«نساء لا يقبلن الأَسْر»... المرأة تقود الاحتجاجات في إيران وأفغانستان (صور)

بين إكراه المرأة على تغطية شعرها بالطريقة التي تريدها «شرطة الأخلاق» في إيران، وإرغامها على تغطية وجهها في أفغانستان، الأسْر واحد... نساء تُسلب حقوقهن ويجبرن على الرضوخ لـ«طاغية ما»، فتتفجر «الانتفاضة النسائية» من رحم القمع بقيادتهن، هن اللواتي يتنزعن حقوقهن الواحدة تلو الأخرى في هذين البلدين، بدءاً من حرية اللباس مروراً بالتعليم وصولاً إلى الحق في العمل.

تظاهرة نسائية في أفغانستان ضد حركة طالبان القمعية (أ.ف.ب)

في 16 سبتمبر (أيلول)، نفخ وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني النار من تحت الرماد بعدما تم توقيفها وتعنيفها من قبل شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها لباساً دينياً «غير ملائم». نار استدعت ثورة بقيادة الإيرانيات، أحرقن فيها الحجاب الإلزامي بعد خلعه، والشعر بعد قصّه، في كافة أنحاء البلاد.

من تظاهرات طهران ضد مقتل الشابة مهسا أميني (تويتر)

النساء المتظاهرات كما الرجال في إيران، طالبن بإسقاط النظام وإنهاء ما يعرف بـ«الجمهورية الإسلامية».
تلك الثورة التي يتم قمعها بأكثر الأساليب وحشية في البلاد والتي أدت إلى مقتل العشرات واعتقال المئات حتى الآن، لاقت تضامناً واسعاً في شتى أنحاء العالم.

في تركيا إيرانية تقص شعرها احتجاجا على مقتل أميني (أ.ف.ب)

وفي فرنسا أيضا (رويترز)

وفي أفغانستان المجاورة، تتواصل احتجاجات نسائية ضد ازدياد أوضاع المرأة الأفغانية صعوبة منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم قبل عام.

أفغانيات يهربن من ضرب الرصاص بعد تظاهرة تطالب بحقهن في التعليم (أ.ف.ب)

هناك، فقدت المرأة الكثير من المكتسبات التي حققتها خلال عشرين عاماً منذ (الاجتياح الأميركي عام 2001 وحتى سيطرة (طالبان) مجدداً على أفغانستان)، فأصبح ممنوعاً على المراهقات متابعة تعليمهن في المدارس الثانوية، كما أجبرت الموظفات الحكوميات على ترك أعمالهن. كذلك منعت النساء من السفر بمفردهن. وأجبرت النساء على تغطية حتى وجوههن في الأماكن العامة. كما فرضت «طالبان» على مذيعات التلفزيون ارتداء النقاب على الشاشة، ولكن عدداً منهن تحدين القرار في البداية وظهرن بوجوه مكشوفة.

مذيعة أفغانية تتحدى طالبان وتظهر مكشوفة الوجه على الشاشة

وقاومت أفغانيات كثيرات القيود التي وضعتها «طالبان» خرجن في مظاهرات، مطالبة بالحق في التعليم والعمل، لكن المتشددين سرعان ما قمعوا التجمعات وأوقفوا قادتها واحتجزوهن سراً، فيما نفت الحركة بأنه تم اعتقالهن. ولزم معظمهن الصمت منذ إطلاق سراحهن.
في البلدين الصرخة واحدة، والهتافات متشابهة: ففي مظاهرة شهدتها العاصمة الأفغانية كابل الشهر الماضي لقرابة أربعين امرأة هتفن «خبز وعمل وحرية» و«العدل العدل، سئمنا الجهل» أمام وزارة التعليم. أما في إيران فتهتف النساء في المظاهرات «امرأة، حياة، حرية» بينما يلوحن ويحرقن حجابهن ويقصن شعرهن.

والخميس، تجمعت مجموعة من الأفغانيات أمام سفارة إيران في كابل في مظاهرة داعمة لانتفاضة الشعب الإيراني. وكتبن على اللافتات، التي كن يحملنها شعارات منها «نساء إيران وأفغانستان لا يقبلن الأَسْر».
ورددت الأفغانيات، بأمل: «إيران انتفضت... حان دورنا الآن»، و«الموت للديكتاتور سواء في طهران أو كابل».