السعودية تجدد دعمها مساعي إيجاد حل سياسي للأزمة الروسية الأوكرانية

استحدثت تأشيرة تعليمية «طويلة وقصيرة المدى» يستثنى حاملها من تقديم كفيل

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بجدة (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بجدة (واس)
TT
20

السعودية تجدد دعمها مساعي إيجاد حل سياسي للأزمة الروسية الأوكرانية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بجدة (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بجدة (واس)

جدد مجلس الوزراء السعودي التأكيد على دعم الرياض مساعي إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة الروسية - الأوكرانية، ومواصلة المساهمة إنسانياً في تخفيف آثارها، مثمناً تعاون واستجابة حكومتي البلدين لوساطة ولي العهد للإفراج عن أسرى من مختلف الجنسيات، ضمن جهوده في تبني المبادرات الإنسانية.
جاء ذلك خلال جلسته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الثلاثاء)، في قصر السلام بجدة، واستهلها بالاطلاع على فحوى المحادثات والمشاورات التي جرت خلال الأيام الماضية، مع عددٍ من قادة الدول ومبعوثيهم، حول تطورات الأحداث الراهنة على الساحة الدولية، كما استعرض مجمل الأوضاع ومجرياتها في المنطقة.
وتطرق المجلس إلى نتائج مشاركة السعودية في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات الثنائية ومتعددة الأطراف المنعقدة على هامش أعمالها، وما أبرزته خلالها من التأكيد على الاستمرار بدعم العمل المشترك وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة تحديات العالم، والمبادرة بكل ما يسهم للوصول لعالم أكثر سلمية وعدالة، ويحقق مستقبلاً واعداً للشعوب والأجيال القادمة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1574847967701438464?s=20&t=-2rMW71hXpWgiIkjPZoDtA
وشدد على مضامين بيان المجموعة الرباعية الدولية حول اليمن، وما اشتملت عليه من إدانة التعزيزات العسكرية لميليشيا الحوثي وهجماتها داخل اليمن التي هددت بعرقلة الهدنة، والتأكيد على الدعم الكامل لجهود المبعوث الأممي المتحدة لتمديد الهدنة وتوسيعها، والتنفيذ الكامل لجميع شروطها. وأشار إلى ما أكدته السعودية خلال المناقشة العامة للدورة الحادية والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، من أهمية تعزيز ثقافة الحوار والتعاون والتسامح واحترام القيم النبيلة والثقافات الأخرى، واعتبار تنوعها مفتاحاً لتحقيق الازدهار والتنمية المُستدامة للشعوب والمجتمعات.
وفي الشأن المحلي، نوه مجلس الوزراء بما توليه الدولة من الاهتمام ببرامج واستراتيجيات «رؤية 2030» ولا سيما ما يتعلق بحاجات المواطنين الإسكانية وجودة الخدمات المقدمة لهم؛ بما في ذلك مواصلة العمل على تيسير وزيادة نسب تملك المساكن للوصول إلى المستهدف 70 في المائة بحلول عام 2030، والاستمرار في الارتقاء بجودة الخدمات البلدية، وتعزيز المشهد الحضري وتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى الاستغلال الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية والمائية.
وعدّ المجلس، تصدُّر السعودية دول مجموعة العشرين في معدل تدفق السياح الدوليين الوافدين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2022، بزيادة 121 في المائة مقارنة بنفس الفترة لعام 2019 وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، استمراراً للقفزات النوعية في القطاع الذي يوفر فرصاً وظيفية للمواطنين، ويمثل جسراً ثقافياً للتواصل مع العالم.

الأمير محمد بن سلمان خلال جلسة مجلس الوزراء في قصر السلام بجدة اليوم (واس)

وقرر تفويض وزير الثقافة - أو من ينيبه - بالتباحث والتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين وزارته والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وتفويض وزير الاستثمار - أو من ينيبه - بالتباحث والتوقيع على مشروع بين وزارته ووزارة التجارة الصينية، وآخر بين حكومتي السعودية وهونغ كونغ للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، وتفويض وزير المالية - أو من ينيبه - بالتباحث والتوقيع على مشروع إنشاء مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي في المملكة، ودعم الصندوق في مجال تنمية القدرات، وتفويض وزير الصحة - أو من ينيبه - بالتباحث والتوقيع على مشروع مذكرة تفاهم بين وزارته ونظيرتها المغربية للتعاون في المجالات الصحية.
ووافق المجلس على نظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنية، وتعديل تنظيم «هيئة الإحصاء»، واستحداث تأشيرة تعليمية (طويلة المدى) تمنح للطلاب، والباحثين، والخبراء لأغراض (الدراسة الأكاديمية، والزيارة البحثية)، وأخرى (قصيرة المدى) للطلاب، والباحثين، والمتدربين الزائرين، لأغراض (دراسة اللغة، والتدريب، والمشاركة في البرامج القصيرة، وبرامج التبادل الطلابي)، ويستثنى حاملهما من المتطلب النظامي المتعلق بتقديم كفيل.
كما وافق على تعيين على وظيفة (سفير) وترقيتين وتعيين للمرتبة (الرابعة عشرة). واطلع على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة الداخلية، و«مؤسسة تحلية المياه المالحة»، وهيئتي «المدن والمناطق الاقتصادية»، و«الموانئ»، وقد اتخذ ما يلزم حيال تلك الموضوعات.

جانب من جلسة مجلس الوزراء في قصر السلام بجدة اليوم (واس)

مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

كيف حيّدت البنية التكتيكية لباريس سان جيرمان ضغط آرسنال العالي؟

سان جيرمان مارس تحكماً بالضغط العالي الذي مارسه آرسنال (أ.ف.ب)
سان جيرمان مارس تحكماً بالضغط العالي الذي مارسه آرسنال (أ.ف.ب)
TT
20

كيف حيّدت البنية التكتيكية لباريس سان جيرمان ضغط آرسنال العالي؟

سان جيرمان مارس تحكماً بالضغط العالي الذي مارسه آرسنال (أ.ف.ب)
سان جيرمان مارس تحكماً بالضغط العالي الذي مارسه آرسنال (أ.ف.ب)

كانت لدى ميكيل أرتيتا الجرأة ليصف الهدف الوحيد في خسارة فريقه أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بأنه «لحظة فردية». وكان يتحدث عن هدف عثمان ديمبيلي في الدقيقة الرابعة، حين استقبل تمريرة عرضية أرضية من خفيتشا كفاراتسخيليا، وسددها مباشرةً بلمسة أولى متقنة التفّت حول أجساد المدافعين واستقرت بعيداً عن متناول الحارس دافيد رايا. كان ذلك تتويجاً لما أصبح ديمبيلي عليه من مهاجم صندوق بلمسة نهائية قاتلة، وهو التحوّل الذي صنعه لويس إنريكي حين غيّر مركزه من جناح إلى مهاجم.

لكن بناء الهجمة كان قصة مختلفة تماماً.

إنريكي يحيي أرتيتا عقب المباراة (أ.ف.ب)
إنريكي يحيي أرتيتا عقب المباراة (أ.ف.ب)

وبحسب شبكة The Athletic، الهدف جاء بعد سلسلة من 26 تمريرة - أطول سلسلة تؤدي إلى هدف لفريق فرنسي في دوري الأبطال منذ بدء تسجيل البيانات بواسطة «أوبتا» في موسم 2003-2004، وأيضاً أطول سلسلة تمريرات يتلقى منها آرسنال هدفاً في تاريخ مشاركاته في البطولة.

قال لويس إنريكي بعد المباراة في تصريح مقتضب لقناة «أمازون برايم» البريطانية: «هذا هو أسلوب لعبنا». أما لاعب الوسط فيتينيا، فأوضح أكثر قائلاً: «هذا الهدف يعبّر عن الديناميكية التي نملكها». واللافت أن الهدف حمل تشابهاً كبيراً مع هدف ديمبيلي نفسه في شباك ليفربول في دور الـ16.

السر لم يكن في من حمل الكرة، بل في ما فعله باريس سان جيرمان من حول الكرة، وبعيداً عنها، في كيفية توزيع لاعبيه ليس فقط كخيارات للتمرير، بل كأدوات لتحريك كتلة آرسنال الدفاعية - وهو أمر ضروري ضد فريق يتمتع بالتنظيم والضغط العالي مثل كتيبة أرتيتا.

كانت هيكلة باريس سان جيرمان واضحة ومستقرة: نونو مينديز، الظهير الأيسر، ينضم إلى قلوب الدفاع لتشكيل ثلاثي في الخلف، بينما يتقدم أشرف حكيمي، الظهير الأيمن، إلى خط الهجوم لخلق زيادة عددية على خط دفاع الخصم. الأجنحة تبقى مرتفعة وواسعة على الأطراف، ما يمنح الفريق عرض الملعب بالكامل.

تقدم حكيمي دفع غابرييل مارتينيلي للعودة إلى الخلف، ما جعله بعيداً عن مراقبة ماركينيوس. في المقابل، لاحظ فيتينيا مبكراً أن مارتن أوديغارد يراقبه رجلاً لرجل، فتحرك بين العمق والقناة اليسرى لسحب أوديغارد وخلق مساحات.

مواجهة سان جيرمان وآرسنال شهدت قوة تكتيكية عالية (أ.ب)
مواجهة سان جيرمان وآرسنال شهدت قوة تكتيكية عالية (أ.ب)

أما فابيان رويز وجواو نيفيش فتقدّما إلى الأمام لتثبيت ديكلان رايس وميكيل ميرينو في موقعيهما الدفاعيين.

هذا التوزيع جعل المسافات بين لاعبي آرسنال كبيرة جداً، ما صعّب من مهمة لياندرو تروسار حين بدأ الضغط. ورغم المخاطرة، وُضع قدر كبير من الثقة في قدرة لاعبي باريس على الاحتفاظ بالكرة، حتى وإن كانت في مناطق حساسة.

وإذا قارنّا ذلك بخسارة باريس أمام آرسنال في دور المجموعات 2-0 في أكتوبر (تشرين الأول)، نُدرك حجم التطور. في تلك المباراة، غاب ديمبيلي لأسباب انضباطية، ولعب لي كانغ إن مهاجما وهميا. ضغط آرسنال نجح حينها في حشر الباريسيين في الزوايا، حيث كانت ثلاثية الوسط لديهم (ماركينيوس وفيتينيا ونونو مينديز) متمركزة على خط واحد، دون عمق أو مرونة.

أما هذه المرة، فقد استغل باريس عدوانية بوكايو ساكا ضده. عندما مرر ماركينيوس الكرة أفقياً، بدأ أوديغارد الضغط، فثبت لاعبو وسط آرسنال في أماكنهم. ساكا توقّع التمريرة إلى نونو مينديز وانطلق للضغط عليه. لكن التحركات المزدوجة للاعبي باريس كانت متقنة. فابيان رويز تحرك للأمام منتظراً تمريرة من كفاراتسخيليا، فيما تحرك فيتينيا في الاتجاه المعاكس، ما جذب ديكلان رايس وميكيل ميرينو في اتجاهين مختلفين وفتح مساحة كبيرة في عمق الملعب لديمبيلي الذي تسلم تمريرة مينديز دون ضغط يُذكر.

في تلك اللحظة، أصبح لباريس 6 لاعبين في مواجهة 6 من آرسنال في نصف ملعب الفريق الإنجليزي. الأجنحة شغلت الأطراف، وفابيان وحكيمي قدما الدعم لخلق مواقف 2 ضد 1.

ومع تراجع ديمبيلي قليلاً، تولى نيفيش مهمة التمدد العرضي. ركضة فابيان رويز سحبت يوريين تيمبر للداخل، ما سمح لديمبيلي بتمرير الكرة إلى كفاراتسخيليا بحرية. وأمام ضغط ضعيف من تيمبر، مرر الجورجي كرة أرضية ذكية إلى ديمبيلي الذي تحرك داخل المنطقة دون مراقبة وسدد في المرمى. ساكا، الذي كان قد التزم بالضغط العالي، لم يتمكن من العودة، ما أجبر رايس على ترك ديمبيلي للانضمام إلى تيمبر، وكان قراراً خاسراً في النهاية، وإن بدا منطقياً في لحظته.

هذا الهدف هو السادس لباريس هذا الموسم في دوري الأبطال من كرات عرضية مقطوعة للخلف، وهو أعلى رقم في البطولة، بل إنه يتجاوز ما سجله الفريق في المواسم الأوروبية الثلاثة الماضية مجتمعة (5 أهداف فقط من نفس النوع). وكان أيضاً الهدف الثامن لديمبيلي في نسخة 2024-2025، معادلاً بذلك أفضل مواسم كيليان مبابي الأوروبية مع باريس (2023-2024 و2020-2021)، وهو الهدف رقم 33 له في جميع المسابقات.

إنريكي (رويترز)
إنريكي (رويترز)

بات ديمبيلي يمثل صورة «باريس الجديد»: لاعب فرنسي، متقن فنياً، متعدد الأدوار، وأكثر حسماً من أي وقت مضى.

لكن لكل نجم دور، هناك من يصنع الإطار. قال نيفيش في حديث صحافي عن طريقة تدوير الأدوار في الفريق: «لدينا أماكن في الملعب يجب أن يشغلها لاعب في كل لحظة. إذا لم يكن أحد فيها، فعليك أن تتحرك وتملأها. أحياناً تكون قريباً من الكرة، لكنك لست المعني بالتمرير، فتبتعد وتبحث عن مساحة أخرى. قد لا تلمس الكرة في الهدف، لكن إن لم تكن في موقعك، لما سُجل الهدف أصلاً».

هذا الانضباط هو نتيجة تدريب منهجي دقيق. لويس إنريكي اختار تشكيلة مستقرة في الأدوار الإقصائية، ولم يُجرِ سوى 8 تغييرات في التشكيلة الأساسية منذ انطلاقها، بعد أن أجرى 17 تغييراً في مرحلة المجموعات.

وقد لعب باريس بنفس التشكيلة أمام نيس وآرسنال - لأول مرة منذ سبتمبر (أيلول) 2023.

وفي لقطة أخرى، تبادل ديسيريه دووي وكفاراتسخيليا مركزيهما، ما أربك ساكا حين ضغط على مينديز.رايس وتيمبر لم يغيرا موقعيهما بسرعة، فاستغل ديمبيلي الموقف وركض قطرياً ليتسلم تمريرة دووي. وكانت الخلفية نفسها حاضرة: لاعبا وسط على آخر خط، حكيمي متقدم، وتمركز ذكي سمح بفتح مساحات واسعة.

في حركة أخرى، نزل ديمبيلي للعمق، راقب مارتينيلي حكيمي، وتكفل نيفيش بمواجهة ساليبا. فابيان رويز تحرك للجهة اليسرى، ومع اندفاع ساكا للضغط على مينديز، رأى المدافع ويليان باكو الفرصة فتقدم بالكرة إلى الداخل، وفتح زاوية التمرير لفابيان، الذي لعب كرة مثلثية مع كفاراتسخيليا، وتم تحضير هجمة جديدة من الجهة البعيدة حيث التفوق العددي لباريس.

أرتيتا كان غاضباً (رويترز)
أرتيتا كان غاضباً (رويترز)

ديمبيلي كان صلة الوصل بين الجناحين، ونيفيش انطلق للأمام، لتنتهي اللقطة بتسديدة من دووي على المرمى.

وفي لقطة متأخرة أخرى، كاد باريس أن يعزز تقدمه عبر الثنائي البديل باركولا وغونزالو راموس، حيث تبادلا كرة ذكية من مثلث ضيق، لكن راموس سددها خارج المرمى في مواجهة مباشرة مع رايا.

كان الأداء في المجمل بمثابة قفزة نوعية. في أكتوبر الماضي، وقف لويس إنريكي في نفس الملعب وقال بوضوح إن فريقه «كان يعلم أن آرسنال سيضغط عالياً، لكنه لم يعرف كيف يتعامل مع ذلك». أما الآن، فلم يتعامل فقط... بل تحكّم.