إيران تتجاهل الاحتجاج العراقي وتعاود قصف قرى في إقليم كردستان

كردي أصيب بالقصف الإيراني أول من أمس (أ.ف.ب)
كردي أصيب بالقصف الإيراني أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

إيران تتجاهل الاحتجاج العراقي وتعاود قصف قرى في إقليم كردستان

كردي أصيب بالقصف الإيراني أول من أمس (أ.ف.ب)
كردي أصيب بالقصف الإيراني أول من أمس (أ.ف.ب)

عاودت المدفعية الإيرانية، أمس (الخميس)، قصف مواقع مدنية عراقية شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، متجاهلةً الاحتجاج العراقي شديد اللهجة، إذ تجدد، صباح أمس (الخميس)، القصف على ناحية سيدكان التابعة لإدارة منطقة سوران، شمال مدينة أربيل. وطبقاً لمدير ناحية سيدكان إحسان جلبي، فإن «القصف استهدف منطقة (سقر وبرزيني) في الناحية»، مبيناً أن «القصف لم يسفر عن وقوع ضحايا أو إصابات بين المدنيين».
وكان الناطق باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أعلن، أول من أمس (الأربعاء)، أن «الخارجية استدعت السفير الإيراني، وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، جراء استمرار المدفعية والصواريخ باستهداف مناطق عراقية في إقليم كردستان».
وأمس، قالت الخارجية العراقية، في بيان، إنها «استدعت السفير الإيراني لدى العراق، محمد كاظم آل صادق، وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، جرّاء عمليات القصف المدفعي والجوي بالصواريخ والطائرات المُسيّرة على مُدن وقرى متعددة في إقليم كردستان العراق، طيلة الأيام الماضيّة، لا سيما صباح الأربعاء المُوافق 28/ 9/ 2022، الذي أدّى إلى استشهاد وإصابة عدد من المدنيين العراقيين الآمنين، من ضمنهم نساء وأطفال، وما تسبب به من ترويع للسكان، وبثّ الذعر بينهم، وتدمير للبنى التحتيّة».
وأضاف البيان أن «الرسالة شديدة اللهجة تضمنت إدانة الحكومة العراقية لهذه الجريمة، التي مثلت استمراراً لاعتداءات القوات الإيرانية على سيادة العراق وحرمة أراضيه، وأخذت طابعاً جديداً لا يمكن السكوت عنه، تمثل باستهداف المواطنين الآمنين داخل عمق المدن العراقية».
وشددت على رفضها «تلك الأعمال، وما نجم عنها من ترويع وإرهاب المواطنين الآمنين»، مطالبة بـ«احترام سيادة العراق والالتزام بتعهدات الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنصوص عليها في المواثيق الدولية، والابتعاد عن المنطق العسكري ولغة السلاح في معالجة التحديات الأمنية، وحذرت من تداعياتها على السلم المجتمعي لكلا البلدين، وعلى الأمن والاستقرار الإقليميين».
من جهته، عبَّر برلمان إقليم كردستان عن استنكاره للقصف الإيراني الذي بات متكرراً لمحافظتي أربيل والسليمانية، بحجة وجود عناصر إيرانية معارضة تابعة لأحزاب كردية إيرانية تتخذ من المناطق العراقية الحدودية مع إيران ملاذات آمنة لها. وقال هيمن هورامي، نائب رئيس البرلمان، في بيان: «باسم برلمان كردستان ندين بشدة هذا الهجوم والقصف، ولا يمكن استمراره تحت أي ذريعة أو مبرر». وأضاف: «نرغب في علاقات جدية مع الدول المحيطة، وفق المواثيق الدولية، وحسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية والاحترام المتبادل لسيادة الأراضي»، مشدداً على «ضرورة عدم استخدام أراضي الإقليم منطلقاً لشن الهجمات ضد الدول المجاورة. كما دعا هورامي الحكومة الاتحادية، والمجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف جادة من هذا الانتهاك المستمر».
وكانت مؤسسة «مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان»، أكدت أن «الحرس الثوري الإيراني» شن هجوماً صاروخياً على الإقليم، عبر أربع مراحل، ما أوقع «13 شهيداً و58 جريحاً». وتُعدّ هذه الحصيلة الأكبر على صعيد عمليات القصف منذ فترة طويلة.
وقال سياسي كردي لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة التي نعاني منها في العراق أن علاقته مع إيران وتركيا لا تقوم على أسس مبنية على العلاقة بين الدول، بل تقوم، وبكل أسف، على أسس وسياقات أخرى». ورداً على سؤال بشأن الاتهامات التي تُوجّه إلى الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان («الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني») وعلاقة كل واحد منهما بإيران أو تركيا، يقول السياسي الكردي: «لا يختلف موقف الحزبين الكرديين عن موقف القيادات العراقية في بغداد، نظراً إلى العلاقات التي تربطهما بإيران وتركيا، الأمر الذي يجعل أي إدانة ليست أكثر من إسقاط فرض لن تردع أنقرة ولا طهران في النهاية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

إيران تحتجز ناقلة نفط ثانية

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني، أمس، ناقلة نقط في مضيق هرمز في ثاني حادث من نوعه في غضون أسبوع، في أحدث فصول التصعيد من عمليات الاحتجاز أو الهجمات على سفن تجارية في مياه الخليج، منذ عام 2019. وقال الأسطول الخامس الأميركي إنَّ زوارق تابعة لـ«الحرس الثوري» اقتادت ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما إلى ميناء بندر عباس بعد احتجازها، في مضيق هرمز فجر أمس، حين كانت متَّجهة من دبي إلى ميناء الفجيرة الإماراتي قبالة خليج عُمان. وفي أول رد فعل إيراني، قالت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية إنَّ المدعي العام في طهران أعلن أنَّ «احتجاز ناقلة النفط كان بأمر قضائي عقب شكوى من مدعٍ». وجاءت الو

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

سوريا وإيران: اتفاق استراتيجي طويل الأمد

استهلَّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، زيارة لدمشق تدوم يومين بالإشادة بما وصفه «الانتصارات الكبيرة» التي حقَّقها حكم الرئيس بشار الأسد ضد معارضيه. وفي خطوة تكرّس التحالف التقليدي بين البلدين، وقّع رئيسي والأسد اتفاقاً «استراتيجياً» طويل الأمد. وزيارة رئيسي للعاصمة السورية هي الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2010، عندما زارها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، قبل شهور من بدء احتجاجات شعبية ضد النظام. وقال رئيسي، خلال محادثات موسَّعة مع الأسد، إنَّه يبارك «الانتصارات الكبيرة التي حققتموها (سوريا) حكومة وشعباً»، مضيفاً: «حقَّقتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أنقرة أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، الثلاثاء، إن «العلاقة بالجار العراق تحسنت بشكل كبير في المدة الأخيرة؛ مما جعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية».

وأضاف غولر، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 بلجنة الخطة والموازنة في البرلمان التركي، إن تركيا بدأت اتخاذ خطوات ملموسة مع العراق في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، الموقعة بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي.

وتابع: «وبالمثل نتعاون، بشكل وثيق، مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق لضمان السلام في المنطقة، ولإنهاء وجود التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)».

وذكر غولر أن القوات التركية أغلقت جبهة زاب في شمال العراق بعد تطهيرها من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، وأضاف الوزير التركي: «أنشطتنا في المنطقة مستمرة بالوتيرة والتصميم نفسيهما (...) حرب تركيا ضد الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يختفي الإرهابيون الدمويون من هذه الجغرافيا».

وتسبب الصراع المسلح بين «حزب العمال الكردستاني» (التركي) والجيش التركي، طيلة العقود الأربعة الماضية، في تهجير سكان 800 قرية، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بإقليم كردستان العراق شمال البلاد.

غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (وزارة الدفاع التركية)

كذلك، تسببت العمليات العسكرية التركية في خلافات بين بغداد وأنقرة على مدى سنوات، حيث عدّها العراق «انتهاكاً لسيادته»، بينما تمسكت تركيا بأنها ضرورية لحماية أمنها وشعبها، وبأنها تنفذها في إطار القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تحسناً منذ العام الماضي، وأجريا جولات من المحادثات رفيعة المستوى بشأن القضايا الأمنية والتنموية وقضايا المياه والطاقة والتعاون في مشروع «طريق التنمية».

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارته بغداد في أبريل الماضي، أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة.

وصنف العراق، قبيل زيارة إردوغان، «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً، لكن تركيا ترغب في إعلانه «منظمة إرهابية» من جانب بغداد.

ولفت غولر إلى أن «البيئة الأمنية في المنطقة باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، والعالم يمر بفترة حساسة يهتز فيها ميزان القوى الدولي، وتزداد الصراعات على النفوذ، وتتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية».

وأكد الحاجة الماسة إلى «هيكل دفاعي قوي من أجل التعامل بفاعلية مع جميع التهديدات التي تحيط بتركيا»، مشدداً على أن القوات التركية «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد».

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 10 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في مناطق بشمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه قُضي على هذه العناصر في عمليات للقوات التركية بمناطق كارة وهاكورك ومتينا في شمال العراق.

وشددت على أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر أينما وُجدت، حتى القضاء على آخر إرهابي».