باباجان يرد على كليتشدار أوغلو: «طاولة الستة» لم تحدد مرشحاً للرئاسة بعد

غلاف كتاب «قصة أسبوع مظلم ينير مستقبل تركيا» (الشرق الأوسط)
غلاف كتاب «قصة أسبوع مظلم ينير مستقبل تركيا» (الشرق الأوسط)
TT

باباجان يرد على كليتشدار أوغلو: «طاولة الستة» لم تحدد مرشحاً للرئاسة بعد

غلاف كتاب «قصة أسبوع مظلم ينير مستقبل تركيا» (الشرق الأوسط)
غلاف كتاب «قصة أسبوع مظلم ينير مستقبل تركيا» (الشرق الأوسط)

بدأت أحزاب المعارضة المنضوية تحت ما يعرف بـ«طاولة الستة» التحضير للجولة الجديدة من اجتماعاتها التي ستنطلق في 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بلقاءات ثنائية وزيارات متبادلة.
وأطلق زعيم المعارضة، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب الطاولة، كمال كليتشدار أوغلو، الذي أظهر عزما قويا على الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 18 يونيو (حزيران) 2023 منافسا للرئيس رجب طيب إردوغان، حملته مبدئيا من خلال دعوة أطلقها في مؤتمر لحزبه في إزمير غرب البلاد، السبت الماضي، طالب فيها من يؤيدونه بإظهار موقفهم.
وزار كليتشدار أوغلو رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، على باباجان، مساء أول من أمس الاثنين، ثم رئيس الحزب الديمقراطي جولتكين أويصال، أمس الثلاثاء، قبل الجولة الثانية لاجتماعات طاولة الستة التي سيستضيفها حزب الشعب الجمهوري اعتبارا من 2 أكتوبر. وأعطى باباجان عقب اللقاء مع كليتشدار أوغلو رسالة مفادها أن طاولة الستة لم تحدد مرشحها للرئاسة، بعد أن اتفقت في ختام الجولة الأولى من الاجتماعات الشهر الماضي على الدفع بمرشح واحد توافقي، وأن دعوة كليتشدار أوغلو لمن يؤيدونه لتحديد موقفهم والتي أطلقها تحت شعار: «هل أنت معي؟» تم النظر إليها على أنها رسالة إلى حزبه، فهذه المسألة ليست على جدول أعمال طاولة الستة، ولن يحدث ذلك حتى يقترب موعد الانتخابات.
وقال باباجان، ردا على أسئلة الصحافيين: «إنه نهج استشاري... في النظام الحالي (النظام الرئاسي)، كل شيء يسير بتوقيع واحد فقط... نحن ذاهبون إلى انتخابات من غير المرجح أن ينجح فيها حزب واحد، لن يحصل مرشح لحزب واحد على نسبة 50 في المائة 1، لهذا السبب نهدف إلى مرشح مشترك».
أضاف باباجان: «في الواقع لم يتم انتخاب السيد إردوغان بمفرده في عام 2018. كان مجبرا على التحالف مع حزب الحركة القومية، ولم يكن ليفوز في الجولة الأولى لولا دعم الحركة القومية... وإذا لم يقم بتضمين نواب حزب الحركة القومية في تحالف الشعب، لم يكن حزب العدالة والتنمية الحاكم ليتمتع بالأغلبية في البرلمان. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التحدث بكلمات ملموسة إلى المواطنين. إنها عملية حرجة للغاية، لأنه، وفقا للنظام الدستوري الحالي وروح النظام البرلماني، سنشهد فترة انتقالية يجب أن نحكم فيها البلاد قبل التحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز، ونفضل أن يعلن المرشح المشترك نفسه عن خريطة الطريق للعملية الانتقالية... نعتقد أن فرصنا في النجاح ستزداد بهذه الطريقة، ونقول الآن إن وتيرة العمل يجب أن ترتفع وعلينا أن نواجه مواطنينا بنتائج أكثر واقعية». ووسط استمرار الجدل على المرشح المحتمل لما يعرف بـ«طاولة الستة»، وهي الإطار الذي يضم 6 من أحزاب المعارضة (الشعب الجمهوري برئاسة كليتشدار أوغلو، الجيد برئاسة ميرال أكشنار، الديمقراطية والتقدم برئاسة على باباجان، المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، السعادة برئاسة تمل كارمولا أوغلو والديمقراطي برئاسة جولتكين أويصال) طالب كليتشدار أوغلو بإعلان الدعم من جانب من يدعمه للترشح للرئاسة.
وجاء الرد مباشرة على دعوة كليتشدار أوغلو من جانب رئيسي بلديتي أنقرة منصور ياواش وإسطنبول أكرم إمام أوغلو، اللذين تردد أن قطاعات داخل حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتميان إليه تستجيب لهما. فكتب إمام أوغلو على «تويتر»: «أنا بجانب رئيسنا تحت كل الظروف»، وكتب ياواش: «أنا بجانبك في كل وقت من أجل غد عادل ومستقبل هادئ».
كما رد حزب الشعوب الديمقراطية، المؤيد للأكراد والذي يعد ثاني أكبر أحزاب المعارضة بالبرلمان، على نداء كليتشدار أوغلو. ونشر القيادي بالحزب نائبه عن ولاية شرناق جنوب شرق البلاد بنشر صورة للأول مع تعليق يقول: «نحن معك من أجل العدل».
واستغل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدم إعلان طاولة الستة عن مرشحها حتى الآن ليروج لفكرة أن هناك خلافات داخل الشعب الجمهوري وطاولة الستة بشأن المرشح التوافقي، لكن دعوة كليتشدار أوغلو لتحديد الموالين له والردود التي تلقاها سحبت هذه الورقة من يد إردوغان، بحسب مراقبين. وسبق أن أعلن حزب الشعب الجمهوري أن رئيسه سيكون مرشحه للرئاسة، لكن تقارير أشارت إلى أن هناك خلافات داخل الحزب بشأن ترشيح كليتشدار أوغلو أو إمام أوغلو أو ياواش. وبالنسبة لطاولة الستة فلا يزال يقال إن ميرال أكشنار رئيس حزب الجيد المتحالف مع الشعب الجمهوري ضمن «تحالف الأمة» هي من ستضع النقطة الأخيرة بالنسبة للمرشح التوافقي، فعلى الرغم من أنها حسمت مسألة عدم خوضها الانتخابات الرئاسية فيتردد أنها لا تميل إلى ترشح كليتشدار أوغلو وتفضل منصور ياواش أو إمام أوغلو.

قصة أسبوع مظلم
في غضون ذلك، أصدرت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري، النائب عن مدينة إسطنبول غمزة أككوش إيلجزدي، كتابا تحت عنوان «قصة أسبوع مظلم ينير مستقبل تركيا» حول تجربة كليتشدار أوغلو وزوجته العيش في الظلام بلا كهرباء لمدة أسبوع كامل بعدما أعلن في فبراير (شباط) الماضي أنه لن يدفع فواتير الكهرباء التي زادت بشكل غير معقول تضامنا مع الفقراء الذين يتم قطع التيار عنهم بسبب عجزهم عن سداد الفواتير الباهظة.
وتم قطع الكهرباء عن منزل زعيم المعارضة في 21 أبريل (نيسان) الماضي، وظل وزوجته «سلوى» يعيشان على أضواء الشموع والمصابيح الزيتية لمدة أسبوع تضامنا مع 3.5 مليون أسرة قطعت شركات الكهرباء التيار عنهم.
وذكرت إيلجزدي في كتابها، الذي وزع على فروع حزب الشعب الجمهوري في ولايات تركيا الإحدى والثمانين وعلى المكتبات في أنحاء البلاد، أنه بينما تبلغ فاتورة استهلاك الكهرباء في قصر الرئاسة المكون من 1150 غرفة، والواقع في منطقة بيش تبه، في العاصمة أنقرة، 100 ألف ليرة يوميا يعيش 17 مليون تركي في الظلام لعدم قدرتهم على دفع فواتير الكهرباء التي بلغت نسبة الزيادة المطبقة عليها 400 بالمائة منذ بداية العام الحالي، إلى جانب أن هناك 2.1 مليون أسرة لا تتمكن دفع الفواتير من دون دعم من الدولة، بعد أن أصبحت شركات الكهرباء مركزة في يد عصابة من 5 أفراد، على حد قولها.
أضافت أن كليتشدار أوغلو، بمقاومته قطع التيار الكهربائي بسبب عدم دفع الفواتير، أصبح صوت عائلات وأطفال البلاد الذين تركوا في الظلام، ووضع يده تحت الحجر. وقال إنه عندما يكون أحدنا في الظلام فلا أحد منا في النور، وجلس في الظلام مع زوجته لمدة أسبوع.
وقالت إيلجزدي، في تصريحات: «لقد أصدرنا كتابا عن هذا العمل الذي قام به رئيسنا المحترم (رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو)، والذي تردد صداه في جميع أنحاء العالم، من أجل تدوينه في التاريخ... أردنا ألا ينسى أحد ما حدث وهذا الاضطهاد الذي يتعرض له مواطنونا بسلطة الحكومة».
وفي مقدمة الكتاب، التي كتبها كليتشدار أوغلو، قال: «لقد اتخذت أنا وزوجتي قرارا مشتركا للاحتجاج على اللامبالاة تجاه مواطنينا من قبل السلطة السياسية، التي فضلت تطبيق رأسمالية وحشية لصالح المقاولين، وتركت جانباً هوية الدولة الاجتماعية، وهي التزام دستوري، ولم ندفع فاتورة الكهرباء، ونتيجة لهذا الاحتجاج، انقطعت الكهرباء عن منزلنا في 21 أبريل 2022، ظللنا في الظلام لمدة أسبوع، حاولنا أن نكون المتحدثين باسم شكاوى الملايين من مواطنينا في ما يتعلق بفواتير الكهرباء... ساعد هذا الاحتجاج على رفع الوعي نيابة عن الملايين من مواطنينا، والتحدث عن المشكلة التي تحولت إلى غرغرينا اجتماعية... في بيئة نقاش عقلانية في جميع شرائح المجتمع، بمعنى ما، زاد هذا أيضاً من تضامننا الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيران والعراق يشتركان في «هاجس» سوريا

TT

إيران والعراق يشتركان في «هاجس» سوريا

صورة نشرها موقع إيراني لعلي خامنئي لدى استقباله السوداني ويرافقه الرئيس مسعود بزشكيان
صورة نشرها موقع إيراني لعلي خامنئي لدى استقباله السوداني ويرافقه الرئيس مسعود بزشكيان

اتفقت إيران والعراق على أن سوريا هاجس مشترك بينهما، ودعا البلدان إلى حفظ سلامة الأراضي السورية، وضرورة العمل المشترك لإرساء الأمن والاستقرار فيها.

وحضَّ المرشد الإيراني علي خامنئي، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على «حفظ (الحشد الشعبي) وتعزيزه»، واصفاً وجود القوات الأميركية في العراق بأنه «غير قانوني ومخالف لمصالح الشعب والحكومة العراقية».

وقال خامنئي لدى استقباله السوداني إن «المؤشرات تدل على سعي الأميركيين لتثبيت وجودهم وتوسيعه في العراق، ويجب الوقوف بجدية ضد هذا الاحتلال».

ونقل موقع خامنئي قوله للسوداني: «كما ذكرتم، (الحشد الشعبي) يُعدّ من أهم عناصر القوة في العراق، ويجب العمل على حفظه وتعزيزه بشكل أكبر»، وأشار إلى أهمية «الوحدة والانسجام بين المذاهب والقوميات المختلفة في العراق».

جاء كلام خامنئي في سياق مباحثات أجراها السوداني حول التطورات الإقليمية، بما في ذلك إطاحة نظام بشار الأسد.

وقال خامنئي: «دور الحكومات الأجنبية في هذه القضايا واضح تماماً».

وصرح خامنئي: «كلما كان العراق أكثر ازدهاراً وأمناً، كان ذلك في مصلحة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضاً».

وأشار بيان موقع خامنئي إلى أن السوداني أعرب عن ارتياحه من المحادثات التي أجراها في طهران، معرباً عن أمله بأن تساهم «المحادثات والاتفاقيات الموقَّعة في تعزيز العلاقات بين البلدين وتعميقها».

وأشاد السوداني بعناصر القوة في العراق، التي تشمل «الشعب»، و«الحشد الشعبي»، و«الوحدة والانسجام الوطني» و«المرجعية»، مشيراً إلى أن «الموقف المبدئي للعراق هو دعم شعب غزة ولبنان ضد عدوان الكيان الصهيوني، والمقاومة في المنطقة».

كما أشار السوداني إلى «التطورات في سوريا ودور القوى الأجنبية فيها»، موضحاً أن موقف العراق دائماً يتمثل في «دعم إرادة الشعب السوري، والحفاظ على استقلال ووحدة أراضيه، والسعي لتشكيل حكومة شاملة».

قبل ذلك بساعات، كانت التحولات الإقليمية محور مباحثات السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التي شملت أيضاً، توسيع العلاقات والتعاون الثنائي في جميع المجالات.

السوداني وبزشكيان خلال مؤتمر صحافي مشترك في طهران (الرئاسة الإيرانية)

وأكد بزشكيان، في مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني، أن «العراق بلد مهم وشريك استراتيجي لإيران. نحن سعداء بأن العلاقات بين البلدين في أعلى مستوياتها، وأن نطاق هذا التعاون يتسع يوماً بعد يوم».

وصرح بزشكيان قائلاً: «إيران تسعى دائماً إلى السلام والاستقرار والتنمية لمحيطها الإقليمي. إن أمن ونمو ورفاه الشعب العراقي ذو أهمية كبيرة بالنسبة لإيران»، منبهاً إلى أن «العراق، بعد تجاوزه فترة الإرهاب، يشهد فترة جيدة من الاستقرار».

وأضاف: «تأتي هذه الزيارة استكمالاً لزيارتي الناجحة إلى العراق في شهر سبتمبر (أيلول)، والتي كانت من المحطات المهمة في العلاقات بين البلدين، وستظهر نتائجها في تعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل».

سوريا نقطة تلاقٍ

وأفاد الرئيس الإيراني بأن البلدين «يشتركان في مخاوف بشأن سوريا، من بينها استقرار سوريا وهدوؤها، والحفاظ على وحدة أراضيها، ومواجهة الجماعات الإرهابية، وضرورة خروج الكيان الصهيوني من المناطق المحتلة، والاهتمام بالمشاعر الدينية خصوصاً فيما يتعلق بالمزارات المقدسة للشيعة».

وأضاف: «يشكل خطر الإرهاب واحتمال إعادة تفعيل الخلايا الإرهابية أحد الهواجس المشتركة التي نوقشت الأربعاء؛ مما يجعل اليقظة والتعاون بين البلدين أكثر أهمية من أي وقت مضى».

من جانبه، أكد السوداني نجاح حكومته في حفظ سلامة العراق وعدم الانزلاق بالصراعات الإقليمية، داعياً إلى حوار إقليمي شامل يعزز الثقة بين دول المنطقة.

بزشكيان يستقبل السوداني خلال مراسم رسمية في قصر سعد آباد شمال طهران (الرئاسة الإيرانية)

وأكد السوداني خلال الزيارة احترام العراق «إرادة الشعب السوري، ودعمه أي نظام سياسي أو دستوري يختاره بنفسه دون تدخلات خارجية»، كما أشار إلى «استعداد العراق للتعاون مع الأطراف كافة... لتحقيق انتقال سلمي سلس إلى نظام يعكس إرادة الشعب السوري»، معبراً عن رفضه «لغة التهديد واستخدامها ضد الدول».

وأضاف السوداني: «استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة»، داعياً إلى «حل سياسي شامل في سوريا». ودعا إلى «احترام القانون الدولي، وحوار إقليمي شامل يضمن الأمن والسلام»، مبيناً أن «الحكومة نجحت في حفظ سلامة العراق وعدم الانزلاق في الصراعات الإقليمية»، مؤكداً أن «العراق حريص على نشر التهدئة وعدم توسيع الحرب في المنطقة، كما يسعى إلى إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية العراقية (واع).

وأفاد بيان لرئاسة الوزراء العراقية بأن السوداني أكد «استمرار جهود العراق، استناداً إلى علاقات التعاون البناء مع الجمهورية الإسلامية ومحيطيه العربي والإقليمي، من أجل فرض التهدئة والاستقرار في عموم المنطقة».

السوداني ووزراء في حكومته خلال مباحثات مع بزشكيان وفريقه الحكومي في طهران الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

التعاون الثنائي

ووصل السوداني، الأربعاء، إلى طهران في مستهل زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، واستقبله لدى وصوله إلى مطار مهر آباد في غرب طهران، وزير الاقتصاد عبد الناصر هتمي.

وبحسب بيان الحكومة العراقية، ترأس السوداني وفد بلاده في المباحثات الثنائية الموسعة مع الوفد الإيراني برئاسة بزشكيان، مشيراً إلى أنها «تناولت مجالات التعاون والشراكة بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات».

وقال السوداني في المؤتمر الصحافي: «زيارته إلى طهران تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث عقدنا اجتماعاً موسعاً مع الرئيس الإيراني، وناقشنا العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وملف تجهيز العراق بالغاز والطاقة، كما ستكون هناك اجتماعات على مستوى الوزراء بين البلدين». وأضاف: «نتابع المشاريع المشتركة مع إيران خصوصاً في قطاعي السكك والسكن»، مؤكداً أن «تعزيز علاقاتنا مع إيران ضروري لتحقيق المصالح المشتركة، في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية، وتطوير الشراكة البناءة، بما يعزز مصالح البلدين الجارين».

وأكد بزشكيان مناقشة تعزيز التعاون الجمركي، والاستثمارات المشتركة، وتسهيل النقل، وتقوية الأسواق الحدودية، معرباً عن أمله في تحقيق نتائج ملموسة.

السوداني ووزراء في حكومته خلال مباحثات مع بزشكيان وفريقه الحكومي في طهران الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

في سياق متصل، أكد فادي الشمري، المستشار السياسي للسوداني، أن العراق يعتمد في علاقاته الخارجية على الدبلوماسية المنتجة وسياسة التشبيك الاقتصادي؛ لتعزيز التعاون مع الجيران. وأضاف أن زيارة السوداني إلى إيران، في ظل توقيت حساس إقليمياً ودولياً، تهدف إلى توطيد التعاون في مختلف المجالات، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وأشار الشمري إلى أن الحكومة العراقية تسعى من خلال سياسة التشبيك الاقتصادي إلى فتح آفاق جديدة للشراكات المثمرة ودعم الاقتصادات الوطنية، انطلاقاً من مبدأ الشراكة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وأوضح أن هذه الزيارة تعكس رؤية العراق جسراً للتواصل الإقليمي والدولي، وتعبر عن التزام الحكومة بالحوار البنّاء، وتعزيز الروابط الإقليمية لتحقيق الأمن والاستقرار، وبناء شراكات متوازنة تدعم التنمية الاقتصادية والسلام المستدام.