ألمانيا توسع مهمتها العسكرية في كردستان.. وتدرب فوجًا من الإيزيديين

«داعش» يعدم 5 موصليين بتهمة التجسس

أحد مقاتلي البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)
أحد مقاتلي البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ألمانيا توسع مهمتها العسكرية في كردستان.. وتدرب فوجًا من الإيزيديين

أحد مقاتلي البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)
أحد مقاتلي البيشمركة في محور الخازر شرق الموصل أول من أمس («الشرق الأوسط»)

أعلنت وزارة البيشمركة أمس أن فوجا من المقاتلين الإيزيديين بدأوا خلال الأيام القليلة الماضية تدريبات عسكرية على يد مدربين ألمان، بينما ذكر مسؤولو عدد من الوحدات الإدارية المحررة في محافظة نينوى أمس أن قلة الخدمات الأساسية حالت حتى الآن دون عودة سكان هذه المناطق إليها.
وقال الفريق الركن جمال محمد، رئيس أركان قوات البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ فوج من المقاتلين الإيزيديين ضمن تشكيلات وزارة البيشمركة التدريب بإشراف مدربين عسكريين ألمان في معسكري بنسلاوا في محافظة أربيل وأتروش في محافظة دهوك، والتدريبات تشمل كيفية خوض حرب الشوارع والمدن»، مشيرا إلى أن وزارة البيشمركة شكلت فوجين من المقاتلين الإيزيديين وتم توزيع أفرادهما في حدود ناحية سنونى ومناطق خان سور على أطراف سنجار، أي في المناطق ذات الغالبية الإيزيدية، مبينا أن «الفوجين شاركا في معارك ضد تنظيم داعش».
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فوندرلاين أعلنت أمس أن بلادها ستوسع من مهامها في إقليم كردستان من خلال تدريب مقاتلين إيزيديين بالتنسيق مع وزارة البيشمركة لإعدادهم لمحاربة تنظيم داعش.
بدوره، أوضح اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة، أن «الدور الألماني في الإقليم حاليا ينصب على تدريب قوات البيشمركة على استخدام الأسلحة فألمانيا زودت قوات البيشمركة وعدة مرات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة والأعتدة، مثل صواريخ (ميلان) المضادة للدروع وعدد من المدافع الرشاشة الحديثة».
في غضون ذلك، ذكر ميسر حجي صالح، قائمقام سنجار(غرب الموصل)، أن عدد النازحين العائدين إلى ناحية سنونى التابعة للقضاء والمناطق المحررة الأخرى قليل جدا، مضيفا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «نسبة العائدين لا تتعدى خمسة في المائة، لأن المنطقة تفتقر إلى أبسط الخدمات فلا يوجد ماء وكهرباء ولا مجار، فقط بعض المنظمات الإنسانية تقدم المساعدات للمنطقة، خاصة مؤسسة بارزاني الخيرية». وتابع: «أما من الناحية الأمنية فهذه المناطق مؤمنة بالكامل».
من جانبه، قال باسم بلو قائمقام قضاء تلكيف (شرق الموصل)، لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت ناحية وأنه التابعة لقضاء تلكيف ومناطق منارة وتل عدس والقرى الأخرى التابعة للقضاء عودة سكانها، وهذه المنطقة تضم حاليا قرابة 200 ألف شخص». وأضاف بلو: «هذه المناطق تفتقر إلى الخدمات، والسبب عدم وجود دعم من الحكومة العراقية لها، فهذه المناطق بحاجة إلى ميزانية لتمشية أمورها الخدمية، من ناحية توفير الطاقة الكهربائية ومياه الشرب والخدمات الصحية، من أجل عودة سكانها النازحين وإعادة الحياة الطبيعية لها».
من ناحية ثانية، واصل تنظيم داعش أمس عمليات القتل والاعتقال بحق مواطني الموصل. وقال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، لـ«الشرق الأوسط»: «أعدم مسلحو داعش خمسة مواطنين في منطقة باب الطوب وسط المدينة بتهمة التجسس، فيما قطع التنظيم أيدي ثمانية مواطنين آخرين لاستخدامهم الهواتف الجوالة التي منعها داعش، بينما اعتقل التنظيم 180 مواطنا موصليا آخر لأدائهم صلاة التراويح في مناطق مختلفة من المدينة». وأضاف: «كما تعرض أحد مقرات داعش في منطقة موصل الجديدة لهجوم مسلح من قبل مجموعة الشباب المستقلة في الموصل، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة مسلحين من التنظيم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.