ميلوني: سنحكم لكل الإيطاليين

ماكرون يدعو روما إلى «مواصلة التعاون» ولوبان تشيد بالإنجاز التاريخي لليمين

جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)
جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)
TT

ميلوني: سنحكم لكل الإيطاليين

جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)
جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)

تعرضت إيطاليا فجر أمس الاثنين لزلزال سياسي كبير تفوح منه رائحة عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي بعد صعوده المتواصل منذ سنوات. وللمرة الثانية، بعد بريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجد أوروبا نفسها أمام المجهول بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب «إخوان إيطاليا»، الذي نشأ من ركام الحركة الفاشية، في الانتخابات العامة التي أجريت الأحد وسجلت أدنى نسبة من المشاركة منذ خمسة عقود.
وأفادت النتائج الأولية بأن ائتلاف اليمين، الذي يضم «إخوان إيطاليا» وحزب «الرابطة» اليميني المتطرف وحزب برلوسكوني، قد حصل على ما يزيد على 44 في المائة من الأصوات، ما يؤمن له أغلبية مطلقة في مجلسي الشيوخ والنواب. وحصل حزب ميلوني وحده على 26.5 في المائة من الأصوات، مضاعفاً 6 مرات النتيجة التي نالها في الانتخابات الأخيرة عام 2018 ما يجعل من زعيمته المرشحة الأولى لتشكيل الحكومة الجديدة لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ إيطاليا.
ويتضح من هذه النتائج أن المزاج الانتخابي الإيطالي مال بوضوح إلى تأييد ائتلاف اليمين المتطرف واليمين المعتدل الذي يمثله رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني الذي تمكن، بعكس التوقعات التي كانت ترجح انهياره بشكل نهائي، من الحفاظ على شعبيته المحدودة، فيما ينذر انهيار حزب «الرابطة» دون 10 في المائة بأزمة داخلية حول زعامة ماتيو سالفيني.
وهذه هي المرة الأولى التي يعود فيها هذا التحالف اليميني إلى الحكم منذ العام 2011 عندما كانت إيطاليا قد وصلت إلى شفا الإفلاس على عهد حكومة برلوسكوني الرابعة التي كانت ميلوني تتولى فيها وزارة الشباب. وتظهر النتائج تطابقاً مع التوقعات التي كانت متداولة مطلع الصيف الماضي عندما قرر الائتلاف إسقاط حكومة ماريو دراغي الذي حافظ على حياد تام طوال الحملة الانتخابية.
ويأتي هذا الدعم الواضح لميلوني بعد أن كان حزبها الوحيد الذي لم يشارك في الحكومات الثلاث الأخيرة، واستفاد من تفرده بالمعارضة لاستقطاب نسبة كبيرة من شعبية حزب «الرابطة» الذي كان منذ تأسيسه خزان اليمين المتطرف، والذي لم يحصل سوى على 8.5 في المائة من الأصوات بعد أن كان قد حصل على 33 في المائة في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وفي أول إطلالة لها أمام جمهورها بعد ظهور النتائج الأولية فجر أمس الاثنين، استعادت ميلوني لدقائق خطابها الناري الذي أشعلت به الحملة الانتخابية لتعلن «لسنا نقطة الوصول، بل نحن نقطة الانطلاق، ولن نخون الذين وضعوا ثقتهم فينا»، قبل أن تقول: «أزف وقت المسؤولية. الوقت الذي يقتضي من الراغبين في دخول التاريخ، أن يدركوا المسؤولية الملقاة التي ألقاها على عاتقنا عشرات الملايين من المواطنين. وإذا طلب منا أن نحكم هذه الأمة، فسنحكمها لكل الإيطاليين».
وأضافت زعيمة «إخوان إيطاليا»: «كانت حملة انتخابية بشعة، تعرضنا خلالها للتشهير وعانينا من قسوة الانتقادات، لكن الوضع الذي تسير نحوه إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، بالغ التعقيد ويستدعي مساهمة الجميع في أجواء من الهدوء».
هزيمة الكتلة التقدمية
وفيما تشير النتائج المفصلة إلى أن الأصوات التي حصل عليها حزب «إخوان إيطاليا» تفوق بكثير على ما حصل عليه حزبا «الرابطة» و«فورزا إيطاليا» معاً، الأمر الذي قد يؤدي إلى توتر عند توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة. ويكاد التأييد الذي حصلت عليه ميلوني يعادل ما حصل عليه الائتلاف التقدمي الذي يرأسه الحزب الديمقراطي الذي سيكون الحزب الرئيسي في المعارضة بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إنريكو ليتا.
وتكشف هذه النتائج أن هزيمة الكتلة التقدمية لا تعود فقط لتراجع شعبيتها، بل أيضاً للقانون الانتخابي الذي يجمع بين النظامين النسبي والأغلبية، ويكافئ الائتلافات التي تتشكل قبل الانتخابات، أي ما فشل الحزب الديمقراطي في تحقيقه مع الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية الأخرى. ومن بين هذه الأحزاب حركة «النجوم الخمس» التي كانت قد فازت في الانتخابات الأخيرة، وتمكنت من الحصول على 15 في المائة من الأصوات في هذه الانتخابات بقيادة رئيس الوزراء الأسبق جيوزيبي كونتي، ورغم انشقاق زعيمها السابق ووزير الخارجية الحالي لويجي دي مايو الذي خسر مقعده في هذه الدورة.
ويستفاد من التحليلات الأولى أن الفوز الساحق الذي نالته ميلوني وحزبها «إخوان إيطاليا» ساهم فيه أيضا التدني الكبير في نسبة المشاركة في المقاطعات الجنوبية.
ويذكر أن «إخوان إيطاليا» كان قد حصل على 4 في المائة فقط من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وهي النسبة التي لم يتجاوزها في جميع الانتخابات التي سبق أن خاضها منذ تأسيسه في العام 2012، كما يعود هذا الارتفاع الكبير في شعبية «إخوان إيطاليا» إلى الاستياء الذي عم أنصار اليمين المتطرف من تقلبات زعيم «الرابطة» سالفيني وعثراته المتكررة، وإلى الإحباط المستشري من السياسة، كما يستدل من تدني نسبة المشاركة، والجنوح إلى اختبار التجارب الجديدة. يضاف إلى ذلك أن ثمة رغبة متنامية لدى الإيطاليين في إخراج اليمين المتطرف من دائرة المحرمات السياسية، إذ لا يرون تطرفاً في مواقفه التي تتعارض بوضوح مع بعض الإنجازات الاجتماعية المهمة في العقود الأخيرة. وإذا كان التدني في نسبة المشاركة يعني أن كثيرين لم يصوتوا لليمين المتطرف، فهو يعني أيضا أنهم لا يشعرون بقلق كبير إزاء وصوله إلى الحكم.
ومن القراءات الأخرى لهذه الانتخابات الإيطالية التي يمكن أن تمهد لنزعة على الصعيد الأوروبي، هو الذوبان التدريجي للقوى والأحزاب اليمينية في التنظيمات المتطرفة، بسبب من عجزها عن التجديد ومواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية وطرح الحلول المناسبة لها.
وتجدر الإشارة إلى أن المرة الأخيرة التي خرج فيها رئيس الحكومة الإيطالية من صناديق الاقتراع كانت في العام 2008 عندما فاز سيلفيو برلوسكوني في الانتخابات وشكل حكومته الثالثة، ومنذ ذلك يخشى شركاء إيطاليا في الاتحاد أن يؤدي وصول ميلوني إلى رئاسة الحكومة إلى عرقلة عملية اتخاذ القرارات في ذروة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وربما إلى تصدع وحدة الموقف في المواجهة مع موسكو. والسبب في ذلك أن إيطاليا ليست المجر، فهي القوة الاقتصادية الثالثة في أوروبا، وعضو مؤسس للاتحاد الأوروبي.
يضاف إلى ذلك أن ميلوني لا تصل إلى السلطة عن طريق المكائد المعهودة التي تجعل من رئاسة الحكومة الإيطالية أسرع المناصب السياسية للزوال، بل محمولة على أصوات عشرات الملايين من الإيطاليين الذين يتملكهم قلق عميق أمام الأزمة المتنامية، من الانكماش الاقتصادي الذي بدأت تظهر تباشيره في الأفق، إلى الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، واتساع مساحة الفقر التي تغطي ستة ملايين إيطالي، فضلاً عن المخاطر الكامنة في الدين العام الهائل والخلل الهيكلي في العديد من القطاعات الأساسية. لكن الموقف الآن في المؤسسات الأوروبية هو الانتظار لمعرفة الخطوات العملية والتدابير الإجرائية التي ستتخذها الحكومة الإيطالية الجديدة التي ينتظر أن تتسلم مهامها أواخر الشهر المقبل، والبناء على مقتضاها. والمقتضى هنا، أوضحته رئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين منذ أيام عندما قالت إن الاتحاد يملك الأدوات المناسبة لمواجهة أي تقويض لدعائم المشروع الأوروبي، كما حصل مع المجر وبولندا.
يبقى أن جيورجيا ميلوني الطالعة من صفوف الطبقة الكادحة في أحد أحياء روما الشعبية، والتي كانت تخدم في المنازل والمقاهي قبل أن تنضم إلى شبيبة الحركة الفاشية، هي وحدها اليوم الملكة غير المتوجة لإيطاليا، والمرآة التي تخشى أوروبا أن تنظر فيها إلى مستقبلها.
ماكرون ولوبان
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يحترم «الخيار الديمقراطي» للإيطاليين الذي أدى إلى فوز اليمين المتطرف بالانتخابات العامة، داعياً روما إلى «مواصلة التعاون» مع الأوروبيين.
وقال ماكرون في خطاب نشره قصر الإليزيه: «اتخذ الشعب الإيطالي خياراً ديمقراطياً وسيادياً. نحن نحترمه»، مضيفاً «بصفتنا جيرانا وأصدقاء، علينا مواصلة التعاون فيما بيننا».
وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن لإذاعة «آر إم سي» إنها لا تريد التعليق على الخيارات الديمقراطية للشعب الإيطالي، لكنها ترغب في التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لديه قيم محددة يتمسك بها مثل حقوق الإنسان.
وفي المقابل، أشادت زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان بفوز حزب «إخوان إيطاليا»، واصفة إياه بـ«التاريخي».
وغردت لوبان عبر موقع «تويتر»، أمس الاثنين، قائلة: «الشعب الإيطالي قرر استعادة مصيره، عبر انتخاب حكومة محبة لوطنها وقومية».
وتابعت لوبان: «لقد أبلت جورجيا ميلوني و(زعيم حزب الرابطة) ماتيو سالفيني بلاء حسناً لمقاومتهما تهديدات الاتحاد الأوروبي المناهض للديمقراطية والمتغطرس، وتحقيق هذا النصر العظيم».
وأضافت السياسية الفرنسية: «في الوقت الذي تستيقظ فيه أوروبا بأكملها، بعد بولندا والمجر والسويد والآن إيطاليا، أحثكم على الانضمام إلى المسيرة الوطنية».


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

«اعتقال نتنياهو وغالانت»: التزام أوروبي ورفض أميركي... ومجموعة السبع تدرس الأمر

بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (يسار) ويوآف غالانت (أ.ب)

أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم (الجمعة)، أن وزراء خارجية مجموعة السبع سيناقشون خلال اجتماعهم يومي الاثنين والثلاثاء قرب روما، مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، والتي شملت خصوصاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميلوني في بيان، إن «الرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع تعتزم إدراج هذا الموضوع على جدول أعمال الاجتماع الوزاري المقبل الذي سيعقد في فيوجي بين 25 و26 نوفمبر (تشرين الثاني). وتستهدف مذكرات التوقيف الصادرة يوم الخميس، نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وقائد الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، محمد الضيف.

وأضافت ميلوني: «هناك نقطة واحدة ثابتة: لا يمكن أن يكون هناك تكافؤ بين مسؤوليات دولة إسرائيل وحركة (حماس) الإرهابية».

رفض أميركي

وندَّد الرئيس الأميركي جو بايدن بشدة، أمس (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال بحق نتنياهو وغالات، وعدّ هذا الإجراء «أمراً شائناً».

وقال بايدن في بيان: «دعوني أكُن واضحاً مرة أخرى: أياً كان ما قد تعنيه ضمناً المحكمة الجنائية الدولية، فلا يوجد تكافؤ بين إسرائيل و(حماس)». وأضاف: «سنقف دوماً إلى جانب إسرائيل ضد التهديدات التي تواجه أمنها».

المجر

بدوره، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أنه سيدعو نظيره الإسرائيلي إلى المجر في تحدٍ لمذكرة التوقيف الصادرة في حقه.

وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية: «لا خيار أمامنا سوى تحدي هذا القرار. سأدعو في وقت لاحق اليوم نتنياهو للمجيء إلى المجر، حيث يمكنني أن أضمن له أن قرار المحكمة الجنائية الدولية لن يكون له أي تأثير».

وبحسب أوربان، فإن «القرار وقح ومقنّع بأغراض قضائية لكن له في الحقيقة أغراض سياسية»، ويؤدي إلى «الحط من صدقية القانون الدولي».

الأرجنتين

وعدّت الرئاسة الأرجنتينية أن مذكرتي التوقيف الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، تتجاهلان «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها».

وذكر بيان نشره الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بحسابه على منصة «إكس»، أن «الأرجنتين تعرب عن معارضتها الشديدة لقرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير»، الذي يتجاهل «حق إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات مستمرة تشنها منظمات إرهابية مثل (حماس) و(حزب الله)».

وأضاف: «إسرائيل تواجه عدواناً وحشياً، واحتجاز رهائن غير إنساني، وشن هجمات عشوائية على سكانها. إن تجريم دفاع مشروع تمارسه دولة ما مع تجاهل هذه الفظائع هو عمل يشوه روح العدالة الدولية».

الصين

ودعت الصين، الجمعة، المحكمة الجنائية الدولية، إلى «موقف موضوعي وعادل» غداة إصدارها مذكرات التوقيف. وقال لين جيان الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي دوري: «تأمل الصين في أن تحافظ المحكمة الجنائية الدولية على موقف موضوعي وعادل وتمارس صلاحياتها وفقاً للقانون».

بريطانيا

ولمحت الحكومة البريطانية، الجمعة، إلى أن نتنياهو يمكن أن يتعرض للاعتقال إذا سافر إلى المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر للصحافيين: «هناك آلية قانونية واضحة ينبغي اتباعها. الحكومة كانت دائمة واضحة لجهة أنها ستفي بالتزاماتها القانونية». وأضاف: «ستفي المملكة المتحدة دائماً بالتزاماتها القانونية كما هو منصوص عليه في القوانين المحلية والقانون الدولي»، لكنه رفض الإدلاء برأي محدد في شأن رئيس الوزراء الإسرائيلي.

هولندا

بدورها، نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، الخميس، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ نتنياهو، إذا لزم الأمر.

الاتحاد الأوروبي

وقال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، كلها ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة. وأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».

وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».

آيرلندا

كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة»، مؤكداً أنه سيتم اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى آيرلندا.

إيطاليا

وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، وليس دوراً سياسياً». بينما أكد وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو، أن روما سيتعين عليها اعتقال نتنياهو إذا زار البلاد.

النرويج

أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».

السويد

وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.

كندا

بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».

تركيا

ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف، بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».

وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».

ألمانيا

قال شتيفن هيبشترايت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، الجمعة، إن الحكومة ستدرس بعناية مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، لكنها لن تخطو خطوات أخرى حتى تكون هناك بالفعل زيارة لألمانيا.

وأضاف هيبشترايت: «أجد صعوبة في تخيل أننا سنجري اعتقالات على هذا الأساس»، مشيراً إلى أنه كان من الضروري توضيح المسائل القانونية المتعلقة بمذكرتي الاعتقال. ولم يحدد ما هي هذه المسائل. ولم يرد على سؤال عما إذا كان نتنياهو محل ترحيب في ألمانيا.

وقال المتحدث إن موقف الحكومة الألمانية بشأن تسليم أسلحة إلى إسرائيل لم يتغير بعد إصدار مذكرتي الاعتقال، ولا يزال خاضعاً لتقييم كل حالة على حدة.

فرنسا

بدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو، سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».

أمل فلسطيني

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أمس (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.

وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».

وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».