50 ألف اقتحام للأقصى خلال عام

خطة انتشار في القدس واعتقالات تسبق تصعيد الأعياد اليهودية

قوات من الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى (أرشيف - أ.ف.ب)
قوات من الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى (أرشيف - أ.ف.ب)
TT

50 ألف اقتحام للأقصى خلال عام

قوات من الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى (أرشيف - أ.ف.ب)
قوات من الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد الأقصى (أرشيف - أ.ف.ب)

اقتحم يهود متطرفون المسجد الأقصى أكثر من 50 ألف مرة خلال فترة تمتد إلى عام، وهو رقم قياسي يمثل ضعف عدد الاقتحامات مقارنة بالعام السابق.
ونشرت إحدى مجموعات جبل الهيكل اليمينية المتطرفة «بيادينو»، التي ترصد عدد المرات التي وصل فيها اليهود إلى الحرم القدسي، معطيات قبيل عيد رأس السنة العبرية الذي يصادف الأسبوع المقبل، أظهر أنه حتى يوم الخميس الماضي، اقتحم اليهود الموقع 50 ألف مرة خلال العام الأخير منذ 7 سبتمبر (أيلول) 2021، ولا يزال من المتوقع أن يقوموا بالمزيد.
الاقتحامات التي تزيد على 50 ألفاً، بلغت ضعف ما كانت عليه في العام السابق 25.582، وأكثر بكثير من الرقم القياسي السابق البالغ 29.420، والذي تم تحديده من 10 سبتمبر 2018 إلى 30 سبتمبر 2019. وهذا هو أكبر عدد من الاقتحامات للمسجد الأقصى من قبل يهود متطرفين منذ أن احتلت إسرائيل المدينة عام 1967.
ويمثل الارتفاع السريع في عدد الاقتحامات للحرم القدسي، تحولاً كبيراً وانتصاراً لمجموعات الهيكل المتطرفة التي تسعى وتطالب بالسماح لهم بالصلاة هناك أيضاً، وأداء طقوس تلمودية علنية.

وجاءت هذه الإحصائية بعد يوم من تحذيرات للشرطة الإسرائيلية من اضطرابات محتملة قبل فترة الأعياد القريبة، في القدس، كجزء من تقديرات متصاعدة بأن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية بشكل عام ستتدهور مع دخول الأعياد اليهودية. وقررت إسرائيل السماح لليهود باقتحام الأقصى أثناء فترة الأعياد، رغم تحذيرات فلسطينية ودعوات للتصدي لهم.
وقال قائد شرطة لواء القدس دورون ترجمان: «إن الزيارات إلى الحرم القدسي ستستمر كالمعتاد خلال موسم الأعياد، وإن الشرطة ستقوم بإبعاد كل شخص يقوم بانتهاك قواعد الموقع». وأضاف: «سيتم الحفاظ على الممارسات المنتظمة المعمول بها لسنوات. ولن تتغير مواعيد الزيارات».
ترجمان تحدث أيضاً عن تنفيذ ثلث الاعتقالات المقررة لعناصر محتملين في تنفيذ عمليات في فترة الأعياد اليهودية، وأعلن إحباط 47 هجوماً. وأكد أن الشرطة نشرت نحو 2000 شرطي في محيط القدس، وأصدرت أيضاً أوامر إبعاد لعدد من المسلمين واليهود الذين ينظر إليهم على أنهم محرضون محتملون.
وقال ترجمان إنه استعداداً للأعياد نفذت الشرطة عدداً من الأنشطة الوقائية، من بينها اعتقالات عادية، وأيضاً اعتقالات إدارية، لكنه لم يتطرق إلى عدد هذه الاعتقالات. إضافة لذلك، قال إنه وقع على عدد من أوامر الإبعاد ليهود ومسلمين عن الحرم القدسي. وقال إن نحو 2000 شرطة في منطقة القدس على أهبة الاستعداد لتأمين العديد من الأحداث في فترة الأعياد.
إضافة لذلك، الشرطة ستضاعف عناصرها الذين يتحركون وهم يستقلون مركبات ذات عجلتين بهدف الاستجابة بصورة أكثر للأحداث كما يتطلب الأمر. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد بدأت الاستعدادات مع جولات ميدانية، بهدف التخطيط مسبقاً لنشاط عملياتي عند الحاجة.
وبحسب الخطة الإسرائيلية، فإن القوات الأمنية المختلفة من بينها الشرطة، سيتم توزيعها في أماكن مزدحمة بالجمهور، وفي الأماكن المقدسة، والأماكن الترفيهية للاستجابة لأي سيناريوهات متوقعة، كما ضاعفت الشرطة العناصر الأمنية في منطقة الأقصى. وشدد ترجمان على أن التصعيد والتوتر في الضفة الغربية لا ينزلق حالياً إلى القدس، لكن هناك تحذيرات من وقوع عمليات في المدينة، وتعمل الشرطة الإسرائيلية على إحباطها.
من جهة أخرى، قالت الشرطة، إنها تعمل أيضاً مع دائرة الأوقاف الإسلامية – المجلس المسؤول عن إدارة الموقع وهو تابع للمملكة الأردنية – لمنع حدوث تصعيد في العنف.


مقالات ذات صلة

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

المشرق العربي مئات المستعمرين في المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية (وفا)

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

أفادت مصادر محلية فلسطينية بـ«اقتحام  مئات المستعمرين، اليوم (الخميس)، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج فلسطينيون يتفقدون الدمار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة (أ.ف.ب)

السعودية تدين القصف الإسرائيلي لبيت لاهيا في غزة واقتحام الأقصى

أعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واقتحام المستوطنين باحات الأقصى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فتاة فلسطينية أمام مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى المبارك بالقدس القديمة بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية (أ.ف.ب)

نتنياهو يمنع وزراءه من الوصول إلى «الأقصى» دون إذن مسبق

في جلسة للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر «الكابينت»، قال نتنياهو إنه «لا يوجد تغيير في الوضع القائم بالحرم القدسي».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية صحيفة «ييتد نئمان» الناطقة باسم حزب «ديغل هتوراة» الحريدي صدرت الثلاثاء بعنوان بالعبرية والعربية يؤكد تحريم زيارة الأقصى

نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»

بعد يوم من إعلان الوزير بن غفير، أنه يسعى لإقامة معبد يهودي في باحة المسجد الأقصى، دفع نتنياهو بمشروع «مضاعفة الاقتحامات».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج السعودية جددت دعوتها للمجتمع الدولي بتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة (الشرق الأوسط)

السعودية تدين دعوة وزير إسرائيلي إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك.


تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.