«الثقافة» السعودية تنظم مهرجان القطيف الدولي للأدب في يناير

محمد رضا: دلالات المبادرة تؤكد أن المشروع الوحدوي السعودي يشمل كافة أنحاء الوطن

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي في لقاء سابق يجمعه مع محمد رضا نصرالله (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي في لقاء سابق يجمعه مع محمد رضا نصرالله (الشرق الأوسط)
TT

«الثقافة» السعودية تنظم مهرجان القطيف الدولي للأدب في يناير

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي في لقاء سابق يجمعه مع محمد رضا نصرالله (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي في لقاء سابق يجمعه مع محمد رضا نصرالله (الشرق الأوسط)

أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية عن تنظيمها مهرجاناً عالمياً للأدب في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، تحت اسم «مهرجان القطيف الدولي للأدب»؛ وذلك بهدف الاحتفاء بالأدب العالمي بمختلف لغاته من الشرق والغرب.
يُقام المهرجان في محافظة القطيف على مدى عشرة أيام، حيث تسعى الهيئة من خلاله إلى تحقيق الرؤية الاستراتيجية لقطاع الأدب (ثروة أدبية متجددة)، وإعلاء قيمة الأدب في حياة الفرد، وتعزيز حضوره في المجتمع السعودي، إضافة إلى تعزيز فرص التواصل الأدبي بين الأدباء السعوديين ونظرائهم من الأدباء من مختلف دول العالم. وتسعى الهيئة إلى استقطاب نخبة من الأدباء العالميين خلال أيام المهرجان العشرة، وإتاحة الفرصة لهم لاكتشاف محافظة القطيف وتراثها الحضاري والثقافي، ولقاء جمهور القراء المتنوع من مختلف مناطق المملكة.
وستتحالف الهيئة مع المؤسسات المعنية بالأدب والثقافة من داخل المملكة وخارجها لتضع المهرجان في موضع بارز بين المهرجانات الأدبية الكبرى على مستوى العالم، وأن يكون منصة مفتوحة لعقد الشراكات الأدبية في مجالات النشر والترجمة، مع ما يتضمنه ذلك من إتاحة المجال للقطاعين الخاص وغير الربحي، وتعزيز إسهامه في إثراء الحراك الأدبي. وقال محمد رضا نصرالله عضو مجلس الشورى السابق، إن «أهالي محافظة القطيف ومثقفيها وأدباءها وفنانيها يتقدمون بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لهذه اللفتة الحضارية الرائعة بعقد مهرجان القطيف الدولي في القطيف ذي التاريخ الحضاري والموقع الممثل لتلافح الحضارات وحوار الثقافات كحال معظم المواقع الجغرافية ذات العمق التاريخي في جزيرتنا العربية منذ قديم الزمان، قامت على ثراها أسواق العرب القديمة التي كانت تحتضن نخب المجتمعات الأدبية في أسواق عكاظ في الحجاز وذي المجاز وهجر والخط في شرقها ودومة الجندل في شمالها وحباشة في جنوبها».
وأضاف أن هذه المبادرة من وزارة الثقافة لها دلالات تؤكد أن مشروع الملك عبد العزيز الوحدوي يتمثل في شمول اهتمام القيادة بكافة أنحاء الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، متمنياً أن يكون مهرجان القطيف الأدبي الدولي «رسالة إلى دول الإقليم والعالم أن السعودية اليوم تمتلك من عناصر القوة الناعمة الكثير، وهي أحد عناوين (رؤية 2030) وبرامج التحول الوطني الرئيسية التي يقودها الأمير محمد بن سلمان، ما يؤكد أن المملكة اليوم تعيش تحولاً تاريخياً مفصلياً يأخذ بيد وطننا العظيم إلى ما يستحقه من مكانة دولية في كل مجال».
يذكر أن وزارة الثقافة في السعودية منذ تأسست في الثاني من يونيو (حزيران) 2018، تُعنى بالمشهد الثقافي في المملكة على الصعيدين المحلي والدولي. وتحرص على الحفاظ على التراث التاريخي السعودي مع السعي لبناء مستقبل ثقافي غني تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون.
كما تعمل الوزارة على المساهمة في تحقيق برنامج التحول الطموح الذي تعيشه السعودية ضمن «رؤية 2030»، ويتمثل هدفها في المساهمة في بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
وفي هذا السياق، قامت الوزارة خلال الأعوام الماضية بتنظيم عدد من الفعاليات والملتقيات والمؤتمرات في شتى صنوف الهيئات الثقافية في العديد من المناطق والمحافظات السعودية، كان آخرها الإعلان عن مهرجان «أجا وسلمى» في حائل خلال المدة من 29 سبتمبر (أيلول) إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لتحيي من خلاله فنون وتقاليد المنطقة بين جنبات الجبلين الشهيرين أجا وسلمى، متضمناً أنشطة ثقافية متنوعة، تشمل القطاعات الثقافية كافة، من رسم ومسرح وموسيقى وفنون الطهي والأدب، إلى جانب مساحات إبداعية للأطفال.
ويقدم المهرجان عرضاً هولوجرامياً يحكي أسطورة أجا وسلمى التاريخية، وعروضاً ضوئية على الكثبان الرملية والجبال المحيطة، ومعرضاً رقمياً، إضافة إلى حضور للمنسوجات الخاصة بالبيئة الحائلية والصحراوية، والحِرَف اليدوية، وصور ومعروضات من الآثار التاريخية، والأدوات الفنية.
كما تستعد وزارة الثقافة لتنظيم النسخة الثانية من مهرجان الغناء بالفصحى، على مسرح أبو بكر سالم في منطقة رياض بوليفارد سيتي، متضمنة أربعة حفلات غنائية ستُقام في 29 و30 سبتمبر، و5 - 6 أكتوبر، وسيشارك فيها نجوم الأغنية العربية الذين تغنوا بأعمال فصيحة شهيرة، إلى جانب مواهب سعودية وعربية صاعدة. وخلال الشهر الحالي، نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة «أسبوع الطفل الأدبي» الذي اختتم الأسبوع الماضي في تبوك. وفي الشهر الماضي نظمت هيئة الأدب والنشر والترجمة، بالتعاون مع أكاديمية الشعر العربي، ملتقى الأدباء بالطائف بحضور عدد من الأدباء والمثقفين من مختلف مناطق المملكة.
وأعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عن تنظيم ملتقى «الترجمة» في دورته الثانية خلال المدة من 3 - 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الرياض، وذلك تحت عنوان «ترجمة المستقبل... الترجمة والتقنية»، حيث سيتناول الملتقى، التقنيات والتوجهات الحديثة في صناعة الترجمة، والتحديات والفرص الواعدة التي أتاحها التطور التقني في عصر الذكاء الصناعي. وسيشهد الملتقى إقامة فعالية «هاكاثون الترجمة»، وهي منافسة نوعية تنظمها الهيئة، وتتنافس فيها فرق من المبرمجين والمترجمين على ابتكار حلول تقنية للتحديات التي تواجه صناعة الترجمة. كما تنظم هيئة الأدب والنشر والترجمة معرض جدة الدولي للكتاب خلال المدة من 8 - 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك ضمن مبادرة «معارض الكتاب»، إحدى المبادرات الاستراتيجية للهيئة، التي تعمل من خلالها على التوسع في إقامة معارض الكتاب بالمملكة، بوصفها نوافذَ ثقافية تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، بالإضافة إلى البرامج الثقافية المثرية المصاحبة لهذه المعارض؛ لتوفر تجربة ثقافية متكاملة لمختلف أطياف المجتمع.
وتسعى الهيئة إلى مشاركة واسعة من دور النشر بما يتجاوز 600 دار، إضافة إلى إعداد برنامج ثقافي شامل بمشاركة الهيئات الثقافية يضم العديد من الأنشطة والفعاليات المصاحبة. كما تعمل الهيئة على تنظيم مؤتمرين في جدة بالتزامن مع المعرض، سيتناول الأول منهما مجال النشر الرقمي، فيما سيتطرق الثاني إلى مجال الخيال العلمي، بمشاركة من الخبراء والمتخصصين في هذين المجالين. ويعد معرض جدة للكتاب ثالث معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة خلال هذا العام، بعد معرض المدينة المنورة للكتاب الذي أقيم في يونيو الماضي، ومعرض الرياض الدولي للكتاب الذي سيقام في نهاية شهر سبتمبر الحالي؛ وذلك بهدف دعم وصول الكتب لأكبر شريحة ممكنة، وصُنع منافذ متعددة للنشر والتوزيع، بما يضمن تحويل المملكة إلى منصة رئيسة في صناعة الكتاب.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجمل عبر العصور»... يجيب بلوحاته عن كل التساؤلات

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

يجيب معرض «الجمل عبر العصور»، الذي تستضيفه مدينة جدة غرب السعودية، عن كل التساؤلات لفهم هذا المخلوق وعلاقته الوطيدة بقاطني الجزيرة العربية في كل مفاصل الحياة منذ القدم، وكيف شكّل ثقافتهم في الإقامة والتّرحال، بل تجاوز ذلك في القيمة، فتساوى مع الماء في الوجود والحياة.

الأمير فيصل بن عبد الله والأمير سعود بن جلوي خلال افتتاح المعرض (الشرق الأوسط)

ويخبر المعرض، الذي يُنظَّم في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي»، عبر مائة لوحة وصورة، ونقوش اكتُشفت في جبال السعودية وعلى الصخور، عن مراحل الجمل وتآلفه مع سكان الجزيرة الذين اعتمدوا عليه في جميع أعمالهم. كما يُخبر عن قيمته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدى أولئك الذين يمتلكون أعداداً كبيرة منه سابقاً وحاضراً. وهذا الامتلاك لا يقف عند حدود المفاخرة؛ بل يُلامس حدود العشق والعلاقة الوطيدة بين المالك وإبله.

الجمل كان حاضراً في كل تفاصيل حياة سكان الجزيرة (الشرق الأوسط)

وتكشف جولة داخل المعرض، الذي انطلق الثلاثاء تحت رعاية الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة؛ وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، محافظ جدة؛ بحضور الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»؛ وأمين محافظة جدة صالح التركي، عن تناغم المعروض من اللوحات والمجسّمات، وتقاطع الفنون الثلاثة: الرسم بمساراته، والتصوير الفوتوغرافي والأفلام، والمجسمات، لتصبح النُّسخة الثالثة من معرض «الجمل عبر العصور» مصدراً يُعتمد عليه لفهم تاريخ الجمل وارتباطه بالإنسان في الجزيرة العربية.

لوحة فنية متكاملة تحكي في جزئياتها عن الجمل وأهميته (الشرق الأوسط)

وفي لحظة، وأنت تتجوّل في ممرات المعرض، تعود بك عجلة الزمن إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى عليه السلام، لتُشاهد صورة لعملة معدنية للملك الحارث الرابع؛ تاسع ملوك مملكة الأنباط في جنوب بلاد الشام، راكعاً أمام الجمل، مما يرمز إلى ارتباطه بالتجارة، وهي شهادة على الرّخاء الاقتصادي في تلك الحقبة. تُكمل جولتك فتقع عيناك على ختمِ العقيق المصنوع في العهد الساساني مع الجمل خلال القرنين الثالث والسابع.

ومن المفارقات الجميلة أن المعرض يقام بمنطقة «أبرق الرغامة» شرق مدينة جدة، التي كانت ممراً تاريخياً لطريق القوافل المتّجهة من جدة إلى مكة المكرمة. وزادت شهرة الموقع ومخزونه التاريخي بعد أن عسكر على أرضه الملك عبد العزيز - رحمه الله - مع رجاله للدخول إلى جدة في شهر جمادى الآخرة - ديسمبر (كانون الأول) من عام 1952، مما يُضيف للمعرض بُعداً تاريخياً آخر.

عملة معدنية تعود إلى عهد الملك الحارث الرابع راكعاً أمام الجمل (الشرق الأوسط)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال الأمير فيصل بن عبد الله، رئيس مجلس أمناء شركة «ليان الثقافية»: «للشركة رسالة تتمثّل في توصيل الثقافة والأصالة والتاريخ، التي يجهلها كثيرون، ويشكّل الجمل جزءاً من هذا التاريخ، و(ليان) لديها مشروعات أخرى تنبع جميعها من الأصالة وربط الأصل بالعصر»، لافتاً إلى أن هناك فيلماً وثائقياً يتحدّث عن أهداف الشركة.

ولم يستبعد الأمير فيصل أن يسافر المعرض إلى مدن عالمية عدّة لتوصيل الرسالة، كما لم يستبعد مشاركة مزيد من الفنانين، موضحاً أن المعرض مفتوح للمشاركات من جميع الفنانين المحليين والدوليين، مشدّداً على أن «ليان» تبني لمفهوم واسع وشامل.

نقوش تدلّ على أهمية الجمل منذ القدم (الشرق الأوسط)

وفي السياق، تحدّث محمد آل صبيح، مدير «جمعية الثقافة والفنون» في جدة، لـ«الشرق الأوسط» عن أهمية المعرض قائلاً: «له وقعٌ خاصٌ لدى السعوديين؛ لأهميته التاريخية في الرمز والتّراث»، موضحاً أن المعرض تنظّمه شركة «ليان الثقافية» بالشراكة مع «جمعية الثقافة والفنون» و«أمانة جدة»، ويحتوي أكثر من مائة عملٍ فنيّ بمقاييس عالمية، ويتنوع بمشاركة فنانين من داخل المملكة وخارجها.

وأضاف آل صبيح: «يُعلَن خلال المعرض عن نتائج (جائزة ضياء عزيز ضياء)، وهذا مما يميّزه» وتابع أن «هذه الجائزة أقيمت بمناسبة (عام الإبل)، وشارك فيها نحو 400 عمل فني، ورُشّح خلالها 38 عملاً للفوز بالجوائز، وتبلغ قيمتها مائة ألف ريالٍ؛ منها 50 ألفاً لصاحب المركز الأول».

الختم الساساني مع الجمل من القرنين الثالث والسابع (الشرق الأوسط)

وبالعودة إلى تاريخ الجمل، فهو محفور في ثقافة العرب وإرثهم، ولطالما تغنّوا به شعراً ونثراً، بل تجاوز الجمل ذلك ليكون مصدراً للحكمة والأمثال لديهم؛ ومنها: «لا ناقة لي في الأمر ولا جمل»، وهو دلالة على أن قائله لا يرغب في الدخول بموضوع لا يهمّه. كما قالت العرب: «جاءوا على بكرة أبيهم» وهو مثل يضربه العرب للدلالة على مجيء القوم مجتمعين؛ لأن البِكرة، كما يُقال، معناها الفتيّة من إناث الإبل. كذلك: «ما هكذا تُورَد الإبل» ويُضرب هذا المثل لمن يُقوم بمهمة دون حذق أو إتقان.

زائرة تتأمل لوحات تحكي تاريخ الجمل (الشرق الأوسط)

وذُكرت الإبل والجمال في «القرآن الكريم» أكثر من مرة لتوضيح أهميتها وقيمتها، كما في قوله: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ» (سورة الغاشية - 17). وكذلك: «وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ» (سورة النحل - 6)... وجميع الآيات تُدلّل على عظمة الخالق، وكيف لهذا المخلوق القدرة على توفير جميع احتياجات الإنسان من طعام وماء، والتنقل لمسافات طويلة، وتحت أصعب الظروف.