طائرات مسيرة قد تتكفل ببناء المباني والجسور مستقبلا

طائرات مسيرة قد تتكفل ببناء المباني والجسور مستقبلا
TT

طائرات مسيرة قد تتكفل ببناء المباني والجسور مستقبلا

طائرات مسيرة قد تتكفل ببناء المباني والجسور مستقبلا

يمكن للطائرات بدون طيار التي تعمل معًا إنشاء هياكل كبيرة مطبوعة ثلاثية الأبعاد مصنوعة من الرغوة أو الأسمنت. حيث تمهد التجارب الطريق لمستقبل يمكّن أسراب الطائرات بدون طيار المساعدة بتشييد مبان شديدة الارتفاع أو معقدة وهياكل أخرى مثل الجسور دون الحاجة إلى سقالات داعمة أو آلات بناء كبيرة.
ويقول روبرت ستيوارت سميث من جامعة بنسلفانيا «نحن نتحدث عن القدرة على بناء شيء لا حدود له من الناحية النظرية. لن يتم تقييد مثل هذه الإبداعات إلا من خلال قيود وعوامل الهندسة الإنشائية مثل لوجستيات رحلات الطائرات بدون طيار».
وبناء سرب الطائرات بدون طيار مستوحى من الحشرات كالدبابير والنمل الأبيض، وفق ما يقول ميركو كوفاتش من جامعة إمبريال كوليدج بلندن الذي قاد المشروع «إذا كنت ترغب في بناء شيء كبير جدًا، فعادةً ما يحدث في الطبيعة أن العديد من الحشرات تعمل معًا»، وذلك حسب ما نشر موقع «نيو ساينتست» العلمي المتخصص، نقلا عن مجلة «نيتشر» العلمية.
وقد أظهر بحث كوفاتش وستيوارت سميث مع زملائهما كيف يمكن للعديد من الطائرات بدون طيار أن تبني بشكل تعاوني أسطوانة بطول مترين مصنوعة من رغوة العزل وأسطوانة بطول 0.18 متر مصنوعة من الأسمنت الخاص.
فقد حلقت واحدة من طائرتين من دون طيار في دائرة أثناء إخراج خط من الرغوة أو الأسمنت سريع التصلب وبناء الهياكل طبقة واحدة في كل مرة.
وبعد طباعة كل طبقة، استخدمت طائرة بدون طيار ثالثة كاميرا استشعار للعمق لالتقاط خريطة ثلاثية الأبعاد للعمل الجاري والسماح لفريق الطائرة بدون طيار بضبط خطوات البناء حسب الحاجة.
ويمكن أن تعمل كل طائرة بدون طيار لمدة تصل إلى 10 دقائق قبل الحاجة إلى إعادة تحميل مواد البناء وأحيانًا الحصول على بطارية جديدة؛ فقد أظهرت الاختبارات والمحاكاة الإضافية كيف يمكن لما يصل إلى 15 طائرة بدون طيار تنسيق مسارات الطيران والعمل معًا لبناء قبة. كما يمكن للطائرات بدون طيار اتخاذ قراراتها الموجهة بالذكاء الصناعي بشأن مكان الطيران وكيفية إيداع مواد البناء. لكنها لا تزال تتطلب إشرافًا بشريًا.
وفي هذا الاطار، يمكن لهذه الطائرات بدون طيار ذات الطباعة ثلاثية الأبعاد أن تساعد في إعادة الإعمار بعد الكوارث في المناطق النائية أو حتى العمل في مشاريع خطيرة مثل إصلاح التابوت الخرساني بمحطة تشيرنوبيل النووية.
وفي تعليق على هذا الأمر، قال فيجاي باوار من جامعة كوليدج بلندن «إن الخطوة الكبيرة التالية تتضمن نقل بناء الطائرات بدون طيار إلى الخارج. ويتطلب ذلك اكتشاف طريقة فعالة لإعادة شحن الطائرات بدون طيار وتحميلها بمواد بناء جديدة، إلى جانب إنشاء شبكات اتصالات للإشراف بأمان على أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار».
من جانبه، يقول مسعود الغيساري من جامعة فلوريدا، الذي لم يشارك في الدراسة «إن صناعة البناء تستخدم بالفعل طائرات بدون طيار في عمليات التفتيش، لكن مفهوم بناء الطائرات بدون طيار منطقي». مؤكدا «أعتقد أن هذه الورقة تُظهر تمامًا أنه لم يعد خيالًا علميًا».


مقالات ذات صلة

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

تكنولوجيا «كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

بعد أسبوع من الأزمة المعلوماتية العالمية التي تسببت بها، أعلنت «كراود سترايك» عودة 97 في المائة من أجهزة استشعار «ويندوز» للعمل.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من السهل على مجرمي الإنترنت اعتراض أو فك تشفير أو اختراق البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الـ«واي فاي» المجانية (شاترستوك)

25 % من شبكات الـ«واي فاي» المجانية في أولمبياد باريس غير آمنة

يلعب توافر نقاط الـ«واي فاي» المجانية دوراً مهماً، وخاصة أثناء الأحداث العامة الكبيرة، لكنها تطرح مخاطر التهديدات الإلكترونية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

خاص 4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

فريق «استخبارات التهديدات» والذكاء الاصطناعي في طليعة أسلحة أول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد أشخاص يسيرون بجوار لوحات إعلانية رقمية معطلة بنيويورك في أعقاب الانقطاع التقني العالمي (رويترز)

عقب العطل التقني العالمي...«فورتشن 500» تواجه خسائر بـ5.4 مليار دولار

قالت شركة التأمين الأميركية «باراميتريكس»، الأربعاء، إن شركات قائمة «فورتشن 500» التي تضم كبرى شركات الولايات المتحدة، ستشهد خسائر بقيمة 5.4 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.