فؤاد حسين لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لجمع الأضدادhttps://aawsat.com/home/article/3896841/%D9%81%D8%A4%D8%A7%D8%AF-%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D9%84%D9%80%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D9%86%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%AF%D8%A7%D8%AF
وزير الخارجية العراقي تمنى «حواراً دبلوماسياً» بين السعودية وإيران
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين
نيويورك: زيد بن كمي وعلي بردى
TT
TT
فؤاد حسين لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لجمع الأضداد
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين
أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في حديث خاص مع «الشرق الأوسط»، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الحكومة العراقية تلعب دوراً في «جمع الأضداد وإيجاد حال حوارية» بين دول الجوار، ولا سيما مع دول الخليج العربي، بالإضافة إلى كل من تركيا وإيران.
وشدد حسين على أن المملكة العربية السعودية «تلعب دوراً مهماً» خليجياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، معبراً عن اعتقاده بأنه إذا تحسنت علاقتها مع إيران، فإن هذا الدور «سيكون أكبر وأقوى». وتمنى أن ينتقل الحوار بين الطرفين «من المستوى الأمني إلى المستوى الدبلوماسي (...) ونحن نعمل في هذا الاتجاه».
وكشف حسين أن بغداد تلعب دور وساطة بين الولايات المتحدة وإيران لأنه «من المصلحة العراقية أن تساعد» الطرفين اللذين «توصلا إلى اتفاق» على المواد الخاصة بالعودة إلى الاتفاق النووي، مستدركاً أن الخلاف بقي على مسائل تخص «الترابط بين الاتفاق وحل بعض المشاكل خارجه»، ولكنه لم يشأ الدخول في التفاصيل. وشدد على أن «مجموعة 6 زائد 4» لدول الخليج (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وعُمان) بالإضافة إلى الأردن والعراق ومصر واليمن ليست ضد إيران، بل هي «مجموعة تعاون»، وبخاصة في المجال الاقتصادي والأمني بالإضافة إلى أمن الطاقة.
حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية».
وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».
أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان».
وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها».
جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال.
ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا
بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي
حمزة مصطفى (بغداد)
معدلات الجريمة تتصاعد في درعا جنوب سورياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4567241-%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B1%D8%B9%D8%A7-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7
حوادث كثيرة تثبت هشاشة الوضع الأمني في محافظة درعا (جنوب سوريا)، ما أفضى إلى ارتفاع نسبة الجريمة فيها؛ فالمنطقة تشهد منذ 3 سنوات، وبشكل شبه يومي، عمليات قتل واغتيالات كان آخرها خلال اليومين الماضيين، حيث وقعت 3 عمليات قتل السبت الماضي 24 سبتمبر (أيلول) راح ضحيتها شاب وفتاتان في حوادث مختلفة.
وأفادت مصادر محلية بمقتل الشابة (ع. خ.) في العشرينات من العمر في بلدة معربة بريف محافظة درعا الشرقي، بعد تعرضها لإطلاق نار من قبل عمها الذي يعاني من اضطرابات نفسية. كما قُتلت الشابة (غ. ع.)، وهي صيدلانية من مدينة إنخل في الريف الشمالي من محافظة درعا، بطلق ناري بطريق الخطأ، في حين أصيب الشاب (ب. ج.) بالرصاص عن طريق الخطأ إثر شجار تطور لاستخدام السلاح في بلدة إبطع شمال درعا، نُقل على إثره للمشفى في حالة الطوارئ.
وفي يوم الجمعة الماضي 23 سبتمبر 2023، وقعت في محافظة درعا 3 عمليات قتل استهدفت مدنيين اثنين وجندياً في قوات النظام السوري، في حين أصيب طفلان وعنصر من قوات النظام على إثر اشتباكات وقعت صباح الخميس الماضي بين دورية عسكرية لقوات النظام ومسلحين مجهولين استهدفوا الدورية بالأسلحة الرشاشة في مدينة نوى بريف درعا الغربي.
قوات أمنية في مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)
قيادي سابق بالمعارضة (فضّل عدم ذكر اسمه) في درعا تحدث لـ«الشرق الأوسط» أن أبرز أسباب ارتفاع نسبة الجريمة في محافظة درعا انتشار السلاح والمخدرات، ووجود قوى الأمر الواقع في المنطقة كالأجهزة الأمنية وتجنيدها لبعض فصائل المعارضة السابقة بعد اتفاق المصالحة، وحيازة هذه الفصائل على السلاح والسلطة وباتت نافذة بالمنطقة، وحماية فصائل التسويات المدعومة من الأجهزة الأمنية لتجار السلاح والمخدرات بشكل ضمني. وعدم تنفيذ العدالة ومحاسبة المجرمين بشكل فعال وقانوني في المنطقة من قبل قوى الأمر الواقع، ما يشجع الجرائم، ويؤدي إلى روح الانتقام والتصفية الشخصية.
وذكر موقع «تجمع أحرار حوران» المعارض أن فروع النظام الأمنية تشرف على جزء كبير من عمليات الاغتيال التي تجري في محافظة درعا، وساعدها في ذلك ميليشيات محلية جندتها لهذا الغرض، حيث قدمت قوات النظام لها تسهيلات كبيرة ومنحتها بطاقات أمنية لتيسير تنفيذ الاغتيالات وتهريب المخدرات وترويجها. إن عمليات الاغتيال تستمر في محافظة درعا، وسط فوضى أمنية منذ سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على المحافظة في يوليو (تموز) 2018 بموجب اتفاق التسوية الذي وقعه النظام مع فصائل الجيش الحر بضمانة روسية.
سوق السبيل في مدينة درعا (الشرق الأوسط)
ووثق قسم الجنايات والجرائم في مكتب توثيق الشهداء في درعا خلال شهر أغسطس (آب) الماضي 46 عملية ومحاولة اغتيال أدت إلى مقتل 31 شخصاً، منهم مدنيون ومقاتلون في فصائل المعارضة سابقاً ومسلحون ومقاتلون من قوات النظام.
ويقول الناشط محمد الزعبي من درعا لـ«الشرق الأوسط»: «من يتابع التقارير الصادرة عن وزارة الداخلية السورية، والصفحات المحلية السورية يدرك حجم الكارثة التي يمر بها كل السوريين، بارتفاع نسبة الجريمة في عموم المناطق السورية بأشكال مختلفة، حيث إن أكثر من 90 بالمائة من السوريين يعانون من الفقر، إضافة إلى انتشار المخدرات، في وقت ارتفعت فيه تكلفة السلع الأساسية، ومع استمرار الليرة السورية في انهيارها، أصبح الحد الأدنى للأجور الشهرية أقل من 30 دولاراً شهرياً ضمن القطاعات الحكومية، و50 - 100 دولار في القطاعات الخاصة؛ ما يزيد من الضغط الاقتصادي، وقد يدفع البعض إلى ارتكاب جرائم لسد احتياجاتهم الأساسية».
وسط مدينة درعا المحطة (الشرق الأوسط)
وأضاف مراد (45 عاماً) من سكان مدينة درعا، أن أبرز معدلات الجريمة المرتفعة في سوريا هي معدلات السرقة التي شملت سرقة السيارات والدراجات النارية والمحلات التجارية، وسرقات غريبة مثل أسلاك الكهرباء والهاتف وأغطية الريغارات، ووصلت الحالة إلى عمليات قطع الطرق بغاية سرقة المارة بعد تهديدهم بالسلاح، أو الخطف بدافع الفدية المالية، والسطو المسلح عبر اقتحام السارقين بيوتاً مهجورة أو مأهولة وسرقة مقتنياتها بقوة السلاح، وأرجع أسبابها إلى انتشار الفقر والبطالة والفساد والمحسوبيات.
غارات روسية على ريف إدلبhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4567136-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8
أصيب 4 أشخاص بينهم طفلان، في استهداف بطائرتين مسيرتين لموقع عسكري تابع للقوات الحكومية السورية في محيط بلدة السقيلبية بريف حماة. وقالت مصادر محلية في السقيلبية إن دوي انفجار عنيف سُمع صباح الاثنين في ريف حماة، وشوهدت سحابة دخان تتصاعد من مزرعة جلاب شمال غربي العشارنة جنوب مدينة السقيلبية. وتلا ذلك تنفيذ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على قرية الحلوبة بريف إدلب، ومحيط قرية العنكبوتي بريف حماة، أسفرت عن تدمير منزلين، دون وقوع إصابات بشرية، وفق ما نقله ناشطون. وقالوا إن غارات روسية استهدفت مواقع للمعارضة المسلحة في جبل الزاوية.
وذكرت صفحات تابعة لميليشيات حزب «البعث»، إن «هجوماً جوياً طال نقاطاً عسكرية جنوب مدينة السقيلبية، بالقرب من قرية العشارنة» دون إشارة إلى هوية منفذي الهجوم.
وتشهد منطقة سهل الغاب تحليقاً مكثّفاً لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية، بالتزامن مع قصف من مدفعية النظام المتمركزة في معسكر جورين للقرى وللبلدات الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة بريف حماة.
والعشارنة قرية تتبع لناحية سلحب في منطقة السقيلبية (48 كم) شمال غرب حماة، ومنذ بدء الحرب في سوريا ركزت القوات الحكومة مقراتها ونقاطها العسكرية في تلك المنطقة (سهل الغاب) لمواجهة الفصائل المسلحة المعارضة في ريفي حماة وإدلب، ما جعل مدين السقيلبية ذات الغالبية المسيحية، هدفاً دائماً للفصائل المسلحة في تلك المناطق.
وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، ومقره لندن، إلى تنفيذ طائرات حربية روسية في ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين، 3 غارات جوية، استهدفت محيط قرية الحلوبة بريف إدلب الجنوبي، ضمن منطقة خفض التصعيد دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
ولفت المرصد إلى تزامن ذلك مع غارة جوية نفذتها طائرة مجهولة، استهدفت قرية جلاب في محيط السقيلبية بريف حماة الغربي، ضمن من مناطق سيطرة قوات الحكومة دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية.
ويشار إلى أن 5 مسلحين من فصيل أنصار التوحيد المعارض قتلوا، وأصيب 3 آخرون في السادس من سبتمبر (أيلول) الحالي، في غارات للطيران الحربي الروسي على قرية الفطيرة بجبل الزاوية جنوب إدلب. وفق ما ذكره المرصد. الذي قال إن الطيران الحربي الروسي شن أيضاً غارتين على محيط قرية البارة بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة (أرشيفية-رويترز)
عمّان:«الشرق الأوسط»
TT
عمّان:«الشرق الأوسط»
TT
الأردن: وزراء حكومة الخصاونة يقدمون استقالاتهم تمهيداً لتعديل سابع
رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة (أرشيفية-رويترز)
قالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم (الاثنين) إن وزراء حكومة بشر الخصاونة قدموا استقالاتهم من مناصبهم تمهيداً لتعديل وزاري، وفق ما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».
وذكر التلفزيون الأردني أن الخصاونة سوف يجري التعديل السابع على حكومته منذ أن كلفه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني برئاسة الوزراء في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.
الأسد: التوجه شرقاً هو الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية لسورياhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566571-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B4%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%8B-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9
رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ يصافح الرئيس السوري بشار الأسد في بكين (رويترز)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
الأسد: التوجه شرقاً هو الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية لسوريا
رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ يصافح الرئيس السوري بشار الأسد في بكين (رويترز)
قال الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الاثنين، إن بلاده أكثر تمسكاً بتعزيز علاقاتها مع دول الشرق بوصفها «الضمانة السياسية والثقافية والاقتصادية»، وعبَّر عن تطلعه إلى تعزيز العلاقات بين سوريا والصين في المجالات المختلفة.
وقالت رئاسة الجمهورية السورية، في بيان، إن الأسد التقى رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، اليوم، ووجَّه الرئيس الشكر للحكومة الصينية على دعمها بلاده في مواجهة كارثة الزلزال وفي حربها على «الإرهاب»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».
وأضاف الرئيس السوري أن «العلاقة بين البلدين يمكن أن تنطلق بقوة أكثر، من خلال المبادرات الثلاث التي طرحها الرئيس شي جينبينغ لتطوير التعاون في المجالين الاقتصادي والثقافي، وخلق مشروعات استثمارية مشتركة ضمن مبادرة (الحزام والطريق)».
ونقلت رئاسة الجمهورية السورية عن رئيس الوزراء الصيني قوله إن هناك احتياجاً للمزيد من التنسيق والتعاون، بما يصون المصلحة المشتركة للبلدين، مشدداً على الدعم المستمر لسوريا.
وأضاف: «الصين حريصة على انتهاز فرصة إعلان إقامة العلاقات الاستراتيجية، خلال لقاء الرئيسين الأسد وشي جينبينغ، لتقديم الدعم لسوريا... وتقديم الدعم في إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار».
مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيليةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566441-%D9%85%D8%A6%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D9%82%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%A8%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B7%D8%A9
الأمن الإسرائيلي يحمي المستوطنين أثناء اقتحامهم الأقصى (أرشيفية - أ.ف.ب)
القدس:«الشرق الأوسط»
TT
القدس:«الشرق الأوسط»
TT
مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية
الأمن الإسرائيلي يحمي المستوطنين أثناء اقتحامهم الأقصى (أرشيفية - أ.ف.ب)
اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم (الاثنين) باحات المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية لإحياء «عيد الغفران» اليهودي.
وذكرت «وكالة الأنباء الفلسطينية» أن 673 مستوطناً اقتحموا، أمس (الأحد)، باحات المسجد الأقصى.
وأدانت عدة دول منها السعودية ومصر وقطر اقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى أمس، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».
وعيد رأس السنة العبرية، هو بداية سلسلة من الأعياد اليهودية هذا الشهر وفي أكتوبر (تشرين الأول)، حيث يحتفل اليهود بـ«يوم الغفران»، في 24 سبتمبر (أيلول) الحالي، و«عيد العرش» لمدة ثمانية أيام كاملة، من يوم 29 سبتمبر حتى نهاية 7 أكتوبر المقبل.
علاوي: برزان أدار من باريس استهدافي بـ«فأس النظام»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566216-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%80%C2%AB%D9%81%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%C2%BB
علاوي: برزان أدار من باريس استهدافي بـ«فأس النظام»
كان الدكتور إياد علاوي نائماً في منزله في لندن ليلة 3 - 4 فبراير (شباط) 1978. شعر أن شيئاً الْتمع في الظلام، لكنه توهم أنه يحلم. سيستيقظ بعد لحظات على ضربات فأس لا ترحم. أدرك علاوي أن «فأس النظام» وصلت إليه، وراح يحاول على رغم النزف مواجهة المهاجم. انضمت زوجة علاوي إلى المواجهة، فعاجلها صاحب الفأس بضربات مؤذية واقتلع بيده اثنتين من أسنانها.
رئيس الوزراء العراقي الأسبق روى لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل الليلة الرهيبة. قال إنه أُخضع لسلسلة من العمليات وتلقى علاجاً لمدة أكثر من سنة، اضطر خلالها إلى الإقامة في المستشفى باسم مستعار بناء على طلب الشرطة البريطانية. وذكر أن رجال المخابرات العراقية تسللوا بعد الحادث إلى مشرحة المستشفى الذي نُقل إليه للتأكد من مقتله. وذكر أن برزان التكريتي أدار عملية اغتياله من فرنسا التي فرّ إليها المنفذون في طريقهم إلى بغداد.
كشف علاوي أيضاً أنه تعرف بعد سقوط النظام على صورة الضابط الذي حاول اغتياله، وهو «م.ع.ج»، وأن السلطات نجحت في استدراجه من تركيا واعتقلته، وتُوفي لاحقاً بفعل إصابته بالسرطان.
واستغرب ضابط سابق في المخابرات العراقية بقاء علاوي على قيد الحياة؛ لأنه «ليس من عادة المهاجم، وهو من أشرس ضباط المخابرات، ترك من يستهدفه على قيد الحياة». وأشار إلى أن بصمات المهاجم ظهرت في عمليات بالغة القسوة نفذها في استوكهولم وكراتشي.
مقتل فلسطينيين في الضفة وغارات جوية على غزةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566211-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%BA%D8%B2%D8%A9
تشييع الفلسطينيين اللذين قُتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم (د.ب.أ)
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
مقتل فلسطينيين في الضفة وغارات جوية على غزة
تشييع الفلسطينيين اللذين قُتلا برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم (د.ب.أ)
قُتل فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي، أمس، خلال عملية عسكرية جديدة نفذها في طولكرم بشمال الضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن العملية تأتي ضمن أنشطة «لمكافحة الإرهاب». كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف بطائرة مسيرة موقعين عسكريين تابعين لحركة «حماس» في منطقتي البريج وجباليا بقطاع غزة.
وأضاف الجيش عبر منصة «إكس» أن عبوة ناسفة ألقيت من البريج باتجاه جنود الجيش قرب السياج الأمني في غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة إصابة 6 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي شرق القطاع. وقال شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن قوات الجيش أطلقت قنابل الغاز والرصاص المعدني لتفريق فلسطينيين نظموا مظاهرات احتجاجية على طول الحدود الشرقية للقطاع.
وفي الضفة الغربية، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشابين أسيد أبو علي (21 عاماً) وعبد الرحمن أبو دغش (32 عاماً)، «بعد إصابتهما بالرصاص في الرأس، خلال عدوان الاحتلال على طولكرم صباح يوم الأحد». وقال الجيش الإسرائيلي إن أحد جنوده «أصيب بجروح متوسطة بشظايا رصاصة» خلال اشتباكات في مخيم نور شمس للاجئين القريب من المدينة، مضيفاً أنه فكك في مخيم نور شمس «مركز قيادة العمليات}،عشرات العبوات الناسفة الجاهزة للاستخدام وعبوات غاز وكميات كبيرة من مكونات تصنيع العبوات.
وأدانت وزارة الخارجية السعودية، أمس، تكرار الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها متطرفون في المسجد الأقصى تحت حماية القوات الإسرائيلية. وقالت وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية إن المملكة «تأسف لما تقوم به السلطات الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية».
وجددت وزارة الخارجية السعودية التأكيد على موقف المملكة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني «ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية»، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
المرصد السوري: التحالف الدولي يعتقل قياديَّين في «داعش» شمالي الحسكةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566121-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D8%AA%D9%82%D9%84-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%91%D9%8E%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A
محاولة اغتيال علاوي... المنفّذ شاب بشوش لكنه لا يترك أحياءhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566061-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%81%D9%91%D8%B0-%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D9%88%D8%B4-%D9%84%D9%83%D9%86%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D8%A3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1
محاولة اغتيال علاوي... المنفّذ شاب بشوش لكنه لا يترك أحياء
إياد علاوي... منفذ محاولة اغتياله في بريطانيا بشوش لكنه لا يترك أحياء (إ.ب.أ)
> سألت ضابطاً سابقاً في مخابرات نظام صدام حسين عن منفّذ محاولة اغتيال الدكتور إياد علاوي. قال: «أعرفه. لم يكن صديقي، لكننا كنا نتصافح حين نلتقي. لم يكن معنا في المركز الرئيسي. كان يعمل في (العمليات الخاصة) واسمها (إم 14)، وكانت مديرية مستقلة مقرها في منطقة سلمان باك (جنوب بغداد)». ربما كان عزل هؤلاء يرمي إلى عدم تعرّف كثيرين إلى ملامحهم وأسمائهم.
يمكنني أن أقول إنه كان يعطي انطباعاً بأنه شاب ودود وبشوش وحبّاب. لا يوحي للوهلة الأولى بأي ميول إجرامية أو عنفية. عريض الأكتاف مع شاربين وشعر كثيف أسود. في الوقت نفسه كان كامل الولاء وفولاذي الإرادة ويتمتع بقوة بدنية عالية جداً وصرامة في تنفيذ الأوامر. وكان شائعاً أنه لا يمكن أن يترك الشخص المكلّف باستهدافه حياً. هناك من يعتبره الرجل الأشرس في جهاز العمليات الخاصة.
بصمات «م.ع.ج»
ظهرت بصمات «م.ع.ج» في أماكن أخرى. ذات يوم هرب الضابط ماجد عبد الكريم حسين الذي كان يعمل في الخدمة السرية. كانت تبدو عليه تصرفات غير مريحة في العمل وأصبح يرتبط بعلاقات مشبوهة من وجهة نظر المخابرات. كتبت عنه تقارير إلى أمن الدائرة حيث أصدرت أمراً بنقله إلى خارج الجهاز. كان ذلك في عام 1978. هرب المذكور عبر الحدود إلى سوريا وتم التحقيق معه من جانب المخابرات السورية وبعد أن استنفدت جمع المعلومات منه سهّلت تسفيره إلى السويد وهناك بدأ يجري اتصالات مع الصحف ويتحدث عن أسرار عمل المخابرات، الأمر الذي دفع الجهاز إلى اتخاذ قرار بالتخلص منه. طلب من محطة المخابرات في أستوكهولم متابعته ولم يكن المذكور حذراً وكانت الأماكن التي يتردد عليها معروفة.
كان لجهاز المخابرات مصادر نسوية صائدة للأهداف من ضمنها (...) التي سافرت بصحبة ضابط العمليات «م ع ج» وهناك وُضعت السيدة في طريق ماجد، وسرعان ما ابتلع الطعم حيث اصطحبته معها إلى الشقة حيث كان زميلها الضابط بانتظاره. وما أن دخل ماجد الشقة حتى فوجئ بوجود ضابط العمليات الذي كان يعرفه شخصياً فأدرك أنه وقع في الفخ فقال: «ها جاي هنا حتى تصفيني؟». تمت تصفية ماجد وتقطيع جسده إلى 16 قطعة وضعت في أكياس نفايات. عند الفجر قام ضابط العمليات برميها في غابة ثم غادر أستوكهولم بسلام مع رفيقته.
رؤوس بالبريد الدبلوماسي
بصمات الرجل الذي لا يرحم ستظهر أيضاً في كراتشي.
في عام 1986 استهدفت المخابرات الإيرانية مدير محطة المخابرات العراقية في باكستان (ن.ع) عندما كان يسير بسيارته في سوق مزدحمة تاركاً نافذة السيارة مفتوحة. ألقى العملاء قنبلة يدوية داخل سيارته. لم يتمكن من مغادرة السيارة وتوفي في الحال. زار مدير الجهاز والدة الشهيد معزياً وقطع وعداً بجلب رؤوس القتلة إلى بغداد. بعد متابعة حثيثة من قبل محطة المخابرات في كراتشي، توصلت مصادر الجهاز إلى تحديد هوية الفاعلين، وكانوا أربعة.
توجه إلى كراتشي فريق العمليات الخاصة المكوّن من ضابط المخابرات (ك.ب) واثنين من العمليات على رأسهم الضابط (م.ع.ج). وبخطة محكمة تم استدراج القتلة إلى شقة تم استئجارها من طرف الجهاز مسبقاً لغرض تنفيذ القصاص. ما أن دخل القتلة حتى وجدوا أنفسهم في كمين محكم فكان الموت مصيرهم المحتوم، وقيل إن رؤوسهم نقلت إلى بغداد في حقيبة البريد الدبلوماسي.
علاوي: أدماني فأس النظام وتسللوا إلى المشرحة للتأكد من جثتيhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/4566041-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%A3%D8%AF%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%AA%D8%B3%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D8%AD%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%83%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D8%AB%D8%AA%D9%8A
علاوي: أدماني فأس النظام وتسللوا إلى المشرحة للتأكد من جثتي
رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي (غيتي)
في السبعينات غادر شابان العراق للابتعاد عن «السيد النائب» صدام حسين وآلته الأمنية القاتلة. اسم الأول نوري المالكي، وهو عضو في حزب «الدعوة» الذي اتخذ صدّام قراراً باقتلاعه من جذوره. واسم الثاني إياد علاوي، وهو عضو في حزب «البعث»، هاله ما شهده الحزب بفعل تقدم صدّام للسيطرة بالقوة على كل مفاصله تحت عباءة الرئيس أحمد حسن البكر. وسيتواجه الرجلان لاحقاً في عراق ما بعد الغزو الأميركي.
في 2010 دخلت مكتب رئيس الوزراء العراقي، وكان اسمه نوري المالكي. كان الحوار مفيداً. انتابني بعد خروجي منه شعور بأن عراق ما بعد صدام أنجب رجلاً قوياً لن يغادر موقعه الجديد ببساطة، كي لا نقول إنه لن يغادر إلا على رؤوس الحراب. واستوقفني أن الرجل الذي كان قد وقّع قرار إعدام صدام، وقف أمام جثة الأخير حين نقلها المنفذون إلى قرب منزله. قال المالكي في الحوار: «لم تكن أمنيتي إعدام صدام، فهذا خلاص له. الإعدام بحقه قليل لما ارتكبه من جرائم.
محاكمة صدام وأركان نظامه (غيتي)
كان يجب أن يبقى سجيناً مُذَلاً ومهاناً كنموذج للديكتاتوريين؛ لكنها رغبة الناس وعائلات الشهداء... رأيته مضطراً بعد إعدامه، وبعد إلحاح من بعض الإخوة. وقفت أمام جثته نصف دقيقة، وقلت له: ماذا ينفع إعدامك؟ هل يعيد لنا الشهداء والبلد الذي دمرته؟».في تلك السنة عاش العراق أزمة طويلة مفتوحة حول تشكيل الحكومة الجديدة. المالكي يطالب بولاية ثانية، وعلاوي -وهو رئيس سابق للحكومة- يعتبر نفسه صاحب حق في ضوء نتائج الانتخابات النيابية. بعد 8 أشهر، كسب المالكي المبارزة، والأسباب كثيرة. دعم إيران الواضح للمالكي، وحرص الإدارة الأميركية على استرضاء إيران. يضاف إلى ذلك أن علاوي لم يأخذ بنصيحة أسداها إليه قائد «فيلق القدس» الجنرال قاسم سليماني. لم يأخذ أيضاً بنصيحتين له بزيارة إيران سمعهما من فلاديمير بوتين وبشار الأسد، في حين سمع الثالثة من الشيخ صباح الأحمد. تمسّك علاوي بموقفه الرافض «استجداء رئاسة الوزراء من الخارج»، وسيكشف -في حوار «الشرق الأوسط» معه- ما جرى في تلك اللقاءات، مُصدراً حكماً قاسياً على نائب الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن، ومناوراته لإبقاء المالكي في موقعه.
الخط العروبي العلماني
تمسّك علاوي بخطه «العراقي العروبي العلماني»، رافضاً التسليم بحق إيران في تشكيل المشهد السياسي، معتبراً أنها شاركت أميركا في تخريب العراق. وهكذا انقضت السنوات، ولم يزر علاوي إيران ولو لمرة واحدة، على الرغم من توليه منصب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية ورئاسة كتلة نيابية كبيرة. وكان لافتاً عدم تردده في إبداء انتقادات صريحة للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي، وبينها تدخلات أميركا وإيران.
علاوي... فأس النظام العراقي لحق به إلى لندن لكنه عاد إلى بلاده بعد الغزو ولعب أدواراً سياسية بارزة (غيتي)
ما كان لكل هذه الأسئلة أن تُطرح لو سارت الأمور فجر الرابع من فبراير (شباط) 1978 في لندن على النحو الذي أراده سيّد بغداد. في تلك الليلة نفّذت المخابرات العراقية أمراً من «السيد النائب» يقضي بـ«تهشيم رأس» إياد علاوي الذي استقال من الحزب، وبدأ يبحث عن التغيير في العراق من خارجه.
محاولة الاغتيال
سألت علاوي عن محاولة الاغتيال تلك، والتي لا تزال آثارها ماثلة في جسده. وسأتركه يروي.
سبقت المحاولة تهديدات كثيرة. تركتُ حزب «البعث» كلياً عام 1975. سلّمت التنظيمات التي كنت مسؤولاً عنها في 1974، وفي 1975 شكّلنا «الوفاق الوطني» بشكل سري، من دون أن نعطيه اسماً؛ إذ رأينا أن الأمور بدأت تنحرف عن جادة الصواب، سواء على الصعيد العربي أو العراقي والوطني. استمرت التهديدات والإغراءات من 1975 إلى 1978 عندما لعبوا لعبة قذرة جداً.
أرسلوا إليّ في لندن شخصاً سمّى نفسه «جهاد الدليمي». اتصل بي وقال إنه يريد أن نلتقي بشكل عاجل. كانت وردتنا، عبر جماعتنا وأصدقائنا وإخواننا، معلومات بأن هناك 13 شخصاً سيتعرضون للاغتيال: أنا، وطالب شبيب، وحازم جواد (الرجل الذي قاد استيلاء «البعث» على السلطة في 1963)، وتحسين معلا، وحميد الصايغ، وغيرهم. اغتيالات وتصفيات تتعلق بالحزب. قال «جهاد الدليمي»: أنا آتٍ إليك. لم أكن أعرفه، وأخذت حذري من الذهاب إلى المكان الذي كان يسكن فيه، وكان في فندق؛ لكنه بقي يلحّ إلحاحاً كبيراً، فظننت أن لديه قضية مهمة.
كان هذا قبل الاعتداء بشهر. أعطاني اسم الفندق الذي كان ينزل فيه في محلة إيرلز كورت (غرب لندن). اتصلت به من هاتف عمومي قبالة الفندق، فقال إنه موجود في الداخل. قلت له: خلال نصف ساعة أكون عندك؛ لكنني لن أستطيع أن أتأخر في اللقاء.
موضوع غريب
راقبت الفندق فلم أجد أي حركة مريبة. التقيته وفاتحني بموضوع غريب. شخص لا تعرفه يفاتحك بعملية انقلاب. وقال لي: أنا مبعوث من قبل أشخاص يهمونك ويعرفونك ويحترمونك، وسمّى لي منهم سعيد ثابت (رحمه الله) وكان بعثياً كبيراً. سألته: ماذا يريدون؟ قال إنهم يبحثون عن البعثيين الذين لهم شأن في الحزب، ويريدون التعاون معهم. قلت له: هل هذا كلام تتحدث به مع إنسان غريب مثلي بالنسبة إليك؟ اذهبوا وعدّلوا الأمور من داخل الحزب. قلت ذلك من أجل أن أتحاشى الموضوع. أنهيت الحديث بقولي له: أنا ليس لدي شيء أقدمه، ولست مستعداً للتآمر. أنا أعمل الآن في المجال الطبي ومتفرغ له.
صدام في اجتماع مع كبار قادة أركان نظامه (غيتي)
اتصلت بطالب شبيب، وكان حازم جواد عنده، وقال لي حازم: حصل معي الأمر ذاته، وضروري أن تخبر السفير العراقي أو مسؤول حزب «البعث» بالأمر. قلت له إنه إنسان بريء فكيف أُخبر عنه؟ لو كان بريئاً ولو بنسبة 1 في المليون فكيف أُخبر عنه؟ القصة أن شخصاً لا أعرفه جاء يفاتحني بانقلاب.
اتصلت بأحد أصدقائنا الذي كنت أدخلته إلى جهاز الأمن والمخابرات عندما كنت مسؤولاً في الحزب، اسمه نزار، هو الآن لاجئ سياسي في كندا، وقلت له: يا نزار، هل يمكن أن تتأكد ما إذا كان جهاز المخابرات أرسل إليّ أحداً؟ هل يمكن أن تتأكد لي من الأمر؟ علماً بأننا كنا نعمل بسرّية كبيرة.
«جهاد الدليمي»
بعد 10 أيام اتصل بي، وقال لي إن جهاز المخابرات أرسل لك شخصاً سمّى نفسه «جهاد الدليمي»، نسيت اسمه الحقيقي. تفاجأت بهذا الكلام رغم أنني كنت أتوقع ممارسات انتقامية. كلّمت أحد الإخوان وطلبت منه أن ألتقي مسؤول تنظيم الحزب في مقهى أحد الفنادق، واخترت فندق «غلوستر». التقينا، وقلت له: جاءني شخص مكلّف بأن يفاتحني بانقلاب، وأريد أن أعطيكم اسمه وصفاته. هو أسمر، ويقول إن اسمه «جهاد». فابتسم المسؤول وقال لي: تأخرت يا دكتور في إخبار الحزب. قلت له: أنا تركت الحزب، ولست موظفاً في الدولة، وأنا أعمل طبيباً. بعد شهر بالتمام جرت محاولة الاغتيال.
كان ذلك ليل 3- 4 فبراير 1978، في منطقة اسمها إبسوم في ساري (جنوب غربي لندن)؛ حيث كنت أقيم مع زوجتي الأولى التي توفيت رحمها الله. أصيبت بجرح بالغ خلال المحاولة. كنت في عملي في المستشفى ليلاً، ثم لبّيت دعوة عند أصدقاء أكراد، وكنا نتحدث في السياسة. عدت نحو منتصف الليل إلى البيت، وكنت متعباً. كنت معتاداً أن أبقي الستائر مرفوعة قليلاً، ويدخل من خلالها ضوء بسيط من الشارع. عند نحو الثالثة فجراً سمعت صوتاً، ففتحت عيني ورأيت شبحاً قرب سريري. توهّمت أنني أحلم. لكنني رأيت شيئاً يلمع متجهاً نحوي، فقلت: هذا ليس حلماً. ضربني الشبح فوراً في رجلي، وشعرت كأن ناراً دخلت فيها. الركبة اليسار لم أعد قادراً على تحريكها، وتلقيت ضربات وعضات في يدي، وتهشيماً بالأظافر في صدري، وشعرت بماء حار على رأسي. ماذا يجري؟ استمرت هذه المسألة نحو دقيقتين أو ثلاث دقائق، ثم أشعلت زوجتي الضوء، وأصيبت فوراً بهستيريا، وهجمت على هذا الشخص تلقائياً، وهو طويل ومدرب. (أورد علاوي اسم المهاجم كاملاً؛ لكن سنكتفي بنشر الأحرف الأولى، وهي: م.ع.ج). خلع المهاجم اثنتين من أسنان زوجتي بيده. استمررنا نتعارك وأنا ممسك بـ«الطبر» (الفأس) وأمنعه من استخدامها.
ماء حار
لكن الماء الحار الذي كنت أشعر به تبيّن أنه دم نتيجة ضربة في رأسي، والعظام خرجت من رجلي اليمنى، وأنا على هذه الركبة (اليسرى). ساهم هذا في إنقاذ حياتي بالنتيجة.
كنت خائفاً على زوجتي، بعدما تمكّن من أخذ «الطبر» ضربها على يدها، وبقيت معلّقة بالجلد فقط، فقلت لها أن تقفز وتتعلق برقبته بيدها السليمة، علماً بأنه طويل، بينما أنا جالس على الركبة، وكان «الطبر» متجهاً إلى رأسي. لكنني تمكنت؛ لأنه كان طويلاً وأنا في الأسفل، أن آخذ «الطبر» منه، بينما زوجتي تمكنت من التمسك برقبته وشدته إلى الوراء، حينها أمسكت «الطبر» من مقبضه وأخذته منه، وضربته به في رجله. استمر الأمر نحو 10 إلى 12 دقيقة، حينها اتجه إلى باب الغرفة ليغادر، فزحفت وقلت لزوجتي أن تبقى خلفي، ووصلت إلى «تواليت»؛ حيث أخذت عبوة عطر ورميتها عليه، فالتفت إليّ ليرى إن كنت ميتاً أو حياً، وكانت الدماء تغطي أرض الغرفة والجدران. وما إن التفت إليّ، وعرفت أن المسألة سياسية، شتمته وقلت له: «يا ابن الكذا... أنتم فعلتم ذلك لأنكم جبناء، ولكن إن أعطاني الله الحياة فسأقلع عيونك وعيون صدّام، وإذا مت فهناك من سيأخذ ثأري». عندها أدار رأسه وخرج لاعتقاده أنني لن أبقى حياً. لاحظت أنه كان برفقة شخص آخر على وسطه مسدس.
رحلة العذاب والعلاج
بعدما غادر، زحفت إلى الهاتف، واتصلت بالمستشفى، وقلت لهم إننا -أنا وزوجتي- أُصبنا إصابات بالغة، ولا نعرف إن كنا سنعيش أم سنموت، ويجب أن تخبروا الشرطة بهذا الاعتداء علينا. أرسلوا إلينا سيارة إسعاف، وكان بيتنا قريباً من المستشفى التي تعمل فيها زوجتي. في أقل من 5 دقائق وصلت الشرطة والإسعاف، ونقلونا فوراً إلى المستشفى، ووضعونا في غرفتين منفصلتين. قالوا لي إن جرّاحاً زائراً سيأتي ليجري لك الجراحة المطلوبة، وسنعطيك إسعافات أولية ريثما يصل. فقلت لهم: لا تفعلوا شيئاً حتى يأتي ابن عمي. أعطيتهم رقمه ليتصلوا به، وكان بيته قريباً. فقالوا: هل الوقت الآن وقت ابن عمك؟ قلت: نعم، اتصلوا به ليأتي. جعفر علاوي أصبح لاحقاً وزير الصحة في العراق. اتصلوا به وجاء مع زوجته وأخته، فقلت له: يا جعفر، اتصل بصلاح شبيب وتحسين معلا وحميد الصايغ، وقل لهم إن إياد ضُرب، وأنتم أسماؤكم مسجلة على جدول القتل، ولا نعرف إن كان إياد سيعيش أم سيموت؛ لكن خذوا حذركم بشدة. فقال لي: هل الآن وقتها؟ اذهب إلى غرفة العمليات. قلت له: اذهب واتصل بهم ثم عد إليّ.
وجوه كئيبة
نقلوني إلى غرفة للعناية المركزة بعد غرفة العمليات، وقطعوا عني أي اتصالات، حتى أهلي منعوهم من زيارتي. أبقوني ثلاثة أيام تحت المراقبة، إذ كانوا يخشون حصول نزيف في الدماغ. الحمد لله، لم يحصل نزيف. بعد ذلك، نقلوني إلى غرفة عادية، ورأيت كل الوجوه كئيبة. الأهل والأصدقاء قلقون وخائفون، ظننت أن زوجتي توفيت، فقلت لهم: خير إن شاء الله؟ هذا طريقنا، وصدام قرر أن يتعامل معنا بهذا الشكل، ماذا نفعل؟
في هذه الأثناء، قال لي شرطي كان موجوداً إن قضيتك سياسية، وسيأتي رئيس قسم مكافحة الإرهاب في «سكوتلانديارد»، جيم نيفل، ومساعده ورنوك، ليتوليا التحقيق فيها. وسألته عما يحصل، فقال لي: ألم يخبروك؟ قلت له: لم يخبرني أحد شيئاً. فقال لي: لقد تسللوا إلى مشرحة المستشفى، وتفقدوا الجثث هناك للتأكد من مقتلك. وعند الفجر بينما كان عمّال يحضرون جثة إلى المشرحة سمعوا وقع أقدام باتجاههم فهربوا.
ذهبوا إلى مشرحة المستشفى ليتأكدوا إن كنت قد قُتلت. خضعت لعلاجات وعمليات لمدة شهر في المستشفى، في ظل حماية مسلحة من شرطة مكافحة الإرهاب. بعد شهر، جاءتني الشرطة مع عدد من المدنيين، وسألوني إن كنت أتآمر على الحكم في العراق. الشرطة أجرت تحقيقات فظيعة. وجدوا ساعة المعتدي وآثاراً من دمه؛ لأنني كنت ضربته على رجله، وهو من صنف موجود بكثرة في العراق وغير موجود في إنجلترا. وجدوا ساعته المصنوعة في اليابان بشكل خاص للقصر الجمهوري العراقي. كانوا دقيقين. أخذوا بصمات أصابعه.
قال رجال الشرطة: نحن لا نستطيع أن نبقي لك حماية بشكل دائم، فيجب أن تغادر إلى مستشفى آخر، ولا يعرف هويتك الحقيقة سوى مدير المستشفى والطبيب المعالج، وتقول للآخرين إنك لبناني وجُرحت في الحرب الأهلية في لبنان. وكان لدي صديق أمون عليه، فطلبت منه أن يجد لي مستشفى آخر خارج لندن. نقلوني إلى مستشفى في منطقة غلوسترشاير؛ حيث خضعت لثلاث عمليات. الطبيب المعالج ومدير المستشفى فقط كانا يعرفان هويتي، والبقية قلت لهم إنني من لبنان وأُصبت في الحرب.
خضعت لجراحات متكررة، واستغرقت مدة العلاج سنة ونصف سنة. خلال الفترة الأولى أجروا لي عدة عمليات، ثم خضعت لعلاج طبيعي. زوجتي أصيبت في الفترة الأولى بانهيار عصبي. ثم أصيبت بالسرطان وتوفيت، رحمها الله.
برزان يشرف من باريس ويسخر
نجح المنفذون في المغادرة إلى فرنسا، وعادوا منها إلى العراق. طبعاً كانوا يسافرون بجوازات مزورة، وأحياناً بجوازات دبلوماسية. اللافت أن برزان التكريتي (أخ غير شقيق لصدام) جاء إلى باريس ليشرف على العملية من هناك.
أبلغ صحافي بريطاني مهتم بشؤون العراق «سكوتلانديارد» أن برزان كان في باريس لهذا الغرض. ليلة العملية اتصل برزان بشقيقي عماد في بغداد نحو الثانية بعد منتصف الليل، قائلاً له: «ما أخبار الدكتور؟». فأجابه أخي بأني بخير، فأخذ برزان يقهقه بشكل هستيري، وقال: «سلامنا له»، ثم أقفل السمّاعة. أثار الاتصال قلق أخي، فحاول أن يكلّمني في اليوم التالي؛ لكنه لم يتمكن، وأبلغه ابن عمّي لاحقاً أن إياد وقع وكسر رجله، وسيكلمك بعد يومين.
فترة مزعجة ومتعبة
أمضيت سنة في المستشفى، لم أستطع أن أسكن في بيت أو أن أعمل في مستشفى، وجُلت على منازل أقربائي. البيوت الفارغة استخدمتها (للإقامة فيها). حقيقة، كانت فترة مزعجة ومتعبة.
سألت علاوي: لماذا لم يطلق المهاجمان النار عليه؟ فتابع روايته.
اعتقدا أنني سأموت بفعل النزف. الغرفة كانت كلها دماء. كان في التلفزيون البريطاني برنامج يظهر الجرائم البشعة، ومحاولة اغتيالي أظهروها على التلفزيون، وصور الفأس والدماء على الجدران. عندما وقعت الجريمة في فبراير كان الجو بارداً جداً، وأوقفت الشرطة كل أجهزة التدفئة في المنزل، ولكن عندما أصبح الجو دافئاً انفجرت الأنابيب، وغمرت المياه كل شيء في البيت، ولم تبقِ أي ورقة... كل هذه الأمور ظهرت في التلفزيون. كانت محاولة قتل جادة، وكلّفتهم أموالاً كثيرة، وفق ما عرفت لاحقاً.
المنفذ يسقط في الفخ
بعد سقوط النظام وعودتنا إلى بغداد، بلغني أن «م.ع.ج» موجود في تركيا. جاءني ضابط مخابرات عراقي وقال لي: هل تعرفه إن عُرضت صورته عليك؟ قلت: نعم. أراني صورته فعرفته، فقلت له: أين هو الآن؟ قال إنه في تركيا مكلّف من المخابرات العراقية بمتابعة المعارضة العراقية التي تخرج وتدخل من طريق الشمال، عبر كردستان، لكي يغتالهم، واسمك في المقدمة.
اتصلنا بتركيا، فقالوا: أنتم تعدمون وتقتلون، لن نسلمكم إياه. لاحقاً، جاء الأميركيون وقالوا لي إن أريناك صورة الشخص الذي ضربك، فهل تعرفه؟ قلت: نعم. فأروني صورته، وقالوا لي إنه في تركيا، ونقدر أن نفاتح الحكومة التركية ليسلمونا إياه. وصارت القضية بالشكل التالي: فاتحوا الحكومة التركية، وقالوا لها أن تطلب منه الرجوع لكي يأخذ تأشيرة أخرى، فقط عليه أن يدخل العراق ويغادره عبر جسر إبراهيم الخليل في معبر زاخو في كردستان. فقط تعبر وتعود إلى تركيا ونعطيك تأشيرة لمدة 5 سنوات. جماعة مسعود بارزاني، الأسايش- المخابرات، موجودون في المعبر. جاءتهم إشارة من الأميركيين، فاعتقلوه رأساً وأرسلوه إلى المعتقل في بغداد.
الأميركيون طلبوا مني أن أراه، فرفضت لئلا أفعل له أي شيء تحت تأثير الغضب. وكذلك قلت إنني أتنازل عن حقي الشخصي؛ لكن يبقى الحق العام الذي لا يمكنني أن أتنازل عنه.