مراسم توقيع معاهدات انضمام «الأراضي المحررة» إلى روسيا تجرى اليوم

دنيس بوشلين رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية (يسار) مع سكرتير حزب الاتحاد الروسي أندريه تورشاك بعد إعلان نتائج الاستفتاء (رويترز)
دنيس بوشلين رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية (يسار) مع سكرتير حزب الاتحاد الروسي أندريه تورشاك بعد إعلان نتائج الاستفتاء (رويترز)
TT

مراسم توقيع معاهدات انضمام «الأراضي المحررة» إلى روسيا تجرى اليوم

دنيس بوشلين رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية (يسار) مع سكرتير حزب الاتحاد الروسي أندريه تورشاك بعد إعلان نتائج الاستفتاء (رويترز)
دنيس بوشلين رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية (يسار) مع سكرتير حزب الاتحاد الروسي أندريه تورشاك بعد إعلان نتائج الاستفتاء (رويترز)

حسم «الكرملين» التوقعات بشأن الخطاب الذي يُنتظر أن يلقيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم (الجمعة)، أمام أعضاء الهيئة التشريعية. وأكد الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف أن الاجتماع الذي دُعي إليه نواب مجلس الدوما وأعضاء مجلس الاتحاد ورؤساء الأقاليم الروسية سوف يشهد مراسم التوقيع على معاهدات انضمام «الأراضي المحررة» إلى كيان الاتحاد الروسي.
وكانت توقعات أشارت، في وقت سابق، إلى أن بوتين سوف يعلن القرار الحاسم بضم دونيتسك ولوغانسك وزوباروجيا وخيرسون إلى روسيا، خلال خطابه الموجَّه إلى الأمة، بحضور أعضاء الهيئة الاشتراعية. لكن الجديد الذي حملته تأكيدات الناطق الرئاسي إشارته إلى أن اللقاء المنتظَر سوف يشهد توقيع معاهدات الضمّ، ما يعني تعمُّد «الكرملين» تسريع وتيرة هذه العملية، التي كان ينبغي، وفقاً للقوانين الروسية، أن تمر بإجراءات تشريعية يناقشها أولاً مجلس الدوما ثم تنتقل للإقرار في مجلس الشيوخ، قبل أن تُعرض على الرئيس لتوقيع الوثائق الخاصة بها.
وأضاف بيسكوف في حديث مع الصحافيين الخميس: «غداً (اليوم) في تمام الساعة 15:00 (بتوقيت موسكو) في قصر (الكرملين)، بقاعة سانت جورج، ستقام مراسم توقيع اتفاقيات بشأن انضمام مناطق جديدة إلى كيان الاتحاد الروسي... وسيلقي الرئيس بوتين خطاباً مهماً بمناسبة هذا الحدث».
وبالإضافة إلى موضوع ضم المناطق الانفصالية، يُنتظر أن يتطرق بوتين في خطابه إلى ملامح التحرك العسكري الروسي اللاحق في أوكرانيا، على خلفية تأكيد «الكرملين» أن المعارك «سوف تتواصل حتى تحرير كل أراضي دونيتسك على الأقل». أيضاً من المنتظَر أن يحسم بوتين الجدل حول الوضع الداخلي الروسي، على خلفية توقُّعات بتشديد الإجراءات على السفر، وتوسيع عمليات التعبئة العسكرية. وكانت المناطق الأربع شهدت استفتاءات دعمتها موسكو، ورفضتها غالبية المجتمع الدولي، أسفرت عن إعلان نتائج تؤكد أن الغالبية الساحقة في المناطق الأربع صوتت لصالح الانضمام إلى روسيا.
وفور إعلان النتائج، أرسل قادة تلك المناطق نداءات رسمية إلى الرئيس الروسي ناشدوا فيها الإعلان عن قبول مناطقهم كـ«جزء من روسيا الاتحادية». وتم الإعلان، أمس (الخميس)، في موسكو، عن وصول زعماء الانفصاليين في دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون إلى موسكو لـ«لقاء بوتين واستكمال الإجراءات القانونية لتصبح تلك المناطق جزءاً لا يتجزأ من روسيا».
وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس إدارة منطقة خيرسون التي شكلتها موسكو، إنه «من المقرَّر عقد اجتماع بين رؤساء جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين والأراضي المحررة في خيرسون وزابوروجيا مع الرئيس الروسي». وزاد أن الطائرة التي تقلّ زعماء المناطق هبطت في موسكو، ونشرت الأطراف صورة مشتركة تؤكد الحضور بشكل جماعي للمشاركة في مراسم التوقيع على معاهدات الضم.


مقالات ذات صلة

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرقي أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».