القائمين والمكلفين بالتواصل معهم».

زعيم «التيار الصدري» يزور منزل المرجع الأعلى للشيعة علي السيستاني

تواصل غير معلن

ولم يعلق الصدر ولا القيادات المقربة منه بشأن ما إذا كان سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي لم يتفق على موعد نهائي لها، في حين تتواتر أخبار عن تواصل غير معلن بين زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر وزعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي.

وبينما بدا للمراقبين وللقوى السياسية أن الصدر انشغل طوال السنتين الماضيتين بعد انسحابه من البرلمان عام 2022 بإعادة هيكلة قوته الشعبية.

وجّه الصدر في مناسبات عديدة انتقادات حادة للطبقة السياسية، لكن موقفه بقي محايداً إلى حد كبير من رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني وحكومته، كما أنه لم يسحب كوادره المحسوبين على «التيار» من العاملين في مواقع حكومية.

عودة تثير المخاوف

وبدأت توجيهات الصدر الأخيرة تتفاعل في مختلف الأوساط السياسية؛ لأنها تأتي بالتزامن مع حراك سياسي تمهيداً لإجراء انتخابات مبكرة نهاية العام الحالي طبقاً للبرنامج الحكومي أو طبقاً لموعدها المقرر نهاية العام المقبل.

وترى قوى سنية وكردية أن عودة الصدر إلى المشهد السياسي كفيلة بتحقيق التوازن داخل الوسط السياسي الشيعي بعد أن أظهر «الإطار التنسيقي» نزعة تفرد بتكريس نفوذه أكثر في المؤسسات الحكومية.

في المقابل، تنقسم القوى الشيعية بشأن عودة الصدر كونه منافساً قوياً لا سيما بعد أن استحوذت على مقاعده التي حصل عليها بالانتخابات وعددها 73 مقعداً جرى توزيعها بين الجميع.

تجنب الصدر مصافحة المالكي في آخر لقاء جمعهما بمنزل هادي العامري يناير 2022 (إكس)

الصدر سيعود... ليس الآن

في السياق، يقول الأكاديمي غالب الدعمي، لـ«الشرق الأوسط» إنه «في غضون الشهرين الآخرين، أطلق الصدر إشارات ضمنية لجمهوره بضرورة الاستعداد لمرحلة جديدة».

وأوضح الدعمي، أن «كلام الصدر يبين أنه قريب من العودة وأنه وما زال فاعلاً في المشهد الاجتماعي». وأضاف: «كل هذه المؤشرات تؤكد أن هناك عودة لـ(التيار الصدري) إلى الحياة السياسية، لكن ليس الآن».

من جهته، رأى السياسي المستقل عمر الناصر، أن «ما يميز (التيار الصدري) عن بقية الأحزاب والقوى السياسية الأخرى أن جماهيره رهن الإشارة والدعم بينما نجد بقية الأحزاب قد فقدت الكثير من مؤيديها والمنتمين إليها نتيجة ضعف الولاء للعقيدة السياسية ووجود بعض الوصوليين والانتهازيين الذين يسعون لنيل مكاسب شخصية من خلال تغيير ألوانهم حسب نوع المشاريع السياسية المطروحة». وقال الناصر، لـ«الشرق الأوسط»: إن «قواعد (التيار) الجماهيرية ثابتة ومستقرة ومحافظة على الالتزام المطلق لزعيم (التيار) مقتدى الصدر ومهما تغيرت الظروف تبقى المركزية لديهم هي الفيصل باتخاذ القرار»، ورأى أن ذلك «يعطي رصيداً إضافياً وقوة دفع جيدة وعالية للتيار، خصوصاً قربه من جماهيره ومن الطبقات الشعبية والفقيرة».


فضيحة هروب سجين مقرّب من شخصيات بارزة تحرج السلطة اللبنانية

عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة (المديرية)
عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة (المديرية)
TT

فضيحة هروب سجين مقرّب من شخصيات بارزة تحرج السلطة اللبنانية

عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة (المديرية)
عناصر من المديرية العامة لأمن الدولة (المديرية)

استنفر القضاء اللبناني طاقاته لإجراء تحقيق فوري وسريع في فضيحة هروب أو «تهريب» سجين من مكان توقيفه لدى جهاز أمن الدولة في منطقة ساحة العبد شرقيّ بيروت، وحملت الحادثة الكثير من التأويل، باعتبار أن السجين الهارب داني الرشيد هو شخصيّة محظيّة جداً؛ إذ إنه يشغل منصب مدير مكتب الوزير السابق سليم جريصاتي (مستشار الرئيس السابق ميشال عون)، وبنفس الوقت المستشار الشخصي لرئيس جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا.

وعقد النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار اجتماعاً مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، جرى خلاله الاتفاق على البدء بتحقيق فوري يتولاه عقيقي بإشراف الحجار، وقال مصدر قضائي إن التحقيق «أسفر حتى الآن عن توقيف ثلاثة عناصر من حراس سجن أمن الدولة، وسيشمل ضباطاً وعناصر آخرين». وكشف المصدر لـ«الشرق الأوسط» عن أن عقيقي «استدعى اللواء طوني صليبا إلى الاستجواب بوصفه رئيساً لجهاز أمن الدولة ومسؤولاً عن تصرف ضباطه وعناصره»، مشيراً إلى أن صليبا «تردد في البداية لكنه عاد ووافق على الحضور إلى مكتب عقيقي في المحكمة العسكرية والإدلاء بإفادته، سيما وأن علاقة عمل وصداقة قوية تجمعه بالسجين الهارب».

وكان الرشيد المتهم بجريمة محاولة قتل المهندس عبد الله حنّا في زحلة (شرق لبنان)، سرت معلومات تفيد بأنه «يحظى بمعاملة خاصة من أمن الدولة كونه مستشار رئيس الجهاز ولديه علاقات وثيقة مع شخصيات سياسية. إثر تلك المعلومات، وجّه النائب العام التمييزي كتاباً إلى صليبا طالبه فيه بنقل جميع السجناء الموجودين لدى أمن الدولة إلى السجون ومراكز التوقيف الواقعة تحت سلطة قوى الأمن الداخلي، لكن تبيّن أن هؤلاء السجناء لم يجرِ نقلهم. وأوضح المصدر القضائي أن الحجار «استوضح أمن الدولة عن أسباب التأخر بنقل السجناء، وطلب لائحة بأسماء كل الموقوفين لديهم»، مشيراً إلى أن النائب العام «تسلّم اللائحة التي تضمّ أسماء كل الموقوفين ما عدا داني الرشيد، وهنا اعتقد الحجار أنه تم نقل الرشيد إلى سجن مركزي، قبل أن يتفاجأ بخبر فراره».

واللافت أن عملية الفرار التي حصلت بعد الاتفاق على موعد نقل الرشيد إلى عهدة قوى الأمن الداخلي، وأفاد المصدر بـ«اتصال حصل بين اللواء صليبا والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان تم خلاله تحديد موعد نقل هذا السجين إلى عهدة الأمن الداخلي، لكن بعد ساعات أعلن خبر فراره من السجن».

وبموازاة التحقيق لكشف كيفية الفرار ومن سهّل هذه العملية، تواصل الأجهزة الأمنية تعقّب الرشيد، فيما رجح مصدر أمني أن يكون غادر لبنان، وأشار المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التحريات وعمليات التتبع ستبيّن ما إذا غادر لبنان أم لا». وقال: «هناك توقعات بأنه حصلت ترتيبات لتهريبه من لبنان قبل أن يغادر السجن؛ لأنه يعرف تماماً أنه في حال بقي في لبنان سيعاد توقيفه في أي مكان يختبئ فيه».

ويقع سجن «أمن الدولة» داخل مبنى «حماية الشخصيّات» المعزز بإجراءات أمنية معززة جداً وكاميرات مراقبة وأبواب حديد مصفحة لا يمكن تخطيها، ورجّحت المصادر أن يكون الفرار «حصل بتسهيل من حرّاس السجن أولاً، ومن المسؤولين عن حماية مبنى (حماية الشخصيات) من الداخل والخارج»، مشيرة إلى أن مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي رولان الشرتوني، انتقل منتصف ليل الأربعاء - الخميس إلى المكان وعاينه مباشرة، وأجرى تحقيقات استمرت حتى صباح الخميس. وقالت إن الشرتوني «وضع يده على كلّ المعطيات المتعلقّة بهذه الحادثة، وسلّمها إلى القاضيين جمال الحجار وفادي عقيقي».


30 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجفاف في غزة

طفلة فلسطينية تتلقى العلاج في مستشفى خاص للأطفال في مدينة رفح متخصص في تقديم الرعاية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ونقص الأدوية (د.ب.أ)
طفلة فلسطينية تتلقى العلاج في مستشفى خاص للأطفال في مدينة رفح متخصص في تقديم الرعاية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ونقص الأدوية (د.ب.أ)
TT

30 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية والجفاف في غزة

طفلة فلسطينية تتلقى العلاج في مستشفى خاص للأطفال في مدينة رفح متخصص في تقديم الرعاية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ونقص الأدوية (د.ب.أ)
طفلة فلسطينية تتلقى العلاج في مستشفى خاص للأطفال في مدينة رفح متخصص في تقديم الرعاية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ونقص الأدوية (د.ب.أ)

أعلنت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الخميس، وفاة طفل بسبب المجاعة، وعدم توفر العلاج، ما يرفع عدد ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة إلى 30 قتيلاً.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن المصادر قولها إن «طفلاً توفي نتيجة سوء التغذية والجفاف، ونقص الإمدادات الطبية، في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمال قطاع غزة».

تتلقى الطفلة الفلسطينية ليلى جنيد، التي تعاني من سوء التغذية الحاد، العلاج في مستشفى كمال عدوان (رويترز)

ووفق الوكالة، «يتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي متواصل، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولظروف إنسانية غاية في الصعوبة تصل إلى حد المجاعة، وفي ظل شح شديد في إمدادات الغذاء، والماء، والدواء، والوقود».

وأشارت إلى أنه «جراء الحرب بات المواطنون ولا سيما في محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من منازلهم في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاماً».


«حزب الله»: قصفنا منطقتين ومقراً عسكرياً في شمال إسرائيل رداً على هجماتها أمس

دخان يتصاعد من المطلة جراء قصف نفذه «حزب الله» الأسبوع الماضي انطلاقاً من جنوب لبنان (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من المطلة جراء قصف نفذه «حزب الله» الأسبوع الماضي انطلاقاً من جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: قصفنا منطقتين ومقراً عسكرياً في شمال إسرائيل رداً على هجماتها أمس

دخان يتصاعد من المطلة جراء قصف نفذه «حزب الله» الأسبوع الماضي انطلاقاً من جنوب لبنان (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من المطلة جراء قصف نفذه «حزب الله» الأسبوع الماضي انطلاقاً من جنوب لبنان (أ.ف.ب)

قال «حزب الله» في لبنان، اليوم الخميس، إنه قصف منطقتين ومقراً عسكرياً في شمال إسرائيل رداً على هجمات شنتها أمس على الجنوب اللبناني.

وأصدرت جماعة «حزب الله» بياناً قالت فيه إنها قصفت صباح اليوم منطقتي غورن وشلومي بالأسلحة الصاروخية والمدفعية دعماً للشعب الفلسطيني ورداً ‏على هجمات إسرائيل على القرى الجنوبية والمنازل المدنية «خصوصاً مجزرة الناقورة ‏والاعتداء على بلدة طيرحرفا والطواقم الطبية فيها»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي بيان ثانٍ، ذكرت الجماعة أنها استهدفت أيضاً مقر قيادة كتيبة «ليمان» الإسرائيلية بالقذائف المدفعية.

وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن 10 صواريخ انطلقت من لبنان صباح اليوم الخميس، تم اعتراض 9 منها وسقط واحد في منطقة مفتوحة، وقالت إن الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع الإطلاق.

وارتفع عدد قتلى القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدتي الناقورة وطيرحرفا في جنوب لبنان مساء أمس الأربعاء إلى 9 قتلى من «حزب الله» وحركة «أمل»، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام».

وذكرت «الوكالة» أن الغارة الإسرائيلية على الناقورة ألحقت أضراراً جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية، لا سيما شبكتي الكهرباء والمياه، كما أدت الغارة على طيرحرفا إلى تدمير عدد من المنازل المحيطة واحتراق بعض السيارات.

وأشارت «الوكالة» إلى أن عدداً من الأشخاص أصيبوا في القصف الإسرائيلي بينهم امرأة.


الرئيس الفلسطيني يصادق على تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع في مقر إقامته الرسمي في رام الله، 25 مارس 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع في مقر إقامته الرسمي في رام الله، 25 مارس 2024 (د.ب.أ)
TT

الرئيس الفلسطيني يصادق على تشكيلة الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى

الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع في مقر إقامته الرسمي في رام الله، 25 مارس 2024 (د.ب.أ)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع في مقر إقامته الرسمي في رام الله، 25 مارس 2024 (د.ب.أ)

صادق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم (الخميس)، على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الاقتصادي محمد مصطفى بعد أسبوعين من تكليفه، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مصطفى على الإثر إن «الأولوية الوطنية الأولى هي وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة». وأضاف «سنعمل على وضع التصورات لإعادة توحيد المؤسسات بما يشمل تولي المسؤولية في غزة».

وقالت «وكالة الأنباء الفلسطينية» إن الحكومة الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس، يوم الأحد، المقبل.
ونشرت الوكالة نسخة من التشكيل الوزاري المقترح، وفيه يشغل مصطفى أيضا منصب وزير الخارجية والمغتربين.


مجزرة الهبارية تجدّد «نضال» العرقوب في جنوب لبنان ضد إسرائيل

خلال الصلاة على 7 مسعفين قُتلوا بضربة إسرائيلية في الهبارية جنوب لبنان (أ.ف.ب)
خلال الصلاة على 7 مسعفين قُتلوا بضربة إسرائيلية في الهبارية جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

مجزرة الهبارية تجدّد «نضال» العرقوب في جنوب لبنان ضد إسرائيل

خلال الصلاة على 7 مسعفين قُتلوا بضربة إسرائيلية في الهبارية جنوب لبنان (أ.ف.ب)
خلال الصلاة على 7 مسعفين قُتلوا بضربة إسرائيلية في الهبارية جنوب لبنان (أ.ف.ب)

جدَّدت «مجزرة الهبارية» التي ذهب ضحيتها 7 مسعفين من البلدة في استهداف إسرائيلي لمركز طبي فجر الأربعاء، الإرث النضالي لأبناء منطقة العرقوب في جنوب لبنان ضد إسرائيل، من غير أن تبدد مسافة الاختلاف السياسي مع «حزب الله».

ومنطقة العرقوب هي مجموعة قرى تقع على الهضبة الغربية لجبل الشيخ، وتفصل جنوب لبنان عن الجنوب السوري، وتسكن قراها أغلبية من المسلمين السنَّة، إضافة إلى الدروز والمسيحيين، وتحاذي تلك القرى مناطق تسكنها أغلبية شيعية في مرجعيون، وتقع فيها الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ومع أن الحزن يلف قرى العرقوب في جنوب لبنان، إثر الضربة الإسرائيلية لمركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في الهبارية فجر الأربعاء، فإنها جددت تاريخاً من «نضال» أبناء منطقة العرقوب التي «تدفع ضريبة الدم منذ 60 عاماً في مواجهة العدو»، كما يقول سكانها، على ضوء استضافتها للمقاومة الفلسطينية، وتحويلها إلى منطلق لعمليات الفدائيين ضد إسرائيل، مطلع السبعينات، وتعرضت قراها لتدمير متواصل أكثر من مرة، إثر هجمات إسرائيلية منذ الستينات.

وعُرفت العرقوب خلال الستينات والسبعينات بأن الأغلبية الساحقة من سكانها كانوا ينتمون إلى «الحركة الوطنية» المتحالفة مع «منظمة التحرير الفلسطينية»، إضافة إلى أحزاب «البعث» العراقي والسوري، و«الحزب الشيوعي» و«منظمة العمل الشيوعي» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» والمنظمات الفلسطينية.

ويقول الباحث السياسي والأستاذ الجامعي باسل صالح إن المنطقة «تمتاز بإرث نضالي طويل في مواجهة الاضطهاد المباشر والاعتداءات المتكررة، وقدمت تضحيات كبيرة على مدى حِقَب متنوعة، ودُمّرت قراها واحتُلّت»، لذلك «لم يتخلَّ أبناؤها عن الإرث الوطني وعن دعمهم للفلسطينيين، وعن تضامنهم معهم». ويشير إلى أن هذا التضامن اكتسب أخيراً بُعداً جديداً في المعركة الأخيرة، من خلال مشاركة «الجماعة الإسلامية» في القتال، ولو ضمن إطار محدود، بالنظر إلى «خصوصية» الجماعة وارتباطها بالإسلام السياسي وتفاعلها مع حركة «حماس».

وجرى التعبير عن التعاطف والتضامن والتأييد، بالمواقف، وبقتال محدود قادته «الجماعة الإسلامية» وحدها انطلاقاً من المنطقة ضد المواقع الإسرائيلية المقابلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ولأن النشاط العسكري لم يكن واسعاً، بقي معظم السكان في قراهم، وهو ما أكدته مصادر ميدانية في الفرديس وكفر حمام لـ«الشرق الأوسط»، قائلة إن أغلبية المقيمين على مدار السنة في البلدتين لم يغادروها، ومَن غادرها خلال الأسبوعين الأولين من المعركة عاد إلى بلدته وتآلف مع أصوات القصف والمخاطر».

غير أن هذا الواقع تسعى إسرائيل لتغييره، وذلك في الضربة التي وجَّهتها لمركز مدني وإسعافي، كما يقول صالح الذي يتحدر من المنطقة لـ«الشرق الأوسط»، موضحاً أن «استهداف المسعفين والمدنيين هو تقصُّد إسرائيلي لاستهداف أي تجمع بشري مدني»، لافتاً إلى أن هذه الضربات «تحاول إسرائيل به إفراغ الجنوب من السكان عبر التدمير الممنهج، مما يتيح لها التعامل مع الموجودين في المنطقة على أنهم مقاتلون، وبالتالي تشرع استهدافهم». ويرى صالح أن الجانب الإسرائيلي يسعى لإفراغ المنطقة، لأنه يتوجس من كتلة سنية على امتداد فلسطين تتفاعل مع الفلسطينيين، وهي تمثل امتداداً مذهبياً وجغرافياً.

ورغم الرابط الوطني مع الفلسطينيين، الناتج عن التنوع السياسي والطائفي، إن ذلك لا يبدد المسافة السياسية بين سكان هذه المنطقة و«حزب الله»، وهي مسافة بدأت في عام 2005، وتكرست في الحرب السورية والانقسامات السياسية الداخلية، وأنتجت اقتراعاً ضد الحزب وحلفائه في الانتخابات النيابية الأخيرة، في عام 2022، حيث أنتج تصويت أبناء العرقوب خرقَين في لائحة الحزب وحلفائه، ووصل النائب إلياس جرادة، كما وصل النائب فراس حمدان إلى البرلمان.

ويؤكد السكان أن «الاختلاف السياسي حق، وهو أمر مشروع، سواء بالاختلاف مع (حزب الله) في السياسة الداخلية، أم في ملفات أخرى»، لكن الموجة الأخيرة من التعاطف مع الفلسطينيين وتأييد بعضهم للنضال ضد إسرائيل، لم يقربهم من الحزب، أو يلغي التباعد والتباين السياسيين.

ويقول صالح: «لا يمكن القبول بهذا النموذج من الاعتداء الإسرائيلي المتواصل، والأهالي هنا يرفضون العودة إلى حالة الاحتلال، وهذا حقهم المشروع»، لافتاً إلى «نقمة كبيرة على إسرائيل على ضوء القصف الممنهج والمتواصل»، لكن أكد أن هذا الرفض لإسرائيل لا يعني إلغاء للخلاف السياسي مع الحزب. ويشير إلى «خصوصية التعدد السياسي والطائفي في العرقوب وحاصبيا، والعلاقات الاجتماعية بين الدروز والسنة والمسيحيين التي تستدعي هذه البانوراما القائمة على التمسك بالهوية اللبنانية والأرض».


تقرير: إسرائيل تستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجه في غزة لتعقب الفلسطينيين

إسرائيل تستخدم تكنولوجيا للتعرف على الوجه بشكل موسع في غزة (رويترز)
إسرائيل تستخدم تكنولوجيا للتعرف على الوجه بشكل موسع في غزة (رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل تستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجه في غزة لتعقب الفلسطينيين

إسرائيل تستخدم تكنولوجيا للتعرف على الوجه بشكل موسع في غزة (رويترز)
إسرائيل تستخدم تكنولوجيا للتعرف على الوجه بشكل موسع في غزة (رويترز)

قال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن إسرائيل تستخدم تكنولوجيا للتعرف على الوجه بشكل موسع في غزة منذ أواخر العام الماضي بغرض مراقبة وتعقب الفلسطينيين.

ونقلت الصحيفة عن ضباط في المخابرات الإسرائيلية ومسؤولين عسكريين وجنود قولهم إن «هذه التكنولوجيا استخدمت في البداية في غزة للبحث عن الإسرائيليين الذين احتجزتهم (حماس) رهائن بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). لكن فيما بعد، استخدمت التكنولوجيا لإجراء مراقبة جماعية للفلسطينيين في قطاع غزة؛ حيث تم جمع صور وجوههم وتخزينها دون علمهم».

وزعم مسؤولو المخابرات أن الغرض من هذا الأمر كان «استئصال أي شخص له علاقات بـ(حماس) أو غيرها من الجماعات المسلحة».

وقال أحد الضباط إنه في بعض الأحيان، صنّفت التكنولوجيا المدنيين بشكل خاطئ على أنهم مقاتلون تابعون لـ«حماس».

ولفت 4 ضباط استخبارات إلى أن برنامج التعرف على الوجه، الذي تديره وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، يعتمد على تكنولوجيا من شركة «كورسايت»، وهي شركة إسرائيلية خاصة. وقالوا إنه يستخدم أيضاً صور «غوغل».

وقال ثلاثة من الأشخاص المطلعين على البرنامج إنهم قرروا أن يتحدثوا علناً عن هذه التكنولوجيا، لأنهم يرون أن الاستعانة بها هي «إساءة لاستخدام الوقت والموارد من قبل إسرائيل».

ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على استخدام التقنية في غزة، لكنه قال إن الجيش «ينفذ العمليات الأمنية والاستخباراتية الضرورية، بينما يبذل جهوداً كبيرة لتقليل الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين». وأضاف: «بالطبع لا يمكننا الإشارة إلى طبيعة القدرات العملياتية والاستخباراتية المستخدمة في هذا السياق».

التكنولوجيا صنّفت بعض المدنيين بشكل خاطئ على أنهم مقاتلون تابعون لـ«حماس» (أرشيف - رويترز)

وانتشرت تقنية التعرف على الوجه في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل متزايد.

وفي حين تستخدم بعض البلدان التكنولوجيا لتسهيل السفر الجوي، فقد تم استعمالها في الصين وروسيا ضد الأقليات ولقمع المعارضة.

وقال مات محمودي، الباحث في منظمة العفو الدولية، إن استخدام إسرائيل لتقنية التعرف على الوجه في الحرب يمثل مصدر قلق لأنه قد يؤدي إلى «تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم بشكل كامل»، حيث لا يُنظر إليهم على أنهم أشخاص.

وأضاف أنه من غير المرجح أن يشكك الجنود الإسرائيليون في هذه التكنولوجيا عندما يتعرفون على شخص ما على أنه جزء من جماعة مسلحة، على الرغم من أنها قد ترتكب أخطاء.

وكانت إسرائيل قد استخدمت في السابق تقنية التعرف على الوجه في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقاً لتقرير أصدرته منظمة العفو الدولية، العام الماضي، لكن الجهود المبذولة في غزة تذهب إلى أبعد من ذلك.

وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، يمتلك الإسرائيليون نظاماً محلياً للتعرف على الوجه يسمى «بلو وولف»، وفقاً لتقرير منظمة العفو الدولية.

وعند نقاط التفتيش في مدن الضفة الغربية مثل الخليل، يتم فحص الفلسطينيين بواسطة كاميرات عالية الدقة قبل السماح لهم بالمرور. وقال التقرير إن الجنود يستخدمون أيضاً تطبيقات الهواتف الذكية لمسح وجوه الفلسطينيين وإضافتها إلى قاعدة بيانات.

وفي غزة، التي انسحبت منها إسرائيل عام 2005، لم تكن هناك تكنولوجيا للتعرف على الوجه. وقال ضباط مخابرات إسرائيليون إن مراقبة «حماس» في غزة كانت تتم بدلاً من ذلك من خلال التنصت على خطوط الهاتف واختراق أنظمة الاتصالات، واستجواب السجناء الفلسطينيين، وجمع لقطات الطائرات المسيرة، والوصول إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة.

وبعد 7 أكتوبر، لجأ ضباط المخابرات الإسرائيلية في الوحدة 8200 الخاصة بـ«الاستخبارات الإلكترونية»، إلى أساليب المراقبة هذه للحصول على معلومات عن مسلحي «حماس» الذين انتهكوا حدود إسرائيل. وقال أحد الضباط إن الوحدة فحصت أيضاً لقطات الهجمات من الكاميرات الأمنية، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التي قامت «حماس» بتحميلها على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف أنه تم إخبار الوحدة بإعداد «قائمة اغتيالات» لأعضاء «حماس» الذين شاركوا في الهجوم.

وقال ثلاثة ضباط مخابرات إسرائيليين إنه تم بعد ذلك إحضار شركة «كورسايت» لإنشاء برنامج للتعرف على الوجه في غزة.

وتقول الشركة، التي يقع مقرها الرئيسي في تل أبيب، على موقعها الإلكتروني، إن تقنيتها «تتطلب أن يكون أقل من 50 في المائة من الوجه مرئياً للتعرف عليه بدقة، كما أنها تتعرف بجدارة على صور الأشخاص في الملتقطة في الظلام، وبجودة رديئة».

إلا أن أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية قال إن أفراد الوحدة 8200 سرعان ما اكتشفوا أن تقنية «كورسايت» تواجه صعوبات ومشكلات إذا كانت اللقطات غير واضحة أو قليلة الجودة أو إذا كان هناك مشكلة في وجه الشخص.

وأضاف الضابط: «على سبيل المثال عندما حاول الجيش التعرف على جثث الإسرائيليين الذين قُتلوا في 7 أكتوبر، فشلت هذه التكنولوجيا في الكثير من الأوقات في تحديد هوية الأشخاص الذين أصيبت وجوههم. هذا بالإضافة إلى قيام التكنولوجيا مرات عدة بتصنيف مدنيين بشكل خاطئ على أنهم مقاتلون تابعون لـ(حماس)».

وتواصل إسرائيل حربها على غزة رغم قرار مجلس الأمن الأخير الذي صدر هذا الأسبوع والذي يدعو جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

وارتفعت حصيلة القتلى والجرحى في قطاع غزة إلى أكثر من 32 ألف قتيل ونحو 74 ألف جريح، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».