السودانيون يترقبون مساعي بريطانية لحل أزمة الحكم

تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في السودان بشكل أسبوعي منذ أكتوبر الماضي (أ.ب)
تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في السودان بشكل أسبوعي منذ أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

السودانيون يترقبون مساعي بريطانية لحل أزمة الحكم

تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في السودان بشكل أسبوعي منذ أكتوبر الماضي (أ.ب)
تواصلت الاحتجاجات المطالبة بالحكم المدني في السودان بشكل أسبوعي منذ أكتوبر الماضي (أ.ب)

يترقب السودانيون ما ستنتج عنه زيارة وفد بريطاني يزور الخرطوم لدعم مساعي التوصل إلى تسوية تفضي إلى انفراج سياسي وتشكيل إطار لحكومة انتقالية مدنية شاملة، وهو ما تدعمه بريطانيا وفق بيان صادر عن سفارتها في العاصمة السودانية.
ويضم الوفد مبعوثة المملكة المتحدة للقرن الأفريقي والبحر الأحمر سارة مونتغومري، والمبعوث البريطاني الخاص للسودان ودولة جنوب السودان بوب فييرويذر، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام سيلتقيان خلالها بعدد من الفاعلين السياسيين والقادة المدنيين والعسكريين في السودان.
من جانبه، عقد رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، اجتماعاً مع هيئة قيادة الجيش صبيحة عودته من الولايات المتحدة الأميركية حيث شارك في جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة الدورة السابعة والسبعين، ثم التقى في طريق عودته مساء السبت، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، ما أطلق تكهنات في السودان بأن البرهان ربما يتخذ قرارات مهمة خلال الأيام المقبلة، على شاكلة حل مجلس السيادة وتكوين «مجلس أعلى للقوات المسلحة»، يدير البلاد حتى إجراء الانتخابات. وقد عزز من هذه التكهنات اجتماعه مع قيادات الجيش السوداني والرئيس المصري، وأيضاً اقتراب موعد الذكرى الأولى لتوليه السلطة في 25 أكتوبر (تشرين الأول) بعد أن حل مجلسي الوزراء والسيادة وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، في خطوة سماها البرهان «إجراءات تصحيحية» بينما اعتبرتها المعارضة وجهات دولية وإقليمية «انقلاباً عسكرياً».
ووعد البرهان حينها بتشكيل حكومة وإكمال تشكيل مؤسسات الدولة خلال شهر، لكنه لم يتمكن من ذلك طوال 11 شهراً، نسبة للمعارضة الشديدة التي واجهها داخل السودان، الذي ظل يعيش حالة فراغ دستوري قرابة العام.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة العقيد نبيل عبد الله، على صفحة القوات المسلحة في «فيسبوك»، إن البرهان التقى هيئة قيادة القوات المسلحة بمكتبه بالقيادة العامة للجيش صبيحة يوم الأحد عقب عودته من جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة، دون أن يكشف عما دار في الاجتماع. وكان البرهان قد ذكر في مقابلة مع «أسوشيتد برس» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتعلق بموعد إجراء الانتخابات في السودان، أنه ينتظر توافق القوى السياسية دون تدخله في العملية السياسية، مستدركاً بقوله: «طبعاً لن ننتظر إلى ما لا نهاية». وأضاف: «لو تُرك لنا المجال وحدنا، لكنا الآن أنجزنا مهام المرحلة الانتقالية، لكن القوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي طلبت منا أن نتوقف». وأعلن البرهان خروج الجيش من التفاوض مع المعارضة المدنية في 4 يوليو (تموز) الماضي، موضحاً عزمه حل مجلس وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة متى ما اتفقت القوى السياسية على حكومة مدنية، غير أن المعارضة اعتبرت ذلك مناورة منه لأنه اشترط اتفاق جميع القوى السياسية بما فيها تلك التي تتحالف معه في الحكم العسكري وأيضاً أحزاب كانت شريكة لنظام الرئيس المعزول عمر البشير. كما اتهمته المعارضة بأن هذا المقترح «حيلة» يريد المكون العسكري منها أن ينقل سلطات مجلس السيادة إلى «المجلس الأعلى للقوات المسلحة» المراد تأسيسه، بينما يتحول مجلس الوزراء المدني إلى مجرد «مكتب سكرتارية» للمؤسسة العسكرية.
من جهة أخرى، أجرى البرهان، أثناء وجوده في نيويورك، عدداً من اللقاءات مع قادة أفارقة وأجانب، بينها رئيس الاتحاد الأفريقي للدورة الحالية الرئيس السنغالي ماكي سال، وبحث معه إعادة النظر في قرار الاتحاد بتجميد عضوية السودان في المنظمة الإقليمية.وكان الاتحاد الأفريقي قد جمد عضوية السودان عقب القرارات التي اتخذها البرهان في 25 أكتوبر 2021، وأطاح بموجبها بالحكومة المدنية الانتقالية التي كان يترأسها عبد الله حمدوك، معتبراً تلك القرارات «انقلاباً عسكرياً»، إذ تنص لوائح الاتحاد على تجميد عضوية الدول التي تحدث فيها انقلابات عسكرية.
إلى ذلك، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني يوم الأحد أن القوات البحرية ضبطت قارباً على متنه أربعة مواطنين يمنيين داخل مياهه الإقليمية السودانية قرب جزر السبعات، وبداخله كمية من الأسلحة والذخائر، تتكون من 90 بندقية كلاشينكوف، 162 صندوق ذخيرة رشاشة «قرنوف»، و182 صندوق ذخائر بأعيرة متنوعة، إضافة إلى 43 صندوقاً به أسلاك «متفجر فورتكس»، و45 صندوقاً به «فيوز تفجير». وأضاف الجيش السوداني أنه ضبط في أوقات سابقة كميات من المواد المخدرة والأسلحة والمتفجرات، تقوم بتهريبها عناصر يمنية وسودانية، دون أن يحدد الجهات التي تتبع لها هذه العناصر.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
TT

«الخوذ البيضاء» يطالب الأمم المتحدة بالحصول على خرائط «السجون السرية» من الأسد

لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)
لقطة جوية تظهر تجمع الناس في سجن صيدنايا (أ.ف.ب)

أعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم (الثلاثاء)، أنه قدم طلباً إلى الأمم المتحدة للحصول على خرائط بمواقع «السجون السرية» من الرئيس بشار الأسد الذي فرّ، الأحد، مع دخول فصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» دمشق، وإعلانها إسقاط حكمه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في مقابلة مع شبكة أميركية، اليوم (الثلاثاء)، أن الأسد داخل روسيا، في أول تأكيد رسمي من موسكو لما سبق أن أوردته وكالات أنباء روسية.

وقال مدير جهاز «الخوذ البيضاء»، رائد الصالح، في منشور على منصة «إكس» اليوم: «أرسلنا (...) طلباً للأمم المتحدة عبر وسيط دولي لمطالبة روسيا بالضغط على المجرم (...) بشار الأسد لتسليمه خرائط بمواقع السجون السرية، وقوائم بأسماء المعتقلين، لنتمكن من الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن».

ومنذ بداية الاحتجاجات التي تحوّلت إلى نزاع مسلّح في عام 2011، توفي أكثر من 100 ألف شخص في السجون خصوصاً تحت التعذيب، وفق تقديرات للمرصد السوري لحقوق الإنسان تعود إلى عام 2022.

وأفاد المرصد بأنّ الفترة ذاتها شهدت احتجاز نحو 30 ألف شخص في سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من العاصمة دمشق، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

من جانبها، أحصت منظمة العفو الدولية آلاف عمليات الإعدام، مندّدة بـ«سياسة إبادة حقيقية» في سجن صيدنايا الذي وصفته بـ«المسلخ البشري».

وأعلنت فصائل المعارضة تحرير المحتجزين في السجون بما فيها سجن صيدنايا الذي يُعد من أكبر السجون السورية، وتفيد منظمات غير حكومية بتعرّض المساجين فيه للتعذيب.

وأعلن جهاز «الخوذ البيضاء»، اليوم، «انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سريّة غير مكتشفة» داخل سجن صيدنايا «من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تُفتح بعد».

غير أنّ الكثير من العائلات لا تزال مقتنعة بأنّ عدداً كبيراً من أقربائها محتجزون في سجون سرية تحت الأرض.

وقال رائد الصالح: «توحُّش وإجرام لا يمكن وصفه مارسه نظام الأسد البائد في قتل السوريين واعتقالهم وتعذيبهم».