4 مرشحين أعلنوا خوض معركة الرئاسة اللبنانية

TT

4 مرشحين أعلنوا خوض معركة الرئاسة اللبنانية

قبل نحو 40 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون، لا تزال الصورة ضبابية لجهة الشخصية التي سوف تخلفه في سدة الرئاسة، وما إذا كانت الانتخابات سوف تحصل في المهلة الدستورية التي بدأت مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي وتنتهي في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، أم أن لبنان سيكون على موعد جديد مع الشغور الذي استمر لعامين ونصف العام بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان عام 2014.
ورغم أن الدستور اللبناني لا يلزم الراغبين في خوض معركة الرئاسة بتقديم ترشيحات كما هي الحال بالانتخابات النيابية، فإن 4 مرشحين حتى الآن قرروا إعلان ترشحهم وتقدموا ببرامج انتخابية، يثني البعض عليها باعتبارها تتضمن رؤية المرشح السياسية والاقتصادية، فيما ينتقدها آخرون ويعتبرون أنها غير قابلة للتطبيق في ظل الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية حسب الدستور الحالي.
وقبل نحو 3 أسابيع، أعلنت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون، في مؤتمر صحافي، ترشحها للانتخابات الرئاسية، وعرضت برنامجها الذي حمل عنوان «رؤية جديدة للجمهورية»، ووزعت نسخاً منه على النواب الـ128. وكانت شمعون مقربة من الرئيس عون الذي اختارها سفيرة للبنان لدى الأردن عام 2017 قبل أن تستقيل من منصبها بعيد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2019 وتخرج بمواقف تنتقد فيها العهد.
وشمعون هي ابنة داني شمعون، النجل الأصغر لرئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون (1952 - 1958)، تحمل الجنسية البريطانية. ووالدتها هي الممثلة الأسترالية باتي مورغان. وقد اغتيل والدها مع زوجته وطفليه داخل منزلهم عام 1990.
ويبدو أن حزب «الكتائب» ليس بعيداً عن دعم ترايسي شمعون وإن كان يسعى لإنجاز تفاهم مع باقي نواب المعارضة للتصويت لشخصية واحدة بالانتخابات الرئاسية ما يعزز حظوظها. وسبق أن أعلن عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب سليم الصايغ، أن شمعون «تمثّل خطّنا السيادي ولديها المناعة الذاتية أن تظلّ ثابتة على المبادئ ولا تُساوم ويُحتمل أن تكون مرشّحتنا لرئاسة الجمهورية».
ومن بين الشخصيات التي تقدمت بترشيحها للرئاسة مي الريحاني الناشطة في مجال تعليم الفتيات والدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها. وهي كاتبة وشاعرة وناشطة في مؤسسات التنمية الدولية ومقيمة في الولايات المتحدة الأميركية. كما ترشح زياد حايك، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة الذي يشغل منصب رئيس الجمعية العالمية لوحدات الشراكة في جنيف (WAPPP)، التي تنتمي إليها 41 دولة، وقد عمل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنوك التنمية الأوروبية والأفريقية والآسيوية لسنوات عدة.
أما الشخصية الرابعة التي أعلنت ترشحها، رئيس حزب «الإنقاذ البيئي» بشارة أبي يونس، الذي يؤكد أنه سيكون «على مسافة من كل الأحزاب والطوائف»، وأن هدفه «تقريب اللبنانيين من بعضهم». وعن برنامجه الرئاسي الذي يحمل عنوان «لبنان الكيان الرئاسة السلطات»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه يلحظ بشكل أساسي «تطوير الدولة والنظام، واستخراج النفط، ومحاربة الهدر والفساد ومحاسبة من نهبوا الشعب، وإعلان لبنان دولة محايدة، وتحرير القضاء من فساد السلطة السياسية، وتحديث الدستور واسترجاع صلاحيات رئيس الجمهورية».
ويؤكد الوزير السابق المحامي ناجي البستاني أنه «لا يوجد وفق أحكام الدستور أي نص يتناول الترشح للانتخابات الرئاسية أو يشير إلى جهة يتوجب تقديم الترشيحات إليها»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن من «الأفضل استخدام مصطلح (تصور) أو (رؤية) وليس (برنامج رئاسي)، باعتبار أن الدستور واضح ومحدد من المادة 53 حتى المادة 60 بشأن صلاحيات رئيس البلاد المعززة في اليمين الدستورية، التي تفرض الحفاظ والتقيد بالدستور. مع الإشارة إلى أن السلطة الإجرائية وفق المادة 65 مناطة بمجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية عندما يحضر ولا يشارك بالتصويت». ويضيف البستاني: «هذا لا يعني انتفاء دور وصلاحيات الرئيس الذي يعود له العمل لتطبيق هذا التصور والرؤية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة ورئيسها».
وبالطبع لا تنحصر المنافسة الرئاسية بالشخصيات السابق ذكرها، إذ يتنافس رؤساء الأحزاب المسيحية وعدد من المرشحين المستقلين - التوافقيين على هذا الموقع. علماً بأنه وبعد اتفاق «الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية تم انتخاب 3 رؤساء من أصل 4 سبق أن كانوا قادة للجيش اللبناني، هم إميل لحود وميشال سليمان وميشال عون.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

علم «المرصد السوري» من مصادر موثوقة، أن غالبية القيادات العسكرية والأمنية التابعة لنظام الأسد لا تزال داخل الأراضي السورية، لكن خارج العاصمة دمشق، باستثناء قلة قليلة تمكنت من المغادرة إلى الخارج.

سهيل الحسن المعروف بالنمر

وقال مدير «المرصد» لـ«الشرق الأوسط» إن سهيل الحسن الذي يلقب بالنمر، والذي كان قائد «لواء 25» في القوات المسلحة السورية، أو ما يعرف بـ«قوات النمر النخبوية» التابعة له، كان قد التجأ إلى مطار حميميم (القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية) ليلة سقوط النظام، لكن لا مزيد من الأخبار تسربت عن مصيره إن كان الروس نجحوا في نقله إلى موسكو أو أنه لا يزال في «حميميم»، بحسب مدير المرصد.

وتقول التسريبات إن بشار الأسد رفض إلقاء خطاب التنحي عن السلطة بعد تسارع الأحداث التي ابتدأت بسيطرة إدارة العمليات العسكرية بقيادة «هيئة تحرير الشام» على حلب.

وتتقاطع هذه المعلومة مع ما نشرته «الشرق الأوسط» بعد انطلاق الهجوم الذي «توفرت لموسكو معلومات دقيقة حول توقيته، وحجمه، وأهدافه، وأنه سرعان ما اتُّخذ القرار في موسكو بترتيب خروج آمن».

ووفقاً للمستشار رامي الشاعر، المقرب من أوساط اتخاذ القرار الروسي: «كان القرار صعباً بسبب أن المعطيات الاستخباراتية المتوفرة أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بدرجة الإعداد للهجوم من جانب الفصائل، بل بوجود حاضنة شعبية واسعة النطاق تؤيد هذا التحرك، ووفقاً لتلك المعطيات فإنه (في حال حصول تقدم واسع النطاق فإن نحو 80 في المائة من السوريين سوف يدعمونه بقوة)».

الرئيس بوتين ينظر إلى الأسد وهو يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

المصادر الخاصة المطلعة على تفاصيل ليلة هروب بشار الأسد وسقوط نظامه في 8 ديسمبر (كانون الأول)، قالت لـ«المرصد» إن الأسد كان يعول على دعم إيران ومساندتها في حربه الأخيرة مع شعبه، لكن الميليشيات الإيرانية تخلت بعد معركة حلب، كما تخلى عنه الروس عسكرياً بعد انكسار قوات النظام السابق في حماة.

وقالت المصادر إنه بعد منتصف ليلة الأحد الماضي، أي الليلة الأخيرة قبل هروبه من سوريا، حلّ الأسد الجيش بأوامر منه، ثم وصل الأمر إلى القطعات العسكرية عبر اللاسلكي بحل الجيش وخلع البزة العسكرية وارتداء اللباس المدني ومغادرة القطعات والثكنات العسكرية إلى منازلهم.

سهيل الحسن مع عناصر لواء 25 المدربة في روسيا

وهرب الأسد بطائرته رافضاً إلقاء خطاب التنحي عن السلطة، ومنحته روسيا حق اللجوء الإنساني مع عائلته، كما هو معروف.

ومن المعلومات التي تسربت، أنه مع تسارع الأحداث يوم السبت 7 ديسمبر، وتعنت الأسد ورفضه إلقاء خطاب التنحي، غادرت قيادات الجيش والأفرع الأمنية الضباط والمسؤولين من دمشق إلى منازلهم في القرى، عصر السبت، خوفاً من عمليات الاغتيال.

تدمير الترسانة

في سياق متصل، أكدت مصادر «المرصد السوري» أن قرار تدمير ترسانة الجيش السوري من قِبَل إسرائيل، جاء بموافقة روسية، وقد نفذت إسرائيل منذ هروب بشار الأسد، أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سورية، ودمرت أهم المواقع العسكرية في أنحاء البلاد، شملت مطارات سورية، وما تحتويه من مستودعات، وأسراب طائرات، ورادارات، ومحطات إشارة عسكرية، والعديد من مستودعات الأسلحة والذخائر في مواقع مختلفة بمعظم المحافظات السورية، إضافة إلى مراكز أبحاث علمية أسفرت عن تدميرها بشكل كامل وتعطيل أنظمة الدفاعات الجوية وإخراج تلك المواقع عن الخدمة.