النمل الأبيض مستفيد «مجهول» من تغير المناخ

يزيد من وتيرة هضمه للأخشاب

وتيرة أكل النمل الأبيض للأخشاب تزيد مع تغير المناخ (الفريق البحثي)
وتيرة أكل النمل الأبيض للأخشاب تزيد مع تغير المناخ (الفريق البحثي)
TT

النمل الأبيض مستفيد «مجهول» من تغير المناخ

وتيرة أكل النمل الأبيض للأخشاب تزيد مع تغير المناخ (الفريق البحثي)
وتيرة أكل النمل الأبيض للأخشاب تزيد مع تغير المناخ (الفريق البحثي)

عند الحديث عن تغير المناخ، الذي تَسبب فيه الإنسان، يصعب تصور وجود مستفيدين من هذا الوضع الكارثي، ولكن دراسة دولية حديثة شارك فيها باحثون من كل قارات العالم، عثرت على أحد المستفيدين، وهو «النمل الأبيض».
وعندما نفكر في النمل الأبيض، فإن الذهن ينصرف إلى الخطر الذي يمكن أن يشكله على منازلنا، بمجرد أن يستقر ويبدأ في أكل الأخشاب، ولكن في الواقع، فإن نحو 4% فقط من أنواع النمل الأبيض في جميع أنحاء العالم تعد آفات قد تأكل منزلك، لأن الأغلب يفضل الطبيعة، وكانت المفاجأة الجديدة هو نشاطه الواسع في المناخ الدافئ الحار.
وحددت الدراسة المنشورة (السبت) بدورية «ساينس»، للمرة الأولى، كم يحب النمل الأبيض الدفء، وكانت النتائج مذهلة، حيث وجد الباحثون أن النمل الأبيض يأكل الأخشاب الميتة بشكل أسرع في الظروف الأكثر دفئاً، فعلى سبيل المثال، النمل الأبيض في منطقة ذات درجات حرارة (30 درجة مئوية) سوف يأكل الخشب سبع مرات أسرع من مكان به درجات حرارة (20 درجة).
وتشير هذه النتائج إلى الدور المتزايد للنمل الأبيض في العقود القادمة، حيث يؤدي تغير المناخ إلى «زيادة موطنه المحتمل في جميع أنحاء الكوكب، وهذا، بدوره، يمكن أن يؤدي إلى إطلاق المزيد من الكربون المخزن في الأخشاب الميتة بالغلاف الجوي».
وتلعب الأشجار دوراً محورياً في دورة الكربون العالمية، حيث تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية التمثيل الضوئي، ويتم دمج نصف هذا الكربون تقريباً في كتلة نباتية جديدة.
وبينما تنمو معظم الأشجار ببطء كل عام، تموت نسبة صغيرة منها، لتتحول إلى أخشاب يتم حرقها أو تحللها من خلال الاستهلاك بواسطة الميكروبات (الفطريات والبكتيريا)، أو الحشرات مثل النمل الأبيض.
وإذا تم استهلاك هذه الأخشاب بسرعة، فسيتم إطلاق الكربون المخزن بها بسرعة مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، ولكن إذا كان التحلل بطيئاً، فيمكن أن يزداد حجم تجمع الأخشاب الميتة، مما يؤدي إلى إبطاء تراكم ثاني أكسيد الكربون والميثان في الغلاف الجوي.
وتقول إيمي زان، من جامعة ميامي الأميركية، والباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة إن «فهم ديناميكيات مجتمع الكائنات الحية التي تحلل الأخشاب الميتة أمر حيوي، حيث يمكن أن يساعد ذلك العلماء على التنبؤ بتأثيرات تغير المناخ على الكربون المخزن في النظم البيئية للأرض». وتضيف: «هذا مهم لأن إطلاق الكربون في الغلاف الجوي، نتيجة استهلاك النمل الأبيض للأخشاب الميتة يمكن أن يسرع وتيرة تغير المناخ، وقد يؤدي تخزينه لفترة أطول إلى إبطاء تغير المناخ».



فرشاة أسنان ذكية تنقل بيانات المستخدمين وتخزّنها

يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)
يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)
TT

فرشاة أسنان ذكية تنقل بيانات المستخدمين وتخزّنها

يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)
يمكن لفرشاة الأسنان المبتكرة والذكية الاتصال بالإنترنت (معهد بليكينغ للتكنولوجيا)

ابتكر باحث من معهد «بليكينغ للتكنولوجيا» في السويد، فرشاة أسنان ذكية يمكنها الاتصال بشبكة «الواي فاي» و«البلوتوث»، كما تخزّن البيانات وتنقلها وتستقبلها من أجهزة استشعار مُدمجة بها.

ووفق المعهد، يمكن للفرشاة الجديدة أن تُحدِث فرقاً كبيراً في صحّة الفم، خصوصاً فيما يتعلّق بتحسين جودة الحياة لدى كبار السنّ.

كان إدراك أنّ صحّة الفم تؤدّي دوراً حاسماً في الشيخوخة الصحّية والرغبة في إيجاد حلّ للمرضى المسنّين، نقطةَ البداية لأطروحة طبيب الأسنان يوهان فليبورغ في تكنولوجيا الصحّة التطبيقية في المعهد، والآن يمكنه إثبات أن فرشاة الأسنان المبتكرة والذكية المزوّدة بالطاقة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً في صحّة الفم وجودة حياة كبار السنّ.

يقول فليبورغ، في بيان منشور، الثلاثاء، على موقع المعهد: «فاجأني التدهور في صحّة الفم لدى كثير من المرضى، وتساءلتُ عن الأسباب. تُظهر البحوث الطبّية أنّ التدهور المعرفي المبكر والخفيف غالباً ما يؤدّي إلى تدهور كبير في صحّة الفم وجودة الحياة. ومع ذلك، لم أجد ما يمكن أن يقدّم الحلّ لهذه المشكلة».

مع أكثر من 30 عاماً من الخبرة بكونه طبيب أسنان، غالباً ما رأى فليبورغ أنه يمكن أن يكون هناك تدهور كبير في صحّة الفم لدى بعض المرضى مع تقدّمهم في السنّ؛ ما دفعه إلى البحث عن حلّ. وبعد 5 سنوات من البحوث، أثبت أنّ فرشاة الأسنان المبتكرة والذكية المزوّدة بالطاقة لها دور فعّال.

باتصالها بالإنترنت، يمكننا أن نرى في الوقت الفعلي مكان الفرشاة في الفمّ، والأسنان التي نُظِّفت، ولأي مدّة، ومدى قوة الضغط على الفرشاة. وعند إيقاف تشغيلها، تكون ردود الفعل فورية.

«قد يكون الحصول على هذه الملاحظات بمثابة توعية لكثير من الناس. وبالنسبة إلى مرضى السكتة الدماغية، على سبيل المثال، الذين لا يستطيعون الشعور بمكان الفرشاة في أفواههم وأسطح الأسنان التي تضربها، فإن وظيفة مثل هذه يمكن أن تكون ضرورية للحفاظ على صحّة الفم»، وفق فليبورغ الذي يرى إمكان دمج مزيد من الوظائف الأخرى في فرشاة الأسنان الجديدة. ويعتقد أن الفرشاة يمكنها أيضاً حمل أجهزة استشعار لقياسات الصحة العامة.

يتابع: «بفضل أجهزة الاستشعار التي يمكنها قياس درجة حرارة الجسم واكتشاف العلامات المبكرة للعدوى، يمكن أن تصبح فرشاة الأسنان المبتكرة أداةً لا تُقدَّر بثمن في رعاية المسنّين. ولكن من المهمّ أيضاً إشراك الأقارب ومقدّمي الرعاية لضمان النجاح».

وتُعدُّ فرشاة الأسنان هذه ابتكاراً تكنولوجياً وطريقة جديدة للتفكير في رعاية المسنّين وصحّة الفم. ويأمل فليبورغ أن تصبح قريباً جزءاً طبيعياً من الرعاية الطبّية، مما يساعد كبار السنّ الذين يعانون ضعف الإدراك على عيش حياة صحّية وكريمة. ويختتم: «يمكن أن يكون لهذا الحلّ البسيط تأثير كبير».