«بوليتيكو»: واشنطن تكثف استخباراتها ومراقبتها بعد تهديدات بوتين النووية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
TT

«بوليتيكو»: واشنطن تكثف استخباراتها ومراقبتها بعد تهديدات بوتين النووية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

كشف تقرير لمجلة «بوليتيكو» الأميركية، عن مساعٍ حثيثة للمخابرات الأميركية وحلفائها لرصد أي تحركات أو اتصالات عسكرية روسية، قد تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.
ونقلت المجلة عن خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، قولهم إن «أي قرار للزعيم الروسي يعدّ محاولة يائسة لاستعادة زمام المبادرة، أو الضغط على المجتمع الدولي لتلبية مطالبه، وقد يأتي بعد فوات الأوان».
والأربعاء الماضي، أعلن بوتين التعبئة الجزئية واستدعى مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا، محذراً الغرب من أن موسكو «ستستخدم كل الوسائل» المتاحة لها للدفاع عن نفسها، بما في ذلك السلاح النووي.
وأكد الرئيس الروسي، خلال خطاب متلفز، أن «الأمر ليس خدعة»، معتبراً أن الدول الغربية تحاول «تدمير» روسيا.
وأشارت «بوليتيكو» إلى أن هناك اختلافاً بين الأسلحة النووية التكتيكية والاستراتيجية، موضحة أنه «يمكن لمعظم الطائرات الروسية، إلى جانب الصواريخ التقليدية وقاذفات الصواريخ، أن تحمل أسلحة نووية تكتيكية».
ولفتت إلى أنه «تم تصميم هذه الأسلحة لاستخدام أكثر تحديداً للهدف في ساحة المعركة من الأسلحة الاستراتيجية، مثل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي عادة ما يكون قبلها إشارات تحذيرية عندما توضع وحداتها في حالة تأهب، أو توضع في التدريبات». وبحسب المجلة، فإن هذا يعني أنه إذا لم يرغب بوتين أو قادته في أن يعرف العالم مسبقاً، فقد لا تعرف الولايات المتحدة أبداً متى استبدلت القوات الروسية بالذخائر التقليدية قنابل نووية تكتيكية.
ونقلت المجلة عن مسؤول حكومي أميركي لديه اطلاع على معلومات استخباراتية عن القوات النووية الروسية واستراتيجيتها، قوله: «نحن نراقب الأمر عن كثب».
وأوضح المسؤول غير المخول الإدلاء بتصريحات صحافية وفقاً للمجلة، أن الجهود تشمل تعزيز وتكثيف عمل أجهزة الاستخبارات لدى الولايات المتحدة وحلفائها في الجو والفضاء والفضاء الإلكتروني، والاعتماد بشكل أكبر على الأقمار الصناعية التجارية لتصوير الأرض وتحليل تحركات الوحدات الروسية في الميدان، التي قد تتحرك في وضع يؤشر على تلقيها أوامر باستخدام النووي.
وبحسب المجلة، هناك تركيز آخر خارج أوكرانيا، في جيب كالينينغراد الروسي، المحصور بين بولندا وليتوانيا؛ حيث قام الكرملين بتركيب أنظمة أسلحة مزدوجة الاستخدام وصواريخ تفوق سرعة الصوت.
ووفقا لـ«بوليتيكو»، فإن روسيا تمتلك أكثر من 1900 رأس نووي تكتيكي، يشار إليها أيضاً باسم الأسلحة النووية غير الاستراتيجية.
والثلاثاء، قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن موسكو لها الحق في الدفاع عن نفسها بالأسلحة النووية إذا تم تجاوز حدودها، وإن هذا «بالتأكيد ليس خدعة».
كما حذر ميدفيديف، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن موسكو لها الحق في الرد «من دون الكثير من المشاورات»، مع تصاعد التوتر مع الغرب بشأن الاستفتاءات التي أجريت في مساحات شاسعة من المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
وانتهت روسيا، الثلاثاء، من تنظيم استفتاءات في أربع مناطق تسيطر عليها كلياً أو جزئياً في أوكرانيا، مثيرة غضب كييف والدول الغربية، التي وعدت برد قوي في حال ضمها.


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
TT

360 صحافياً مسجونون في العالم... والصين وإسرائيل في صدارة القائمة السوداء

عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)
عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024 (أرشيفية)

أعلنت لجنة حماية الصحافيين، اليوم الخميس، أنّ عدد الصحافيين السجناء في العالم بلغ 361 في نهاية عام 2024، مشيرة إلى أنّ إسرائيل احتلّت، للمرة الأولى في تاريخها، المرتبة الثانية في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، بعد الصين.

وقالت جودي غينسبيرغ رئيسة هذه المنظمة غير الحكومية الأميركية المتخصصة في الدفاع عن حرية الصحافة، في بيان، إن هذا التقدير لعدد الصحافيين المسجونين هو الأعلى منذ عام 2022 الذي بلغ فيه عدد الصحافيين المسجونين في العالم 370 صحافياً. وأضافت أنّ هذا الأمر «ينبغي أن يكون بمثابة جرس إنذار».

وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، كانت الصين تحتجز في سجونها 50 صحافياً، بينما كانت إسرائيل تحتجز 43 صحافياً، وميانمار 35 صحافياً، وفقاً للمنظمة التي عدّت هذه «الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لحقوق الصحافيين في العالم».

وأشارت لجنة حماية الصحافيين إلى أنّ «الرقابة الواسعة النطاق» في الصين تجعل من الصعب تقدير الأعداد بدقة في هذا البلد، لافتة إلى ارتفاع في عدد الصحافيين المسجونين في هونغ كونغ، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أمّا إسرائيل التي تعتمد نظام حكم ديمقراطياً يضمّ أحزاباً متعدّدة، فزادت فيها بقوة أعداد الصحافيين المسجونين منذ بدأت الحرب بينها وبين حركة «حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأكّدت المنظمة غير الحكومية ومقرها في نيويورك أنّ «إسرائيل حلّت في المرتبة الثانية بسبب استهدافها التغطية الإعلامية للأراضي الفلسطينية المحتلّة».

وأضافت اللجنة أنّ هذا الاستهداف «يشمل منع المراسلين الأجانب من دخول (غزة) ومنع شبكة الجزيرة القطرية من العمل في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة».

وتضاعف عدد الصحافيين المعتقلين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال عام واحد. وأفادت المنظمة بأنّ إسرائيل التي تعتقل حالياً 43 صحافياً جميعهم من الفلسطينيين تجاوزت عدداً من الدول في هذا التصنيف؛ أبرزها ميانمار (35)، وبيلاروسيا (31)، وروسيا (30). وتضمّ قارة آسيا أكبر عدد من الدول التي تتصدّر القائمة.

وأعربت جودي غينسبيرغ عن قلقها، قائلة إن «ارتفاع عدد الاعتداءات على الصحافيين يسبق دائماً الاعتداء على حريات أخرى: حرية النشر والوصول إلى المعلومات، وحرية التنقل والتجمع، وحرية التظاهر...».