لبنان يسابق الخلايا النائمة وعصابات السطو عشية الاستحقاقات

الأجهزة الأمنية تطبق سياسة «العمليات الاستباقية» رغم ضعف الإمكانات

لبنان يسابق الخلايا النائمة وعصابات السطو عشية الاستحقاقات
TT

لبنان يسابق الخلايا النائمة وعصابات السطو عشية الاستحقاقات

لبنان يسابق الخلايا النائمة وعصابات السطو عشية الاستحقاقات

عاد الوضع الأمني في لبنان ليتصدر المشهد، ويفرض نفسه بقوة على الأجهزة العسكرية والأمنية التي تتصدى له على ثلاث جبهات: الأولى تعقب الخلايا الأمنية النائمة، لا سيما ما يتصل منها بالتنظيمات الإرهابية، وقطع الطريق على عودة التفجيرات والاغتيالات. والثانية مواجهة شبكات التجسس الإسرائيلي التي تفرخ بين وقت وآخر. والثالثة تتمثل بتنامي عمليات السطو المسلح المتنقلة بين المناطق، وتثير القلق من تفلت أمني قد يدفع ببعض الأطراف لاعتماد الأمن الذاتي.
ورغم الظروف المالية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها الأجهزة الأمنية على اختلافها، فهي مطالبة بأن تفعل دورها في سياسة «الأمن الوقائي» و«العمليات الاستباقية»، خصوصاً أن الضغوط الأمنية هذه تتكثف على أبواب استحقاقات مصيرية بالنسبة للبنان، بدءاً من تشكيل الحكومة إلى الانتخابات الرئاسية ووصولاً إلى مخاض ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وبرزت ثمار هذه السياسة في الكشف عن خلية أمنية كانت تخطط لعمليات تستهدف الجيش في البقاع، وقال مصدر أمني بارز لـ«الشرق الأوسط»، إن «مخابرات الجيش ضبطت الأسبوع الماضي شبكة تنشط لصالح تنظيم (داعش) وكانت تخطط لاستهداف موقع عسكري للجيش اللبناني ودوريات في منطقة البقاع». وأفاد بأن «مخابرات الجيش ضبطت الخلية في إحدى بلدات البقاع الغربي، وكانت تجهز عبوات ناسفة لاستهداف مركز عسكري كبير للجيش يقع على إحدى تلال المنطقة، وتفجير دورية مؤللة بعد رصد الطرق التي تسلكها بشكل دائم، والتخطيط لتفجير مركز ديني حساس»، مؤكداً «توقيف ثلاثة من عناصرها، فيما تبين أن مشغل وممول الخلية هو لبناني يقيم في كولومبيا. أما أميرها الشرعي الذي أسسها وواظب على إعطائها دورساً في العقيدة الجهادية، ويغذيها بأفكار التنظيم المتطرف، فقد تمكن من السفر إلى كولومبيا والالتحاق بالممول فور تبلغه توقيف أفراد الخلية».
وقال المصدر إن مخابرات الجيش «نسقت مع فاعليات المنطقة ووضعتهم في أجواء عودة التنظيمات لتجنيد أشخاص لبنانيين، وضرورة التنبه من استمالة شباب المنطقة مجدداً وتجنيدهم لصالح التنظيم الإرهابي الأخطر وهو داعش».
وأخذ الحديث عن عودة الخلايا الأمنية إلى شمال لبنان، حيزاً كبيراً من المتابعة والاهتمام، وتناوله الإعلام اللبناني على أنه خطر داهم وصاعق قابل لتفجير الساحة اللبنانية بأي وقت، إلا أن المصدر الأمني اعتبر أن «الدعاية أخذت بعداً إعلامياً، أكثر من حجمها الحقيقي على الأرض». وإذ اعترف بـ«عودة عدد من الأشخاص من سوريا في الأسابيع الماضية، جرى التعامل مع كل حالة بمفردها»، جزم المصدر بـ«عدم وجود عمل منظم، أو توفر معطيات عن خلايا تحضر لعمليات كبيرة في شمال لبنان خصوصاً في طرابلس وعكار كما يروج»، مؤكداً أن الأمور «ليست بمستوى الخطورة التي يتم الترويج لها». ولفت إلى أن «الأجهزة المعنية تتحسب وتراقب قدوم مجموعات من سوريا بأي وقت، أو عودة محتملة لعشرات الأشخاص الذين غادروا طرابلس العام الماضي والتحقوا بـ«داعش» في العراق، رغم المعلومات التي تلقاها أهالي عدد كبير منهم بأنهم قتلوا في غارات أميركية».
وبموازاة التتبع الدقيق لعمل المجموعات والخلايا الأمنية، اكتسبت حادثة السطو المسلح التي وقعت في مدينة طرابلس قبل أسبوعين اهتماماً واسعاً، خصوصاً أنها كادت تؤدي إلى فتنة جديدة بين منطقتي التبانة وجبل محسن، باعتبار أن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة شبان من الطائفة العلوية من أبناء جبل محسن وداخل محل لبيع أجهزة الهاتف الخلاوي في المنطقة، وأفاد المصدر الأمني بأن «التوقيفات السريعة التي نفذها الجيش اللبناني في الساعات التي أعقبت العملية، بينت أسباب الجريمة وساهمت بتبريد النفوس»، كاشفاً أن «عملية السطو قادها الشاب خالد عبد المجيد، المعروف بميوله المتطرفة، وسبق أن أوقف بجريمة قتل نفذها في طرابلس في عام 2017، وخرج من السجن قبل فترة بظروف غامضة». وشدد المصدر على أن «السرقة كانت الدافع الوحيد للجريمة، وأن أفراد العصابة الثلاثة الذين رافقوا عبد المجيد (الذي قتل خلال تبادل إطلاق النار مع أصحاب محل الخلوي)، وشاركوه بعملية السطو تمكنوا من الفرار»، معتبراً أن «الخطورة في الأمر أن المجموعة نفذت الجريمة في وضح النهار». وقال المصدر إن «التحقيقات الأولية أسفرت عن توقيف 10 أشخاص كانوا يساعدون أفراد العصابة لوجيستياً وعنصر سابق في قوى الأمن الداخلي، عبر شراء معدات الجريمة، من خوذات وقفازات وأقنعة لإخفاء معالم وجه المنفذين، وإخفاء المسروقات التي يسطون عليها». وبحسب الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون، فإن «أفراد العصابة كانوا يخططون للسطو بقوة السلاح على محلات للمجوهرات في طرابلس، وأنهم حددوا الأهداف ومواعيد العمليات التي كانت ستؤدي إلى سقوط ضحايا».
نجاح الجيش والأجهزة الأمنية في تفكيك مجموعة طرابلس، انسحب على عملية السطو التي حصلت أمام أحد المصارف في منطقة زحلة، وأسفرت عن سرقة مبلغ 50 ألف دولار من أحد الأشخاص، ولفت المصدر إلى أن «عمليات الرصد والاستقصاء مكنت من الإمساك بخيوط الجريمة، وتحديد هويات منفذي العملية وسيتم القبض عليهم في الوقت المناسب».
وتواجه الأجهزة الأمنية حرب تجسس يخوضها العدو الإسرائيلي ضد لبنان، عبر تجنيد شبكات عملاء له في الداخل، وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الضابطة العدلية بكل قطاعاتها، نجحت في ضرب حلقة شبكات التجسس، وتحديد آلية تجنيدها من الخارج، بعد أن استغل العدو الأزمات المالية والاجتماعية التي يعانيها الشعب اللبناني، وهو ما سهل الإيقاع بعشرات الأشخاص وإغرائهم بالأموال، في محاولة للعبث بالأمن وتخريب الاستقرار في لبنان». وشدد على أن ثمة نجاحات كبرى لضرب هذه الشبكات، معترفاً بأن «شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تتولى الحيز الأكبر من رصد وتعقب هذه الشبكات والإيقاع بها».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

الجيش اللبناني باقٍ في الجنوب رغم توالي الاستهدافات الإسرائيلية

جنود من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)
جنود من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش اللبناني باقٍ في الجنوب رغم توالي الاستهدافات الإسرائيلية

جنود من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)
جنود من الجيش اللبناني على متن آليات عسكرية (أرشيفية - رويترز)

ارتفع عدد شهداء الجيش اللبنانيين الذين قتلوا خلال الحرب المتواصلة إلى 42 عنصراً، بينهم 18 قتلوا في مراكز عملهم و24 في منازلهم.

وكان لافتاً في الأيام القليلة الماضية توالي استهدافات الجنود اللبنانيين الموجودين في الجنوب ما طرح علامات استفهام حول الغاية الإسرائيلية من ذلك.

ويقول مصدر أمني لبناني، إن «معظم الجنود اللبنانيين الذين استشهدوا في الفترة الماضية كانوا إما في نقاط عسكرية استُهدفت بالقرب منها دراجة نارية أو سيارة يستقلها عناصر تلاحقهم إسرائيل، وإما خلال عمليات إخلاء كانوا يقومون بها، ما أوصل رسالة مفادها أن العدو سيواصل استهداف العناصر المشاركة في عمليات الإخلاء»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الغاية من الاستهدافات الأخيرة المباشرة التي طالت عناصر في الصرفند وبرج الملوك والماري، لا تزال غير واضحة مع استبعاد الدفع الإسرائيلي لخروج عناصر الجيش من الجنوب، وهو أصلاً مرفوض تماماً».

وعدّ العميد المتقاعد جورج نادر أن «الاستهدافات الأخيرة المباشرة للجيش هي رسالة للدولة اللبنانية، مفادها إذا لم تنفذوا القرار (1701) وبشروطنا، فنحن مستعدون لاستهداف مؤسساتكم الرسمية»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أنه «لا خيار للجيش إلا الاستمرار بالوجود في مراكزه بالجنوب».

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه لا يتحرك ضد الجيش اللبناني، بعد ضربات أدت إلى مقتل جنود لبنانيين، إلا أنه لم يعط أي تفسيرات وتبريرات لاستهداف الجنود مباشرة في الأيام الماضية.

جنديان من الجيش اللبناني في محيط موقع استهداف إسرائيلي على تخوم الضاحية الجنوبية (أ.ف.ب)

وتم تحييد الجيش اللبناني عن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على «حزب الله» منذ منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي بقرار سياسي، خصوصاً أن «حزب الله» كان هو من قرر تحويل جبهة الجنوب اللبناني لجبهة دعم وإسناد لغزة في الثامن أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقرّرت قيادة الجيش إعادة التموضع، بحيث نقلت عدداً من الجنود الذين كانوا يتمركزون في نقاط حدودية متقدمة إلى مواقع أخرى لتجنب أي احتكاك مباشر مع الجنود الإسرائيليين الذين يحاولون التقدم داخل الأراضي اللبنانية.

ويوضح المصدر الأمني اللبناني أن «نحو 4500 عنصر من الجيش ينتشرون في منطقة جنوب الليطاني»، لافتاً إلى أن «اللواء السابع يوجد في القطاع الشرقي، وفوج التدخل الخامس في القطاع الأوسط، واللواء الخامس في القطاع الشرقي».

ويؤكد المصدر أنه رغم ارتفاع عدد العسكريين الذين يستشهدون في الجنوب، «فإنه لا نية على الإطلاق للانسحاب من المنطقة، فالجيش بقي هناك رغم كل الظروف وسيبقى، وكل ما حصل عمليات إعادة تموضع مع بدء الهجوم الإسرائيلي البري».

وتواصل قيادة الجيش بالتوازي مع المحادثات الناشطة لوقف النار استعداداتها للعودة لتطبيق القرار «1701» الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين تل أبيب و«حزب الله» في عام 2006، وتنصّ الخطة التي وضعتها القيادة على نشر نحو 10 آلاف عنصر جنوب الليطاني، ما يعني وجوب تطويع نحو 6 آلاف عنصر جديد، علما بأن الحكومة وافقت في وقت سابق على تطويع 1500 عنصر بمرحلة أولى.

وترجح القيادة أن تحتاج هذه الخطة لتمويلها مبلغ مليار دولار أميركي، يفترض أن تؤمنه الدول المانحة.

ونص القرار الدولي «1701» على وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، لمراقبة وقف الأعمال الحربية.

كما نصّ على إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني (عُرفت بمنطقة جنوب الليطاني) تكون خالية من أي مسلّحين ومعدات حربية وأسلحة، عدا تلك التابعة للقوات المسلحة اللبنانية، وقوات «اليونيفيل».