وزيرة الثقافة التونسية: السعودية في مرحلة «الإقلاع» على المستوى الثقافي والفكري

وزيرة الشؤون الثقافية التونسية الدكتورة حياة قطاط القرمازي
وزيرة الشؤون الثقافية التونسية الدكتورة حياة قطاط القرمازي
TT

وزيرة الثقافة التونسية: السعودية في مرحلة «الإقلاع» على المستوى الثقافي والفكري

وزيرة الشؤون الثقافية التونسية الدكتورة حياة قطاط القرمازي
وزيرة الشؤون الثقافية التونسية الدكتورة حياة قطاط القرمازي

أكدت الدكتورة حياة قطاط القرمازي، وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، أن معرض الرياض الدولي للكتاب يوفر فرصة لتعزيز التبادل الثقافي بين السعودية وتونس، وقالت إن احتفاء المعرض في هذه الدورة بتونس (ضيف شرف)، والحضور الثقافي والفني التونسي في الرياض يمثل فرصة مميّزة لمثقفي البلدين للتباحث في القضايا الإنسانية من خلال الأدب والفكر.
وفي حوار مع «الشرق الأوسط»، قالت القرمازي إن المشاركة التونسية في معرض الرياض الدولي ستتضمن جملة من الندوات واللقاءات حول الرواية التونسية وقضايا الترجمة وتجربة المسرح التونسي والنقد والفكر التنويري وغيرها من المحاور.

فيما يلي حوار «الشرق الأوسط» مع وزيرة الثقافة التونسية الدكتورة حياة قطاط القرمازي...
> تحلّ تونس ضيف شرف على معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، ماذا يعني لكم الاحتفاء السعودي بالثقافة والفكر والتراث التونسي؟
- يعتبر معرض الرياض الدولي فرصة مميّزة للتعريف أكثر بالثقافة التونسية، وهو أيضاً فرصة لمعرفة أشمل وأكبر بالثقافة السعودية، خاصة أننا واكبنا منذ أن كنا نضطلع بمهام «صلب» منظمة الألكسو التطوّر الحاصل في المملكة العربية السعودية، ونعبر عن قناعة أنها في مرحلة الإقلاع على المستوى الثقافي والفكري من خلال الاهتمام وتطوير هذا المجال والنهوض به عبر مخطط استراتيجي يُعلي من قيمة الفنون والآداب.
معرض الرياض الدولي للكتاب يعتبر أيضاً مناسبة مميّزة لمثقفي البلدين للتباحث في أمهات القضايا الإنسانية من خلال الأدب والفكر، فالأدب بقي الفن الأوفى لمشاغل الإنسان، وهو الأصدق عن التعبير عن الشعوب وتقاليدهم وأهوائهم ودواخلهم، لذلك أعتبر هذا المعرض فُسحة جميلة وراقية لكلا الطرفين التونسي والسعودي كي يبرز كل منهما أجمل ما فيه.
>كيف ترين التواصل الثقافي بين البلدين؟
- في الحقيقة، هناك بداية تعاون بين البلدين من خلال تقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية للعمل عبر النهوض بقطاعات كثيرة، لعل أهمها التراث والكتاب والسينما، إذ ستحلّ السعودية ضيف شرف على الدورة 33 من تظاهرة أيام قرطاج السينمائية، التي ستنتظم من 29 أكتوبر إلى 5 نوفمبر 2022.كذلك، هناك اتفاقية تعاون ستتم المصادقة عليها في القريب العاجل، يلتزم فيها الطرفان بتقديم الإضافة المرجوة، ونحن نرى أن هذه الاتفاقية ستعزز الثقافة العربية وتوحّد الجهود وتنهض بالقطاع الثقافي على جميع المستويات الاجتماعية والفكرية والإنسانية.
> كيف تصفين حضور الثقافة والإبداع التونسي في المشهد الثقافي السعودي والعربي؟
- قد تضيق العبارة عند اتساع المعنى، لكننا بلد عربي نرى أن الحضارة التونسية لديها من الثراء ما يجعلها مؤثرة وملهمة لكل الشعوب، فخصوصية الثقافة التونسية وتنوعها جعلها قبلة للفنانين العرب ومن ثم العالم، كما أن التونسي بطبعه يُقبِل على ثقافة الآخر مهما كان مختلفاً، وهذه الصفة بالذات مكّنته من معرفة أوسع وأشمل للتنوعات الثقافية، فضلاً عن استيعاب الاختلاف. الأمر الذي أسس لهوية خاصة ترنو نحو ثقافة مجددة وطلائعية من خلال رموز ثقافية أثرت في المشهد العربي، بداية من الطاهر الحداد وأبو القاسم الشابي ومحمود بيرم التونسي، لو نتأمل في مسيرة كل واحد منهم فسنكتشف أنهم أثروا في الثقافة التونسية، ثم العربية، لأن «للأفكار أجنحة» على حدّ قول ابن رشد.
كما يمكن أن نذكر كثيراً من الأمثلة الأخرى، تترجم مدى تأثير الثقافة والإبداع التونسي في المشهد السعودي والعربي، من ذلك المشاركات التونسية في معارض الخط العربي لكل من نجا المهداوي وعمر الجمني حيث يحظى هذان الفنانان بإقبال على أعمالهما الفنية التي عانقت العالمية، وفي مجال الكتاب نذكر خاصة دار مسكلياني للنشر التي يتشارك فيها طرفان من تونس والسعودية، هذا إلى جانب إشعاع المطربين التونسيين والسينمائيين والمسرحيين على المستوى العربي.
> ما دور التواصل الثقافي والأدبي في تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين؟ هل يمكن للثقافة أن تمد جسور التواصل بين البلدين؟
- من أهم وأوكد وأرقى مهام الثقافة مدّ الجسور بين بلدان العالم كافة، فالثقافة في حاجة إلى توحيد الجهود بين جميع البلدان العربية، ثم المطلوب أن تتفاعل مع الثقافات الأخرى، إذ التواصل مع باقي الحضارات الإنسانية بكل ما تزخر من تنوّع يؤدي بالضرورة إلى الاستفادة من الإرث الإنساني. فإذا نهضت الثقافة العربية بمجالات مثل اللغة والأدب والترجمة والتراث والاقتصاد الإبداعي، أضف إلى ذلك الإرادة السياسية المؤمنة بالفعل الثقافي والدعم الماديّ، واكتمال كل هذه العناصر، لن نستغرب من أن نشهد ازدهاراً في المجال الثقافي والفكري والإبداعي، وهذا ينعكس إيجاباً على المجتمعات العربية، فتغيير العقليات يبدأ من الثقافة أولاً.
> هل لديكم تصور لبناء شراكات ثقافية وفنية مع المملكة؟
- نحن نطمح إلى شراكات طويلة المدى في شتى مجالات الثقافة، مثل توحيد الجهود فيما يخصّ عمليات ترميم المعالم التاريخية وصيانتها، أيضاً إحداث المركز الإقليمي للتراث المغمور بالمياه بالمهدية، ضمن فريق مشترك بين تونس والسعودية، الذي سنعمل من خلاله على إطلاق شبكة متاحف عربية تحت مائية. كذلك هنالك مشروع تبادل المخطوطات بين المكتبة الوطنية ومكتبة الملك عبد العزيز، وإنشاء المركز العالمي لفنون الخط «اقرأ» بمدينة الثقافة التونسية.
> هل هناك مشروعات ثقافية وأدبية وفنية تونسية - سعودية يجري تنفيذها الآن؟
- هناك برنامج تنفيذي كما ذكرنا آنفاً بين البلدين، ستتم المصادقة عليه في القريب العاجل، يحتوي على مجموعة من المشروعات الثقافية التي تهم قطاعات السينما والتراث والمسرح والأدب وغيرها.
> ما الباقة الثقافية والفنية التي تمثل تونس في هذا المعرض؟
- بالنسبة للمشاركة التونسية في معرض الرياض الدولي، ستتضمن جملة من الندوات واللقاءات حول الرواية التونسية وقضايا الترجمة وتجربة المسرح التونسي والنقد والفكر التنويري وغيرها من المحاور. إلى جانب الورشات والأمسيات الأدبية والشعرية التي يؤمّنها ثلة من المثقفين والأدباء التونسيين، مع ركن قار طيلة أيام المعرض خاص بالاقتصاد الثقافي الرقمي. كما سيقام على هامش أيام المعرض احتفال بمناسبة مئوية السينما التونسية، وحفل موسيقي يقدمه الفنان زياد غرسة.
>ماذا عن دور النشر المشاركة؟
- بالنسبة لنا، يمثل اتحاد الناشرين التونسيين شريكاً استراتيجياً في النهوض بقطاع الكتاب والنشر والتوزيع في تونس، لذلك يشارك 17 ناشراً في معرض الرياض الدولي، وبهذا العدد نتوقع أن تكون مشاركتنا في المعرض فاعلة ومجدية وتعكس حقيقة التنوع الأدبي والثقافي لتونس، بالإضافة إلى أنها فرصة لأدباء وكتاب كلا البلدين للتبادل الثقافي وتوطيد العلاقات والاطلاع خاصة على المخزون الثقافي للمملكة العربية السعودية.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

ليبيا: «الرئاسي» يصعّد ضد «النواب» بشأن «المصالحة الوطنية»

المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)
المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)
TT

ليبيا: «الرئاسي» يصعّد ضد «النواب» بشأن «المصالحة الوطنية»

المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)
المجلس الرئاسي الليبي في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)

صعّد المجلس الرئاسي الليبي في مواجهة مجلس النواب بشرق البلاد، منتقداً تجاهله لمشروع قانون «المصالحة الوطنية»، الذي سبق أن تقدم به العام الماضي. كما دعاه إلى تجنب «القرارات الأحادية»، التي قال إنها «تقوض الشراكة الوطنية، وتؤثر سلباً على أمن واستقرار البلاد».

وبدأت الأزمة عندما تقدم المجلس الرئاسي في فبراير (شباط) 2024 بمشروع قانون لـ«المصالحة الوطنية» إلى مجلس النواب، وانتظر مناقشته والموافقة عليه، لكن الأخير كان يعمل على مشروع مماثل، أقره الثلاثاء الماضي خلال انعقاده في مدينة بنغازي.

المجلس الرئاسي انتقد تجاهل مشروع النواب لمشروع قانون «المصالحة الوطنية» (المجلس)

وفي أول تعليق من المجلس الرئاسي على ما وصفه بـ«تجاهل مشروعه للمصالحة»، قال إنه «كان يأمل التعامل مع المشروع الذي تقدم به بروح المسؤولية الوطنية، بعيداً عن التسييس»، إلا أن الجلسة «خالفت هذه التطلعات، وزادت من تعقيد المسار».

وتقطّعت السبل بين الطرفين الداعيين للمصالحة، ودخلا من قبل في مشاحنات على خلفيات، تتعلق بالسلطة والصراع على «الصلاحيات القانونية»، وهما يتسابقان ويتنافسان حالياً على إدارة ملف المصالحة.

ودفاعاً عن مشروعه، قال المجلس الرئاسي في بيان مساء (الأربعاء) إنه تعامل في ملف المصالحة بـ«شفافية ومهنية ليبية خالصة، والمشروع حظي بإشادة دولية قبل إحالته إلى مجلس النواب منذ أكثر من عام، بعد إعداده وفق معايير مهنية، ومرجعيات وطنية لضمان حقوق الأطراف كافة، وتعزيز فرص المصالحة»، داعياً إلى الالتزام بالاتفاق السياسي «بوصفه أساساً شرعياً لتنظيم عمل المؤسسات السياسية، وتنسيق اختصاصاتها لتجنب النزاعات وفرض الأمر الواقع».

وشدّد المجلس الرئاسي على «أهمية تجنب القرارات الأحادية التي تقوض الشراكة الوطنية، وتؤثر سلباً على أمن واستقرار البلاد»، وتعهد بأنه «سيواصل حماية هذا المشروع الوطني، وضمان مساره الصحيح وفق صلاحياته».

وأشاد المجلس الرئاسي بجهود الجهات الوطنية التي أسهمت في هذا المشروع، وبالدور الإيجابي للاتحاد الأفريقي، وبعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا، ودعا الكل إلى القيام بدوره بـ«حيادية»، معرباً عن تطلعه إلى «استمرار الجميع في دعم مشروع المصالحة للوصول إلى مصالحة شاملة».

وانتهى «الرئاسي» إلى أن إنجاح مشروع المصالحة «يتطلب تعاون الأطراف كافة لإرساء العدالة، والسلم الأهلي، بعيداً عن خطوات قد تعرقل المسار، وتبدد آمال الليبيين في مستقبل مستقر وموحد».

ومنذ رحيل نظام الرئيس معمر القذافي عام 2011، شهدت ليبيا اشتباكات وخلافات مناطقية، بعضها يرتبط بتصفية حسابات مع النظام السابق، والبعض الآخر كرّسه الانقسام السياسي، الذي عرفته البلاد منذ بداية 2014.

وعقب تسلّم «المجلس الرئاسي» السلطة، أطلق في يونيو (حزيران) 2022، ما يسمى «الرؤية الاستراتيجية لمشروع المصالحة الوطنية»، بقصد إنهاء الخلافات والعداوات المتراكمة منذ رحيل القذافي.

وخلال العامين الماضيين، احتضنت مدن ليبية كثيرة اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة، التي رعاها «المجلس الرئاسي». وظلت المساعي تُبذل على أمل عقد «مؤتمر وطني جامع للمصالحة» بمدينة سرت في 28 أبريل (نيسان) الماضي، لكنها تعثرت بعد تفاقم الخلافات.

وينظر إلى رد المجلس الرئاسي على البرلمان على أنه «تصعيد جديد قد يزيد من تعقيد العملية السياسية»، ويعمّق الانقسام والخلاف بين جبهتي شرق ليبيا وغربها، الأمر الذي يلقي بظلاله على أي حوار قد تقوده البعثة الأممية.

سيف الإسلام القذافي (الشرق الأوسط)

وكانت أطياف ليبية كثيرة قد شاركت في الاجتماعات التحضيرية لـ«المصالحة الوطنية»، من بينها الفريق الممثل لسيف الإسلام معمر القذافي، قبل أن تنسحب تباعاً لأسباب عدة، من بينها عدم الإفراج عن بعض رموز النظام السابق من السجن، والدفاع عن «نسبة مشاركتهم» في الاجتماعات التحضيرية للمؤتمر.

يأتي ذلك، فيما لا تزال حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تدفع عن نفسها تهمة التطبيع مع إسرائيل، إثر كشف وزيرة خارجيتها المقالة نجلاء المنقوش تفاصيل لقائها بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين.

وقال الطاهر الباعور، المكلف تسيير وزارة الخارجية بـ«الوحدة»، إنه «لا توجد أي روابط بين حكومته والكيان الصهيوني»، مضيفاً أن ليبيا «لا تعترف بهذا الكيان، ولا يوجد أي سبب ليكون للحكومة علاقات معه».

وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش (أ.ب)

ونقلت وزارة الخارجية جانباً من تصريح الباعور، الذي تطرق فيه لموقف حكومته من القضية الفلسطينية، بوصفها «قضية مركزية» لكل الليبيين. وعبّر في معرض حديثه عن التطورات السورية، عن أمله بقرب فتح السفارة السورية في طرابلس، مشيراً إلى أن قائماً بأعمال، وطاقماً قنصلياً يمارسون أعمالهم بالفعل في السفارة الليبية في دمشق، وذلك في إطار دعم الحكومة الليبية للحكومة السورية الجديدة.

مديرو مراكز طبية ومستشفيات خلال لقائهم صالح في مكتبه بشرق ليبيا (مكتب صالح)

في شأن مختلف، قال رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، لدى لقائه في مكتبه بالقبة عدداً من مديري المراكز الطبية والمستشفيات بمختلف المدن والمناطق، إنه اطلع على مستجدات العمل في المرافق الصحية في ربوع البلاد، كما استمع إلى المشاكل والعراقيل التي تواجه سير العمل.

ونقل مكتب صالح عنه تأكيده أن مجلسه سيعمل على حلحلة المشاكل كافة، عبر رئاسة الوزراء التي بدورها ستوفر الإمكانيات كافة لوزارة الصحة، بما يكفل تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطن.