الدبيبة يدعو النواب و«الدولة» لوضع قاعدة للانتخابات الليبية

دعا عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة مجلسي النواب و«الدولة» مجددا لإصدار القاعدة الدستورية لإجراء الانتخابات، وقال إنها «يجب أن تكون عادلة لا أن تكون لتمكين شخص أو إقصاء طرف بعينه»، بينما أبلغ فتحي باشاغا رئيس الحكومة «الاستقرار» الليبية الموازية، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، رسميا بعجز حكومته عن ممارسة عملها من العاصمة طرابلس.
وقال الدبيبة في اجتماع مجلس الوزراء اليوم، إنه «يجب التفكير في حلول بديلة، وعلينا عدم تعليق مستقبل ليبيا على اتفاق المجلسين، لنرحل جميعا ولكن عبر الانتخابات ويجب منح الشعب حقه عبر قاعدة دستورية عادلة».
وأضاف أن المجتمع الدولي أصبح أكثر تفهما لضرورة إيجاد خارطة طريق مختصرة لا مسار فيها إلا للانتخابات، متابعا: «لا عزاء لمن يحاول التفريط بسيادة ليبيا وحقها في رئاسة الدورة الحالية لاجتماعات الجامعة العربية لتحقيق مصالح دول أخرى على حساب الوطن».
ودافع الدبيبة عن حكومته المتهمة بالفساد المالي والإداري في أحدث تقرير لديوان المحاسبة، الذي اعتبره «مسيسا ومليئا بالمغالطات»، لافتا إلى أن رئيس الديوان كان مرشحا للرئاسة.
وقال مخاطبا وزراء حكومته «يجب أن ندافع عن أنفسنا، رغم أن الخطأ يحدث، لكن الفساد والسرقة والنهب لن نسمح بها أبداً، أنا زعلان على حكومتي وكل من يتبلى علينا يجب الرد عليه».
وشدد الدبيبة على استمرار حكومته في ملاحقة المتورطين في الأحداث الأخيرة التي شهدتها طرابلس في 27 أغسطس (آب) الماضي، في إشارة إلى المحاولة الفاشلة الأخيرة لميلشيات حكومة باشاغا دخول المدينة، وقال «الذاكرة الليبية لا يمكن أن تنسى ما حدث من إجرام تجاه الشعب الليبي وسكان مدينة طرابلس خاصةً في محاولة الاستيلاء على السلطة باستخدام العنف والقوة».
وخاطب أهالي الضحايا الذين تجاوز عددهم 30 شخصاً قائلا «دماؤكم ليست رخيصة ولن نتهاون فيها، وسنستمر في الملاحقة القانونية لكل من تورط».
من جانبه، قال باشاغا في بيان وزعه مكتبه، إنه أطلع برفقة بعض وزرائه، عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في مدينة القبة على ما قامت به الحكومة منذ نيلها الثقة وما وصلت إليه فيما يتعلق بدخولها للعاصمة طرابلس بشكل سلمي ودون إراقة دماء في ظل تعنت حكومة منتهية الولاية.
وبعدما لفت إلى أن هذا ما أكد عليه مراراً صالح بأن لا يؤدي ذلك لإشعال الحرب أو إراقة دماء الليبيين، أكد باشاغا مباشرة مهام حكومته من مدينتي بنغازي وسرت في ظل الأوضاع الراهنة.
بدورها، قالت سفيرة بريطانيا عقب اجتماعها أمس ببعض قادة الأحزاب الليبية إن للأحزاب السياسية دورا حيويا تلعبه في الحفاظ على المساحة الديمقراطية في ليبيا وتوسيعها، مشيرة إلى أن الاجتماع ناقش الأولويات الحالية وكيف يمكن للمملكة المتحدة دعم عملهم.
في شأن آخر، أعلن «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» التابع لحكومة الوحدة، إخلاء بعض المرافق والمؤسسات التي تتمركز بها بعض التشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس.
وقال في بيان مساء أمس، إنه تم تسليم العديد من المرافق وإعادتها للدولة ضمن العملية الأمنية التي جرت في الآونة الأخيرة بالمدينة، وفي إطار سعيه لبسط الأمن وفرض هيبة الدولة وحرصاً على استقلاليتها من سطوة التشكيلات المسلحة.
وأوضح أنه سلم 3 مرافق ضمن حملته لإرجاع جميع الممتلكات لأصحابها وبعض المرافق للدولة، لافتا إلى أن العمل مستمر في تسليم المزيد منها.
وأشاد محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الدبيبة لدى اجتماعه مساء أمس، بطرابلس مع رئيس هيئة العمليات الإيطالي الفريق فرانشيسكو فيليولو ومساعده، بحضور السفير الإيطالي بدور إيطاليا الداعم لليبيا في كل الملتقيات والمحافل الدولية، مشيرا إلى بحث آليات التعاون المشترك بين البلدين في الجانب العسكري، وبالأخص في مجال التدريب.
وبدأ فرانشيسكو زيارة إلى مدينتي طرابلس ومصراتة بالغرب الليبي، حسبما أعلنت وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء، التي نقلت عن مصادر ما وصفته بالأجواء الممتازة للاجتماعات التي تناولت إعادة تشكيل التعاون في مصراتة، حيث تحتفظ إيطاليا بفرقة عمل «أبقراط» والمستشفى الميداني العسكري منذ الحرب ضد تنظيم «داعش» عام 2016.