حقوقي إيراني: 45 % من المصابين بالإيدز في إيران من الأطفال

الاتصال الجنسي والمخدرات أبرز أسباب انتشار المرض

حقوقي إيراني: 45 % من المصابين بالإيدز  في إيران من الأطفال
TT

حقوقي إيراني: 45 % من المصابين بالإيدز في إيران من الأطفال

حقوقي إيراني: 45 % من المصابين بالإيدز  في إيران من الأطفال

فجر تقرير صحي إيراني صدر حديثا صدمة كبرى في الداخل والخارج، حيث أكد التقرير أن 45 في المائة من إجمالي المصابين بمرض الإيدز القاتل في إيران هم من الأطفال، كما أكد مسؤول إيراني بارز بقطاع الصحة من جهة أخرى أن ما لا يقل عن 4 في المائة من أطفال الشوارع في إيران، خاصة في العاصمة طهران، مصابون بمرض الإيدز.
وبحسب تقارير إعلامية إيرانية حديثة، أكد فرشيد يزداني، عضو جمعية حقوق الأطفال، أن 4 في المائة على الأقل من الأطفال الإيرانيين مصابون بالإيدز، ومعظمهم من الأطفال العاملين دون السن القانونية وأطفال الشوارع. موضحا لوكالة أنباء «إيلنا» الإيرانية أن 45 في المائة من المصابين بالإيدز في إيران هم من الأطفال.
وفي تقرير آخر أعدته وكالة «إرنا» الإيرانية، قال مجيد رضا زادة، مدير مركز بحوث تطوير الصحة النفسية والظروف المعيشية، بشأن انتشار مرض الإيدز بين الشباب والأطفال، إنه: «طبقًا للنتائج التي حصلنا عليها بعد الأبحاث التي أجريناها على شريحة كبيرة من الشباب والأطفال الإيرانيين، فإن أطفال الشوارع في إيران هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الإيدز بين شباب وأطفال إيران. ولذلك فإن المؤسسة تقوم بالتركيز خلال الفترة المقبلة على تكثيف التجارب والأبحاث على شريحة أطفال الشوارع في إيران».
وأضاف زادة أنه «نتيجة للأبحاث والدراسات الميدانية التي أجريت في إيران عامة وطهران خاصة، فإن ما يقرب من 4 إلى 4.5 في المائة من أطفال الشوارع في إيران مصابون بمرض الإيدز».
وذكر زادة أن النسبة في طهران تكاد تكون كبيرة نسبيًا، وأنه لا بد من القيام بإجراء تجارب ودراسات ميدانية أخرى في المحافظات الإيرانية من أجل الوقوف على النسبة الحقيقية للإصابة بمرض الإيدز بين الأطفال، وخصوصًا أطفال الشوارع، ومقارنتها بالنسبة والنتائج التي حصلنا عليها من خلال دراستنا الميدانية التي أجريناها في البداية على العاصمة.
أما عن الإجراءات التي يجب أن يتم اتخاذها من أجل منع تفشي هذه الظاهرة الخطيرة بين الشباب الإيرانيين، قال زادة إن «أول خطوة يجب اتخاذها من أجل منع تفشي هذه الظاهرة هي التعليم والتوعية بخطورتها، وبعد ذلك يجب أن تقوم وزارة الصحة الإيرانية والمراكز التابعة لها بتقديم الخدمات العلاجية للأطفال والشباب، وخصوصًا أطفال الشوارع.. فهم أكبر نسبة معرضة لخطر الإصابة بمرض الإيدز في إيران».
أما عن أسباب تفشي هذه الظاهرة بين أطفال الشوارع في إيران، فأوضح زادة أن هناك أسبابا رئيسة لهذا الأمر، أولها الإسراف في تناول المواد المخدرة، والسبب الثاني، هو العلاقات الجنسية غير المنضبطة لأطفال الشوارع، وهي أهم الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض الإيدز. ويرجع ذلك إلى كون أطفال الشوارع في إيران بعيدين عن الرعاية والاهتمام والرقابة في كل الأحيان، مما يؤدي بهم إلى تناول المواد المخدرة بسهولة وإقامة علاقات جنسية محرمة قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى تفشي ظاهرة العنف الجنسي والاغتصاب بحق هؤلاء الأطفال.
وتأتي تلك التقارير الصادمة رغم التحذيرات التي توجهها وزارة الصحة الإيرانية حول تفشي مرض الإيدز. وكان مساعد وزير الصحة الإيراني، علي أكبر سياري، أكد على هامش ملتقى اليوم العالمي للإيدز في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على أن 15 في المائة من الشعب الإيراني مصاب بالإيدز، وتتراوح أعمارهم بين 15 إلى 60 عاما. وذلك يعني احتمالية إصابة ما يقارب 85 ألف مواطن بهذا الفيروس.
كما نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، عن مدير شؤون الإيدز في وزارة الصحة الإيرانية عباس صداقت، مطلع العام الحالي أن «عدد المصابين بمرض الإيدز في إيران يصل إلى ما يقارب 90 ألف حالة، بينما المسجلون في المراكز الصحية 30 ألف حالة فقط، وهذا يعني وجود 60 ألف شخص مصابون بالإيدز لم يراجعوا المراكز الطبية وربما قسم كبير منهم لا يعرفون أنهم مصابون».
وكانت الدكتورة مينو محرز، رئيسة مركز بحوث الإيدز في إيران، قد قالت في وقت سابق إن «انتشار مرض الإيدز بين النساء في تزايد مستمر، وقد أصبحت نسبة انتشار الإيدز بين النساء ما يقارب 35 في المائة والرجال 65 في المائة»، وأضافت أن «الاتصال الجنسي أكثر عوامل انتشار هذا المرض بين النساء ويليه تعاطي المخدرات».



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.