من يقف وراء الأعمال التخريبية لخطي «نورد ستريم» لأنابيب ألغاز؟

صورة التقطتها الأقمار الصناعية لتسؤ الغاز في بحر البلطيق (رويترز)
صورة التقطتها الأقمار الصناعية لتسؤ الغاز في بحر البلطيق (رويترز)
TT

من يقف وراء الأعمال التخريبية لخطي «نورد ستريم» لأنابيب ألغاز؟

صورة التقطتها الأقمار الصناعية لتسؤ الغاز في بحر البلطيق (رويترز)
صورة التقطتها الأقمار الصناعية لتسؤ الغاز في بحر البلطيق (رويترز)

وجهت حكومات غربية أصابع الاتهام إلى موسكو بأنها تقف وراء الأعمال التخريبية التي أدت إلى تسرب الغاز من خطي الأنابيب بين روسيا وألمانيا. إلا أن موسكو نفت هذا الاتهام ووصفت المزاعم بأنها «سخيفة». وشنّت هجوماً مضاداً، أشارت فيه إلى ضلوع محتمل للولايات المتحدة التي استنكرت من جانبها عملية «تضليل إعلامي» جديدة.
وأعلن الكرملين، الخميس، أنه يشتبه في «ضلوع» دولة أجنبية في تسرب الغاز من أربعة مواقع في الخطين في بحر البلطيق، لكن من دون تسمية دولة معينة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافة: «من الصعب جداً تصوّر أن يحصل عمل إرهابي كهذا من دون ضلوع دولة ما»، داعياً من جديد إلى إجراء «تحقيق عاجل». ورأى بيكسوف، أن «الوضع خطر للغاية» بعدما فتحت روسيا الأربعاء تحقيقاً في «عمل إرهابي دولي».
واعتبر خبراء أن قوات عسكرية مختلفة في المنطقة قادرة على تنفيذ عملية كهذه. ورغم أن وقوع حوادث عرضية بشكل متزامن يبدو أمراً غير وارد، فإن الغموض لا يزال يخيّم على طريقة مهاجمة الأنابيب وهوية الفاعل. وتخضع المنطقة لمراقبة شديدة كونها تقع في المياه الدولية قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية في بحر البلطيق، بين جنوب السويد وبولندا، وهي منطقة تعدّ منذ فترة طويلة من أكثر المساحات المائية الخاضعة للمراقبة من كثب في العالم.
وكتب المحلل البحري إتش آي ساتون على «تويتر»، إنه خلال الحرب الباردة «نشر الاتحاد السوفياتي غواصات تجسس تتمتع بقدرات هندسية خاصة للتعامل مع قاع البحر في البلطيق». وأضاف ساتون، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أنه على الرغم من أن دول البلطيق السوفياتية السابقة باتت تنتمي الآن إلى حلف شمال الأطلسي، فإن البحرية الروسية اليوم تمتلك «أكبر أسطول من غواصات التجسس في العالم» في القطب الشمالي. وتابع «إنهم قادرون على إتلاف خط أنابيب في بحر البلطيق. ومع ذلك، فإن ذلك يبدو أمراً غير محتمل».
وقال ليون هيرث، أستاذ سياسات الطاقة في جامعة هيرتي في برلين، إنه من الصعب الوصول إلى الأنابيب على عمق 70 متراً تحت الماء. وأضاف، أن «إلحاق الضرر بخطي أنابيب للغاز في قاع البحر هو حدث كبير؛ لذا من المرجح أن تكون جهة فاعلة تابعة لدولة ما وراء ذلك»، مستبعداً ضمنياً وقوع هجوم «إرهابي» أو إجرامي.
وصرح مسؤول عسكري فرنسي كبير لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنه بالنسبة للجيوش الحديثة، فإن المنطقة «مناسبة بشكل مثالي لغواصات الجيب»، وهي غواصات قزم مع طاقم صغير، وغالباً ما يتم نشرها من سفينة. ويمكن إرسال غواصين إلى قاع البحر لوضع متفجرات، وإلا فإن الألغام الذاتية الدفع أو غواصة مسيّرة يمكن أن تقوم بالمهمة. وأضاف أن «الغواصات المسيّرة تغادر من غواصة تقف على بعد أميال بحرية عدة من الهدف (...)؛ ولأن الهدف ثابت فالعملية ليست بهذا التعقيد» بالنسبة لهجوم من بعد. وأشار إلى أن الهدف الثابت يجعل من غير المرجح أن تكون الأنابيب قد ضربت بالطوربيدات؛ لأن هذا السلاح يستخدم عادة لمهاجمة أهداف متحركة. وقدر معهد نورسار النرويجي للزلازل حجم الانفجار بما يعادل 700 كيلوغرام من مادة «تي إن تي»، وهو تأثير يمكن أن ينتج من عبوات حديثة.
وقال جوليان باولاك، من جامعة هيلموت شميدت في هامبورغ «بحر البلطيق ضيق وضحل، وتقريباً أي حركة يتم تعقبها ومراقبتها من قِبل الدول المطلة عليه ومن قواتها البحرية». وأضاف، أن «القيادة البحرية لحلف شمال الأطلسي والسفن الحليفة تتوقع أنشطة هجينة وتستعد لها، بما في ذلك تخريب البنى التحتية الحيوية». ومع ذلك، قال باولاك، إن «السفن والغواصات قادرة على نشر غواصين قتاليين وأيضاً مركبات من دون طيار تحت الماء».
وقال المصدر العسكري الفرنسي، إن الهجوم في أعماق البحر سيكون «عملية بحرية خاصة»، مضيفاً «الأمر ليس سهلاً، إنما هناك من يفعله، لكن يجب أن يكون ذلك منسقاً ومعداً له بشكل جيد». وتزامنت الانفجارات مع افتتاح خط أنابيب غاز جديد من النرويج إلى بولندا عبر الدنمارك بهدف تقليل الاعتماد على الغاز الروسي. وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي «حقبة هيمنة الغاز الروسي على وشك الانتهاء».
لكن هيرث قال «من الصعب تخيل أحد أعضاء حلف شكال الأطلسي يفعل ذلك، حتى أكثرهم انتقاداً لمشروعات خطوط الأنابيب (الروسية)». ومن المؤكد أيضاً أن تضرر أنابيب الغاز يزيد الضغوط على الاقتصاد الأوروبي المتعطش لمصادر طاقة جديدة من أجل تعويض الشحنات الروسية المتوقفة. وأضاف هيرث الذي لديه شكوك بأن الروس قاموا بتخريب الأنابيب «إنه تذكير صارخ بضعف البنى التحتية للطاقة لدينا». وتابع «إذا كان هذا صحيحاً، فهو أمر يبعث على القلق. وعلى أقل تقدير يعني أن روسيا تحرق الجسور: إنها ترسل أوضح إشارة ممكنة إلى أنها لن تسلّم الغاز في وقت قريب».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».