جهاد مجيد: الإنسان مغلوب في حركة التاريخ ومندحر في كل أزمنته

الكاتب العراقي يقول إن البعض يريد الكاتب بشوشاً يهز رأسه موافقاً دائماً

جهاد مجيد
جهاد مجيد
TT

جهاد مجيد: الإنسان مغلوب في حركة التاريخ ومندحر في كل أزمنته

جهاد مجيد
جهاد مجيد

لجهاد مجيد تجربة روائية وقصصية طويلة تمتد إلى بداية السبعينات. وقد أثارت روايته الأخيرة «أزمنة الدم» الكثير من الجدل لدى النقاد، ربما بسبب اعتماده التاريخ ثيمةً أساسيةً، وإسقاطه على الحاضر، وتكنيك التجريب الذي يجيده مجيد، كما تذكر د. نادية هناوي في كتابها المخصص لتجربته المعنون «التجريب السردي في روايات جهاد مجيد». وهو تكنيك اعتمده في رواياته السابقة «الهشيم»، و«حكايات دومة الجندل» و«تحت سماء داكنة». ولمجيد أيضاً مجموعتان قصصيتان هما «الشركاء» و«الرغبة السامية».
هنا حوار معه حول تجربته، ورؤيته لـ«استثمار التاريخ» وما يسميه «الواقعية الإيهامية»:

> بات مألوفاً وشائعاً تواشج التاريخ مع السرد في القصة والرواية العراقيتين... فكيف تعاملت مع هذه الموضوعة؟
- منذ أكثر من ثلاثين عاماً وتحديداً في عام 1988 خضت هذه التجربة، وقد أطلقت بواكيرها في القصة والرواية فكانت قصصي المتوالية الثلاث (الذكرى المئوية وذكرى القرون وخطاب القرون باكورة) تدشين هذا النهج في القصة العراقية ثم تبعتها في الرواية التي نشرت متسلسلة في مجلة الأقلام (حكايات دومة الجندل) بدءاً من العام نفسه، ثم في روايتي أزمنة الدم التي نشرت جزءا منها في مجلة الأقلام ذاتها عام 1994. وكل التجارب في هذا المجال جاءت بعدها بكثير عراقياً وعربياً. لكني لم أكتف بتدشين قرن التاريخ بالسرد تطبيقياً، بل توليت مهمة التنظير له والدعوة إليه بإلحاح. وكانت لي رؤياي في استثمار التاريخ سردياً عكستها في محاضرات ومقالات ومقابلات، ومنذ ذلك التاريخ اصطلحت عليها الواقعية الإيهامية... وما ذكرته ليس زعماً من قبلي، بل هو أمر صار قاراً نقدياً من لدن نقاد وكتاب محترمين، فالقاص الكبير محمد خضير، أكد في أكثر من مناسبة وآخرها في مقابلته الأخيرة في مجلة الأقلام أن القصة العراقية بداية الثمانينيات دخلت في نفق مسدود إلا أن أربعة كتاب أخرجوها منه وعدني واحداً منهم وهذا ما ذهب إليه ناقد معروف هو الدكتور صبري مسلم، إلا أنه قصرها على ثلاثة أنا من بينهم ودرس نصوصاً من قصصي في دراسة مطولة بأربعة أجزاء نشرت في جريدة الصباح متسلسلة
> وما الواقعية الإيهامية؟
ـــــ الواقعية الإيهامية نهج فني في السرد له خصائصه وتطبيقاته المغايرة لسواه كالتجريد والفانتازيا والغرائبية أنه نهج يستحضر وقائع التاريخ المدونة، أو غير المدونة المدعومة أو المزعومة مع أخرى مفترضة راهنية أو مستقبلية لا ليثبت واقعيتها، بل ليوهم بواقعية المشهد السردي الذي استدعيت من أجل تمرير غايته الجزئية في النص، والذهاب إلى التاريخ لا لاسترجاع مجرياته، بل لاستحضاره فاعلاً في الحاضر والمستقبل فيتولد تماهٍ بين أبعاد الزمن المختلفة حتى ليغدو زمناً أسطورياً فتتوحد الأزمنة وتسري فيها دلالاتها التي أصر على أنها لم تتبدل فمعاناة البشر هي ذات المعاناة في كل الأزمنة.
إن الواقعية الإيهامية هي نقل مفهوم المحاكاة من الواقع المعيش إلى محاكاة واقع غير معيش، افتراضي، إنه غير راهن متلاشٍ، هو التاريخ بإيهامية واقعيته الافتراضية، ولأجل الوصول إلى هذا التأسيس طورت واجترحت عدة تقنيات تدعم هذه التجربة من خلال استثمار ممكنات سردية لم يجرِ استثمارها مثل (تحقيق الحكايات، الخبر، الفهرسة، الخرائط، المراجع، الرواية المتواترة وغير المتواترة، التنصيص، الحكواتية أو ما يعرف لدينا شعبيا بالقصخون وغير ذلك). والهدف الأساس من كل هذا هو خلق المناخ الإيهامي، الذي تنمو في كنفه المشاهد السردية فيختلط (الواقعي) بالإيهامي فتتعشق أجزاء المتن الحكائي بعضها ببعض؛ الراهن بالتاريخي المفترض أو الموثق، الوقائع الموثقة بالأخرى المزوقة، المصادر المعلومة بسواها الموهومة لتخليق مناخ يحقق نوعاً من القناعة الإيهامية أو الإيهام المقنع لدى متلقيها بأنها سرد لمتون حقيقية.
> كيف واجه النقد هذا الاجتراح لمفهوم «الواقعية الإيهامية»؟
- بدءاً كان هناك استغراب وربما استنكار، ولكن فيما بعد أخذ المفهوم يجلب الانتباه وصار النهج يحظى بالإشارة وأحياناً الإشادة، وكذلك تأكيد نسبته لاجتهادي فيه... لعل ما وفد إلينا لاحقاً حول مفهوم سردية التاريخ لدى هايدن وايت أو ريكور، التي لم تكن حاضرة عندنا وقت طرحي لمحاولاتي تلك، ولعل هذا الانفتاح على مفاهيم استوردت من منظرين غربيين الأثر في قبول محاولاتي تلك. فالناقدة المجتهدة د. نادية هناوي أكدت بوضوح تام أن ما طرحته هو تأكيد لطروحات ما بعد الحداثة في سردية التاريخ لدى وايت فيما وراء التاريخ أو الميتاتاريخ أو ريكور في الزمان والسرد أو ليندا هيتشون في الهستوغرافيا وروبرت شولتز في التوالي السردي. والناقد الكبير فاضل ثامر هو الآخر أشار في أكثر من مناسبة إلى تجربتي في الواقعية الإيهامية، وكذلك الباحث البارز ناجح المعموري والكاتب القدير الأستاذ جاسم عاصي والناقدان الراحلان المميزان د. حسين سرمك ود. عبد الهادي الفرطوسي... ومن الجحود أن أنسى دراسة المفكر الراحل الدكتور رسول محمد رسول عن رواية «حكايات دومة الجندل». إنها دراسات معتبرة أعتز بها حقاً وأشعر أن ما بذلته على هذا الصعيد لم يذهب سدى، خاصة أن الرواية العراقية سارت في ذات الدرب الذي اجترحته قبل ثلاثين عاماً، سيراً حثيثاً متصاعداً.
> هل ترى من الضروري أن ينظِّر الكاتب لنصوصه؟
- نعم... لكني لا أسميها تنظيرات، بل أميل مع الكاتب الكبير محمد خضير إلى تسميتها نظرات، فالتنظير للمفكرين والباحثين والنقاد. أما منتج النص فلا بد له من نظرات ثاقبة فيما يفعل؛ النص محاولة هذا المنتج للتعبير عن العالم من خلال وعيه، ولكن كيف يفهم العالم من لم يفهم نصه. بدأ النص وليد قدحة عفوية ليكون متسلسلاً منساباً غير مفتعل ولكن وعي الكاتب مذاب في تكوينات هذا الأداء العفوي، مهضومة كما الطعام المهضوم في الجسد، منعكس في النص واكتنازه كاكتناز الطعام في خلايا الجسد والحرص على ترسيخ هذه النظرات وضبط إيقاعاتها تأتي لاحقاً بعملية التأمل والتأني في جزئيات النص بعد ولادته العفوية.
> يستشف من نصوصك أن هناك كرهاً أو تذمراً من التاريخ؟
- نعم أن الأمر هكذا... فقناعتي راسخة أن التاريخ زيّف على وفق مشتهيات الطغاة وكتبه خدامهم وكانت الأقلام التي كتبت صفحاته هي السياط على الظهور أو السيوف التي حزت الأعناق وحتى الكلمة التي ينبغي أن تكون السلاح الأوفى للكتابة التاريخية حتى هذه لم تسُد في يوم ما إلا بذات الأدوات التي زيفها التاريخ، تاريخ الطغاة، والمكائد والمؤامرات والدماء المراقة بالمجان. تاريخ أفواه مكممة وأنفاس مكتومة، فالإنسان مغلوب في حركة التاريخ ومندحر في كل أزمنته لأنها أزمنة دم.
> ما موقف النقد منك وما موقفك من النقاد؟
- أحترم كل الآراء النقدية التي تقابل بها نصوصي سواء أكانت من نقاد محترفين أو قراء اعتياديين أمر طبيعي أن تتعدد القراءات بتعدد الوعي وتعدد المشارب والمذاهب ولكن هذا لا يعني أني أوافقهم عليها، فأنا لا أنشر نصاً إلا بعد قناعتي التامة به ولدي المقدرة على الدفاع عنه، وقد أشرت حضرتك إلى التنظير وكانت لي مساجلات مع كبار النقاد في كثير من القضايا الأدبية، وربما كان ذلك سبباً في سلبية بعضهم إزاء كتاباتي ممن يريدون الكاتب ودوداً وديعاً هشوشاً بشوشاً يهز رأسه موافقاً حتى وأن لم يسمع ما قيل.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
TT

«بيروت ترنم» يفتتح نسخته الـ17 مع موزارت ويختمها مع بوتشيني

فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)
فريق «سيستيما» يشارك في إحياء «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

«لسنا بخير في لبنان ولكننا سنكمل رسالتنا حتى النفس الأخير». بهذه الكلمات تستهل ميشلين أبي سمرا حديثها مع «الشرق الأوسط»، تُخبرنا عن برنامج النسخة الـ17 من مهرجان «بيروت ترنّم». فهي تتمسّك بتنظيم المهرجان في قلب المدينة؛ ما جعله بمثابة تقليدٍ سنوي في فترة أعياد الميلاد. طيلة السنوات الماضية ورغم كل الأزمات التي مرّ بها لبنان بقيت متشبثة بإحيائه.

كارلا شمعون من نجمات لبنان المشاركات في «بيروت ترنّم» (بيروت ترنم)

ينطلق «بيروت ترنّم» في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر لغاية 23 منه. وتتجوّل الفرق الفنية المشاركة فيه بين مناطق مونو والتباريس والجميزة في بيروت، وكذلك في جامعة الألبا في سن الفيل، وصولاً إلى زوق مصبح ودير البلمند في شمال لبنان.

وبالنسبة لميشلين أبي سمرا فإن النسخة 17 من المهرجان تتجدد هذا العام من خلال أماكن إحيائه. وتتابع: «يزخر لبنان بأماكن مقدسة جمّة يمكننا مشاهدتها في مختلف مناطقه وأحيائه. وهذه السنة تأخذ فعاليات المهرجان منحى روحانياً بامتياز، فيحط رحاله في أكثر من دار عبادة وكنيسة. وبذلك نترجم العلاج الروحاني الذي نطلبه من الموسيقى. جراحنا وآلامنا لا تحصى، ونحتاج هذه المساحة الروحانية الممزوجة بالموسيقى كي نشفى».

أمسية «تينور يواجه تينور» مع ماتيو خضر ومارك رعيدي (بيروت ترنم)

يفتتح «بيروت ترنّم» أيامه بأمسية موسيقية مع الأوركسترا اللبنانية الوطنية، وتتضمن مقاطع موسيقية لموزارت بمشاركة السوبرانو ميرا عقيقي. ويحضر زملاء لها منهم الميزو سوبرانو غريس مدوّر، وعازف الباريتون سيزار ناعسي مع مواكبة جوقة كورال الجامعة الأنطونية. وبقيادة المايسترو الأب توفيق معتوق ستتجلّى موسيقى موزارت في كنيسة مار يوسف في مونو.

وبالتعاون مع السفارة السويسرية واليونيسكو في بيروت، يقدم فريق «سيستيما» حفله في جامعة «الألبا». وتقول ميشلين أبي سمرا: «أسسنا هذا الفريق منذ سنوات عدّة، وهو ملحق بـ(بيروت ترنّم)، ويتألف من نحو 100 عازف ومنشدٍ من الأولاد. ونحن فخورون اليوم بتطوره وإحيائه عدة حفلات ناجحة في مناطق لبنانية. سنكون على موعد معه في (بيروت ترنمّ) في 8 ديسمبر».

ومن الفنانين اللبنانيين المشاركين في برنامج الحفل الموسيقي زياد الأحمدية، الذي يحيي في 11 ديسمبر حفلاً في جامعة «الألبا» للفنون الجميلة. ويؤلف مع عازفي الساكسوفون و«الدوبل باس» نضال أبو سمرا ومكرم أبو الحصن الثلاثي الموسيقي المنتظر.

«مقامات وإيقاعات» أمسية موسيقية شرقية مع فراس عنداري (بيروت ترنم)

وتحت عنوان «سبحان الكلمة» تحيي غادة شبير ليلة 13 ديسمبر من المهرجان في كنيسة مار بولس وبطرس في بلدة قرنة شهوان، في حين تشارك كارلا شمعون في هذه النسخة من «بيروت ترنّم» في 15 ديسمبر، فتقدّم حفلاً من وحي عيد الميلاد بعنوان «نور الأمل».

تشير ميشلين أبي سمرا في سياق حديثها إلى أن عقبات كثيرة واجهتها من أجل تنفيذ المهرجان. «إننا في زمن حرب قاسية ولاقينا صعوبات مادية شكّلت عقبة، لولا دعمنا من قبل رعاة متحمسين مثلنا لاستمرارية لبنان الثقافة. كما أن نجوماً أجانب أصرّوا على المشاركة والمجيء إلى لبنان رغم ظروفه اليوم».

عازف العود زياد الأحمدية يحيي ليلة 11 ديسمبر (بيروت ترنم)

من بين هؤلاء النجوم الإسبانيان عازف الكمان فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا. ومن بلجيكا يحلّ كلٌ من عازفة التشيللو ستيفاني هوانغ وعازف البيانو فلوريان نواك ضيفين على المهرجان، ويقدمان معاً حفلهما الموسيقي في 18 ديسمبر في كنيسة مار مارون في شارع الجميزة.

ومن الحفلات المنتظرة في هذه النسخة «تينور يواجه تينور». وتوضح ميشلين أبي سمرا: «يتجدّد برنامج المهرجان مع هذا الحفل. فهو يحدث لأول مرة ويشارك فيه كل من ماتيو خضر ومارك رعيدي، فيتباريان بصوتهما الرنان بعرض أوبرالي استثنائي». ويقام هذا الحفل في 9 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة.

عازف الكمان الإسباني فرانسيسكو فولانا (بيروت ترنم)

ومن الفِرق اللبنانية المشاركة أيضاً في «بيروت ترنّم» كورال الفيحاء الوطني بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان. وكذلك هناك مقامات وإيقاعات مع فراس عينداري ومحمد نحاس ومجدي زين الدين وهاشم أبو الخاضر، يقدّمون عرضاً غنائياً شرقياً، يتخلّله عزف على العود والقانون والكمان. ويقام الحفلان ليلتي 19 و20 ديسمبر في الجميزة. ويختتم «بيروت ترنّم» فعالياته في 23 ديسمبر في كنيسة مار مارون في الجميزة. وذلك ضمن حفل موسيقي في الذكرى المئوية للإيطالي بوتشيني، ويحييها التينور بشارة مفرّج وجوقة الجامعة الأنطونية بقيادة الأب خليل رحمة.