ميركل تتجه للفوز بولاية ثالثة لكنها قد تغير شركاءها

تملك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حظوظا قوية للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقررة غدا لتصبح بذلك أول زعيمة أوروبية بارزة تحتفظ بمنصبها رغم الأزمة المالية، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحدي الإبقاء على ائتلافها الحالي. وحث منافس ميركل بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيير شتاينبروك، ال...
تملك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حظوظا قوية للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقررة غدا لتصبح بذلك أول زعيمة أوروبية بارزة تحتفظ بمنصبها رغم الأزمة المالية، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحدي الإبقاء على ائتلافها الحالي. وحث منافس ميركل بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيير شتاينبروك، ال...
TT

ميركل تتجه للفوز بولاية ثالثة لكنها قد تغير شركاءها

تملك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حظوظا قوية للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقررة غدا لتصبح بذلك أول زعيمة أوروبية بارزة تحتفظ بمنصبها رغم الأزمة المالية، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحدي الإبقاء على ائتلافها الحالي. وحث منافس ميركل بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيير شتاينبروك، ال...
تملك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حظوظا قوية للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقررة غدا لتصبح بذلك أول زعيمة أوروبية بارزة تحتفظ بمنصبها رغم الأزمة المالية، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحدي الإبقاء على ائتلافها الحالي. وحث منافس ميركل بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيير شتاينبروك، ال...

تملك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حظوظا قوية للفوز بولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقررة غدا لتصبح بذلك أول زعيمة أوروبية بارزة تحتفظ بمنصبها رغم الأزمة المالية، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحدي الإبقاء على ائتلافها الحالي.
وحث منافس ميركل بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيير شتاينبروك، المنتمي إلى تيار يسار الوسط وصاحب الخبرة الواسعة في الحكومات الإقليمية في البلاد، حزبه على استغلال ما يقول إنه انهيار للدعم المقدم إلى المستشارة وتحالف الديمقراطيين المسيحيين. وقال شتيانبروك لحشد من الناس في ميدان ألكسندر، في برلين: «خلال ثلاثة أيام، يمكنك التخلص منهم!». واتهم شتيانبروك الائتلاف الذي ترأسه ميركل بأنه «أكثر الحكومات المثيرة للجدل وعديمة النفع والرجعية» في تاريخ ألمانيا الحديثة. واعتبر شتاينبروك أن المستشارة لم تقدم أي توجه واضح المعالم على مدى الأعوام الأربعة المنصرمة بل «تفضل الدوران في حلقات مفرغة كنمر محبوس في قفص بحديقة حيوان برلين». وأظهر استطلاع للرأي نشر الخميس أن ائتلاف ميركل يتمتع بنسبة أصوات محدودة قبل انتخابات الأحد. وبحسب استطلاع عبر الهاتف لشبكة «زد دي إف» التلفزيونية الحكومية، يحظى حزب المستشارة المنتمي لتيار يمين الوسط بتأييد نسبة 40 في المائة من الأصوات، بينما يؤيد شركاءها، الديمقراطيين الأحرار أصحاب العقلية التجارية، نسبة 6 في المائة من الأصوات. ويحظى «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»، المنتمي إلى تيار يسار الوسط بتأييد 27 في المائة من الناخبين، بينما يحظى شركاؤهم المفضلون، «الخضر»، على نسبة 9 في المائة من الأصوات. وتعكس هذه النتائج أفكار 1369 شخصا قدموا آراءهم يومي الثلاثاء والأربعاء.
وأظهر استطلاع آخر للرأي أجري لصحيفة «بيلد تسايتونغ» أن حزب ميركل يحظى بتأييد 38 في المائة من الناخبين، وأن «الحزب الديمقراطي الحر» يحظى بتأييد 6 في المائة منهم. وتوافق الدعم المقدم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، مع استطلاع «زد دي إف»، بحصول حزب «الاشتراكي الديمقراطي» على 28 في المائة من الأصوات، وحزب «الخضر» على 8 في المائة من الأصوات. وحصل حزب «البديل لألمانيا»، الذي يرفض اليورو، على نسبة 5 في المائة، مقارنة بنسبة 4 في المائة في استطلاع «زد دي إف»، متجاوزا عتبة 5 في المائة، الأمر الذي ربما يجعله يدخل البرلمان بشكل مفاجئ. ويلخص هذا الاستطلاع آراء 2248 ناخبا جرى أخذ آرائهم من الأحد إلى الأربعاء.
واستبعد كل من الحزبين الرئيسين، اللذين يؤكدان أن مستقبل ألمانيا متركز داخل أوروبا، تشكيل ائتلاف مع حزب «البديل لألمانيا». وإذا لم يدخل الحزب المعارض لليورو البرلمان، فربما يقلل من عدد المقاعد التي يحصل عليها ائتلاف ميركل، على نحو يجبرها على تشكيل ائتلاف كبير مع «الحزب الديمقراطي الحر». وهذا من شأنه أن يتوافق مع الائتلاف الذي حكم في فترتها الأولى، حين كان شتاينبروك يشغل منصب وزير المالية، ووجه الاثنان معا ألمانيا خلال الأزمة المالية عام 2008. وهذا ربما يجعل شتاينبروك لاعبا بارزا في المرحلة المقبلة من قيادة ألمانيا، سواء فاز حزبه أو خسر.
وأشار شتاينبروك، 66 عاما، إلى أنه لن يكون جزءا من ائتلاف كبير آخر. لكن يتضح جليا أنه قد يروق له أن يكون جزءا من التفاوض حول أي برنامج يمكن أن يناقشه الحزبان الكبيران بشكل موسع.
وفي ظل الغموض السائد حول نتائج الانتخابات، يحبس الاتحاد الأوروبي أنفاسه، ومن المرجح أن ينتظر بضعة أشهر أخرى قبل أن يعرف إلى أين سيروق لبرلين أن تقود القارة المثقلة بالمشكلات.
اعتبر شتاينبروك، السياسي الذكي والمتبجح في بعض الأحيان، بديلا قويا لميركل، 59 عاما، حين أعلن ترشحه لمنصب المستشارية قبل عام مضى. ومع ذلك، بدأ يعاني من عثرات، أولا بسبب الكشف عن معلومات مفادها أنه تلقى مبلغا قيمته 1.7 مليون دولار نظير أحاديث وكتابات، ثم بشأن ما إذا كان الساسة قد حصلوا على مقابل كاف، وبعدها حول اقتراح مفاده أنه لن يشتري مطلقا نبيذا رخيصا.
كان حزبه، الذي ما زال منقسما بشأن إرث من إصلاحات العمالة والخدمة الاجتماعية التي بدأها حين تولى السلطة آخر مرة في ظل حكم المستشار السابق غيرهارد شرودر، بطيئا في إطلاق حملته. فحتى أواخر يوليو (تموز)، بدا شتاينبروك أشبه بملاكم متردد على الحلبة. ومنذ مناظرته التلفزيونية الوحيدة مع ميركل في 1 سبتمبر (أيلول)، والتي ظهر فيها وكأنه يمكن أن يصبح مستشارا، استمر شتاينبروك في تنظيم الحملات بحماسة. اقتحم سباق الحملات الانتخابية باستراتيجية تعرف باسم «الحديث السلس»، والتي فيها يجلس المواطنون حوله، بينما يستعرض أسئلتهم المكتوبة – التي يجري انتقاؤها عبر وسيط، ولكنها لا تكون معدة مسبقا.
يملك شتاينبروك، الذي حكم من قبل أكبر ولايات ألمانيا في تعداد السكان، وهي شمال الراين - ويستفاليا، حس دعابة برز بشكل قوي في الحملات الانتخابية. «سأبدأ بالرد على أسئلتكم، وبعدها أعتقد أنه سيأتي خطاب الانتخاب الذي مدته 120 دقيقة، وسوف أقرأه لجعله مملا بدرجة أكبر».. هذا ما قاله حين اعتلى المنصة ذات مساء في ميونيخ الأسبوع الماضي، مع وجود 1500 من أنصاره.
وقد وجه بشكل متكرر اتهامات لوسائل الإعلام الإخبارية بكتابة نعيه السياسي مقدما، مذكرا محاورا تلفزيونيا يوم 30 أغسطس (آب) بأنه في لعبة كرة القدم، التي تعتبر هواية وطنية هنا، «ليس المهم أول 20 دقيقة، بل آخر 10 دقائق»، في تحديد من يفوز. ويضيف: «إنني مندهش من عدد الأشخاص العاملين في مهنتك ممن قد كتبوا بالفعل تعليقاتهم الجاهزة».
أصبح شتاينبروك موضوعا وطنيا للأحاديث نهاية الأسبوع الماضي عندما أظهرته مجلة «زود دويتشه تسايتونغ» يرفع أصبعه الأوسط ردا على الأسماء المستعارة غير اللطيفة التي نسبت إليه خلال الحملة. وتعود الصورة إلى نهاية يوليو، حين كان شتاينبروك متأخرا بنسبة كبيرة عن ميركل في استطلاعات الشعبية الشخصية. ولا يزال متأخرا عنها حتى الآن ولكن بنسبة أقل.
يرى كثير من الألمان أنهم حتى لو لم يوافقوا على جميع سياسات يمين الوسط الخاصة بميركل، فإنهم يعتقدون أنها قامت بعمل جيد يتمثل في قيادة الأمة نحو التقدم النسبي في أوروبا والتعامل مع أزمة اليورو وخفض معدل البطالة.
ومنذ أن ظهر شركاء ميركل، «الديمقراطيون الأحرار»، بشكل سيئ في انتخابات ولاية بافاريا يوم الأحد الماضي، ناشدت الناخبين بشكل مباشر، حيث ظهرت على التلفزيون الوطني في وقت متأخر من يوم الأربعاء لحث الناس على منح أصواتهم – إلى كل من مرشحي المنطقة وقوائم الحزب – لها والديمقراطيين المسيحيين. وهي توضح للألمان أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لضمان بقائها في السلطة.
* خدمة «نيويورك تايمز»



تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.


القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
TT

القمة الروسية - الهندية تعزز «الشراكة الاستراتيجية» وتتحدى ضغوط واشنطن

لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)
لافتة ترحيبية ببوتين في أحد شوارع نيودلهي يوم 4 ديسمبر (رويترز)

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، زيارة رسمية إلى الهند تستغرق يومين. وتعد واحدة من الزيارات الخارجية النادرة له منذ اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022. ومثلما حظيت زيارته إلى الصين قبل ثلاثة أشهر، وقبلها إلى كوريا الشمالية العام الماضي، بأهمية كبرى في إطار رسم ملامح استراتيجية الكرملين في السياسة الخارجية، تُشكل الزيارة الحالية لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين، خصوصاً على خلفية الضغوط الأميركية المتزايدة على الهند لتقليص تعاونها مع موسكو.

وفي أول زيارة له إلى العاصمة الهندية منذ أربع سنوات، يرافق بوتين وزير الدفاع أندريه بيلووسوف، ووفد واسع النطاق من قطاعي الأعمال، والصناعة. ومن أبرز الوجوه المرافقة لبوتين رئيسا شركتي الطاقة «روسنفت» و«غازبروم» اللتين تخضعان لعقوبات غربية، إلى جانب مسؤولي المجمع الصناعي العسكري، ومؤسسة «روس أبورون أكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية. بالإضافة إلى رؤساء القطاع المصرفي الروسي الذي يخضع بدوره لعقوبات غربية. وتعكس تشكيلة الوفد المرافق أولويات أجندة الطرفين، وطبيعة النقاشات التي تم التحضير لها في موسكو، ونيودلهي.

برنامج حافل

على مدار يومي القمة، سيبحث الطرفان التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة النووية، والهيدروكربونات، والفضاء، والتكنولوجيا، والتجارة.

تُشكل زيارة بوتين لنيودلهي منعطفاً حاسماً جديداً في مسار تعزيز تحالفات موسكو مع الشركاء التقليديين (أ.ف.ب)

واستبق الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف الزيارة بإشارة إلى أن بوتين سوف يناقش مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي «القضايا الدولية، والإقليمية»، مشدداً على اهتمام الكرملين بتطوير التعاون الثنائي، وفتح مجالات جديدة للتعاون، وأشار إلى موقف واشنطن السلبي تجاه الزيارة، وتلويحها بمضاعفة التعريفات الجمركية في حال استمرت نيودلهي في تعزيز تعاونها مع موسكو، وخصوصاً في مجال الطاقة، موضحاً أنه «لا ينبغي أن تخضع العلاقات التجارية بين موسكو ونيودلهي لتأثير دول ثالثة»، وأعرب عن قناعته بأن «مسألة التعريفات الجمركية الأميركية تظل قضية ثنائية بين الولايات المتحدة والهند». ووصف بيسكوف الإجراءات المفروضة على قطاع النفط الروسي بأنها غير قانونية، مؤكداً أن روسيا تبذل كافة الجهود الممكنة لضمان استمرار تجارة الطاقة، وتدفقها دون انقطاع رغم التحديات. وأشار إلى أن الزيارة ستشهد توقيع حزمة مهمة من الوثائق الثنائية، دون الإفصاح عن تفاصيل محددة.

تعزيز التعاون في مجال الطاقة

قبل زيارة بوتين، أجرى مسؤولون من الجانبين محادثات في مجالات واسعة من الدفاع، إلى الشحن، والزراعة، وفي أغسطس (آب) الماضي، اتفق الطرفان على بدء محادثات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة روسيا.

وكرست هذه الخطوات مسار تعزيز العلاقة رغم بروز بعض المخاوف لدى مسؤولين في الهند أعربوا عن قلق من أن أي صفقات طاقة ودفاع جديدة مع روسيا قد تُثير رد فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ضاعف الرسوم الجمركية إلى 50 في المائة في أغسطس على السلع الهندية، عقاباً على مشتريات نيودلهي من النفط الخام الروسي.

بوتين يتحدّث خلال مؤتمر في موسكو يوم 3 ديسمبر (رويترز)

ويُشكّل ملف تعزيز التعاون في مجال الطاقة إحدى أولويات الكرملين، الذي أكد أن الهند سوف تواصل الحصول على معاملة تفضيلية.

زادت واردات النفط الروسية على مدار سنوات اتفاقية التجارة الحرة بنسبة 600 في المائة، مما جعل الهند المشتري الرئيس لصادرات النفط الروسية (38 في المائة). كما تشتري الهند الأسمدة، والزيوت النباتية، والفحم، والمعادن.

تُنقل هذه الشحنات عبر الممر البحري الشرقي الذي افتُتح مؤخراً بين فلاديفوستوك وميناء تشيناي الهندي، وهو طريق بطول 10300 كيلومتر يربط بين موانٍ استراتيجية في المحيطين الهادئ والهندي. كما يعمل ممر النقل بين الشمال والجنوب فإن هذا الممر يتيح الاستقلال عن اللوجستيات الغربية، والتسويات بالعملات الوطنية تجاوزاً للعقوبات الغربية بنسبة تصل إلى 90 في المائة. وأكد الطرفان مجدداً هدفهما المتمثل في زيادة حجم التبادل التجاري إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030 (من 67 مليار دولار حالياً). وتطلب الهند دعماً لصادراتها إلى روسيا، لا سيما في مجالات الأدوية، والهندسة، والمنتجات الزراعية، ولتوفير فرص عمل للعمال الهنود المهاجرين، ويأتي ذلك تقديراً لإنجازات الهند في الالتفاف على العقوبات الغربية، خصوصاً في مجال تجارة النفط.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يحضران اجتماعاً على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند - أوزبكستان يوم 16 سبتمبر 2022 (رويترز)

في المقابل، تسعى موسكو إلى الحصول على مساعدة الهند للحصول على قطع غيار، ومعدات تقنية لأصولها النفطية، حيث عرقلت العقوبات الوصول إلى الموردين الرئيسين.

ووفقاً لمصدر حكومي في الهند، فإن نيودلهي تسعى على الأرجح إلى استعادة حصة 20 في المائة لشركة التنقيب عن الغاز الحكومية في مشروع «سخالين-1» في أقصى شرق روسيا.

وتسعى موسكو أيضاً إلى تطوير تعاملها في القطاع المالي والمصرفي مع الهند، وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، بأنه ستتم خلال الزيارة مناقشة إمكانية إطلاق نظام الدفع الروسي «مير» في الهند، والذي من شأنه أن يُسهم في زيادة السياحة الروسية. ووفقاً له، فقد طُرحت هذه المسألة سابقاً خلال اجتماع بوتين مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار. وستُناقش الآن على أعلى مستوى في نيودلهي.

الصفقات العسكرية

ورغم الضغوط الأميركية، لا تخطط الهند لتجميد علاقاتها الدفاعية مع موسكو، لأنها تحتاج إلى دعم مستمر للعديد من الأنظمة الروسية التي تشغّلها.

وقال مسؤولان هنديان مطلعان على الأمر لـ«رويترز» إن طائرات «سوخوي-30» الروسية تشكل غالبية أسراب المقاتلات الهندية البالغ عددها 29 سرباً، وعرضت موسكو مقاتلتها الأكثر تطوراً «سوخوي-57» والتي من المرجح أن تكون جزءاً من المحادثات.

بوتين يلتقي المتطوعين المشاركين في جائزة #WeAreTogether الدولية في مركز التجارة العالمي في موسكو يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ولم تتخذ الهند قراراً بعد بشأن النسخة المحدثة من «سوخوي»، لكن الكرملين أعلن أن هذا الموضوع سيكون مطروحاً للنقاش. ومن المرجح أن تناقش نيودلهي شراء المزيد من وحدات نظام الدفاع الجوي «إس-400» وفق تصريحات لوزير الدفاع الهندي راجيش كومار سينغ، الأسبوع الماضي. وتمتلك الهند الآن ثلاث وحدات، مع انتظار تسليم وحدتين إضافيتين بموجب صفقة عام 2018.

لكن الحديث عن تعاون دفاعي لا يقتصر على بيع الأسلحة، والمعدات، إذ قطعت موسكو ونيودلهي شوطاً مهماً لتوطين صناعات دفاعية في الهند لتصبح أبرز شريك عسكري لروسيا. وأفاد ديمتري شوغاييف مدير الهيئة الروسية للتعاون العسكري التقني بأن القمة الحالية سوف تبحث مشاريع عسكرية تقنية جديدة، وتوسيع العقود القائمة بين البلدين.

وتشير مصادر إلى أنه يمكن توطين إنتاج ما يقرب من نصف نظام «إس-400» في إطار سياسة نقل التكنولوجيا التي توليها الهند أولوية قصوى. وفي حال تم الاتفاق على شراء طائرات «سوخوي-57» المقاتلة، فسينتقل طيارو القوات الجوية الهندية بسهولة إلى الطائرات الروسية من الجيل الجديد، مع تأكيد أن شركة «هندوستان» للملاحة الجوية المحدودة المملوكة للدولة قادرة على صيانة الترسانة الروسية.

وأفادت تقارير بأن اتفاقيات قيد التطوير -أو وُقِّعت بالفعل- لإنتاج مشترك لنظام الدفاع الجوي «بانتسير»، واحتمال شراء الهند لنظام رادار الإنذار المبكر «فورونيج»، الذي يتجاوز مداه 6000 كيلومتر.

وأكد شوغاييف أن العلاقات العسكرية التقنية بين روسيا والهند تشهد تطوراً ملحوظاً رغم التحديات الدولية الراهنة، مشيراً إلى أنه لم يغلق أي مشروع عسكري تقني خلال عام 2025.

بوتين خلال تقديمه جائزة #WeAreTogether الدولية في موسكو، يوم 3 ديسمبر (إ.ب.أ)

ووفقاً للمسؤول الروسي ينتظر أن ينصب الاهتمام بشكل أساسي على الطائرات، وأنظمة الدفاع الجوي، والتعاون في تقنيات الطائرات المسيرة، والمساعدة في بناء سفن جديدة في أحواض بناء السفن الهندية. وأضاف: «تبدو آفاق الصادرات العسكرية إلى الهند في عام 2026 إيجابية للغاية، وأعتقد أن حجمها في العام المقبل سيتجاوز مستوى عام 2025»، مؤكداً أنه تم حل المشكلات المتعلقة بالجوانب اللوجستية، وتوريد المكونات للمشاريع المشتركة، بما في ذلك صيانة المعدات الموردة سابقاً.

وأشار شوغاييف إلى أن روسيا تسعى إلى تعاون عسكري تقني واسع النطاق مع الهند في مجال التقنيات الجديدة، حيث تتزايد حصة المشاريع المشتركة، والتقنيات التكنولوجية المتقدمة عاماً بعد عام.

وتنفذ روسيا والهند حالياً عشرات المشاريع العسكرية التقنية واسعة النطاق، ومن أهمها إنتاج الهند المرخص لطائرات «سوخوي-30»، ومحركات الطائرات، ودبابات «تي-90 إس»، والتعاون في إطار مشروع «براهموس» المشترك للصواريخ، وتحديث المعدات العسكرية التي سبق توريدها، والعمل المشترك في مجال تكنولوجيا الدفاع.

جانب من لقاء بوتين ومودي على هامش أعمال مجموعة «بريكس» في كازان شهر أكتوبر 2024 (د.ب.أ)

وأشارت مصادر إلى أن الطرفين يُعدّان «بيانات مهمة» ستحدد التوجهات الرئيسة للمرحلة المقبلة من شراكتهما. ومن المتوقع أن تُمهّد الاتفاقيات الجديدة للتعاون العسكري الصناعي الطريق لمرحلة جديدة من التعاون الدفاعي بين البلدين، ما يتيح للهند الوصول إلى أحدث تقنيات التخفي، والدفاع الصاروخي. وتتوقع المصادر أن يُعزز هذا مكانة الهند في المنطقة الآسيوية.

من المتوقع توقيع عقود عسكرية لتوريد وإنتاج أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي إس-500. وقد لاقى نظام إس-400 الروسي استحساناً من الجيش الهندي خلال عملية سيندور، حيث أُشير إلى سرعة نشره في أقل من خمس دقائق لتكون ميزة كبيرة. ويُعتبر دمج نظام إس-400 في نظام الدفاع الجوي متعدد الطبقات الهندي على طول الحدود مع الصين وباكستان تعزيزاً أمنياً.

توازن بين الهند والصين

وتواجه موسكو -التي طورت علاقاتها مع الصين بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وغدت بكين حليفاً رئيساً لها- تحدياً جدياً في إقامة توازن دقيق في العلاقة مع البلدين الخصمين.

الرئيسان الصيني شي جينبينغ (يمين) والروسي فلاديمير بوتين وبينهما رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في لقائهم بمدينة تيانجين الصينية في سبتمبر (أ.ب)

وأكد الكرملين أن موسكو تنطلق من أهمية المحافظة على علاقات مع «الشركاء التقليديين»، مشيراً إلى «تقدير خاص لاستعداد نيودلهي للمساهمة في البحث عن تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا».

وفي إشارة مهمة، قال الناطق الرئاسي الروسي: «نحن مستعدون لتطوير علاقاتنا مع الهند في جميع المجالات الممكنة، إلى الحد الذي تكون فيه الهند مستعدة لذلك»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن روسيا «تواصل تطوير علاقاتها مع الهند، والصين».

وتابع: «نحن نحترم العلاقات الثنائية بين الهند والصين، وليس لدينا شك في أن أقدم دولتين، الدولتين الأكثر حكمة في هذا العالم، ستكونان حكيمتين بما يكفي لتسوية جميع المشكلات من أجل الحفاظ على الاستقرار العالمي».

تحدي الضغوط الأميركية

رأت تعليقات في وسائل إعلام حكومية روسية عشية الزيارة أن نيودلهي سارت خطوات لتحدي الضغوط الأميركية المفروضة عليها بسبب علاقاتها مع موسكو. ومن ذلك، ألغت الهند مناقشات اتفاقية التجارة الهندية-الأميركية، وقالت الصحافة الروسية إن تلك الاتفاقية «تراجعت أهميتها الاستراتيجية مقارنة بالنتائج المتوقعة بعد زيارة بوتين». وزادت أن «الهند ردت عملياً على الهجوم على سيادتها».

ترمب ومودي في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض في فبراير الماضي (رويترز)

كانت الحكومة الأميركية حملت نيودلهي مسؤولية تعزيز الجيش الروسي في أوكرانيا، واصفةً تصرفات الهند لاستيراد النفط الروسي بأنها «مزعزعة للاستقرار». ووصف الرئيس دونالد ترمب الهند بأنها «مغسلة للكرملين»، وهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المائة على الواردات الهندية إذا واصلت نيودلهي هذا المسار.

بدوره عارض الاتحاد الأوروبي مشاركة الهند في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا، بحجة أن صداقة نيودلهي مع موسكو تُشكل عقبة أمام تعميق التعاون الاستراتيجي مع أوروبا.

ورأت التعليقات الروسية أن «الهجوم السافر على السيادة الهندية من قبل الغرب فقد أثره. لقد اتُخذ القرار: التعاون مع روسيا أهم للهند منه مع الغرب، كما يتضح من زيارة بوتين. وقد اكتسبت روسيا والهند خبرة واسعة في العمل معاً ضمن مجموعة (بريكس)، ومنظمة شنغهاي للتعاون».