ندوة حوثية في صنعاء عن «يوم القيامة» تثير سخرية اليمنيين

TT

ندوة حوثية في صنعاء عن «يوم القيامة» تثير سخرية اليمنيين

أثارت ندوة تعبوية أقامها حديثاً ما يسمى «المكتب الثقافي للميليشيات الحوثية» في العاصمة المختطفة صنعاء، تحت عنوان «يوم القيامة»، موجة استنكار وردود فعل ساخرة، من قبل ناشطين ومغردين يمنيين على مواقع التواصل. تزامن ذلك مع مطالبات واسعة للميليشيات بوقف كل أشكال الفساد والاستهتار والعبث بمعاناة وأوجاع اليمنيين، جراء انقلابها المشؤوم على السلطة الشرعية.
وكانت الميليشيات قد عقدت أول من أمس ضمن استهدافها التعبوي المتكرر لأعضاء مجلس الشورى في صنعاء، ندوة تحت عنوان: «اليوم الآخر»؛ حيث أجبر القيادي الحوثي والمشرف على الندوة المدعو يحيى أبو عواضة المواطنين على الحضور، «للتأهب والاستعداد ليوم القيامة»، حسب قوله.
وحسبما أوردته وكالة «سبأ» بنسختها الحوثية، تركزت الندوة على «أهمية الإعداد للحياة الآخرة والخروج من الغفلة». وقال أبو عواضة المقرب من زعيم الميليشيات: «إن الشعب اليمني يعيش في أزهى عصوره»، في ظل ما أطلق عليها «المسيرة الحوثية»؛ لافتاً إلى أن «التمسك بالمسيرة الحوثية وبزعيمها يعد طوق النجاة الوحيد»؛ على حد زعمه.
وكرد فعل، ندد ناشطون على مواقع التواصل بفعالية الميليشيات هذه، وقال بعضهم إن تنظيمها في الوقت الحالي يأتي في سياق ممارسات الميليشيات الممنهجة لإلهاء اليمنيين عن واقعهم المأساوي، في ظل استمرار انتهاجها سياسات الإفقار والتجويع، مع انعدام المرتبات، واتساع رقعة الفقر والجوع والبطالة، وتصاعد معدلات حالات الانتحار والجرائم بمختلف أشكالها.
وفي تعليق له، قال الإعلامي الموالي للجماعة، أحمد الكبسي، في منشور عبر حسابه في «فيسبوك»: «ليست مهمة الحاكم إدخال الناس الجنة؛ بل إسعاد الناس في الدنيا بتوفير الخدمات والمرتبات والحياة الكريمة».
وذكر الناشط محمد جهلان أن مناقشة «شورى الحوثي» ليوم القيامة أمر يدعو إلى التفكير والتخيل في أبسط الأمور. وقال: «تخيل يأتي يوم القيامة والموظفون (الغلابى) لم يتسلموا رواتبهم بعد، والمعلمون تحديداً لا يزالون يقومون بواجبهم مرغمين دون مقابل، أو مقابل فتات يجمع لهم من فقراء مثلهم!».
أما المغرد ‏غالب السميعي، فقد علَّق قائلاً: «(الشورى) في صنعاء ينظم ندوة عن يوم القيامة؛ لكنهم لم يتطرقوا لمصير الحوثيين أنفسهم، وهم يقتلون الناس ويشردونهم وينهبون ممتلكاتهم ويستعلون عليهم!».
وتواصلاً لردود الأفعال المنددة، قال المغرد بشير محمد، إنه «كان الأحرى بمجلس الشورى الخاضع للجماعة في صنعاء أن يقيم ندوة بعنوان (اصرفوا المرتبات) بدلاً من (يوم القيامة)!».
وأيضاً، اعتبر الصحافي فارس سعيد أن عقد مثل تلك الندوات في هذا الظرف يعد دليل إفلاس سياسي لهذه الجماعة التي فشلت في إدارة مناطق سيطرتها، وتوفير حقوق الناس وحاجياتهم من الرواتب والخدمات الضرورية وغيرها.
كما اعتبر الناشط أحمد الصباحي أن إقامة الندوة يندرج في إطار تغطية الجماعة على الأوضاع التي تعيشها كافة مناطق سيطرتها.
وقال: «خلال أسبوع واحد شهدنا وقوع ثلاث جرائم اغتيال في صنعاء، وأكمنة في ذمار، واختطاف وقتل قاضٍ في محكمة عليا، ونهب وقتال يومي على الأراضي، وحادثة اغتصاب لثلاث طفلات، وفوق ذلك لا رواتب ولا بترول ولا غاز، بس أهم شيء الاستعراض العسكري وإقامة ندوة يوم القيامة!».
وفي تعليق لها، أشارت الناشطة نور علي إلى أن الجماعة بتلك الخطوة «قد وصلت إلى مرحلة الجنون، واستغلال تغييب عقول أتباعها وجهلهم، حتى وصلت لإحياء مناسبة يوم القيامة». وقال ناشط آخر إنه «تبقى لدى الجماعة يوم القيامة تعمل له عيداً، وتأخذ عليه جبايات».
وعلق الصحافي وليد العمري، قائلاً: «من حق الجماعة تنظيم ندوة بعنوان (يوم القيامة) كونها الطرف الوحيد الأكثر إرسالاً لليمنيين من الحياة الدنيا إلى الدار الآخرة».
وأيده مغرد آخر بالقول: «الحمد لله أن سلطة الانقلاب الحوثية تحدثت عن يوم القيامة بعد امتلاء مئات المقابر بقتلاها عقب ثمانية أعوام من الحرب التي أشعلت فتيلها بانقلابها على السلطة».
وليست تلك هي المرة الأولى التي تعمد فيها الجماعة إلى حرف «الشورى» الخاضع لسيطرتها عن مساره، فقد سبق لها أن أخضعت ما بقي من قياداته وأعضائه وموظفيه قسراً، لتلقي أفكارها ونهجها الدخيل على المجتمع اليمني.
ومن خلال عملية رصد ومتابعة أجرتها «الشرق الأوسط»، حول بعض ما تداولته وسائل إعلام انقلابية بهذا الخصوص، تبين استهداف الميليشيات للمجلس ومنتسبيه، عن طريق تنظيم نحو 13 ندوة تعبوية بالفترة من يونيو (حزيران) المنصرم، وحتى منتصف سبتمبر (أيلول) الجاري.
واتضح خلال المتابعة تعدد عناوين وأسماء الندوات الحوثية التي تحمل في ظاهرها الطابع الديني، وفي باطنها الترويج لأفكار وأجندات ومشروعات الجماعة.
وجاءت بعض الندوات تحت اسم: «الاعتصام بحبل الله»، و«خطابات زعيم الجماعة»، و«المشروع الحوثي أصّل للهوية الجامعة»، وأخرى عن «الإيمان بالكتب والرسل جزء من الهوية الإيمانية».
وكانت مصادر خاصة في مجلس الشورى بصنعاء قد اتهمت في وقت سابق، عبر «الشرق الأوسط»، الجماعة الموالية لإيران بإصدارها سلسلة تعيينات لموالين لها في المجلس، بغية السيطرة عليه وسد النقص العددي في أعضائه، نظراً لوفاة البعض ووجود أغلب الأعضاء بمناطق خارج نطاق سيطرتها.
ويعد «مجلس الشورى» رديفاً للبرلمان في اليمن، ويقوم بمهام استشارية بموجب الدستور النافذ، ويناقش مشروعات القوانين قبل عرضها على البرلمان، ويتألف من 111 عضواً يعينهم رئيس الجمهورية.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.