خيوطٌ عربية طرزت فستان زفاف الملكة إليزابيث

سليم مزنر يحرس إرثاً عابقاً برائحة الذهب والتاريخ

مزنّر مع ولدَيه نمير ورنوى
مزنّر مع ولدَيه نمير ورنوى
TT

خيوطٌ عربية طرزت فستان زفاف الملكة إليزابيث

مزنّر مع ولدَيه نمير ورنوى
مزنّر مع ولدَيه نمير ورنوى

كان العالم خارجاً لتوه من حرب شاملة، يوم قررت الأميرة إليزابيث والدوق فيليب الزواج. نظراً لسياسة التقشف التي سادت أوروبا والمملكة المتحدة آنذاك، يُحكى أن إليزابيث اضطرت للاستعانة ببطاقات التموين من أجل شراء قماش فستان الزفاف وسائر تفاصيله. إلا أن ملامح التقشف لم تظهر لاحقاً على الفستان الذي أبهر العالم، والذي تولى تصميمه نورمان هارتنيل.
هارتنيل المعروف بولعه بالأقمشة المطرزة، لم يبخل على الثوب العاجي بشيء. أوصى على حريره من الصين، وعلى 10 آلاف حبة لؤلؤ من الولايات المتحدة الأميركية. أما التطريز فكان لا بد أن يتولاه رواد الحرفة.
استفاقت السفارة السورية في لندن على برقية من قصر باكينغهام في أحد أيام سنة 1947: «أرسِلوا لنا أجود أقمشة الديباج (brocart) من أسواق الشام لإنجاز ثوب زفاف الأميرة». تحت إشراف الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي، طُلب الحرير المطرز بخيطان الذهب من مصنع أنطون إلياس مزنر في منطقة باب شرقي. وتحكي الرواية أن قماش الفستان التاريخي أُنجز في دمشق، قبل أن يُرسل إلى القصر الملكي.
يروي أحد أحفاد السلالة، صانع ومصمم المجوهرات اللبناني سليم مزنر، كيف أن أسلافه استقروا في دمشق في القرن الـ19 قبل الانتقال إلى بيروت. وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» يقول مزنر، إن أنطون عُرف كأفضل صانع للديباج، فاستحق مصنعه ثقة كبار القوم، من الشام وصولاً إلى لندن.
العابر في سوق منطقة باب شرقي في دمشق، قد يسمع حتى اليوم من يطلب من الباعة «بروكار إليزابيث»، يخبر مزنر الذي انتقلت إليه حكاية ثوب العرس بالتواتر، وعبر مقتطفات صغيرة.


فستان زفاف الملكة إليزابيث

إلى سليم مزنر انتقلت كذلك ثاني حِرف العائلة التي انقسمت بين اختصاصيي أقمشة وتطريز، ومصممي وتجار مجوهرات. في دمشق أيضاً استقر الأجداد، حيث أسالوا الذهب وصنعوا منه حلياً، قبل أن تندلع أحداث 1860 وتجبر جزءاً من العائلة على الانتقال إلى بيروت. حسب رواية مزنر، «ما بين 1860 و1914 استمر انتقال العائلة على مراحل من الشام إلى بيروت، حيث حولوا الإسطبل العثماني في منطقة الصيفي إلى سوق للصاغة وفتحوا دكاكين لبيع الذهب».
يصر مزنر على كلمة «دكان»، فحِرفة الذهب اتسمت بالبساطة آنذاك ولم يكن يُنظر إليها على أنها ترف كما هي الحال الآن. يوضح قائلاً: «صحيح أن أجدادي كانوا يسكون العملة للسلطنة العثمانية، لكن العمل عموماً كان متواضعاً. لم يعرفوا الابتكار والتفرد في البدايات، فكانوا مثلاً يركزون على تصميم واحد مثل سوار المبرومة، وينفذونه جميعاً».
أن يحمل شخص اسم مزنر في لبنان، فهذا يعني على الأرجح أنه مصمم مجوهرات أو صاحب متجر لبيع الذهب. مع أن جزءاً كبيراً من الجيل الجديد اتجه صوب اختصاصات أخرى، حسبما يؤكد سليم مزنر، إلا أن تلك الصبغة لا تزال قائمة. 160 سنة من توارث المهنة عبر الأجيال، فعلت فعلها.
لا يرى مزنر في المهنة الموروثة مدعاة للتفاخر: «أن تأتيك الحِرفة بالوراثة وليس من خلال مجهود شخصي، فهذا هو الطريق الأسهل. مع ابنتي وابني خالفت القاعدة التي اعتمدها أبي وأجدادي. لم أُجبرهما على تسلم الشعلة. لكنهما وبعد أن تخصصا بداية فيما لا علاقة له بالمجوهرات، عادا من تلقاء نفسَيهما إلى هذا العالم الواسع كل على طريقته».
يبدو أن قدر عائلة مزنر كُتب بخيوط من ذهب، فكلما حاولوا قطعها عادوا ووقعوا في شَركها. «تخصص والدي في العلوم السياسية ثم عاد إلى المتجر الذي فتحه له والده. أما أنا فكنت مصمماً على أن أصبح صحافياً، وقد غطيت الحرب الأهلية اللبنانية لصالح إحدى منظمات حقوق الإنسان»، يروي مزنر.
لم يربطه أي شغف بالمجوهرات خلال مراهقته وأولى سنوات شبابه. الساعات الطويلة والإجازات الصيفية التي أمضاها طفلاً إلى جانب الحِرفيين في محل الوالد وهو يراقب عملهم الدقيق، كانت بمثابة واجب عليه تنفيذه. حتى التخصص في علم المعادن والأحجار في باريس شكل نوعاً من الهروب باتجاه مسارٍ علمي مختلف.
لطالما رغب بالاستقلال عن «بيزنس» العائلة، فوجد وظيفة في مصنع للمجوهرات في السعودية. وبعد 5 سنوات هناك، خاض مغامرة العمر فسافر إلى الشرق الأقصى حيث أمضى سنتين. بين مناجم الحجارة الكريمة وأسواق الذهب في كلٍ من كمبوديا وبورما وتايلاند، بدأت قصة عشقه للحجارة الملونة الطالعة من بين التربة والصخر.
«الطبيعة أكبر من أكبر فنان»، يقول سليم مزنر. فهي التي مهرت حكاية حبه وجعلت من مزيج الحجارة الملونة علامته الفارقة. لا يحب التمييز بين حجر كريم وآخر نصف كريم، «فلكل حجر جماله وإن لم يكن من الفئة الأثمن».
في محترفه ومصنعه بمنطقة الأشرفية في بيروت، يتنقل بين الحرفيين والموظفين متابعاً تفاصيل صناعة القطعة من المخاض حتى الولادة. لا يحتاج إلى عدسة مكبرة ليعاين الحجر الكريم. تكفيه نظرة سريعة أو حتى لمسة ليتفحصه. «أمضيت عمري وأنا أكتشف كل يوم شيئا جديداً. تعلمت التصميم بمفردي، وأعرف كل مراحل العمل لكني أؤمن بأدوار كل عناصر الفريق»، يقول مزنر.
استطاع سليم مزنر أن ينحت الإرث ويُخرج منه شكلاً جديداً. صنع ثورته الخاصة على الماضي من دون أن يخدش أسس المهنة: «صحيح أنني غير تقليدي، لكن ثمة قواعد لا أستطيع أن أكسرها. أحترم مبادئ المهنة. أؤمن بالحداثة والتطور، لكن لا شيء يحل مكان اليد البشرية التي تمنح اللمسة الإنسانية الحنونة للقطعة».
يهمه أن تشعر المرأة التي ترتدي تصاميمه بالفرح وبالاتحاد مع الخاتم أو العقد أو السِوار. يقول: «الأولوية عندي هي ألا يكون المنتج مستفزاً للعين وأن يكون مريحاً في الارتداء. أتجنب أن أعكس من خلال تصاميمي معادلة الذهب والثراء، ولا أحب أن ترتدي سيدة قطعة من توقيعي بهدف التكبر أو من باب المظاهر». مع العلم أن ممثلات عالميات مثل ميشيل فايفر، وإيما ستون، وجنيفر لورنس لبسن تصاميمه.
لكل قطعة حكايتها، وهي في الغالب حكاية مُفرحة. حتى المجموعات التي خصصها لمدينته بيروت، تعمد مزنر أن يحملها رسائل حنين وأمل: «اخترت البقاء لأن لبنان هو مساحتي الآمنة. هنا ملعبي وأخاف أن أغادره. بيروت تركض تحت جلدي وأنا طبعاً أستوحي منها الكثير في عملي». لمتجره فروع كثيرة حول العالم، لكنه يرمي مرساته دائماً في لبنان.
رغم الدمار الذي لحق بمنزله التراثي بعد تفجير مرفأ بيروت الذي أصاب ابنته، يصر سليم مزنر على الاحتفاظ بنسخته الخاصة عن المدينة. «بيروت سوق الصاغة وأياس وسرسق حيث جذوري. أفتخر بأنني ركضت في تلك الشوارع وشممت رائحتها ما قبل النار والبارود».


مقالات ذات صلة

قد تتخذ إجراءً قانونياً... ضجة واسعة بعد الكشف عن «الفردين العنصريين» في العائلة المالكة البريطانية

يوميات الشرق الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل يقفان خلف الملك تشارلز وزوجته كاميلا (رويترز)

قد تتخذ إجراءً قانونياً... ضجة واسعة بعد الكشف عن «الفردين العنصريين» في العائلة المالكة البريطانية

تدرس العائلة المالكة البريطانية اتخاذ إجراء قانوني بعد أن بدأت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم في تسمية الشخصين اللذين يُطلق عليهما «العنصريان الملكيان».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا ملك بريطانيا تشارلز يصل للقاء طلاب جامعة هيريوت وات في دبي وسط قمة «كوب28» (رويترز)

قبل «كوب28»... الملك تشارلز يبدأ سلسلة من الاجتماعات في دبي

قال ملك بريطانيا تشارلز الثالث إنه «يتعافى» من «عيد ميلاد قديم إلى حد ما»، حيث بدأ سلسلة من الارتباطات خلال زيارة إلى دبي تستغرق يومين.

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق المغنية الأميركية الشهيرة تايلور سويفت (أ.ف.ب)

تقرير: تايلور سويفت رفضت عرضاً للغناء في حفل تتويج الملك تشارلز

كشفت تقارير جديدة أن النجمة الأميركية تايلور سويفت رفضت عرضاً للأداء في حفل تتويج الملك البريطاني تشارلز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علاقة تاريخية تجمع الملك تشارلز بالموسيقى وتعود إلى أيام الدراسة (غيتي)

الملك تشارلز والموسيقى... «كي بوب» وأكثر

كان لافتاً تكريم الملك تشارلز فريق «بلاك بينك» الكوري الجنوبي منذ أيام. فهل هذا يعني أن الملك من هواة الـ«كي بوب» أم أنّ ذوقه الموسيقي مقتصر على الكلاسيكي؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الملك تشارلز وزوجته كاميلا أثناء مغادرتهما قصر باكنغهام في لندن (أ.ف.ب)

الملك تشارلز ينعت هاري بـ«الأحمق»

يزعم كتاب جديد أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث نعت ابنه هاري بغضب بـ«الأحمق»؛ وذلك بعد بث حلقات وثائقية على منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (لندن)

«أسبوع السينما الفلسطينية» في القاهرة يُذكّر بمعاناة «أصحاب الأرض»

مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
TT

«أسبوع السينما الفلسطينية» في القاهرة يُذكّر بمعاناة «أصحاب الأرض»

مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «غزة مونامور» (الشرق الأوسط)

يواصل أسبوع «السينما الفلسطينية»، الذي يتضمن عرض 6 أفلام روائية ووثائقية ورسوم متحركة تُسلط الضوء على معاناة «أصحاب الأرض»، عروضه في سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة).

جانب من مناقشات عرض فيلم الافتتاح (صندوق التنمية الثقافية)

وأفلام الأسبوع هي «تحت الركام»، و«غزة مونامور»، و«شيرين أبو عاقلة»، و«العنصرية»، و«كريم حُراً»، و«البرج».

وفي حين يتناول فيلم «كريم حُراً»، الذي يركز على قضية معاناة الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، قصةَ خروج الأسير كريم يونس من اعتقاله في السجون الإسرائيلية بعد 40 عاماً، فإن الفيلم الوثائقي «شيرين أبو عقلة» يرصد جانباً من مسيرة الإعلامية الفلسطينية الراحلة، ولحظة استهدافها خلال أداء عملها في تغطية الأحداث.

وتدور أحداث فيلم «غزة مونامور»، المستوحى من أحداث واقعية، حول قصة حب تجمع بين صياد ستيني وجارته في السوق، في حين يدخل بمشكلات بعد عثوره على تمثال أثري.

وتتناول أحداث فيلم الرسوم المتحركة «البرج» قصة فتاة، تعيش في مخيم لاجئين، تتعرف على عائلتها وتاريخها من خلال قصص الأجيال السابقة من اللاجئين.

«اختيار الأفلام الستة استغرق نحو 6 أسابيع»، وفق الناقدة السينمائية شاهندة محمد علي، المبرمجة المسؤولة عن اختيار الأفلام، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «اقتراح الفكرة والبدء في العمل عليها جاءا بعد اندلاع (حرب غزة) بأسبوع تقريباً»، مشيرة إلى أنها «تواصلت مع مختلف شركات توزيع الأفلام العربية في مصر لمعرفة الأفلام التي لديهم ويمكن عرضها ضمن فعاليات الأسبوع».

ووفق مبرمجة «أسبوع السينما الفلسطينية» فإنها «شاهدت لدى إحدى الشركات 25 فيلماً تمتلك حق توزيعها بالفعل، واستقرت على اختيار 3 منها، وعندما تواصلت مع مكتب هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية الموجودة في القاهرة، رشح لها المخرج الفلسطيني فايق جرادة أفلاماً أخرى لتُعرض ضمن الفعاليات لتختار منها الأفلام الثلاثة الأخرى التي سيشاهدها الجمهور»، لافتة إلى «أنها راعت بالأفلام المختارة تقديمها جوانب مختلفة عن القضية الفلسطينية».

ورغم الدعم الذي تلقته المبرمجة المصرية من فايق جرادة، الذي يعرض فيلمه الوثائقي الطويل «العنصرية» ضمن برنامج الأسبوع، فإنه شدّد على عدم حضوره عرض الفيلم رغم إقامته في القاهرة، مبرراً ذلك بقوله: «أفضّل عدم المشاركة والتفاعل في وقت لا تزال بلادي تتعرض فيه للعدوان الإسرائيلي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أساعد القائمين على فعاليات الأسبوع للتواصل مع صناع الأفلام من أجل عرض كلمات مصورة لهم خلال عرض أعمالهم».

وينظم الأسبوع السينمائي بالتعاون بين «صندوق التنمية الثقافية»، التابع لوزارة الثقافة المصرية، و«المركز القومي للسينما»، وتعقبه ندوات بمشاركة عدد من السينمائيين، منهم مدير التصوير سعيد شيمي، والمخرجة هالة جلال.

أفيش فيلم «من تحت الركام» (المخرجة)

وأدار ندوة الفيلم الوثائقي الطويل «من تحت الركام»، الذي افتتح الأسبوع، الناقد عصام زكريا الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن تنظيم (أسبوع السينما الفلسطينية) في القاهرة، يعد أحد أشكال الدعم التي تقدّم للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها»، مؤكداً أن «الأفلام المختارة توثق وترصد مراحل وجوانب مختلفة من معاناة هذا الشعب».

وقررت المخرجة الأسترالية آن سوليس، توثيق جانب من معاناة سكان غزة إثر رؤيتها تداعيات القصف الإسرائيلي المتكرر للقطاع المنكوب. وركزت المخرجة في فيلمها على شهادات الأطفال الذين عاشوا تجارب الحرب.

وتؤكد المبرمجة المسؤولة عن إدارة الفعاليات حرصها على «إجراء مناقشات بشكل غير تقليدي من خلال استضافة نقاد لإدارة الندوات، ومشاركة مخرجين ومديري تصوير في المناقشات مع الجمهور لتكون بمنزلة جلسات غير تقليدية تسلط الضوء على جوانب عدة في حياة الشعب الفلسطيني، وهو ما يظهر أيضاً من تنوع مضمون الأفلام المختارة».

الملصق الدعائي للأسبوع (صندوق التنمية الثقافية)

ويعدّ زكريا أن «ما يميز السينما الوثائقية قدرتها على التوثيق في ظل الأخبار المتسارعة التي تختفي في اليوم التالي لحدوثها، بينما توثق الأفلام الروائية الأحداث بشكل مختلف، إذ تمكّن من مشاهدة ما حدث ورصده بعد سنوات».


جديد العلم... تحويل البراز دواءً يجدد الكائنات الحية في الأمعاء

ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)
ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)
TT

جديد العلم... تحويل البراز دواءً يجدد الكائنات الحية في الأمعاء

ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)
ميكروبيوتا الأمعاء تشكّل محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة (رويترز)

يتيح التقدم الذي يشهده علم الأحياء المجهرية لشركات الأدوية الحيوية استحداث أدوية باستخدام مليارات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، وحتى استخدام براز الأفراد الأصحاء لمعالجة المرضى، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ففي مصنعها الجديد بمنطقة ليون في وسط شرق فرنسا، وهو الأكبر في أوروبا المخصص حصرياً للأدوية القائمة على الكائنات الحية الدقيقة، تسعى شركة MaaT Pharma (مات فارما) للتكنولوجيا الحيوية إلى تعزيز فرص شفاء المرضى المصابين بالسرطان، وتحسين قابليتهم للاستجابة للعلاجات المناعية من خلال إعادة إنعاش ميكروبيوتا الأمعاء التي تضررت بفعل العلاج المكثف.

وتعمل الشركة على إنجاز عقار MaaT013 (مات013) الذي بات في المرحلة النهائية من التجارب السريرية لمعالجة ما يُعرف بداء الطعم ضد الثوي (GVHD)، وهو مرض نادر يمكن أن يؤدي إلى الوفاة، يحدث بعد زراعة الخلايا المكونة للدم التي تُعرف عموماً بزراعة نقي العظم أو زراعة الخلايا الجذعية في حالات سرطانات الدم.

ومن المتوقع ظهور النتائج الأولى للتجربة في منتصف عام 2024، لكن هذا الدواء متاح منذ الآن في عدد من الدول الأوروبية للذين يحتاجون إليه بشكل مُلحّ.

وتتوقع شركة التكنولوجيا الحيوية بيع «تسعة آلاف جرعة سنوياً» من هذا المحلول العلاجي الذي تنتجه في مصنعها الجديد بضواحي ليون.

وتتلقى الشركة البراز المجمّع في نوع من الأوعية المحكمة الإغلاق صُنعت على القياس خصيصاً لهذا الغرض.

وتتولى شركة «في نانت» جمع هذه الكميات من البراز التي تُنقل إلى المصنع بالقطار والشاحنة في صناديق تبريد عند حرارة خمس درجات مئوية وتُعالَج خلال 72 ساعة على الأكثر بعد انبعاثها.

25 مؤشراً

يتمثل الهدف في مزج براز المتبرعين للحصول على أفضل ما فيه، وهو عبارة عن مجموعة غنية ومتنوعة من الكائنات الحية الدقيقة التي يعاد حقنها في أجسام المرضى في المستشفى عن طريق المستقيم، كما لو كانت حقنة شرجية، لكي تستوطن مجدداً في الجهاز الهضمي للمريض وتعيد إليه ميكروبيوتا الأمعاء المتضررة.

وقالت مديرة الإنتاج في المصنع سيسيل بيلا - نيس: «من بين ثلاثة آلاف متطوع ملأوا نموذج الطلب، يستوفي 30 فحسب معايير الصحة الهضمية الجيدة والصحة العقلية المطلوبة»؛ لأن ثمة صلة بين الصحة العقلية والكائنات الحية الدقيقة.

وشبّهت الأمر بـ«التبرع بالدم ولكن بطريقة أكثر تقدماً بقليل».

وينبغي على المتبرعين الذين يتطوعون عادةً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وفي أحرام الجامعات قبل أسابيع قليلة من بدء الإنتاج، الخضوع في مقابل بدلات مالية «لاختبارات دم كل 60 يوماً واختبارات براز يومية» طوال مرحلة جمع البراز.

وأوضحت مديرة التطوير التكنولوجي في «مات فارما»، كارولين شوينتنر، أن «كل براز يُختبر استناداً إلى 25 مؤشراً مرضياً مختلفاً». وتضاف مادة مخففة لحماية البكتيريا أثناء التجميد.

ثم يوزّع اللقاح على أكياس توضع في حاضنة عند حرارة خمس درجات مئوية ثم يتم تجميدها.

على شكل كبسولة

يجري راهناً تقييم تركيبة على شكل كبسولة تحت اسم «مات033» لتعزيز فرص شفاء المرضى المصابين بسرطانات الدم (النتائج متوقعة سنة 2026) ومرض شاركو.

وتهتم شركات التكنولوجيا الحيوية الفرنسية الأخرى بهذا الأفق العلاجي الجديد.

وتعمل شركة Exeliom Biosciences (إكسيليوم بيوسيانس) على التوصل إلى دواء يستند إلى الخصائص المضادة للالتهابات التي توفرها البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي (Faecalibacterium prausnitzii) التي توصف بأنها «نجمة بكتيريا الأمعاء».

وتعتمد شركة Enterome (إنتروم) على قاعدة بياناتها التي تضم أكثر من 20 مليوناً من بروتينات ميكروبيوم الأمعاء لتحديد العلاجات. وفي مجال التشخيص، ابتكرت شركة «جي إم تي» برنامجاً لتحليل الميكروبيوم.

وتعتمد كل هذه الشركات في عملها على البيانات العلمية عن ميكروبيوتا الأمعاء.

وتشكّل ميكروبيوتا الأمعاء محور أبحاث واسعة يجريها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الزراعة والغذاء والبيئة، الذي ينظّم لهذا الغرض حملة كبيرة لتطويع متبرعين مستعدين لإعطاء عينات من برازهم لتطوير العلم.


الشرطة البريطانية: إصابة امرأة في حادث طعن بجنوب ويلز

استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)
استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)
TT

الشرطة البريطانية: إصابة امرأة في حادث طعن بجنوب ويلز

استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)
استنفار أمني في جنوب ويلز (الشرطة البريطانية)

أعلنت الشرطة البريطانية إصابة امرأة تبلغ من العمر 29 عاماً طعناً في قرية «أبرفان» بجنوب ويلز، وأنه يجري البحث عن المشتبه به الذي لاذ بالفرار من موقع الحادث.

ونصحت شرطة جنوب ويلز في بيان أوردته قناة «سكاي نيوز» البريطانية، الثلاثاء، المواطنين بالابتعاد عن المنطقة حتى يتمكن ضباط الشرطة المسلحون من التعامل بشكل فعال مع الحادث.

وأكدت الشرطة أن المصابة نُقلت إلى المستشفى، موضحة أن إصابتها ليست خطيرة. وأُغْلِقت مدرسة ومركز لرعاية الأطفال أثناء تعامل الشرطة مع الحادث، بينما حث الضباط الناس على تجنب المنطقة. وبدأت عملية مطاردة في جنوب ويلز بعد طعن سيدة تبلغ من العمر 29 عاماً في أبرفان.

وذكرت الشرطة أن ضباطاً مسلحين موجودون في مكان الحادث، بينما جرى حث السكان على تجنب المنطقة. وأضاف البيان أن المشتبه به غادر المكان فور وقوع الحادث، ولا تزال التحقيقات جارية للعثور عليه.

الشرطة البريطانية أغلقت الشوارع المحيطة بمكان الحادث (الصحافة المحلية)

ويقوم ضباط مسلحون بتفتيش المنطقة المجاورة. ونُقلت السيدة إلى المستشفى، ولا يُعتقد أن إصاباتها تُشكل خطراً على حياتها. وقد وقع الحادث على طريق موى قبل الساعة 9:10 صباحاً. ويقول المسعفون إن شخصاً نُقل إلى المستشفى. وتقول الشرطة إن المدارس المحلية ومرافق رعاية الأطفال قد أُغْلقت، بينما يستمر البحث.

وقال مركز «ترينيتي» لرعاية الأطفال والأسرة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «نحن حالياً في حالة إغلاق بوصفها إجراءً احترازياً بسبب حادث داخل المجتمع. جميع الموظفين والأطفال في أمان». وقالت ريانون ستيفنز ديفيز، رئيسة مدرسة غرينفيلد، في بيان على «فيسبوك»: «نحن على علم بحادث الشرطة المستمر في أبرفان».

وأوضحت: «أردنا فقط أن نطمئنكم إلى أننا نحافظ على التلاميذ في أمان داخل المبنى بوصفه إجراءً احتياطياً، وأن جميع البوابات المحيطة مغلقة».

وقال متحدث باسم خدمة الإسعاف في ويلز: «لقد استُدعينا اليوم في نحو الساعة 9:10 صباحاً لكتابة تقارير عن حادث في أبرفان» وأُغْلقت مدرسة ومركز لرعاية الأطفال أثناء تعامل الشرطة مع الحادث، بينما حث الضباط الناس على تجنب المنطقة». وذكرت الشرطة أن شرطيين مسلحين موجودون في مكان الحادث، بينما دُعي السكان إلى تجنب المنطقة. وأضاف البيان أن المشتبه به غادر المكان فور وقوع الحادث، ولا تزال التحقيقات جارية للعثور عليه. وتعمل الشرطة على تفتيش المنطقة المجاورة.


وحدة النزاهة تستأنف قرار تبرئة الكازاخستانية جيروتو

جيروتو لم ترتكب انتهاكاً لقواعد مكافحة المنشطات (رويترز)
جيروتو لم ترتكب انتهاكاً لقواعد مكافحة المنشطات (رويترز)
TT

وحدة النزاهة تستأنف قرار تبرئة الكازاخستانية جيروتو

جيروتو لم ترتكب انتهاكاً لقواعد مكافحة المنشطات (رويترز)
جيروتو لم ترتكب انتهاكاً لقواعد مكافحة المنشطات (رويترز)

قررت وحدة النزاهة في ألعاب القوى التقدم باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس) في قضية العداءة الكازاخستانية نورا جيروتو، بطلة العالم السابقة في سباق 3 آلاف متر موانع، التي تمت تبرئتها الشهر الماضي من تهمة تعاطي المنشطات.

وتم إيقاف جيروتو، الحائزة الميدالية الذهبية في سباق 3 آلاف متر موانع في بطولة العالم 2022، بشكل مؤقت من قبل وحدة النزاهة في أبريل (نيسان) بعد اكتشاف عيوب في جوازها البيولوجي.

ورفعت محكمة تأديبية عقوبة إيقافها في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) بعدما ارتأت أن الاختلاف الذي تم اكتشافه لم يكن كافياً لاستنتاج حدوث تعاطي منشطات.

وأفادت وحدة النزاهة على موقع «إكس» بأنها تقدمت باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي للطعن في القرار الذي يفيد بأن جيروتو، البالغة من العمر 28 عاماً، لم ترتكب انتهاكاً لقواعد مكافحة المنشطات.

وتدافع جيروتو، المولودة في كينيا، عن ألوان كازاخستان منذ يناير (كانون الثاني) 2022.

وشهدت كينيا ارتفاعاً في حالات تعاطي المنشطات حيث تم إيقاف قرابة 70 رياضياً، معظمهم من عدائي المسافات الطويلة، خلال الأعوام الخمسة الأخيرة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تقدمت وحدة النزاهة في ألعاب القوى باستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي ضد قرار تبرئة النيجيرية توبي أموسان، صاحبة الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر حواجز، في قضية فشلها في تحديد مكان وجودها من أجل الخضوع لفحص المنشطات.


الإنترنت الصيني الأسرع في العالم... 1.2 تيرابايت في الثانية

الشبكة الجديدة تمتد على مسافة تزيد عن 3000 كيلومتر من الألياف البصرية، وتربط بين بكين ووهان وقوانغتشو (أ.ف.ب)
الشبكة الجديدة تمتد على مسافة تزيد عن 3000 كيلومتر من الألياف البصرية، وتربط بين بكين ووهان وقوانغتشو (أ.ف.ب)
TT

الإنترنت الصيني الأسرع في العالم... 1.2 تيرابايت في الثانية

الشبكة الجديدة تمتد على مسافة تزيد عن 3000 كيلومتر من الألياف البصرية، وتربط بين بكين ووهان وقوانغتشو (أ.ف.ب)
الشبكة الجديدة تمتد على مسافة تزيد عن 3000 كيلومتر من الألياف البصرية، وتربط بين بكين ووهان وقوانغتشو (أ.ف.ب)

مع اقتراب نهاية عام 2023، لا يزال الإنترنت في الصين هو الأسرع في العالم بسرعة نقل بيانات تبلغ 1.2 تيرابايت في الثانية. هذا الإنجاز يتجاوز كثيراً السرعات المتوفرة حالياً في كثير من دول العالم، واضعاً الصين في مقدمة الدول من حيث تطور البنية التحتية للإنترنت.

شبكة فائقة السرعة

الشبكة الجديدة تمتد على مسافة تزيد عن 3000 كيلومتر من الألياف البصرية، وتربط بين بكين ووهان وقوانغتشو. بفضل هذه السرعة الفائقة، يمكن للشبكة إرسال 150 فيلماً بدقة 4K في أقل من ثانية، ونقل كامل مكتبة محتوى «نتفليكس» العالمية في أقل من نصف ساعة.

اجتازت الشبكة، التي تم تفعيلها في يوليو (تموز) الماضي، وأطلقت رسمياً قبل أسابيع، جميع اختبارات التشغيل بنجاح، ما يمثل إنجازاً هاماً في مجال الاتصالات. هذا الإنجاز هو نتيجة لتعاون بين جامعة تسينغهوا و«هواوي تكنولوجيز» وشركة «سيرنيت».

نائب رئيس «هواوي تكنولوجيز»: الشبكة قادرة على نقل بيانات تعادل 150 فيلماً عالي الدقة في ثانية واحدة (رويترز)

تجاوز التوقعات الصناعية

تجاوز هذا الإنجاز التوقعات الصناعية، حيث كان يُتوقع ظهور شبكات بسرعة تيرابايت واحد في الثانية بحلول عام 2025. حالياً، تعمل معظم شبكات الإنترنت الرئيسية في العالم بسرعة 100 غيغابايت في الثانية، وقد انتقلت الولايات المتحدة مؤخراً إلى الجيل الخامس من شبكة «إنترنت 2» بسرعة 400 غيغابايت في الثانية.

يُشار إلى أن الصين لا تدعي بأن لديها أسرع سرعات نقل البيانات على الإطلاق، حيث تم تسجيل أسرع نقل للبيانات بأكثر من 300 تيرابايت في الثانية في اليابان.

هذه الشبكة هي جزء من مشروع البنية التحتية لتكنولوجيا الإنترنت المستقبلية (FITI) في الصين، وهو مبادرة تستمر لعقد من الزمن، وتعد أحدث إصدار من شبكة الصين للتعليم والبحث (Cernet). وأكد وو جيانبينغ، قائد مشروع «FITI» من الأكاديمية الصينية للهندسة، على نجاح تشغيل هذا الخط الفائق السرعة، وتزويد الصين بالتكنولوجيا المتطورة اللازمة لبناء إنترنت أسرع في المستقبل.

من جانبه، أوضح وانغ لي، نائب رئيس «هواوي تكنولوجيز» قدرة الشبكة على نقل بيانات تعادل 150 فيلماً عالي الدقة في ثانية واحدة. وقارن شيو مينغوي، من جامعة تسينغهوا، هذه الشبكة بخط قطار فائق السرعة، مشيراً إلى أنها تحل محل الحاجة إلى 10 مسارات عادية لنقل نفس الكمية من البيانات، ما يؤدي إلى نظام أكثر فاعلية من حيث التكلفة وسهولة الإدارة.

الصين تطلق شبكة الإنترنت الأسرع عالمياً بسرعة 1.2 تيرابايت / ث (أ.ب)

لماذا هذه السرعة الفائقة؟

تلعب هذه الشبكات دوراً حيوياً في التعليم والبحث الوطنيين، حيث تلبي الطلب المتزايد على نقل البيانات من تطبيقات مثل السيارات الكهربائية المتصلة والمناجم التي تستخدم تقنيات الجيل الخامس الصناعية.

ويُبرز مشروع «FITI»، الذي بدأ في عام 2013 وتدعمه الحكومة الصينية وتديره وزارة التعليم بمشاركة أكثر من 40 جامعة، التزام الصين بتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة واليابان لأجهزة التوجيه ومكونات أخرى لتكنولوجيا الإنترنت.

وتجدر الإشارة إلى أن جميع البرمجيات والأجهزة المستخدمة في هذا النظام من إنتاج محلي، ما يُظهر التقدم في الموجهات والمفاتيح والاتصالات البصرية، الذي حققه فريق البحث الفني، والذي طوّر أيضاً جهاز توجيه فائق السرعة قادراً على التعامل مع حجم بيانات غير مسبوق.


هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر تهدد التجارة العالمية

يربط البحر الأحمر بين قارتي أفريقيا وآسيا وهو ممر حيوي للشحن البحري (رويترز)
يربط البحر الأحمر بين قارتي أفريقيا وآسيا وهو ممر حيوي للشحن البحري (رويترز)
TT

هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر تهدد التجارة العالمية

يربط البحر الأحمر بين قارتي أفريقيا وآسيا وهو ممر حيوي للشحن البحري (رويترز)
يربط البحر الأحمر بين قارتي أفريقيا وآسيا وهو ممر حيوي للشحن البحري (رويترز)

باتت البحار والمحيطات مهمة اليوم أكثر من أي وقت مضى مع تنامي الصراعات الدولية. فقد تصاعدت التوترات في البحر الأحمر عقب تعرض سفن لهجمات أثناء عبورها هذا الممر الحيوي في طرق الشحن البحري بين أوروبا والخليج العربي وبحر العرب وصولاً إلى شرق آسيا، ما أثار مخاوف من حدوث اضطرابات جديدة في التجارة العالمية، بما في ذلك إمدادات الطاقة.

يوم الأحد، قال البنتاغون إن سفينة حربية أميركية وثلاث سفن تجارية تعرضت لهجوم قبالة الساحل اليمني، مما أثار مخاوف من أن الحوثيين الذين استهدفوا سفناً إسرائيلية الشهر الماضي يوسعون حملتهم رداً على الحرب في غزة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، يوم الاثنين، إن الهجمات «غير مقبولة على الإطلاق»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع دول أخرى حول تشكيل قوة عمل بحرية لضمان «المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر».

وذكرت القيادة المركزية الأميركية أنها تدرس «الردود المناسبة» على الهجمات التي عرّضت حياة أطقم من عدة دول للخطر، فضلاً عن تهديد التجارة الدولية والأمن البحري. وأضافت أنه على الرغم من أن الحوثيين هم الذين شنوا الهجمات، فإنه «تم تمكينها بالكامل من قبل إيران».

إمدادات النفط والغاز بخطر

ويأتي هذا التهديد الجديد للشحن - الذي يمكن أن يؤثر على التجارة في كل شيء من النفط الخام إلى السيارات - بعد ضغوط كبيرة واجهتها سلاسل التوريد بسبب جائحة «كوفيد»، والحرب الروسية في أوكرانيا، مما أدى إلى زيادة التضخم وتهدئة الاقتصاد العالمي.

وتزيد هذه الهجمات من المخاوف بشأن التهديد الذي تشكله طهران على مضيق هرمز، وهو الممر المائي الضيق الذي يفصل إيران عن دول الخليج والذي يعد نقطة عبور لصادرات النفط والغاز. إذ يمر نحو 40 في المائة من تجارة النفط المنقولة بحراً عبر مضيق هرمز يومياً إلى جانب شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر، مما ساعد أوروبا على استبدال الغاز الروسي.

ومن قناة السويس التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط، إلى مضيق باب المندب الذي يربطه بالمحيط الهندي، يعد البحر الأحمر أيضاً شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي. فهو يحمل ما يقرب من عشر إمدادات النفط المنقولة بحراً، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وهو أيضا قناة للبضائع من آسيا. ويعد مضيق باب المندب أكثر عرضة للهجوم من مضيق هرمز بسبب موقعه الضيق.

ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن هينينغ غلوستين من مجموعة «أوراسيا» الاستشارية أن «طريق البحر الأحمر مهمة. لا بل إنها أكثر أهمية بالنسبة للأوروبيين الذين يحصلون على كل ما يحتاجونه من نفط الشرق الأوسط والغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر».

ورأى رئيس أبحاث الائتمان الأوروبية في «ستاندرد آند بورز» بول واترز أن تداعيات ما يحصل راهناً والمخاطر المحيطة بذلك، «لا يمكن التقليل من شأنها - المخاطر على النفط إذا انخرطت إيران... ومن الواضح أن ذلك قد يكون له آثار غير مباشرة كبيرة على سلاسل التوريد والتضخم والأسواق المالية على نطاق واسع»، وفق «رويترز».

ومنذ عام 2019، هاجم الحوثيون وغيرهم من وكلاء إيران المشتبه فيهم سفناً متعددة في الشرق الأوسط، واستولوا على ناقلات النفط وشنوا هجمات باستخدام ألغام لاصقة مثبتة على أجسامها، وفق تقرير لصحيفة «فاينانشيال تايمز».

ويقدّر مؤسس شركة «رابيدان» للطاقة والمستشار السابق في البيت الأبيض لجورج بوش، بوب ماكنالي، احتمالات حدوث «انقطاع مادي في تدفقات الطاقة الإقليمية» بما يصل إلى 30 في المائة.

يُعد البحر الأحمر ممراً مهماً للتجارة العالمية والطاقة ويلعب دوراً كبيراً في استقرار المنطقة (الشرق الأوسط)

ارتفاع تكاليف التأمين

يستكشف مالكو السفن الآن طرقاً بديلة أكثر أماناً، ولكن أكثر تكلفة، ويطالبون بمزيد من الحماية في مياه الشرق الأوسط. ويتضمن المسار البديل الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، بالقرب من كيب تاون، والإبحار على طول غرب أفريقيا، وهي طريق أطول بكثير وأكثر تكلفة. ويتعين على مالكي السفن دفع المزيد مقابل التأمين، فضلاً عن تحويل السفن والاستثمار في تدابير أمنية إضافية.

وقال رئيس الشؤون البحرية في شركة «مارش» للتأمين، ماركوس بيكر، إن بعض شركات التأمين قامت بالفعل بزيادة الأسعار خلال الأسبوع الذي سبق هجمات البحر الأحمر يوم الأحد، بنسبة تصل إلى 300 في المائة في إحدى الحالات. وأضاف أن السوق «سيتعين عليها الرد» على الأحداث الأخيرة.

وأضاف «مع ذلك، لم يكن أمام مالكي السفن خيار سوى الالتزام بالمسار الحالي. إذا كنت تحاول الحصول على بضائع معينة حول العالم، فيتعين عليك تقريباً المرور عبر منطقة البحر الأحمر».

وقال كبير مسؤولي العمليات في شركة «سيغل ماريتيم»، ديميتريس مانياتيس، إن المجموعة الأمنية تتلقى «المزيد والمزيد» من طلبات الحراس المسلحين من مالكي السفن في جميع أنحاء العالم. لكنه أشار إلى أن الجماعات الأمنية الخاصة، التي تم تشكيل كثير منها لمواجهة التهديد الذي يشكله القراصنة الصوماليون، لا يمكنها أن تفعل شيئاً لمواجهة هجمات الطائرات من دون طيار والصواريخ.

وفي الإطار ذاته، كشفت مصادر ملاحية وتأمينية أن أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب ارتفعت بالنسبة للرحلات عبر البحر الأحمر بعد تعرض ثلاث سفن للهجوم في المنطقة يوم الأحد وتزايد المخاوف من تفاقم المخاطر على الملاحة التجارية.

وقال رئيس السلامة البحرية والأمن في «بيمكو» جاكوب لارسن، لـ«رويترز» في مواجهة تهديد التشكيلات المسلحة مثل الحوثيين، تعتمد السفن التجارية على الحماية من وحدات البحرية. وأوضح أنه ليس هناك الكثير أمام أي سفينة تجارية لتفعله لحماية نفسها من أسلحة الحرب، مشيراً إلى أن تغيير المسار بعيداً عن المنطقة يعد تفكيراً صائباً، خاصة بالنسبة للسفن المعرضة لخطر متزايد.

وأدرجت سوق التأمين في لندن جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، ويتعين على السفن إخطار شركات التأمين التي تتعامل معها عند الإبحار عبر هذه المناطق، وكذلك دفع قسط إضافي عادة لفترة تغطية مدتها سبعة أيام.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «درياد غلوبال» البريطانية لاستشارات المخاطر البحرية والأمن، كوري رانسليم، إنه من المتوقع أن ترتفع تكاليف النقل في هذه المنطقة بشكل أكبر. وأضاف «فضلاً على ذلك، فإن زيادة المخاطر المتصورة قد تؤدي إلى اختيار عدد كبير من السفن تجنب المنطقة تماماً، مفضلة طرقاً أطول مثل الإبحار حول القرن الأفريقي».

إسرائيل تطالب بقوة خاصة

للبحر الأحمر أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة لإسرائيل، حيث تمر أكثر من 98 في المائة من تجارتها الخارجية إما عبره وإما عبر البحر الأبيض المتوسط.

وتخشى إسرائيل اليوم من هجوم الحوثيين في منطقة ذات أهمية حيوية واستراتيجية بالنسبة إليها، وهو ما تعده تهديداً لسلامة الملاحة، الأمر الذي سيدفعها إلى اتخاذ تدابير استثنائية لتأمين سفنها، ما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن الإسرائيلية، ويؤثر بالتالي على تكلفة وارداتها وصادراتها، وإلى تأخيرات في الشحن الذي سيؤثر على الإنتاج والتوزيع الإسرائيليين.

وبناء على هذه المعطيات، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، أن إسرائيل توجهت بشكل رسمي إلى عدة دول، بينها بريطانيا واليابان، بهدف تشكيل قوة عمليات مخصصة للعمل في البحر الأحمر من أجل ضمان حرية الممرات الملاحية في البحر الأحمر. وستعمل هذه القوة الخاصة التي تسعى إسرائيل إلى تشكيلها، في إطار تحالف متعدد الجنسيات في منطقة مضيق باب المندب، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

وكانت شركة الشحن البحري الإسرائيلية «زيم»، قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تحوّل بعض سفنها بعيداً عن المنطقة، مما يعني زيادة زمن الرحلات بوصفه إجراء مؤقتا.

تعرضت ثلاث سفن تجارية وسفن حربية أميركية للهجوم قبالة سواحل اليمن الأحد (أ.ب)

الأهمية الاقتصادية للبحر الأحمر

البحر الأحمر هو ممر بحري حيوي يربط بين قارتي أفريقيا وآسيا، ويربط بين البحر المتوسط والمحيط الهندي. كما يعد ممراً للنفط والغاز الطبيعي من منطقة الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية. ونظراً لموقعه الجغرافي المهم، يحده عدد من الدول الاستراتيجية، مما يجعل أمنه مهماً لاستقرار المنطقة والعالم.

وعليه، يُعد البحر الأحمر سياسياً أكثر اتساعاً من البحر الأحمر جغرافياً، فالنطاق الجيوسياسي (وهو علم يبحث في درجة ارتباط الأحداث والتطورات السياسية بالمجال الأرضي) للبحر الأحمر هائل، بحيث يمكن أن يشمل الخريطة السياسية للعالم كله.

وقد شهدت منطقة البحر الأحمر ارتفاعاً في النشاط الاقتصادي في السنوات الأخيرة، مما يشير إلى زيادة فرص الاستثمار في المستقبل. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها النمو المستمر في التجارة العالمية، والذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على استخدام البحر الأحمر بوصفه ممرا بحريا للتجارة، زيادة الطلب على الطاقة والذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على نقل النفط والغاز الطبيعي عبره، والنمو في السياحة والذي سيؤدي إلى زيادة الطلب على الخدمات السياحية في المنطقة.

هذا ويشكل البحر الأحمر أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، حيث تمثل قناة السويس 10 في المائة من إجمالي التجارة البحرية في العالم بما في ذلك كميات كبيرة من النفط الخام والغاز الطبيعي وكثير من السفن التجارية الأخرى، مثل سفن الحاويات والسفن السياحية.

ومن المتوقع أن يتضاعف الناتج المحلي الإجمالي للبحر الأحمر أكثر من ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050، وأن يزيد من 1.8 تريليون دولار إلى 6.1 تريليون دولار. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن ترتفع التجارة من 881 مليار دولار إلى 4.7 تريليون دولار.


منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
TT

منفذ اعتداء باريس يتحمل «مسؤولية» تصرفه ويرجح أنه تحرك «بمفرده»

منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)
منظر جوي يظهر برج إيفل على ضفاف نهر السين في باريس حيث أدى الهجوم الذي وقع السبت بالقرب من برج إيفل إلى زيادة المخاوف في فرنسا بشأن خطر الهجمات الإرهابية خاصة في العاصمة الفرنسية «أ.ف.ب)

أكد المتطرف الذي نفذ هجوماً بسكين خلّف قتيلاً وجريحين، السبت، قرب برج إيفل في العاصمة الفرنسية، أنه «يتحمل بالكامل مسؤولية عمله»، فيما يشير «كل شيء إلى أنه تصرف بمفرده»، كما قال مصدر مطلع على التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين.

وبايع المنفذ أرمان رجابور مياندواب، وهو فرنسي من أصل إيراني يبلغ السادسة والعشرين، تنظيم «داعش» في الآونة الأخيرة. وقال خلال توقيفه على ذمة التحقيق، الاثنين، إن تصرفه «رد فعل على اضطهاد المسلمين في العالم». وبدا «بارداً جداً» و«جامداً»، كما أضاف المصدر نفسه.

عناصر الشرطة الفرنسية في موقع الحادث وسط العاصمة باريس (إ.ب.أ)

وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، أبلغت والدته الشرطة عن قلقها بشأن سلوك ابنها، المدرج على لائحة التطرف الإسلامي والذي أفرج عنه عام 2020 بعد الحكم عليه بالسجن خمس سنوات بتهمة التخطيط لعمل عنيف. وأُخضع أيضا لعلاج نفسي.

وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان (أ.ف.ب)

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الاثنين: «من الواضح أنه حصل إخفاق في العلاج النفسي حيث اعتبر الأطباء عدة مرات أنه يتحسن». وكان الوزير طالب، الأحد، بأن تكون السلطات «قادرة على فرض العلاج» على شخص متطرف يخضع للمراقبة بسبب اضطرابات نفسية.

ووقع الهجوم قبل أشهر قليلة من دورة الألعاب الأولمبية 2024 في باريس، وبعد أقل من شهرين من اعتداء أراس (شمال) الذي أودى بحياة مدرس في منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، وأدى إلى رفع خطة الإنذار على المستوى الوطني إلى «حالة هجوم وشيك».

مسيرة سياحية في ساحة كاريه بقصر اللوفر إحدى الساحات الرئيسية لقصر اللوفر بوسط باريس الاثنين (أ.ف.ب)

وقال رجابور مياندواب، متكلماً باللغة العربية في شريط فيديو، إنه يقدم «دعمه للجهاديين الذين ينشطون في مناطق مختلفة»، كما أوضح المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرنسوا ريكار، الأحد.

وأضاف المدعي العام أن حسابه على منصة «إكس»: «يتضمن الكثير من المنشورات حول (حماس) وغزة، وبشكل عام فلسطين».

ووقعت الأحداث، السبت، قرابة الساعة 20:30 (بتوقيت غرينتش) في منطقة سياحية بامتياز في العاصمة بالقرب من جسر بئر حكيم، الذي يربط بين ضفتي نهر السين.

في بادئ الأمر، طعن المهاجم سائحاً يبلغ 23 عاماً يحمل الجنسيتين الألمانية والفلبينية، من ثم هاجم رجلين آخرين بمطرقة ما أدى إلى إصابتهما بجروح طفيفة، وهما فرنسي يبلغ 60 عاماً، وبريطاني يبلغ 66 عاماً، وأصيب في عينه، بحسب النيابة العامة لمكافحة الإرهاب.

وقد سيطرت عليه القوى الأمنية بواسطة مسدس كهربائي بعيد الهجوم، وحبس في مكاتب دائرة مكافحة الإرهاب في باريس.

وأعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية، الاثنين، أنها فتحت تحقيقاً في الاعتداء بسبب الجنسية الألمانية للضحية. الأحد، عبر المستشار الألماني أولاف شولتس عن «صدمته» لهذا الهجوم.

اضطرابات نفسية

وأضاف المدعي العام أن والدة منفذ الهجوم أبلغت الشرطة بقلقها من تصرفاته في أكتوبر الماضي، «بسبب انطوائه على نفسه»، مشيراً إلى أن المنفذ «ينتمي إلى عائلة ليس لها التزام ديني»، لكنه اعتنق الإسلام في سن الثامنة عشرة في 2015، وسلك «سريعاً جداً» طريق «الآيديولوجية المتطرفة».

وحاولت الشرطة لكن دون جدوى، إخضاعه لفحص طبي وإدخاله إلى المستشفى بالقوة، وهو ما لم يكن ممكناً في غياب الاضطرابات، بحسب مصدر مطلع على الملف، مشيراً إلى أنه بعد أيام من بلاغها، تم التأكيد أنه «في حالة أفضل».

وقال مصدر قريب من الملف إن «إنشاء حسابه على منصة (إكس) في مطلع أكتوبر، ثم قلق الأم في الشهر نفسه يمكن أن يؤشرا إلى عمل يعد له منذ عدة أسابيع».

والمشتبه به معروف بتطرفه ومعاناته اضطرابات، وسبق أن حكم عليه بالسجن 5 سنوات بعد إدانته بتهمة الانتماء إلى «عصابة أشرار بغية التحضير لعمل إرهابي» في عام 2016 في حي لا ديفانس للأعمال في غرب باريس. وقد خرج من السجن في 2020 بعدما أمضى أربع سنوات وراء القضبان.

وسيعكف المحققون الآن على درس المتابعة الطبية التي تلقاها المنفذ «غير المستقر بتاتاً، والذي يسهل التأثير عليه»، بحسب ما قال مصدر أمني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وخلال فترة اعتقاله، بحسب ريكار، خضع لعلاج يشمل متابعة نفسية ومراقبة من قبل طبيب منسق.

وعد الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران، الاثنين، أن المسار «الطبي والإداري والجنائي» للمشتبه به كان متوافقاً مع «دولة القانون».

في فرنسا نحو 5200 شخص معروفون بالتطرف، بينهم 1600 شخص تتم مراقبتهم بشكل خاص من قبل المديرية العامة للأمن الداخلي، وفقاً لمصدر داخل الاستخبارات أوضح أن 20 في المائة من هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم خمسة آلاف يعانون من اضطرابات نفسية.

ودعا وزير الداخلية الذي يعد أن فرنسا «تقع بشكل دائم تحت تأثير التهديد الإسلامي المتطرف»، إلى «اليقظة القصوى» خلال عيد الأنوار اليهودي «هانوكا» الذي يبدأ الخميس.


الجزائر وروسيا تجريان تمارين عسكرية في عرض المتوسط

الفرقاطة الروسية لدى وصولها ميناء الجزائر (وزارة الدفاع الجزائرية)
الفرقاطة الروسية لدى وصولها ميناء الجزائر (وزارة الدفاع الجزائرية)
TT

الجزائر وروسيا تجريان تمارين عسكرية في عرض المتوسط

الفرقاطة الروسية لدى وصولها ميناء الجزائر (وزارة الدفاع الجزائرية)
الفرقاطة الروسية لدى وصولها ميناء الجزائر (وزارة الدفاع الجزائرية)

​أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن إجراء تمارين مشتركة بين البحريتين الجزائرية والروسية، الجمعة المقبل، بمناسبة توقف فرقاطة روسية بميناء عاصمة البلاد. وقالت إن النشاط العسكري المقرر «يهدف إلى تعزيز التعاون العملياتي المشترك بين البحريتين الجزائرية والروسية».

وأكدت الوزارة عبر حسابها بالإعلام الاجتماعي، مساء (الاثنين)، أن الفرقاطة التي وصلت في اليوم نفسه هي قطعة من الأسطول الروسي للبحر الأسود، وتحمل اسم «الأميرال غريغوروفيتش»، مشيرة إلى أن التمرين سيتم «بالواجهة البحرية الوسطى». كما أوضحت أن وصولها إلى المياه الإقليمية الجزائرية يأتي في إطار «تجسيد برنامج التعاون العسكري الثنائي الجزائري- الروسي».

ويشمل التمرين تنفيذ اجتماعات فنية وتدريبات على الرصيف، ومناورات تكتيكية، وعمليات للمنع البحري، وتفعيل مركز العمليات البحرية المشترك الجزائري- الروسي لقيادة التمرين.

ويدوم توقف القطعة البحرية الروسية بالجزائر حتى 12 من الشهر الجاري.

رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغ بموسكو في أغسطس الماضي (الدفاع الجزائرية)

وتُعد الفرقاطة الروسية الجديدة الثالثة من نوعها التي ترسو في مواني الجزائر خلال الأشهر القليلة الماضية؛ إذ سبق لفرقاطة «ميركوري 734» أن توقفت في شهر أغسطس الماضي. كما شهد التعاون العسكري بين الجزائر وموسكو كثافة في السنتين الماضيتين، عكستها زيارات متبادلة على أعلى مستوى في القطاعين العسكريين بالبلدين.

كان رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، قد زار روسيا نهاية يوليو (تموز) الماضي، والتقى وزير الدفاع سيرغي شويغو الذي صرح يومها بأن العلاقات الروسية- الجزائرية «تتطور بشكل ديناميكي وإيجابي»، مبرزاً أن روسيا والجزائر «تنتهجان سياسة خارجية مستقلة، وتدافعان عن مصالحهما الوطنية، رغم الضغوط غير المسبوقة من قبل الغرب». وكان يشير ضمناً إلى مساعي بعض أعضاء بالكونغرس الأميركي لتفعيل عقوبات ضد الجزائر بحجة «التقارب العسكري مع روسيا».

كما زار شنقريحة بكين منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأبدى اهتماماً مركَّزاً بصناعة السفن الحربية الصينية.

وبمناسبة زيارة الرئيس عبد المجيد تبون إلى موسكو، في يونيو (حزيران) الماضي، نقلت وكالة «سبوتنيك» عن شويغو، أن الجزائر تريد شراء عتاد حربي روسي، يتمثل في دبابات وطائرات وأنظمة دفاع مضادة للطائرات.

كما أفادت تقارير متخصصة بأن القيادة العسكرية الجزائرية مهتمة بشكل خاص بالحصول على غواصات متطورة، وطائرات «سو– 57» و«سو– 34»، و«سو– 30»، كما تريد أنظمة الدفاع الجوي الجديدة، مثل «إس– 400»، و«فايكينغ»، و«أنتيي– 4000».

ويأتي ذلك في سياق رغبة الجزائر في رفع وارداتها من الأسلحة، وزيادة مهمة شهدتها موازنة الجيش في قانون المالية لسنتي 2023 و2024.

ضباط البحريتين الجزائرية والروسية بمقر قيادة القوات البحرية الجزائرية (وزارة الدفاع)

في سياق ذي صلة، أكد الرئيس بوتين، أمس (الاثنين)، خلال مراسم قبول أوراق اعتماد سفراء جدد، من بينهم سفير الجزائر، أن بلده «يقدر المسار السياسي المتوازن للجزائر»؛ مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادي الروسي- الجزائري «يتقدم بوتيرة جيدة».

ولفت بوتين إلى أنه في الفترة بين 2024 و2025 ستحصل الجزائر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي: «وبالطبع سنكثف التنسيق مع الشركاء الجزائريين، بشأن القضايا الحالية على الساحتين الدولية والإقليمية».

قائد الجيش الجزائري مع مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والفني لفيدرالية روسيا في أغسطس الماضي بموسكو (وزارة الدفاع الجزائرية)

ونقلت وكالة الأنباء ذاتها عن نائب مدير «مركز تنمية صادرات المنتجات الزراعية» بوزارة الزراعة الروسية، أندريه كوتشيروف، أن روسيا ضاعفت صادراتها من المنتجات الزراعية إلى الجزائر، بأكثر من الضعف خلال عام.

وأوضح أن روسيا «هي واحدة من أكبر 5 مصدرين للمنتجات الزراعية إلى الجزائر؛ إذ بلغت قيمة صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والصناعية إلى الجزائر بحلول نهاية عام 2021 نحو 336 مليون دولار، وارتفع هذا الرقم بحلول نهاية عام 2022 إلى 699 مليون دولار»، مبرزاً أن الدولة المغاربية «واحدة من أكثر البلدان النامية ديناميكية في القارة الأفريقية».


مقتل جندي لبناني بقصف إسرائيلي على مركز للجيش قرب الحدود

صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

مقتل جندي لبناني بقصف إسرائيلي على مركز للجيش قرب الحدود

صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

قُتل عسكري لبناني وأصيب 3 آخرون، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد المراكز في جنوب البلاد، وفق ما أعلن الجيش، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بدء التصعيد عند الحدود الجنوبية.

وأفاد الجيش في بيان بـ«تعرض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة - العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.


24 يناير... الموعد الجديد لمواجهة بايرن ويونيون برلين

كان من المقرر إقامة المباراة السبت الماضي (غيتي)
كان من المقرر إقامة المباراة السبت الماضي (غيتي)
TT

24 يناير... الموعد الجديد لمواجهة بايرن ويونيون برلين

كان من المقرر إقامة المباراة السبت الماضي (غيتي)
كان من المقرر إقامة المباراة السبت الماضي (غيتي)

قالت «رابطة دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم»، الثلاثاء، إن مباراة بايرن ميونيخ أمام ضيفه يونيون برلين ستقام بعد استئناف البطولة عقب العطلة الشتوية.

وكان من المقرر إقامة المباراة السبت الماضي، إلا إنها أُجلت بسبب الثلوج وسوء الأحوال الجوية في ميونيخ.

وأضافت الرابطة في بيان بموقعها الرسمي: «مباراة الجولة الـ13 بين بايرن ميونيخ ويونيون برلين ستقام في موعدها الجديد يوم الأربعاء 24 يناير (كانون الثاني) المقبل بعد تأجيلها السبت الثاني من ديسمبر (كانون الأول)» الحالي.

ومع توقف البطولة في 20 ديسمبر الحالي، وخروج بايرن لمواجهة مانشستر يونايتد في ختام دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا الثلاثاء المقبل، لم يعد أمام الرابطة سوى إقامة المباراة بعد العطلة الشتوية.

ويعود الدوري الألماني بمباراة بايرن أمام هوفنهايم في 12 يناير.

ويتصدر باير ليفركوزن المسابقة برصيد 35 نقطة من 13 مباراة متقدما بـ3 نقاط على بايرن حامل اللقب والذي خاض 12 مباراة.