التبرع بالأعضاء... «هدية الحياة» تنتظر إصلاحات تشريعية

حجم التسهيلات يختلف من دولة إلى أخرى

التبرع بالأعضاء يمنح الحياة لفاقدي الأمل في العلاج
التبرع بالأعضاء يمنح الحياة لفاقدي الأمل في العلاج
TT

التبرع بالأعضاء... «هدية الحياة» تنتظر إصلاحات تشريعية

التبرع بالأعضاء يمنح الحياة لفاقدي الأمل في العلاج
التبرع بالأعضاء يمنح الحياة لفاقدي الأمل في العلاج

رغم وجود قوانين منظمة للتبرع بالأعضاء حول العالم، فإن تجاوب المتبرعين المستقبليين مع هذه القوانين، يختلف من دولة لأخرى، وتسعى كل دولة بطريقتها إلى تسهيل عملية التبرع، التي ينظر لها على أنها «هدية الحياة»، حيث تمنح فرصة البقاء على قيد الحياة، لأشخاص فقدوا كل الخيارات العلاجية المتاحة.
وتسعى مصر التي لديها قانون للتبرع بالأعضاء صدر عام 2010 إلى تسهيل عملية التبرع، فبدلاً من الاشتراط أن يقوم المتبرع بتحرير شهادة في «الشهر العقاري» برغبته في التبرع عند وفاته، قال محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية في تصريحات صحافية قبل أيام، إنه تتم دراسة إضافة اختيار التبرع بالأعضاء في بطاقة الرقم القومي، وهو معمول به في كثير من بلاد العالم.
وأضاف أن «المتبرع يستطيع أن يتراجع عن رغبته، ولو رفض ذووه بعد الوفاة، تنفيذ رغبته فلن يكون الأمر ملزماً أيضاً».
هذه النقطة الهامة التي أشار إليها تاج الدين، وهي رغبة ذوي المتوفى، هي ما تعمل المملكة المتحدة على حلها، من خلال تنفيذ حملات توعية في أسبوع التبرع بالأعضاء الوطني الذي بدأ أمس الاثنين.
وخلال الأسبوع تنظم وكالة الصحة العامة حملات توعية لحضّ المتبرعين المستقبليين على التحدث مع عائلاتهم حول قرارهم بالتبرع، حتى لا يكون هناك عائق يحول دون تنفيذ تلك الرغبة، بما قد يساعد في حل مشكلة أكثر من 6500 شخص ينتظرون عملية زرع أعضاء في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وفيما يتعلق بالرغبة في التبرع نفسها، أقرت السلطات البريطانية مؤخراً تعديلاً قانونياً، لم يدخل بعد حيز التنفيذ، يجعل من كل شخص متبرعاً بالأعضاء، بشكل أوتوماتيكي، في حال وفاته، إلا إذا اعترض على ذلك، وهو على قيد الحياة، وذلك دون الحاجة إلى تسجيل ذلك في بطاقات الهوية، كما تسعى الحكومة المصرية.
وأجرت سويسرا في مايو (أيار) الجاري استفتاءً على قانون التبرع بالأعضاء، أقر أيضاً ما ذهبت إليه بريطانيا، حيث أيد غالبية الناخبين في سويسرا التحول إلى نظام الموافقة المفترضة (أو الاختيارية) على التبرع بالأعضاء، ويعني ذلك أن المتوفين يمكن اعتبارهم متبرعين بالأعضاء تلقائياً ما لم يذكروا صراحة أثناء حياتهم، أن ذلك ضد رغباتهم.
أما السعودية، فاتخذت طريقاً مختلفاً للتنظيم، حيث تعمل جهة حكومية هي «المركز السعودي لزراعة الأعضاء»، على تسجيل المتبرعين الذين يرغبون في التبرع بأعضائهم بعد الوفاة على موقعها الرسمي، كما يمكنهم أن يغيروا رغبتهم في أي وقت.
ووضع المركز السعودي لزراعة الأعضاء عدداً من الشروط لقبول الشخص للتبرع بعضو أو جزء منه عبر موقعه الرسمي، بألا يقل عمر الشخص المتبرع عن 18 عاماً، ووجوب إثبات الهوية للمواطنين وإقامة نظامية لمدة سنة على الأقل لغير السعوديين، وأن يكون التبرع صادراً عن رضا واقتناع، ووجود فحص سريري أولي يؤكد سلامة الشخص الراغب بالتبرع بعضو أو جزء منه وعدم إصابته بمرض جهازي مزمن (داء السكري، ارتفاع ضغط الدم) أو داء حاد أو مزمن أو مرض وراثي كلوي أو كبدي، ووجود فحوص مخبرية تؤكد سلامة الوظيفة الكلوية والكبدية وعدم وجود التهاب كبد وبائي «ب، ج» ونقص المناعة المكتسبة (HIV) مع فحص بول طبيعي وتحديد فصيلة الدم.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

​مصر: ضوابط جديدة للبرامج الدينية تثير جدلاً

قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)
قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» أثارت جدلاً (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أثارت قرارات «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر، مساء الثلاثاء، المتعلقة بالبرامج الدينية جدلاً، فبينما رأى أكاديميون وخبراء أن هذه الضوابط الجديدة «جيدة»، و«تصب في مصلحة الإعلام المصري»، وتسهم في «الحد من فوضى تلك البرامج»، رأى آخرون أنها «تعد تغولاً من المجلس على المؤسسات الإعلامية».

وتضمنت قرارات المجلس 3 بنود، أولها «منع المداخلات الهاتفية على الهواء مباشرة من الجمهور، ومنع جميع الإعلانات بهذه البرامج، وتحديد مدتها».

وأكد المجلس، الذي يختص بالإشراف على صناعة الإعلام في مصر في بيان له على «أهمية ضبط أداء البرامج الدينية لتؤدي رسالتها المنشودة، والإسهام في إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية على أن يتم تنفيذ هذه القرارات بدءا من 11 يناير (كانون الثاني) المقبل».

وضع ضوابط جديدة للبرامج الدينية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأبدى أكاديميون، من بينهم أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبد المجيد، ترحيبهم بالقرارات الجديدة، وأكدت الدكتورة ليلى أن «عدم وجود إعلانات بالبرامج الدينية أمر مهم؛ نظراً لطبيعة هذه البرامج»، مشيرة إلى أن «المدة التي حددها المجلس لهذه البرامج - 30 دقيقة - مناسبة للغاية».

كما أيّد الباحث الإسلامي إسلام بحيري القرارات الجديدة، وكتب عبر حسابه على «فيسبوك»: «شيء عظيم ويشفي الصدور»، ووصف بعض البرامج الدينية بأنها «مكلمة»، وتتضمن «فضائح».

في المقابل، رأى الدكتور حسن علي، عميد كلية الإعلام بجامعة المدينة في مصر، أن بعض هذه الضوابط قد تؤدي إلى «تغول المجلس على المؤسسات الإعلامية».

واتفق معه الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «مدة البرامج تعد من السياسات التحريرية التي تخضع لإدارة القناة وفريق العمل، ولا تكون من ضمن الضوابط التنظيمية من قِبل المجلس».

وطلب المجلس تجهيز الآراء والاستفسارات والأسئلة وعرضها بمعرفة فريق إعداد البرنامج المتضمن أحد المتخصصين بالشأن الديني بالطريقة المناسبة قبل بثها، بما يكفل عدم تضمنها أي إخلال بالقوانين والضوابط والمعايير المقررة، بدلاً من المداخلات المباشرة بالبرامج الدينية.

وبينما تم منع جميع الإعلانات بأشكالها كافة خلال بث البرامج الدينية، فإنه يسمح بها فقط قبل بداية بث البرنامج أو بعد نهايته، كما تم تحديد مدة البرنامج الديني، بحيث لا تزيد على 30 دقيقة في القنوات والإذاعات المختلفة، ولا تزيد على 45 دقيقة في القنوات والإذاعات الدينية المتخصصة، ويُستثنى من هذا البند البرامج التي تستضيف الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزير الأوقاف، ومفتي الجمهورية.

وعن إلغاء المداخلات الهاتفية المباشرة بهذه البرامج، قالت الدكتورة ليلى عبد المجيد إنه «أمر مهم جداً لأن بعضها يكون غير منضبط، ويؤدي إلى مشكلات». وهو ما عدّه الدكتور حسن علي «أمراً مقبولاً لأن بعض هذه المداخلات تكون منفلتة وبها تجاوزات، والأفضل تسجيلها وتنقيحها»، وفق قوله.

وتحظى البرامج الدينية بشهرة وإقبال واسع عليها من المشاهدين في مصر، إلا أنها تتعرض لانتقادات بسبب «الإطالة»، والمداخلات «المنفلتة»، و«الفتاوى الغريبة».

ورحّب علي بقرار منع الإعلانات داخل البرامج الدينية: «أتمنى أن يمتد هذا الأمر لمنع الإعلانات في إذاعة القرآن الكريم، بوصفها إذاعة ذات طبيعة خاصة، إذا كان الهدف هو الارتقاء بالمحتوى» وفق تعبيره.

وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قد أصدر قرارات قبل أيام لضبط أداء البرامج الرياضية، تضمنت أيضاً تحديد وقت البرنامج الرياضي الحواري بـ90 دقيقة، والاستديو التحليلي لمدة ساعة تتوزع قبل وبعد المباراة، ومنع إذاعة البرامج الرياضية بعد منتصف الليل، كما أوصت اللجنة بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي.