عناد تراس يقوض مسكنات بنك إنجلترا

الإسترليني لأسوأ شهر منذ «بريكست»

بعد أسبوع من الغياب ظهرت ليز تراس مدافعة عن الموازنة رغم الانتقادات الحادة (إ.ب.أ)
بعد أسبوع من الغياب ظهرت ليز تراس مدافعة عن الموازنة رغم الانتقادات الحادة (إ.ب.أ)
TT

عناد تراس يقوض مسكنات بنك إنجلترا

بعد أسبوع من الغياب ظهرت ليز تراس مدافعة عن الموازنة رغم الانتقادات الحادة (إ.ب.أ)
بعد أسبوع من الغياب ظهرت ليز تراس مدافعة عن الموازنة رغم الانتقادات الحادة (إ.ب.أ)

يتجه الجنيه الاسترليني نحو أسوأ أداء شهري منذ تصويت البريطانيين لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في يونيو (حزيران) 2016، والذي يفاقمه إصرار الحكومة البريطانية الجديدة على أن «الموازنة المصغرة» هي الخطة الصالحة للاقتصاد رغم الاضطرابات الأخيرة والانتقادات الحادة غير المسبوقة.
وعاد الجنيه الإسترليني إلى التراجع يوم الخميس بعد يومين من الارتفاع، عقب إعلان بنك إنجلترا المركزي برنامجا لشراء السندات بهدف الحد من ارتفاع تكلفة الاقتراض الحكومي. وذكرت وكالة بلومبرغ أن الجنيه الإسترليني تراجع صباح أمس بنسبة 1.1 في المائة إلى 1.0767 دولار، ليهبط في سبتمبر (أيلول) إلى أكثر من سبعة بالمائة، أي ضعف انخفاض اليورو مقابل الدولار تقريبا.
وتخلى الاسترليني بذلك عن مكاسبه أول من أمس التي أعقبت إعلان البنك المركزي اعتزامه شراء كمية غير محدودة من السندات طويلة الأجل حتى 14 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لمنع اضطراب سوق السندات البريطانية. كما باع المستثمرون عملات الدول الرئيسية الأخرى من أجل الحصول على الدولار كملاذ آمن.
وارتفعت مجددا عائدات السندات الحكومية البريطانية، التي كانت قد صعدت بعد أن كشف كوارتنغ عن الخطة المالية يوم الجمعة، في التعاملات المبكرة يوم الخميس لتعكس مسار الانخفاض الأربعاء عندما أعلن بنك إنجلترا عن خطته الطارئة.
وأعلن بنك إنجلترا (المركزي البريطاني)، الأربعاء، عن برنامج طارئ لشراء السندات الحكومية للحيلولة دون خروج تكاليف الاقتراض عن نطاق السيطرة ودرء «المخاطر المادية على الاستقرار المالي في المملكة المتحدة».
وقال كريس تيرنر، رئيس الأسواق في آي.إن.جي: «نتوقع أن تظل التقلبات في العملات كبيرة... ستمثل محاولة الحفاظ على قيمة الجنيه الإسترليني حتى اجتماع بنك إنجلترا في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) لتحديد أسعار الفائدة تحديا صعبا لصناع السياسات».
وتراجع الإسترليني إلى مستوى منخفض قياسي بلغ 1.0327 أمام الدولار يوم الاثنين، إذ انتقد مستثمرون خطط بريطانيا لخفض الضرائب الممولة من زيادة هائلة في الاقتراض في نفس الوقت الذي يكافح فيه بنك إنجلترا لكبح جماح التضخم. وكان صندوق النقد الدولي والعديد من الشخصيات، قد أعربوا عن قلقهم من تداعيات حزمة التحفيز المالي التي أعلنها وزير الخزانة البريطاني الجديد كواسي كوارتينغ يوم الجمعة الماضي.
وخرجت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس عن صمتها يوم الخميس بعد فوضى في الأسواق المالية استمرت قرابة أسبوع بسبب خططها لخفض الضرائب، وأصرت تراس على أن إجراءات الحكومة لخفض الضرائب هي «الخطة الصائبة» في مواجهة ارتفاع فواتير الطاقة، ومن أجل تحقيق النمو الاقتصادي رغم الاضطرابات في الأسواق التي أحدثتها الميزانية المصغرة التي أعلنها وزير المالية.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي ايه ميديا» أن تراس دافعت عن الإجراءات التي اتخذها وزير المالية، وأصرت على أن البلاد كانت بحاجة إلى «تحرك عاجل»، لكنها أقرت أن قرارات الحكومة كانت «مثيرة للجدل».
وصرحت تراس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أجبرنا على القيام بتحرك عاجل لتحقيق النمو لاقتصادنا، وجعل بريطانيا تتقدم، ومواجهة التضخم». وأضافت: «بالطبع كان ذلك يعني اتخاذ قرارات مثيرة للجدل وصعبة، لكنني مستعدة للقيام بها كرئيسة للوزراء، لأن الأمر المهم بالنسبة لي هو تحريك اقتصادنا والتأكد من أن المواطنين يستطيعون تجاوز هذا الشتاء، ونحن جاهزون لفعل كل ما يلزم لتحقيق ذلك».
وتابعت تراس: «هذه هي الخطة الصحيحة التي وضعناها»، وأضافت أن هذه الخطة ستضع الاقتصاد البريطاني على مسار أفضل على المدى الطويل. وردا على سؤال في إحدى المقابلات عما إذا كان الوقت قد حان للعدول عن الموازنة المصغرة، قالت تراس: «لا، لأن أغلب الحزمة التي أعلنا عنها يوم الجمعة كانت عن دعم للطاقة للأفراد والشركات وأعتقد أن هذا كان الشيء الصحيح تماما الذي يجب فعله».
وينتظر المستثمرون والشركات والمستهلكون الآن أن تعلن الحكومة مزيدا من التفاصيل بشأن خططها لجعل الاقتصاد ينمو بوتيرة أسرع، والذي سيكون أساسا لإصلاح المالية العامة البريطانية.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.