كوارتنغ... وزير الخزانة البريطاني الذي أرعب الأسواق

تحدّى بنك انجلترا المركزي وتمسّك بِرهانه رغم تراجع الإسترليني

كوارتنغ... وزير الخزانة البريطاني الذي أرعب الأسواق
TT

كوارتنغ... وزير الخزانة البريطاني الذي أرعب الأسواق

كوارتنغ... وزير الخزانة البريطاني الذي أرعب الأسواق

تحذير صارم من صندوق النقد الدولي، سياسات مالية ونقدية متناقضة، ذعر في الأسواق وتراجع كبير للعملة. لا... هذه ليست مؤشرات أزمة مالية في اقتصاد ناشئ، بل نتيجة ميزانية طارئة أقرّتها حكومة عضو في مجموعة الاقتصادات السبع الكبرى رغم تحفّظات بنكها المركزي. مهندس هذه السياسة، والمدافع الأكبر عنها، هو وزير الخزانة (المالية) البريطاني الجديد كواسي كوارتنغ الذي تسلّم مفاتيح «11 داونينغ ستريت» - حيث المقر الرسمي لشاغل هذا المنصب - قبل ثلاثة أسابيع، ضمن إحدى أكثر الحكومات تنوّعاً عرقياً ودينياً في تاريخ بريطانيا بقيادة ليز تراس. ولكن ما فتئ كوارتنغ أن تسلّم أهم حقيبة وزارية في الحكومة حتى بدأ يفقد ثقة زملائه في حزب المحافظين، وأخذت تسري همهمات وتكهنات مبكّرة حول قدرته على الصمود في وجه الفوضى التي عمّت الأسواق نتيجة سياساته المالية. فمن هو كوارتنغ؟ وهل تنجح سياساته الجريئة في استعادة النمو وإنعاش الاقتصاد، أم تنقلب عليه وتتسبب في سقوط مبكّر لحكومة تراس؟
ثمة مَن يقول، إنه لولا جذوره المهاجرة، لكانت مسيرة كواسي كوارتنغ التعليمية والمهنية نسخة من مسيرة غالبية كبار المحافظين البريطانيين منذ الحرب العالمية الثانية: تعليم ثانوي في كلية إيتون، أرقى مدارس بريطانيا وأعرقها، ودراسة جامعية حتى الدكتوراه في جامعتي كمبردج وهارفارد الشهيرتين، ومقالات رأي في صحيفة «الديلي تلغراف» المحافظة، وطموح سياسي مبكّر قاده إلى أعلى المناصب الوزارية قبل بلوغه سن الخمسين.
وُلد كواسي كوارتنغ في لندن عام 1975، لوالدين مهاجرين من غانا. وكان والده ألفريد خبيراً اقتصادياً في مكتب منظمة الكومنولث الرئيس في العاصمة البريطانية، في حين عملت والدته شارلوت محامية.
تميّز كوارتنغ بذكائه وتفوقه الدراسي منذ الطفولة. وبعد التحاقه بمدرسة إعدادية خاصة في لندن، فاز بمنحة دراسية أهّلته للانضمام إلى كلية إيتون. وبعد التفوق في إيتون، التحق بكلية «ترينيتي» أغنى كليات جامعة كمبردج وأشهرها، وتخرّج فيها بدرجة البكالوريوس. وفي أعقاب حصوله على درجة ماجستير من جامعة هارفارد إثر فوزه بمنحة «كنيدي»، قرّر العودة إلى كمبردج، حيث حصل على الدكتوراه في تاريخ الاقتصاد عام 2000.
العمل والسياسة
جاءت بداية كوارتنغ العملية مع توظيفه محللاً مالياً في بنك «جي بي مورغان» الأميركي، وكتابته مقالات رأي في صحيفة «الديلي تلغراف» القريبة جداً من فكر حزب المحافظين وقادته.
أما على صعيد ممارسة السياسة، فإنه انطلق في تجربته الانتخابية، كمعظم المرشحين الشباب الجددّ، عبر معركة في دائرة غير مضمونة الغاية، منها تدريبه واختباره في مواجهة الناخبين وعرض البرنامج الحزبي، والتمرس في تحمّل الجدل والتعامل مع الرأي الآخر. وبالفعل، خسر كوارتنغ معركتيه الانتخابيتين المبكرتين، قبل أن يضمن ترشيحه في معقد مضمون يُعد من معاقل المحافظين. إذ خسر في الانتخابات النيابية عام 2005 عن دائرة برنت إيست (في شمال غربي العاصمة)، ثم خسر في انتخابات مجلس لندن في عام 2008، لكن بعد هاتين التجربتين، حظي بترشح حزبه عن دائرة سبيلثورن في مقاطعة ساري - التي تعدّ من أبرز معاقل المحافظين في الطوق الريفي الأخضر المحيط بلندن وضواحيها - عام 2010، وبالفعل، حقق فوزه السهل المأمول.
القناعات اليمينية الصلبة عند النائب الجديد لم تتأخر في الظهور، بمجرّد دخول كوارتنغ، البالغ من العمر 35 سنة آنذاك مجلس العموم، هاجم سياسات حكومة غوردن براون العمالية، وحمّلها مسؤولية اقتصاد بريطانيا الهشّ عقب أزمة 2007 - 2009 المالية. لكن مع هذا لم يتسلّم كوارتنغ سوى منصبين وزاريين بارزين، قبل إعطائه حقيبة الخزانة. فكان أول منصب وزاري تسلّمه هامشياً في وزارة شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكست) بين عامي 2018 و2019. بيد أنه حصل بعد ذلك على ترقية من طرف رئيس الحكومة (آنذاك) بوريس جونسون في يوليو (تموز) 2019، ليصبح وزير دولة للأعمال والطاقة والنمو الاقتصادي النظيف. ولاحقاً، تولّى بعد ذلك حقيبة وزير الدولة للأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية، بين يناير (كانون الثاني) 2021 وحتى سبتمبر (أيلول) 2022.
وبخلاف عشرات الوزراء والمسؤولين الحكوميين، رفض كوارتنغ الاستقالة من حكومة جونسون التي أسقطتها سلسلة أزمات أخلاقية وسياسية. واختار دعم زميلته المحافظة ليز تراس (وزيرة الخارجية في حينه) إبان السباق الانتخابي لحزب المحافظين الصيف الماضي. وحقاً، كافأت تراس «ولاء» كوارتنغ لها، ومنحته حقيبة الخزانة خلفاً لناظم الزهاوي الذي صمد في هذا المنصب أقل من 3 أشهر.
واليوم، بعد 12 سنة من إلقائه أول كلمة في مجلس العموم، يقف كوراتنغ على الجانب الآخر من الانتقادات. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كوارتنغ هو رابع وزير خزانة على التوالي يتحدّر من جذور مهاجرة، بعد الزهاوي وريشي سوناك وساجد جاويد.

رهان خطير
«بريطانيا المتحرّرة: دروس عالمية للنمو والازدهار»، كتاب حمل توقيع كوارتنغ وتراس وثلاثة من زملائهما المحافظين، ناقش في عام 2012 أهمية تقليص تدخل الحكومة في الاقتصاد، وخفض الضرائب والمساعدات الاجتماعية، وتعزيز الحوافز المالية، كما انتقد «خمول» الموظّف البريطاني بعد دخوله سوق العمل.
أعطى هذا الكتاب، الذي اعتبره البعض مؤشراً مبكّراً على توجّه يميني متشدد جديد داخل حزب المحافظين، لمحة عن النظريات الاقتصادية التي تؤمن بها رئيسة الحكومة الجديدة ووزير خزانتها. ومع أن الاثنين غيّرا رأييهما حول بعض هذه السياسات، وفي طليعتها دور التدخل الحكومي عقب جائحة «كوفيد - 19» والارتفاع التاريخي في أسعار الطاقة، فإن بعض هذه الأفكار تُرجمت عملياً إلى «سياسات» في «الميزانية الطارئة» التي جرى إعلانها في 23 سبتمبر.
وعلى خلاف جميع التوقعات، أولت الميزانية المصغّرة التي استهلّ بها كوارتنغ مهامه الوزارية اهتماماً خاصّاً بتخفيف العبء الضريبي على أصحاب الدخل المرتفع، من دون توفير حوافز مماثلة للطبقات العاملة والمتوسطة التي تتحمل وزر إحدى أسوأ أزمات غلاء المعيشة منذ 4 عقود.
تعتمد هذه السياسة المالية، التي استعرضها كوارتنغ بثقة عالية، مدعوماً بتشجيع رئيسة الوزراء في مجلس العموم، على نظرية إنعاش النمو عبر تحفيز الاستثمار في رأس الهرم الاقتصادي. وبابتسامة تحدٍّ عريضة وصوت جهوري ينافس هتافات عشرات نواب المعارضة في المجلس، فصّل كوارتنغ ميزانيته الطموحة، كاشفاً عن إلغاء الحدّ الأعلى لمكافآت المصرفيين الذي كان قد وضعه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في أعقاب الأزمة المالية، وتخفيف ضريبة الدخل على الشريحة العليا من الرواتب؛ ما قد يكلّف بين مائة ومائتي مليار جنيه إسترليني وفق توقعات. كذلك، أعلن عن مساعدات كبيرة على صعيد فواتير الطاقة في خضم أزمة غلاء المعيشة، ستكلف بدورها عشرات المليارات، فضلاً عن تسهيلات عقارية.
إلا أن «الميزانية المصغّرة» الطارئة، التي كان الهدف منها تعزيز ثقة المستثمرين واجتذاب رؤوس الأموال، جاءت حتى الآن بنتائج عكسية، وتسببت في ذعر بالأسواق، وتراجع كبير في قيمة الجنيه أمام اليورو والدولار.
وبعد ساعات معدودة من خطاب كوارتنغ أمام النواب، سارع البنك المركزي إلى توجيه تحذير من تناقض السياسة النقدية الذي يتّبعها مع السياسة المالية للحكومة، مرجّحاً اللجوء إلى رفع أسعار الفائدة للسيطرة على منحى التضخم في البلاد.
صداقة مصلحة وقناعات
يكمن سرّ صعود كواسي كوارتنغ السريع في وستمنستر بعلاقته مع رئيسة الحكومة الحالية تراس التي تجمعه بها صداقة خاصة. فهما وُلدا في العام نفسه ودخلا المعترك السياسي في «دفعة عام 2010» نائبين عن حزب المحافظين، وطرحا نفسيهما نموذجاً لمستقبل الحزب. وإلى جانب توافقهما حول السياسات الاقتصادية والطريق الأمثل لتحقيق الازدهار، يتشارك السياسيان في إعجابهما الشديد بمارغريت ثاتشر؛ إذ قدّمت تراس نفسها نسخة معاصرة لـ«المرأة الحديدية»، في حين خصّص كوراتنغ كتاباً كاملاً للأشهر الستة الأخيرة من حكمها.
وعلى غرار غالبية، إن لم يكن جلّ، السياسيين الذين شغلوا مناصب في حكومات جونسون المتعاقبة، دافع كل من تراس وكوارتنغ عن «بريكست» وروّجا لأهمية تحرير البلاد من قيود الاتحاد الأوروبي واستعادة مكانة بريطانيا في الساحة الدولية.
واليوم، على الرغم من موجة الانتقادات الداخلية والخارجية لسياسات كوارتنغ، أكّدت تراس ثقتها بوزير الخزانة ونجاح الميزانية المصغّرة في إنعاش الاقتصاد. إلا أن بعض دوائر المحافظين بدأت تتساءل عما إذا كان كوارتنغ يهدد فرص الحزب للفوز بالانتخابات التشريعية المرتقبة بعد سنتين. ولقد بدأ أول ملامح «التمرد» على حكومة تراس في الظهور، بعدما أعلن عدد من النواب البارزين «مقاطعة» مؤتمر حزب المحافظين المرتقب في مدينة برمنغهام، وفي مقدّمتهم وزير الخزانة الأسبق ريشي سوناك ووزير «بريكست» السابق ديفيد ديفيس.

«العمال»... الرابح الأكبر؟
لعّل أبرز المستفيدين من التخبط الاقتصادي الحالي هو حزب العمال المعارض، الذي ارتفعت شعبيته إلى أعلى مستوى منذ عقدين. والحق أن السير كير ستارمر، زعيم المعارضة العمالية، لم يتردّد في استغلال الموقف وتقديم نفسه بديلاً لتراس، مبدياً جهوزيته لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية. واعتبر ستارمر خلال مؤتمر حزبه بمدينة ليفربول هذا الأسبوع أن تراس وكوارتنغ «فقدا السيطرة على الاقتصاد البريطاني»، في ضوء تسارع التضخم ومخاوف الركود وتراجع العملة.
وفي غياب كوارتنغ عن الإعلام منذ إعلانه الميزانية الجمعة الماضية، علّق ستارمر على التراجع التاريخي للعملة، متسائلاً «لماذا (هذا التراجع)؟ من أجل اقتطاعات ضريبية للأثرياء البالغة نسبتهم واحداً في المائة في مجتمعنا»؟ وخاطب الناخبين مستنهضاً هممهم «لا تنسوا، ولا تسامحوا... السبيل الوحيد لوقف ذلك هو مع حكومة عمالية». ثم تابع «ما رأيناه من الحكومة في الأيام القليلة الماضية لا سابق له»، متعهداً في المقابل الاستثمار في الرعاية الصحية والتعليم ووضع «خطة رخاء أخضر» لمكافحة تغير المناخ.
وإلى جانب الاستياء السياسي والشعبي من التداعيات المباشرة للميزانية، تسبب إعلان كوارتنغ في ردود فعل غير مسبوقة من البنك المركزي وصندوق النقد الدولي ووكالات ائتمانية. إذ اضطر بنك إنجلترا (البنك المركزي) إلى التدخل بشكل طارئ في مواجهة «مخاطر فعلية على الاستقرار المالي البريطاني». وقال في بيان نادر الأربعاء، إن «البنك سيقدم على شراء سندات حكومية ذات آجال استحقاق طويلة» بهدف «إعادة الظروف الطبيعية إلى السوق»، موضحاً أن هذه العملية «ستكون ممولة بالكامل من قبل وزارة الخزانة».
وأضاف البنك في معرض تبرير تدخله، أن «حركة السوق تفاقمت منذ يوم (الثلاثاء) وتؤثر بشكل خاص على الدَّين الطويل الأمد. وإذا ما استمر هذا الخلل في عمل السوق أو تفاقم فهذا سيتسبب بخطر فعلي على الاستقرار المالي لبريطانيا».
وفي بيان آخر طبعته لهجة غير مسبوقة، دعا صندوق النقد الدولي حكومة تراس إلى تصحيح المسار. وجاء في البيان «نظرا للضغوط التضخمية المرتفعة في عدة دول، بما يشمل بريطانيا، لا نوصي بإجراءات موازنة كبرى غير مموَّلة، لأنه من المهم ألا تقطع السياسة المالية الطريق على السياسة النقدية». وتابع بيان الصندوق، أن «الموازنة المرتقبة في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) تقدم فرصة للحكومة البريطانية لإعادة تقييم إجراءاتها الضريبية، وخصوصاً تلك التي تستهدف العائدات الأعلى»، والتي من شأنها أن «تزيد التفاوت» الاجتماعي.


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
TT

الحدود العراقية ــ السورية... وذكريات صيف 2014

شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)
شاحنات ومعدّات عسكرية عراقية تتحرك عند الحدود مع سوريا (آ ف ب)

شأن معظم دول المنطقة والإقليم، تسببت الأزمة السورية المتصاعدة في تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بالحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة ولبنان، بعد أن كانت تحظى بأولوية قصوى، خصوصاً بعد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية ضد الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفتها بأكثر من 200 هجمة صاروخية خلال الأشهر الماضية. وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

أعلن رئيس الحكومة العراقي محمد شيّاع السوداني، يوم الثلاثاء الماضي، موقفاً أكثر وضوحاً بالنسبة لدعم نظام دمشق، وذلك خلال اتصال - مماثل لاتصاليه مع القيادتين السورية والإيرانية - أجراه مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

ومما قاله السوداني إن «العراق لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة الحاصلة في سوريا، خصوصاً عمليات التطهير العرقي للمكوّنات والمذاهب هناك»، طبقاً لبيان حكومي.

كذلك شدّد الزعيم العراقي على أنه سبق لبلاده أن «تضرّرت من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يُسمَح بتكرار ذلك»، مؤكداً «أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها، وأن العراق سيبذل كل الجهود من أجل الحفاظ على أمنه وأمن سوريا».

محمد شياع السوداني (آ ف ب)

السوداني كان قد انهمك بسلسلة اتصالات خلال الأيام القليلة الماضية مع عدد من قادة الدول، بخصوص الوضع في سوريا؛ من «أجل دعم الاستقرار في المنطقة، وعدم حصول أي تداعيات فيها، خصوصاً مع ما تشهده من حرب إجرامية صهيونية مستمرة منذ أكثر من عام» بحسب بيان حكومي.

وأظهرت قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية موقفاً مماثلاً وداعماً لحكومة السوداني في مواقفها حيال سوريا، لكنها أعربت خلال اجتماع، الثلاثاء الماضي أيضاً، عن قلقها جراء الأوضاع في سوريا بعد «احتلال الإرهابيين مناطق مهمة» طبقاً لبيان صدر عن الاجتماع. وعدّت «أمن سوريا امتداداً للأمن القومي العراقي للجوار الجغرافي بين البلدين، والامتدادات المختلفة لذلك الجوار».

الحدود المشتركة مؤمّنة

للعلم، مع الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة السورية، اتخذت السلطات العراقية على المستوى الأمني إجراءات عديدة «لتأمين» حدودها الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر مع سوريا. وصدرت بيانات كثيرة حول جاهزية القوات العراقية وقدرتها على التصدّي لأي محاولة توغّل داخل الأراضي العراقية من قبل الفصائل المسلحة من الجانب السوري، مثلما حدث صيف عام 2014، حين تمكَّنت تلك الجماعات من كسر الحدود المشتركة والسيطرة على مساحات واسعة من العراق.

اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أوضح (الثلاثاء) أبرز الإجراءات المُتَّخذة لتحصين الحدود مع سوريا. وقال في تصريحات صحافية إن «الحدود مؤمَنة ومُحكمة بشكل كبير من تحكيمات وتحصينات، وهناك وجود لقوات الحدود على خط الصفر الذي يربطنا مع الجارة سوريا مدعومة بالأسلحة الساندة والجهد الفني، المتمثل بالكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة المحصّنة». وأضاف رسول: «لا خوف على الحدود العراقية، فهي مؤمّنة ومحكمة ومحصّنة، وأبطالنا منتشرون على طولها»، مشيراً إلى أنه «تم تعزيز الحدود بقطاعات من الألوية المدرعة وهي موجودة أيضاً عند الحدود».

أيضاً، وصل وفد أمني برئاسة الفريق أول قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله، رئيس أركان الجيش، يوم الأربعاء، إلى الشريط الحدودي العراقي - السوري. وذكر بيان عسكري أن «هدف الزيارة جاء لمتابعة انتشار القطعات الأمنية وانفتاح خطوط الصد».

غموض في الموقف

إلا أنه حتى مع المواقف الحكومية الداعمة لدمشق في أزمتها الراهنة، يبدو جلياً «الالتباس» بالنسبة لكثرة من المراقبين، وبالأخص لجهة شكل ذلك الدعم وطبيعته، وما إذا كانت السلطات الحكومية العراقية ستنخرط بقوة لمساعدة نظام الأسد عسكرياً، أم أنها ستبقى عند منطقة الدعم السياسي والدبلوماسي، تاركة أمر الانخراط والمساعدة الميدانية للفصائل المسلحة.

وهنا يلاحظ إياد العنبر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، وجود «التباس واضح حيال الموقف من الحدث السوري، وهذا الالتباس نختبره منذ سنوات، وليس هناك تمييز واضح بين العراق الرسمي وغير الرسمي». وتابع العنبر لـ«الشرق الأوسط» أن «مستويات تفعيل المساهمة العراقية في الحرب غير واضحة، وإذا ما قررت الحكومة البقاء على المستوى الدبلوماسي بالنسبة لقضة دعم سوريا، أم أن هناك مشاركة عسكرية».

غير أن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يعتقد بأن «العراق الرسمي عبَر عتبة التردّد، وبات منخرطاً في الأزمة السورية». وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» بنى الشمري فرضيته على مجمل المواقف الرسمية التي صدرت عن رئيس الوزراء، والناطق الرسمي، وزعماء «الإطار التنسيقي»، وشرح قائلاً إن «هذه المواقف بمجملها كسرت مبدأ الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى الذي يتمسّك به العراق، إلى جانب كونها انخراطاً رسمياً عراقياً بالأزمة السورية».

نتنياهو غير مضمون

ولكن، بعيداً عن الانشغال الراهن بالأزمة السورية، ما زالت التهديدات الإسرائيلية بين أهم القضايا التي تشغل الرأي العام ببعدَيه السياسي والشعبي. وحتى مع الترحيب العراقي بقرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، ما زالت مخاوف البلاد من ضربة إسرائيلية محتملة قائمةً.

ولقد قال الناطق باسم الحكومة باسم العوادي، الأربعاء قبل الماضي، في تصريحات صحافية، إنه «مع عملية وقف إطلاق النار في لبنان، نحن أنهينا الجزء الأسهل، فالمعركة انتهت والحرب لم تنتهِ، فالأصعب أنك ستدخل بالمخططات غير المعلومة. ونحن (العراق) واقعون في المنطقة الحرام، لكن السياسة العقلانية المتوازنة استطاعت أن تجنبنا الضرر».

وأجاب، من ثم، عن طبيعة الرد العراقي إذا ما هاجمت إسرائيل أراضيه، بالقول: «إلى حد أيام قليلة كانت تأتي نتائج جيدة من المعادلات التي اشتغل عليها رئيس الوزراء، لكن رغم ذلك فلا أحد يضمن ما الذي يدور في بال حكومة نتنياهو، وما هو القادم مع الإدارة الأميركية الجديدة، وكيف سيتصرف نتنياهو».

وتابع العوادي، أن «الإسرائيليين عملوا على تفكيك الساحات، وتوجيه ضربات إلى اليمن وسوريا، لكن الطرف العراقي هو الوحيد الذي لم يستطيعوا الوصول إليه بفضل المعادلة... وقد يكونون وضعونا للحظات الأخيرة أو الأيام الأخيرة بنوع ما، وهذا وارد جداً، وتتعامل الحكومة العراقية مع ذلك».

شبح هجوم إسرائيلي

وحقاً، لا يزال شبح هجوم إسرائيلي واسع يخيم على بغداد، إذ تناقلت أوساط حزبية تحذيرات جدية من شنِّ ضربات جوية على العراق. وفي وقت سابق، قال مصدر مقرّب من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ «مخاوف الأحزاب الشيعية من جدية التهديد دفعتها إلى مطالبة رئيس الحكومة للقيام بما يلزم لمنع الهجمات». وأكَّد المصدر أنَّ «فصائل عراقية مسلّحة لجأت أخيراً إلى التحرك في أجواء من التكتم والسرية، وقد جرى بشكل مؤكد إبدال معظم المواقع العسكرية التابعة لها».

وفي سياق متصل، تتحدَّث مصادر صحافية عمَّا وصفتها بـ«التقديرات الحكومية» التي تشير إلى إمكانية تعرّض البلاد لـ«300 هجوم إسرائيلي». وفي مطلع الأسبوع الماضي، شدَّدت وزارة الخارجية العراقية، في رسالة إلى مجلس الأمن، على أهمية «تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية لإسرائيل».

كما أنَّه حيال التهديدات الجدية والخشية الحقيقية من عمل عسكري إسرائيل ضد البلاد، اهتدت بعض الشخصيات والأجواء المقرّبة من الحكومة والفصائل إلى «رمي الكرة» في الملعب الأميركي، مستندين بذلك إلى اتفاقية «الإطار الاستراتيجي» المُوقَّعة منذ عام 2011، بين بغداد وواشنطن، وهو العام الذي خرجت فيه القوات الأميركية من العراق.

التهديدات الإسرائيلية من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام العراقي

هادي العامري (رووداو)

العامري يلوم واشنطن

أيضاً، وجد هادي العامري، زعيم منظمة «بدر»، بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الفرصة ليحمّل واشنطن مسؤولية حماية الأجواء العراقية، بعدما شنَّت إسرائيل هجوماً عسكرياً ضد إيران، مستخدمةً الأجواء العراقية في هجماتها. ويومذاك، حمّل العامري الجانب الأميركي «المسؤولية الكاملة» على انتهاك إسرائيل سيادة الأجواء العراقية في طريقها لضرب إيران. وقال، إن «الجانب الأميركي أثبت مجدّداً إصراره على الهيمنة على الأجواء العراقية، وعمله بالضد من مصالح العراق وشعبه وسيادته، بل سعيه لخدمة الكيان الصهيوني وإمداده بكل ما يحتاج إليه لممارسة أساليبه العدوانية، وتهديده للسلام والاستقرار في المنطقة».

وأضاف العامري: «لهذا باتت الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بأشكاله كافة». وللعلم، فإن منظمة «بدر» - التي يقودها العامري - وردت ضمن لائحة المنظمات التي اتهمتها إسرائيل بشنِّ هجمات ضدها خلال الشكوى التي قدمتها إلى مجلس الأمن في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبناءً على تصريحات العامري السالفة، وتصريحات أخرى لشخصيات مقرّبة من الفصائل المسلحة وقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، تبلورت خلال الأسبوع الأخير، قناعة داخل أوساط هذه القوى مفادها، بأن واشنطن «ملزمة وبشكل مباشر بحماية الأجواء العراقية» من أي هجوم محتمل من إسرائيل أو غيرها، أخذاً في الاعتبار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة و«سيطرتها على الأجواء العراقية».

وبالتوازي، سبق أن حمّل فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء، الولايات المتحدة، أيضاً وفقاً لـ«اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية»، مسؤولية «الردع، والرد على أي هجمات خارجية تمسّ الأمن الداخلي العراقي».

الرد الأميركي قاطع

في المقابل، تخلي واشنطن مسؤوليتها حيال هذا الأمر. ورداً على المزاعم العراقية المتعلقة بـ«الحماية الأميركية»، قالت ألينا رومانوسكي، السفيرة الأميركية في بغداد، صراحةً إن بلادها غير معنية بذلك. وأردفت رومانوسكي، خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، أن التحالف الدولي دُعي إلى العراق لـ«محاربة (داعش) قبل 10 سنوات، وقد حققنا إنجازات على مستوى هزيمة هذا التنظيم، لكنه ما زال يمثل بعض التهديد، ودعوة الحكومة العراقية لنا تتعلق بهذا الجانب حصراً. أما اتفاقية الإطار الاستراتيجي فتلزمنا ببناء القدرات العسكرية العراقية، لكنها لا تتطرق لمسألة حماية الأجواء والدفاع بالنيابة». ونفت السفيرة أن تكون بلادها قد «فرضت سيطرتها على سماء العراق».

والاثنين قبل الماضي، قالت رومانوسكي، خلال لقاء «طاولة مستديرة» لعدد من وسائل الإعلام: «أود أن أكون واضحة جداً، ومنذ البداية، بأن الإسرائيليين وجّهوا تحذيرات ردع للميليشيات المدعومة إيرانياً والموجودة هنا في العراق، التي تعتدي على إسرائيل». وأضافت: «هذه الميليشيات هي التي بدأت الاعتداء على إسرائيل. ولأكون واضحة جداً في هذه النقطة، فإن الإسرائيليين حذّروا حكومة العراق بأن يوقف هذه الميليشيات عن اعتداءاتها المتكررة والمستمرة على إسرائيل... إن رسالتنا إلى حكومة العراق هي أن تسيطر على هذه الميليشيات المنفلتة، والتي لا تعتد بأوامر الحكومة وأوامر القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء. إن إسرائيل دولة لها سيادتها، وهي سترد على أي اعتداء من أي مكان ضدها».

جدعون ساعر (آ ف ب)

 

حقائق

قلق عراقي جدّي من التهديدات الإسرائيلية مع مطالبة واشنطن بالتدخّل

خلال الأسبوع قبل الماضي، بعث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رسالةً إلى مجلس الأمن تكلّم فيها عمّا أسماه بـ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وحمّل فيها الحكومة العراقية المسؤولية عن الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية عليها، داعياً مجلس الأمن للتحرك والتأكد من أن الحكومة العراقية تفي بالتزاماتها. ساعر اتّهم بالتحديد «عصائب أهل الحق» و«كتائب حزب الله» و«ألوية بدر» وحركة «النُّجباء» و«أنصار الله الأوفياء» و«كتائب سيد الشهداء»، بمهاجمة إسرائيل، ومعظم هذه الفصائل مشاركة في الحكومة العراقية الحالية ولها نفوذ كبير داخلها. هنا، تجدر الإشارة إلى أنه سبق لرئاسة الوزراء العراقية توجيه وزارة الخارجية لمتابعة ملف التهديدات الإسرائيلية في المحافل الأممية والدولية وأمام هيئات منظمة الأمم المتحدة، واتخاذ كل الخطوات اللازمة، وفق مبادئ القانون الدولي، لحفظ حقوق العراق وردع تهديدات إسرائيل العدوانية. كذلك طالبت رئاسة الوزراء بـ«دعوة جامعة الدول العربية إلى اتخاذ موقف حازم وموحّد ضد تهديدات سلطات الكيان المحتل، يتضمن إجراءات عملية تستند إلى وحدة المصير والدفاع المشترك». وهذا بجانب «مطالبة مجلس الأمن الدولي بالنظر في الشكاوى المقدمة من جمهورية العراق ضد سلطات الكيان المحتل، واتخاذ إجراءات رادعة تكفل تحقيق الاستقرار والسِّلم الإقليمي والدولي»، وباتخاذ الولايات المتحدة مع العراق، من خلال الحوارات الأمنية والعسكرية ضمن إطار القسم الثالث من «اتفاقية الإطار الاستراتيجي»، خطوات فعالة «لردع سلطات الكيان المحتل» مع دعوة «التحالف الدولي والدول الأعضاء فيه إلى كبح هذه التهديدات والحدّ من اتساع رقعة الحرب».