التضخم الألماني لأعلى مستوى سنوي منذ 1951

الحكومة تعلن سقفاً لأسعار الطاقة

المستشار الألماني في مؤتمر عبر الفيديو بحضور وزيري الاقتصاد والمال للإعلان عن تحديد سقف لأسعار الطاقة (رويترز)
المستشار الألماني في مؤتمر عبر الفيديو بحضور وزيري الاقتصاد والمال للإعلان عن تحديد سقف لأسعار الطاقة (رويترز)
TT

التضخم الألماني لأعلى مستوى سنوي منذ 1951

المستشار الألماني في مؤتمر عبر الفيديو بحضور وزيري الاقتصاد والمال للإعلان عن تحديد سقف لأسعار الطاقة (رويترز)
المستشار الألماني في مؤتمر عبر الفيديو بحضور وزيري الاقتصاد والمال للإعلان عن تحديد سقف لأسعار الطاقة (رويترز)

أظهرت بيانات نُشرت يوم الخميس أن التضخم في ألمانيا ارتفع في سبتمبر (أيلول) على أساس شهري لأعلى مستوى منذ عام 1996، وعلى أساس سنوي بلغ أعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 1951؛ وذلك بضغط من ارتفاع أسعار الطاقة التي لم تعد تدابير التهدئة تُجدي معها نفعاً. وأضح مكتب الإحصاء الاتحادي أن أسعار المستهلك، المنسقة لجعلها قابلة للمقارنة مع بيانات التضخم من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، ارتفعت بنسبة 10.9 % على أساس سنوي. وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا ارتفاعاً بـ 10 %.
وترجع الزيادة في التضخم إلى صعود تكاليف الطاقة بنسبة 43.9 %، مقارنة بشهر سبتمبر من العام الماضي، بعد انتهاء عرض لخفض تذاكر النقل وضريبة الوقود بنهاية أغسطس (آب).
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، تخصيص 200 مليار يورو لتحديد سقف لأسعار الطاقة وتخفيف العبء عن المستهلكين الناجم عن التضخم الذي يستمر في الارتفاع منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
وأكد شولتس، خلال مؤتمر صحافي في برلين، في ختام مفاوضات حكومية حول اعتماد خطة دعم جديدة للقدرة الشرائية: «الأسعار يجب أن تنخفض.. وستبذل الحكومة الألمانية قصارى جهدها لخفضها» للأسر والشركات على السواء.
وكان على الحكومة أن تشرح تفاصيل الآلية الجديدة التي تُضاف إلى تدابير دعم سابقة يبلغ مجموع قيمتها نحو 100 مليار يورو.
وقال وزير المال كريستيان ليندنر: «نجد أنفسنا في حرب طاقة مرتبطة بالازدهار والحرية»، مشيراً إلى أن الصندوق الجديد البالغة قيمته 200 مليار يورو لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة يمثل «رداً واضحاً للغاية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاده أننا أقوياء اقتصادياً».
وتسبَّب ارتفاع أسعار موارد الطاقة والكهرباء منذ فترة الانتعاش ما بعد الجائحة، وخصوصًا منذ بداية الحرب في أوكرانيا، بأزمة طاقة غير مسبوقة منذ 50 عاماً تطال العالم بأسره. ووضعت عدة دول خططاً لدعم الأسر والشركات، وحددت سقفاً لأسعار الطاقة؛ بينها فرنسا وألمانيا.
وتدفع ألمانيا ثمناً باهظاً لاعتمادها على الغاز الروسي الذي كان يمثل 55 % من وارداتها من الغاز قبل الحرب في أوكرانيا، ويبحث الاقتصاد الأوروبي حالياً عن مصادر أخرى للإمداد.
ويتزامن ذلك مع توقع معاهد البحوث الاقتصادية الرائدة بألمانيا انكماش الناتج المحلي الإجمالي في ظل أزمة الطاقة. وقال الباحث الاقتصادي الألماني تورستن شميت، من معهد لايبنيتس للبحوث الاقتصادية، يوم الخميس، بالعاصمة برلين، إن الوضع سوف يزداد سوءاً خلال العام المقبل؛ نظراً لأنه من المتوقع الوصول لأعلى أسعار للطاقة بالنسبة للمستهلكين في منتصف عام 2023، لافتاً إلى أن الاستهلاك الخاص لن يتعافى من جديد إلا بحلول عام 2024.
ومثلما تم الإعلان من قبل، فإن المعاهد تتوقع، في تقرير الخريف، حدوث ركود في ألمانيا، كما تتوقع انكماش الاقتصاد الألماني على مدار ثلاثة أرباع سنوية متتالية. ويتوقع الخبراء لعام 2022 بأكمله نمواً اقتصادياً طفيفاً بنسبة 1.4 %، في ظل التحسن الذي جرت معايشته في النصف الأول من العام، لكنهم يتوقعون لعام 2023 تراجعاً في الأداء الاقتصادي بنسبة 0.4 %. وفي المقابل لا تتوقع المعاهد مواجهة نقص في الغاز حالياً. وقال شميت: «في المدى المتوسط، ليس من المتوقع حدوث نقص في الغاز في ألمانيا خلال الشتاء المقبل»، لكنه أشار إلى أن وضع الإمداد سيظل متوتراً للغاية.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.