تعاون مصري - أسترالي لمكافحة «الإرهاب» في أفريقيا

عبر تزويد الكوادر المحلية في القارة بمهارات التصدي للأفكار «المتطرفة»

توقيع مشروع تعاون بين مصر وأستراليا للحد من انتشار الإرهاب في أفريقيا  (الخارجية المصرية)
توقيع مشروع تعاون بين مصر وأستراليا للحد من انتشار الإرهاب في أفريقيا (الخارجية المصرية)
TT

تعاون مصري - أسترالي لمكافحة «الإرهاب» في أفريقيا

توقيع مشروع تعاون بين مصر وأستراليا للحد من انتشار الإرهاب في أفريقيا  (الخارجية المصرية)
توقيع مشروع تعاون بين مصر وأستراليا للحد من انتشار الإرهاب في أفريقيا (الخارجية المصرية)

عبر «تزويد الكوادر المحلية في القارة الأفريقية بمهارات التصدي للأفكار (المتطرفة)». تتعاون مصر وأستراليا لمكافحة «الإرهاب» في أفريقيا. ووفق إفادة وزارة الخارجية المصرية فقد «استضاف (مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام) حفل توقيع مشروع تعاون، هو الأول من نوعه بين المركز، والحكومة الأسترالية، من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تحت عنوان (تعزيز المقاربة الشاملة والكلية للحد من انتشار الإرهاب في أفريقيا)».
وذكرت الخارجية المصرية، في بيان مساء (الخميس): «يدعم هذا المشروع، الممول من البرنامج الدولي لمكافحة (الإرهاب) التابع لوزارة الخارجية والتجارة الأسترالية، برنامج (مركز القاهرة الدولي) المعنيّ بمكافحة (التطرف) و(التشدد) المؤديين لـ(الإرهاب)، والذي تم إطلاقه عام 2016 ويستهدف بناء قدرات الدول الأفريقية في هذا المجال من خلال التركيز على دور القيادات المجتمعية بما يشمل النساء منها».
ووقّع المشروع كل من مدير إدارة التعاون الدولي للتنمية في وزارة الخارجية المصرية السفير ياسر عابد، والمدير العام لمركز القاهرة الدولي السفير أحمد نهاد عبد اللطيف، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر أليساندرو فراكاسيتي، وذلك بحضور سفير أستراليا في مصر أكسل ويبينهورست.
وأعرب عبد اللطيف عن «تقدير مصر لحرص الحكومة الأسترالية على تدشين تعاون مع مركز القاهرة الدولي ضمن عدد محدود من المؤسسات في أفريقيا والعالم العربي العاملة في هذا المجال»، موضحاً أن «برنامج المركز المشار إليه يعتمد على نهج وقائي، يهدف إلى بناء قدرات الكوادر المحلية في أفريقيا من خلال تزويدهم بالتعاليم والمهارات اللازمة للتصدي لـ(التطرف) و(التشدد)، استناداً إلى التجربة المصرية في هذا الصدد، والتي تعتمد على مقاربة شاملة وكلية».
من جانبه، أعرب السفير الأسترالي في مصر عن «اعتزاز بلاده بالتعاون مع مصر في ضوء خبرات مركز القاهرة الدولي الممتدة»، مؤكداً على «أهمية اتفاق التعاون الجديد في منع انتشار الفكر (المتطرف)، من خلال معالجة الأسباب الجذرية لتفشي تلك الآفة».
فيما أشار مدير إدارة التعاون الدولي للتنمية في وزارة الخارجية المصرية إلى «حرص وزارة الخارجية المصرية على دعم التعاون بين مركز القاهرة وشركاء التنمية بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي»، مشيداً بالمشروع الذي تم توقيعه والذي «يعكس الأهمية التي توليها مصر لتعزيز الجهود الشاملة لمكافحة الإرهاب».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: وقائع اعتداءات جنسية وحشية سمعتها من الرهائن العائدين

المشرق العربي رهائن إسرائيليون يصلون إلى مركز شيبا الطبي في رمات غان بمنطقة تل أبيب، في 28 نوفمبر 2023، بعد إطلاق «حماس» سراحهم في عملية التبادل مع إسرائيل (أ.ف.ب)

نتنياهو: وقائع اعتداءات جنسية وحشية سمعتها من الرهائن العائدين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إنه سمع قصصاً عن اعتداءات جنسية خلال اجتماع مع الرهائن الذين أعادتهم حركة «حماس» من غزة.

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال حفل استقبال في البيت الأبيض بواشنطن، في 3 ديسمبر 2023 (رويترز)

بايدن يحض على إدانة «العنف الجنسي لإرهابيي حماس»

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إدانة «العنف الجنسي» المرتكب من قبل «حماس»، بعد الاتهامات بوقوع عمليات اغتصاب خلال هجوم «حماس» في 7 أكتوبر ضد إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بوسطن)
أفريقيا قوات من الجيش النيجيري (أرشيفية - رويترز)

نيجيريا: مسيّرة تابعة للجيش تودي بحياة 85 مدنياً عن طريق الخطأ

قُتل عدد غير مؤكد من المدنيين في هجوم بطائرة مسيّرة خلال احتفال ديني في نيجيريا، وفقاً لمسؤول محلي.

«الشرق الأوسط» (لاغوس )
أوروبا استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)

الشرطة البريطانية: إصابة امرأة في حادث طعن بجنوب ويلز

أعلنت الشرطة البريطانية إصابة امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً طعناً في قرية «أبرفان» بجنوب ويلز، وأنه يجري البحث عن المشتبه به الذي لاذ بالفرار.

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)

منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

أكد المتطرف الذي نفذ هجوماً بسكين خلّف قتيلاً وجريحين، السبت، قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية، أنه «يتحمل بالكامل مسؤولية عمله»، كما قال مصدر مطلع على التحقيق.

«الشرق الأوسط» (باريس)

10 أعوام على وفاة مانديلا... نصير فلسطين

تمثال لمانديلا أمام سجن بقي فيه مانديلا سنوات خارج كيب تاون الثلاثاء (رويترز)
تمثال لمانديلا أمام سجن بقي فيه مانديلا سنوات خارج كيب تاون الثلاثاء (رويترز)
TT

10 أعوام على وفاة مانديلا... نصير فلسطين

تمثال لمانديلا أمام سجن بقي فيه مانديلا سنوات خارج كيب تاون الثلاثاء (رويترز)
تمثال لمانديلا أمام سجن بقي فيه مانديلا سنوات خارج كيب تاون الثلاثاء (رويترز)

بعد أيام من إطلاق سراحه من السجن الذي قضى فيه 27 عاماً في فبراير (شباط) 1990، عانق نلسون مانديلا، أيقونة مناهضة سياسة الفصل العنصري، الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بحرارة، في رمز لمناصرته قضية ما زال يدعمها حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم في جنوب أفريقيا.

كانت تلك البادرة مثيرة للجدل حينئذ، مثلما يثير دعم جنوب أفريقيا للقضية الفلسطينية الجدل اليوم، لكن مانديلا لم يعبأ بالانتقادات.

كانت «منظمة التحرير الفلسطينية»، التي تزعمها عرفات داعماً مخلصاً لكفاح مانديلا ضد حكم الأقلية البيضاء، ويرى الكثير من سكان جنوب أفريقيا تشابهاً بينه وبين المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.

وقال ماندلا مانديلا، حفيد الزعيم الراحل، في مقابلة قبيل الذكرى العاشرة لوفاته: «كنا محظوظين بدعمهم، وقد تمكنا من نيل حريتنا... جدي... قال إن حريتنا منقوصة من دون الكفاح الفلسطيني».

مانديلا يعانق عرفات في مطار لوساكا في 27 فبراير 1990 (رويترز)

واستضاف ماندلا، وهو عضو برلمان من حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، مؤتمراً للتضامن مع الفلسطينيين في جوهانسبرغ. وحضر هذا المؤتمر أعضاء من «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) في خضم حرب إسرائيل على قطاع غزة.

وفي الشهر الماضي دعم حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» تحركاً في البرلمان لتعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لحين موافقتها على وقف إطلاق النار في غزة.

كما دعت جنوب أفريقيا رسمياً المحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في ما وصفه الرئيس سيريل رامابوزا بـ«جرائم حرب» ترتكبها إسرائيل في غزة.

وانتقد بعض أفراد الجالية اليهودية في جنوب أفريقيا موقف حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، وأشاروا إلى أن مانديلا نفسه حاول في نهاية المطاف بناء علاقات مع إسرائيل.

وقد جعل مانديلا الذي توفي في 2013 عن 95 عاماً، من قيام دولة فلسطينية إحدى قضاياه الدولية الرئيسية عندما أصبح أول رئيس أسود لدولة جنوب أفريقيا.

ماندلا مانديلا، حفيد الزعيم الراحل، يتقدم المشاركين بوضع أكاليل ورد عند تمثال مانديلا في جوهانسبرغ الثلاثاء (أ.ف.ب)

وشارك ممثلون عن «حماس» بين فلسطينيين بوضع إكليل من الزهور عندما أحيت العائلة ذكرى وفاته أمام تمثال ضخم لرمز مكافحة الفصل العنصري.

وكان كل من باسم نعيم، وزير صحة سابق في حكومة «حماس» في غزة، وخالد قدومي ممثل الحركة في إيران، من بين الفلسطينيين الذين حضروا إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في المؤتمر، وإحياء الذكرى.

وقد أحيت جنوب أفريقيا، الثلاثاء، الذكرى العاشرة لوفاة مانديلا وسط مشاعر الحنين إلى نزاهته، وخيبة الأمل من المرحلة التي تلت رحيله.

وتنطوي هذه الذكرى على مشاعر متفاوتة بالنسبة لشعب جنوب أفريقيا، فمن جهة هي ذكرى «ماديبا» الذي جلب له الديمقراطية والسجين السابق في جزيرة روبن آيلاند، الذي أصبح أول رئيس أسود للبلاد بعد هزيمة نظام الفصل العنصري والنجم العالمي.

ومن جهة ثانية، خيبة الأمل من الوضع الحالي للبلاد التي لا يزال يقودها حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي»، لكن يعمها الفساد، وتشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي، وأكبر تفاوت بين فئات المجتمع في العالم، وفق البنك الدولي».

وقال بروسبر نكوسي الذي يقيم قرب منزل مانديلا السابق في سويتو، المحاذية لجوهانسبرغ، والشاهد والناشط في مكافحة الفصل العنصري لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحب ما فعله (مانديلا)، ونقدر الحرية التي منحنا إياها، لكنني أتمنى فقط أن يتواصل إرثه»، لكن «على مدى 10 سنوات، لم يتغير الوضع أو يتحسن».

الباكستانية ملالا يوسف زاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2014 لنضالها من أجل التعليم تلقي خطاب الذكرى السنوية لرحيل مانديلا في جوهانسبرغ الثلاثاء (أ.ف.ب)

حنين ورمز

نظمت مؤسسة مانديلا هذا الشهر في العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا معرضاً تفاعلياً متواضعاً بعنوان: «مات مانديلا»، ليتمكن الزوار من ترك رسائل وانتقاداتهم وآمالهم، بعد 10 سنوات على رحيله.

لا يزال وجه ماديبا، اسم عشيرته، حاضراً جداً: على الأوراق النقدية وكثير من الجداريات في المدن والبلدات وبشكل رسمي أكثر عبر وجود عشرات التماثيل بينها تمثال يمثله بذراعين مفتوحتين وضع أمام المبنى الذي يقع فيه مقر الحكومة في بريتوريا، وارتفاعه 9 أمتار.

يقول نجابولو منغادي وهو أحد سكان جوهانسبرغ إن «جنوب أفريقيا يجب أن تستعيد روح مانديلا» لكي تتغير بشكل أفضل. ويضيف: «يجب أن نواصل عمله، لأن هناك على الدوام أموراً لا تسير بشكل جيد في جنوب أفريقيا».

يقول فيرن هاريس، رئيس مؤسسة «مانديلا» بالوكالة والذي عمل فترة طويلة على محفوظات مانديلا، إن «الحنين العميق» لا يزال يسكن كثيراً من مواطني جنوب أفريقيا.

لكنه يخشى أنه «عبر التمسك بهذا الرمز»، ستبقى البلاد في مكانها قائلاً: «ربما يكون قد آن الأوان لتركه يرحل وأن نجد نماذج جديدة لأنفسنا».

وشارك فيرن هاريس في أعمال لجنة الحقيقة والمصالحة التي أنشئت مع سقوط نظام الفصل العنصري للبحث في أخطر انتهاكات حقوق الإنسان. وفي وقت لاحق، في عام 2001، اتصل به مكتب مانديلا، ودعاه للعمل على تنظيم صناديق الوثائق.

ورأى هاريس أن أهم درس تعلمه من مانديلا هو أن «الأمل ليس كافياً»، وأضاف: «علينا أن نقتنع فعلاً بأنه حتى لو كان المستقبل أسوأ من الحاضر، فيجب أن نواصل الكفاح؛ فهذا ما يسمح بالصمود».


نيجيريا: مسيّرة تابعة للجيش تودي بحياة 85 مدنياً عن طريق الخطأ

قوات من الجيش النيجيري (أرشيفية - رويترز)
قوات من الجيش النيجيري (أرشيفية - رويترز)
TT

نيجيريا: مسيّرة تابعة للجيش تودي بحياة 85 مدنياً عن طريق الخطأ

قوات من الجيش النيجيري (أرشيفية - رويترز)
قوات من الجيش النيجيري (أرشيفية - رويترز)

قُتل عدد غير مؤكد من المدنيين في هجوم بطائرة مسيّرة خلال احتفال ديني في نيجيريا، وفقاً لمسؤول محلي.

وألقى صامويل أروان، ممثل وزارة الأمن الداخلي في ولاية كادونا شمال البلاد، باللوم على الجيش في الهجوم الذي وقع، مساء الأحد، في منطقة ريجاسا في كادونا.

من أضرار الإرهاب في نيجيريا (أرشيفية)

ووفقا لأروان، كان سلاح الجو في مهمة روتينية تستهدف «الإرهابيين».

وتعرضت مجموعة من المسلمين في احتفال ديني شارك فيه العشرات للهجوم عن طريق الخطأ. ولم يذكر أروان عدداً دقيقاً للضحايا.

وأفادت صحف محلية عدة بسقوط ما بين 30 و80 ضحية، يوم الاثنين. ودعا عضو مجلس الشيوخ عن وسط كادونا، شيهو ساني، إلى إجراء تحقيق مستقل.

ونفى الجيش هذه المزاعم. وقالت القوات الجوية النيجيرية إنها لم تكن تنفذ أي عمليات جوية في ولاية كادونا وضواحيها وقت الهجوم. كما أن القوات الجوية ليست الجهة الوحيدة التي تسير طائرات مسيّرة قتالية مسلحة في شمال غربي نيجيريا.

ويقاتل الجيش النيجيري بنشاط جماعة «بوكو حرام» والعصابات الإجرامية العنيفة في المنطقة. وغالباً ما تُنْشر طائرات عسكرية مسيّرة في هذه العملية.

وفي الماضي، وُجهت اتهامات للجيش مرات عدة بقتل مدنيين عن طريق الخطأ في سياق العمليات العسكرية. وفي عام 2017، قصفت القوات الجوية عن طريق الخطأ مخيماً للنازحين داخلياً في بلدة ران الصغيرة في ولاية بورنو الشمالية الشرقية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.


10 سنوات على رحيل مانديلا

مانديلا يحيي فرقة موسيقية عسكرية خلال احتفال بعيد ميلاده الـ85 في 18 يوليو 2003 (أ.ف.ب)
مانديلا يحيي فرقة موسيقية عسكرية خلال احتفال بعيد ميلاده الـ85 في 18 يوليو 2003 (أ.ف.ب)
TT

10 سنوات على رحيل مانديلا

مانديلا يحيي فرقة موسيقية عسكرية خلال احتفال بعيد ميلاده الـ85 في 18 يوليو 2003 (أ.ف.ب)
مانديلا يحيي فرقة موسيقية عسكرية خلال احتفال بعيد ميلاده الـ85 في 18 يوليو 2003 (أ.ف.ب)

أحيت جنوب أفريقيا، الثلاثاء، الذكرى العاشرة لوفاة نيلسون مانديلا، أول رئيس أسود للبلاد، وبطل مكافحة نظام الفصل العنصري، وسط مشاعر الحنين إلى نزاهته، وخيبة الأمل من المرحلة التي تلت رحيله.

وتم اختيار الباكستانية ملالا يوسف زاي، الحائزة «جائزة نوبل للسلام» لعام 2014 لنضالها من أجل التعليم، لإلقاء خطاب الذكرى السنوية، في مسرح كبير في جوهانسبرغ.

تنطوي هذه الذكرى على مشاعر متفاوتة بالنسبة لشعب جنوب أفريقيا، فمن جهة هي ذكرى «ماديبا» الذي جلب له الديمقراطية، والسجين السابق في جزيرة روبن أيلاند الذي أصبح أول رئيس أسود للبلاد، بعد هزيمة نظام الفصل العنصري، والنجم العالمي الذي توفي عن عمر يناهز 95 عاماً، في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) 2013.

تمثال لمانديلا في رام الله بالضفة الغربية (أرشيفية- رويترز)

ومن جهة ثانية، خيبة الأمل من الوضع الحالي للبلاد التي لا يزال يقودها حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» لكن يعمها الفساد، وتشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي، وأكبر تفاوت بين فئات المجتمع في العالم؛ حسب البنك الدولي.

وقال بروسبر نكوسي الذي يقيم قرب منزل مانديلا السابق في سويتو، المحاذية لجوهانسبرغ، والشاهد والناشط في مكافحة الفصل العنصري، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحب ما فعله (مانديلا) ونقدر الحرية التي منحنا إياها؛ لكنني أتمنى -فقط- أن يتواصل إرثه»؛ لكن «على مدى 10 سنوات، لم يتغير الكثير أو يتحسن» الوضع.

توفي مانديلا محاطاً بعائلته، بعد معاناة طويلة وأشهر من العذاب، وقلق الجنوب أفريقيين ومعجبيه في العالم بأسره. كانت عائلته خلالها تردد على الدوام أنه في حالة «حرجة لكن مستقرة».

حنين ورمز

نظمت «مؤسسة مانديلا» هذا الشهر في العاصمة الاقتصادية لجنوب أفريقيا معرضاً تفاعلياً متواضعاً، بعنوان «مات مانديلا»، ليتمكن الزوار من ترك رسائلهم وانتقاداتهم وآمالهم، بعد 10 سنوات على رحيله.

مانديلا يحيي مؤيديه الشباب خلال تجمع خارج دربان (أرشيفية- أ.ف.ب)

لا يزال وجه «ماديبا»، اسم عشيرته، حاضراً جداً: على الأوراق النقدية، وكثير من الجداريات في المدن والبلدات، وبشكل رسمي أكثر عبر وجود عشرات التماثيل، بينها تمثال يمثله بذراعين مفتوحتين وضع أمام المبنى الذي يقع فيه مقر الحكومة في بريتوريا، وارتفاعه 9 أمتار.

يقول نجابولو منغادي، وهو أحد سكان جوهانسبرغ، إن «جنوب أفريقيا يجب أن تستعيد روح مانديلا»، لكي تتغير بشكل أفضل. ويضيف: «يجب أن نواصل عمله؛ لأن هناك على الدوام أموراً لا تسير بشكل جيد في جنوب أفريقيا».

ويقول فيرن هاريس، رئيس «مؤسسة مانديلا» بالوكالة، والذي عمل لفترة طويلة على محفوظات مانديلا، إن «الحنين العميق» لا يزال يسكن كثيراً من مواطني جنوب أفريقيا. لكنه يخشى أنه «عبر التمسك بهذا الرمز»، ستبقى البلاد في مكانها، قائلاً: «قد يكون آن الأوان لتركه يرحل، وأن نجد نماذج جديدة لأنفسنا».

وشارك فيرن هاريس في أعمال «لجنة الحقيقة والمصالحة» التي أنشئت مع سقوط نظام الفصل العنصري، للبحث في أخطر انتهاكات حقوق الإنسان. وفي وقت لاحق، في عام 2001، اتصل به مكتب مانديلا، ودعاه للعمل على تنظيم صناديق الوثائق.

واعتبر أن أهم درس تعلمه من مانديلا هو أن «الأمل ليس كافياً». وأضاف: «علينا أن نقتنع فعلاً بأنه حتى لو كان المستقبل أسوأ من الحاضر، فيجب أن نواصل الكفاح. فهذا ما يسمح بالصمود».


غارة للجيش النيجيري تقتل 85 مدنياً عن طريق الخطأ

قوات تتبع الجيش النيجيري تقوم بدورية (أرشيفية - رويترز)
قوات تتبع الجيش النيجيري تقوم بدورية (أرشيفية - رويترز)
TT

غارة للجيش النيجيري تقتل 85 مدنياً عن طريق الخطأ

قوات تتبع الجيش النيجيري تقوم بدورية (أرشيفية - رويترز)
قوات تتبع الجيش النيجيري تقوم بدورية (أرشيفية - رويترز)

قتلت غارة نفّذتها مسيّرة تابعة للجيش النيجيري 85 مدنياً على الأقل عن طريق الخطأ، الأحد، في قرية بولاية كادونا شمال غربي البلاد، وفق ما أعلن جهاز الإسعاف في بيان اليوم (الثلاثاء).

وأوضحت الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ على صفحتها في «فيسبوك»: «تلقى مكتب المنطقة الشمالية الغربية تفاصيل من السلطات المحلية تفيد بأن 85 جثة دفنت حتى الآن، وما زال البحث مستمراً». وقد أكد ناطق الثلاثاء هذا البيان، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان الجيش أعلن أمس (الاثنين)، أن غارة نفذتها إحدى مسيّراته أصابت عن طريق الخطأ قرويين كانوا يشاركون في مهرجان، لكنه لم يقدم أي حصيلة.


«الأمم المتحدة»: مقتل نحو 600 مدني بهجمات في جنوب السودان العام الماضي

أفراد من جيش جنوب السودان (موقع الجيش)
أفراد من جيش جنوب السودان (موقع الجيش)
TT

«الأمم المتحدة»: مقتل نحو 600 مدني بهجمات في جنوب السودان العام الماضي

أفراد من جيش جنوب السودان (موقع الجيش)
أفراد من جيش جنوب السودان (موقع الجيش)

قُتل نحو 600 مدني على أثر اندلاع مواجهات في جنوب السودان بين أغسطس (آب) وديسمبر (كانون الأول)، العام الماضي، وفق ما أعلنت «الأمم المتحدة»، اليوم الجمعة، متّهمة ميليشيات بالاستعباد الجنسي وشنّ هجمات عشوائية.

وأُجبر عشرات الآلاف من الأشخاص في ولاية أعالي النيل بأقصى الشمال على الفرار من منازلهم، واللجوء إلى مستنقعات قريبة من نهر؛ هرباً من أعمال العنف بين المجموعات المسلَّحة.

ووثّقت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما وصفته بأنه «هجمات عشوائية وعمليات خطف وعنف جنسي، بما في ذلك عمليات اغتصاب واغتصابات جماعية واستعباد جنسي وتجنيد واستخدام للأطفال في الأعمال العدائية، ارتكبتها أطراف في النزاع».

وأكدت الهيئتان، في تقرير لخّص استنتاجاتهما، أنهما سجّلتا سقوط «884 ضحية من المدنيين؛ قُتل 594 منهم، وأُصيب 290 بجروح. إضافة إلى ذلك، خُطف 258 شخصاً، وتعرّضت 75 امرأة وفتاة لعنف جنسي».

وذكر التقرير أن أكثر من 62 ألف مدني نزحوا بسبب المواجهات، محدِّداً هويات «22 شخصاً على الأقل قد يتحملون المسؤولية الأكبر عن هذه الانتهاكات».

ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، «الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان محاسبة جميع المسؤولين أمام القضاء»، واصفاً الانتهاكات التي وثّقها التقرير بأنها «جسيمة».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «الحصانة لن تقوم إلا بتكريس وضع حقوق الإنسان الخطير في البلاد».

وغرقت الدولة الأحدث عهداً في العالم، منذ استقلالها عن السودان عام 2011، في أزمات متتالية، بما في ذلك حرب أهلية طاحنة استمرت خمس سنوات وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص.

ووقّع اتفاق سلام عام 2018، لكن ما زال العنف يندلع بين فترة وأخرى بين القوات الحكومية والمعارضة، في حين تؤدي نزاعات عِرقية في أجزاء البلاد المضطربة إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين.

ورحّب مبعوث الأمم المتحدة إلى البلاد، نيكولاس هيسوم، اليوم الجمعة، بنشر قوات موحّدة تضم متمرّدين سابقين وقوات حكومية في المنطقة، قائلاً إن الأمر يُظهر أن السلطات تتخذ خطوات لمنع استئناف المواجهات وحماية المدنيين.


مقتل 40 مدنياً في هجوم إرهابي شمال بوركينا فاسو

دورية لعناصر في جيش بوركينا فاسو (رويترز- أرشيفية)
دورية لعناصر في جيش بوركينا فاسو (رويترز- أرشيفية)
TT

مقتل 40 مدنياً في هجوم إرهابي شمال بوركينا فاسو

دورية لعناصر في جيش بوركينا فاسو (رويترز- أرشيفية)
دورية لعناصر في جيش بوركينا فاسو (رويترز- أرشيفية)

قُتل 40 مدنياً على الأقل في الهجوم الإرهابي الكبير، الأحد، في مدينة دجيبو بشمال بوركينا فاسو، وفق ما أفادت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الثلاثاء.

وقالت الوكالة الأممية في بيان، إن عدداً كبيراً من مقاتلي «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بـ«القاعدة»: «هاجموا قاعدة عسكرية ومنازل ومخيمات للنازحين في مدينة دجيبو بمنطقة الساحل، وقتلوا ما لا يقل عن 40 مدنياً وأصابوا أكثر من 42».


مقتل 20 وفرار نحو 2000 سجين في هجوم بسيراليون

نائب رئيس سيراليون محمد جولده جالوه يزور سجن طريق باديمبا المركزي بعد أن هاجم مسلحون مجهولون ثكنة عسكرية والسجن ما أدى إلى فرار السجناء في فريتاون (رويترز)
نائب رئيس سيراليون محمد جولده جالوه يزور سجن طريق باديمبا المركزي بعد أن هاجم مسلحون مجهولون ثكنة عسكرية والسجن ما أدى إلى فرار السجناء في فريتاون (رويترز)
TT

مقتل 20 وفرار نحو 2000 سجين في هجوم بسيراليون

نائب رئيس سيراليون محمد جولده جالوه يزور سجن طريق باديمبا المركزي بعد أن هاجم مسلحون مجهولون ثكنة عسكرية والسجن ما أدى إلى فرار السجناء في فريتاون (رويترز)
نائب رئيس سيراليون محمد جولده جالوه يزور سجن طريق باديمبا المركزي بعد أن هاجم مسلحون مجهولون ثكنة عسكرية والسجن ما أدى إلى فرار السجناء في فريتاون (رويترز)

قال مسؤولون، الاثنين، إن 20 شخصا قتلوا وفر نحو 2000 سجين خلال هجوم وقع أمس على ثكنة عسكرية وسجن ومواقع أخرى في سيراليون.

وشهدت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا حالة من الذعر في الساعات الأولى من صباح أمس عندما أطلق مهاجمون أعيرة نارية في أنحاء من العاصمة فريتاون. وقالت حكومة سيراليون إن قوات الأمن صدت هجوما شنه «جنود منشقون».

وقال رئيس الدولة جوليوس مادا بيو في خطاب ألقاه مساء أمس إن السلطات ألقت القبض على معظم قادة الهجوم، مضيفا أن العمليات الأمنية جارية للقبض على آخرين وكذلك التحقيقات في الهجوم.

وقال المتحدث باسم الجيش، الكولونيل عيسى بانغورا لـ«رويترز»، إن من بين القتلى العشرين 13 جنديا وثلاثة من منفذي الهجوم وشرطيا ومدنيا وفردا بشركة أمنية خاصة. وأضاف أن عدد المصابين بلغ ثمانية، وأنه أُلقي القبض على ثلاثة أفراد.

وأفاد تقرير عن الوضع بأن نحو 1890 سجينا فروا من سجن باديمبا رود المركزي في فريتاون خلال هجوم شنه مسلحون أمس. وجاء في التقرير الذي أطلع مسؤولو السجن «رويترز» على نسخة منه اليوم أنه أعيد حتى الآن 23 سجينا.

وقال الكولونيل شيك سليمان ماساكوي القائم بأعمال المدير العام لهيئة السجون في سيراليون إن الهجوم استمر لساعتين بعد اقتحام البوابة الرئيسية للسجن.

وشاهد مراسل «رويترز» داخل السجن، الاثنين، أبواب الزنازين مكسورة أو مزالة كلياً.

وحثت الشرطة في بيان اليوم السجناء على العودة إلى السجن، كما أعلنت مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن أماكن وجود الهاربين أو المشاركين في الهجوم.

وأسفرت المواجهات التي شهدتها عاصمة سيراليون، الأحد، عن 13 قتيلاً في صفوف الجيش الموالي للسلطات، وفق ما أفاد المتحدث باسمه، لافتاً إلى أن عسكريين آخرين يقفون وراء تدبيرها. وقال المتحدث الكولونيل عيسى بانغورا للصحافيين: «باشرنا عملية مطاردة للعثور على جميع الضالعين في الهجوم، وبينهم جنود في الخدمة أو متقاعدون». وأوضح لاحقاً في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن 13 جندياً قُتلوا في المعارك وأُصيب 8 آخرون بجروح بالغة.


11 قتيلاً بحادث منجم للبلاتين في جنوب أفريقيا

أحد المناجم في جنوب أفريقيا (رويترز)
أحد المناجم في جنوب أفريقيا (رويترز)
TT

11 قتيلاً بحادث منجم للبلاتين في جنوب أفريقيا

أحد المناجم في جنوب أفريقيا (رويترز)
أحد المناجم في جنوب أفريقيا (رويترز)

قُتل 11 شخصا أمس (الاثنين)، في حادث في منجم للبلاتين على بعد حوالى 100 كيلومتر من جوهانسبرغ، عندما سقط المصعد لأسباب غير معروفة، أثناء نقله العمال في نهاية يوم العمل، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «إمبالا بلاتينوم» المالكة للمنجم.

وقال متحدث باسم الشركة للوكالة إن «86 موظفا كانوا في المصعد. لقي 11 حتفهم ونقل الآخرون إلى المستشفيات». وأشار الى أن بعضهم مصاب بجروح خطرة.


مواجهات سيراليون تسفر عن مقتل 13 جندياً

جندي من القوات المسلحة السيراليونية يوجه حركة المرور بعد اشتباك في العاصمة فريتاون يوم 21 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
جندي من القوات المسلحة السيراليونية يوجه حركة المرور بعد اشتباك في العاصمة فريتاون يوم 21 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
TT

مواجهات سيراليون تسفر عن مقتل 13 جندياً

جندي من القوات المسلحة السيراليونية يوجه حركة المرور بعد اشتباك في العاصمة فريتاون يوم 21 يونيو 2023 (أ.ف.ب)
جندي من القوات المسلحة السيراليونية يوجه حركة المرور بعد اشتباك في العاصمة فريتاون يوم 21 يونيو 2023 (أ.ف.ب)

أسفرت المواجهات التي شهدتها عاصمة سيراليون، الأحد، عن 13 قتيلاً في صفوف الجيش الموالي للسلطات، وفق ما أفاد المتحدث باسمه، لافتاً إلى أن عسكريين آخرين يقفون وراء تدبيرها.

وقال المتحدث الكولونيل عيسى بانغورا للصحافيين: «باشرنا عملية مطاردة للعثور على جميع الضالعين في الهجوم، وبينهم جنود في الخدمة أو متقاعدون». وأوضح لاحقاً في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن 13 جندياً قُتلوا في المعارك وأُصيب 8 آخرون بجروح بالغة.


حكومة سيراليون تعلن «سيطرتها على الوضع» بعد بوادر تمرد

رجل يرتدي زي الشرطة العسكرية يحيي شخصاً مدنياً في شارع خالٍ من المارة بالعاصمة فريتاون الأحد (أ.ف.ب)
رجل يرتدي زي الشرطة العسكرية يحيي شخصاً مدنياً في شارع خالٍ من المارة بالعاصمة فريتاون الأحد (أ.ف.ب)
TT

حكومة سيراليون تعلن «سيطرتها على الوضع» بعد بوادر تمرد

رجل يرتدي زي الشرطة العسكرية يحيي شخصاً مدنياً في شارع خالٍ من المارة بالعاصمة فريتاون الأحد (أ.ف.ب)
رجل يرتدي زي الشرطة العسكرية يحيي شخصاً مدنياً في شارع خالٍ من المارة بالعاصمة فريتاون الأحد (أ.ف.ب)

أكدت حكومة سيراليون «سيطرتها على الوضع» في العاصمة فريتاون وفرضها حظراً للتجول في عموم البلاد، الأحد، بعد هجوم ومحاولة للسيطرة على مخزن أسلحة للجيش في العاصمة.

وأظهرت مقاطع الفيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي هروب الكثير من المعتقلين من السجن المركزي، وبوادر تمرد، في ظروف لم تتضح على الفور. وأشار رجل كان ضمن مجموعة جرى تصويرها في الشارع، إلى أن الآخرين كانوا بالفعل معتقلين وهربوا.

وذكرت الحكومة أن قوات الأمن طردت المسؤولين عن الاشتباكات المسلحة التي شهدتها العاصمة منذ صباح الأحد إلى مشارف فريتاون، وأنها «تسيطر» على الوضع. وقالت وزارة الإعلام في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «الحكومة لا تزال تسيطر على الوضع»، وأقرت بأن «المهاجمين» قد هاجموا سجون فريتاون وأن العديد من السجناء فروا، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول هوية هؤلاء «المهاجمين».

وتحدثت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في بيان عن محاولة الاستيلاء على الأسلحة وعن «الإخلال بالسلام والنظام الدستوري»، علماً أن هذه العبارة عادة ما يجري استخدامها للدلالة على الانقلاب. وشهدت منطقة غرب أفريقيا منذ أغسطس (آب) 2020 سلسلة من الانقلابات العسكرية ومحاولات الانقلاب لا سيما في مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا المجاورة لسيراليون.

وأفاد شهود بسماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي ويلبرفوس حيث يقع المخزن، بينما أشار آخرون إلى تبادل للنيران قرب ثكنة موراي تاون، حيث يوجد مقر سلاح البحرية وأمام منشأة عسكرية أخرى في العاصمة.

وقالت سوزان كارغبو لوكالة الصحافة الفرنسية: «استيقظت نحو الساعة 4:30 صباحاً (بالتوقيت المحلي وغرينتش) على صوت دوي أسلحة رشاشة وانفجارات من صوب ثكنات ويلبرفورس». وأضافت: «كنت في حالة من الصدمة والذعر (...) كان الأمر كما في زمن الحرب. لم أستطع الذهاب إلى الكنيسة بسبب حظر التجول».

شوارع خاوية

وأظهرت مشاهد جوية الشوارع خاوية. وجاء في بيان أصدرته وزارة الإعلام: «نؤكد لعامة الشعب أن الحكومة وقواتنا الأمنية تسيطران على الوضع. فُرض حظر للتجول بشكل فوري على امتداد البلاد من أجل السماح لقواتنا الأمنية بمواصلة البحث عن المشتبه بهم».

ولم يقدم البيان أي تفاصيل إضافية بشأن الأفراد الذين هاجموا مخزن الأسلحة أو دوافعهم، علماً أن سيراليون، البلد الناطق بالانجليزية في غرب أفريقيا، شهد أزمة سياسية حادة في أعقاب انتخابات رئاسية وعامة في يونيو (حزيران) 2023.

وقالت وزارة الإعلام: «في الساعات الأولى من يوم الأحد (...) حاول مجهولون اقتحام مستودع الأسلحة العسكري في ثكنة ويلبرفورس. وجرى صدهم جميعاً». وتعد ويلبرفورس إحدى الثكنات الرئيسية في البلاد. ويضم الحي أيضاً سفارات. وأضاف البيان: «ننصح بشدة مواطنينا بالبقاء في منازلهم».

«صفر تسامح»

وأكد الرئيس جوليوس مادا بيو أنه جرى إحباط الهجوم. وقال على منصة «إكس»: «لقد جرت استعادة الهدوء.... نبقى مصممين على حماية الديمقراطية في سيراليون، وأحض كل مواطني سيراليون على الاتحاد حول هذه المسؤولية الجماعية».

وقالت السفارة الأميركية في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «ندين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء القسري ليلاً على ثكنات ومستودع الأسلحة في ويلبرفورس». وأضافت: «تواصل الولايات المتحدة دعم كل أولئك الذين يعملون من أجل سيراليون تنعم بالسلام والديمقراطية والسلامة والرخاء».

كما أعربت مجموعة «إيكواس» عن دعمها للحكومة القائمة، داعية إلى توقيف المسؤولين عن الحادثة. وأضافت: «تشدد الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على مبدأها المتمثل في (صفر تسامح) مع التغييرات غير الدستورية للحكومة».

وبدورها، حثت هيئة الطيران المدني في سيراليون، الأحد، شركات الطيران على إعادة جدولة مواعيد رحلاتها الجوية بعد فرض الحكومة لحظر التجول بأنحاء البلاد. وقالت في بيان إنه يتعين وضع المسافرين على الرحلات التالية المتاحة بعد رفع الحظر. وأضافت أن المجال الجوي للبلاد لا يزال مفتوحاً أمام حركة الملاحة.

وأعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب أول مرة في 2018، رئيساً للبلاد في يونيو (حزيران) اعتباراً من الدورة الأولى بحصوله على 56.17 في المائة من الأصوات وفق النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية، لكن المراقبين الأجانب نددوا بالعملية الانتخابية مشيرين إلى نقص في الشفافية وكذلك بأعمال عنف وترهيب.

واعتبر حزب المعارضة الرئيسي، حزب «مؤتمر عموم الشعب» الانتخابات الرئاسية وكذلك الانتخابات التشريعية والمحلية، مزوّرة، وقرر مقاطعة البرلمان والمجالس المحلية. وتوصلت الحكومة وحزب المعارضة أخيراً إلى اتفاق في أكتوبر (تشرين الأول) بوساطة رابطة الكومنولث والاتحاد الأفريقي ومجموعة «إيكواس».

وفي هذا الإطار، وافق حزب «المعارضة» على إنهاء مقاطعته مقابل وقف الاعتقالات والقضايا القانونية التي تحركها وفق قوله، لاعتبارات سياسية.