«الألبكة» تلهم العلماء لعلاج «الإسهال المميت»

الباحث الرئيسي نيل جوشي (جامعة نوث إيسترن)
الباحث الرئيسي نيل جوشي (جامعة نوث إيسترن)
TT

«الألبكة» تلهم العلماء لعلاج «الإسهال المميت»

الباحث الرئيسي نيل جوشي (جامعة نوث إيسترن)
الباحث الرئيسي نيل جوشي (جامعة نوث إيسترن)

توصل فريق بحثي أميركي إلى طريقة لمحاكاة الأجسام المضادة النانوية التي تنتجها الألبكة، بعد تحصينها ضد مسببات مرض الإسهال المميت عند الأطفال، وهي بكتيريا «الشيغيلا» وطفيلي «الكريبتوسبوريديوم»، ليتم استخدام هذه الأجسام في حبة دواء تمنح للأطفال.
وتصف دراسة نشرتها دورية «بلوس باثوجينس»، السبت ما فعله الفريق البحثي المشترك من جامعتي نوث إيسترن وتافتس، حيث توصلوا لطريقة لبرمجة البكتيريا المفيدة «بروبيوتيك» لإنتاج الأجسام المضادة نفسها التي تنتجها الألبكة بعد تحصينها بمسببات الأمراض، ليكون هذا العلاج، الذي يمكن تقديمه في صورة «حبة دواء» أشبه بـ«شبكة ميكروبية» مرصعة ببروتينات الأجسام المضادة التي من شأنها أن تمنع المرض من خلال الارتباط بمسببات الأمراض التي تسبب الأمراض المعوية.
وأنواع الجمل، بما في ذلك الألبكة واللاما، تصنع نوعاً بسيطاً جداً «نانوي» من الأجسام المضادة، وبالتالي فإن هذا الحجم النانوي، ساعد الباحثين على استخدام هندسة البكتيريا، بما في ذلك البكتيريا المفيدة، لإنتاج هذه الأجسام النانوية.
ويقول نيل جوشي، الأستاذ بجامعة نورث إيسترن، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «الفكرة هي أن يتم تسليم العلاج الهندسي عن طريق الفم ليبدأ العمل بمجرد أن يصل إلى الجهاز الهضمي، فمنتجنا مثل مصنع صغير يصنع الدواء داخل القولون».
ويضيف: «أثبتنا فعالية هذا الدواء في المختبر، والخطوة التالية هي إثبات فعاليته في الحيوانات الحية، وهذه هي خططنا المستقبلية للسيطرة على ثاني سبب لوفيات الأطفال».
ويُعد الإسهال الناجم عن الأمراض المعوية ثاني سبب رئيسي لوفيات الأطفال في العالم، حيث يقتل أكثر من ألفي طفل يومياً، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأميركا.
وتقع الغالبية العظمى من الوفيات في البلدان منخفضة الدخل، حيث لا تتوفر المياه النظيفة والصرف الصحي المناسب في كثير من الأحيان.
وتقول إيليا جلفات، الباحثة المشاركة بالدراسة: «على الصعيد العالمي، إنها مشكلة كبيرة جداً، فالأمراض المعوية تقتل في الغالب الأطفال دون سن الخامسة».
وتوجد بعض اللقاحات الفعالة، ولكن ليس للعديد من مسببات الأمراض البكتيرية والطفيلية ذات الصلة، لذلك هناك حاجة كبيرة للحلول البديلة، مثل هذا الحل الدوائي، كما توضح جلفات.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
TT

«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)

قالت شركة «أمازون»، الأحد، إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا، رغم إحرازها تقدماً جيداً مع الجهات التنظيمية في مجال الطيران، لكن القضايا التنظيمية التجارية ‌الأوسع نطاقاً ‌حالت دون إتمام ‌المشروع.

ووفقاً لـ«رويترز»، وصفت ⁠هيئة ​الطيران ‌المدني الإيطالية القرار بأنه غير متوقع، وقالت في بيان أمس السبت إن الخطوة مدفوعة بسياسة الشركة، المرتبطة «بالأحداث المالية في الآونة الأخيرة ⁠التي شملت المجموعة».

وأعلنت «أمازون» في ديسمبر ‌(كانون الأول) 2024 عن إتمام الاختبارات الأولية بنجاح لطائرات التوصيل المسيّرة في بلدة سان سالفو الواقعة في منطقة أبروتسو الوسطى.

وقالت «أمازون» في بيان لـ«رويترز»، ​الأحد: «بعد مراجعة استراتيجية، قررنا التراجع عن خططنا ⁠التجارية لتوصيل الطرود عبر الطائرات المسيّرة في إيطاليا».

وأضافت «أمازون»: «رغم المشاركة الإيجابية والتقدم المحرز مع الجهات التنظيمية الإيطالية في مجال الطيران، فإن الإطار التنظيمي الأوسع للأعمال في البلاد لا يدعم، في الوقت الراهن، أهدافنا طويلة المدى ‌لهذا البرنامج».


الخزانة البريطانية تؤمّن «نسيج بايو» التاريخي بـ800 مليون إسترليني

فنية تفحص النسيج (متحف بايو)
فنية تفحص النسيج (متحف بايو)
TT

الخزانة البريطانية تؤمّن «نسيج بايو» التاريخي بـ800 مليون إسترليني

فنية تفحص النسيج (متحف بايو)
فنية تفحص النسيج (متحف بايو)

تعتزم وزارة الخزانة البريطانية تأمين لوحة «نسيج بايو» التاريخية ضد التلف أو الضرر بقيمة نحو 800 مليون جنيه إسترليني خلال فترة إعارتها إلى المتحف البريطاني، العام المقبل. ويبلغ طول النسيج نحو 70 متراً، ويصور وقائع معركة هاستينغز عام 1066.

وتشمل التغطية التأمينية عملية النقل والتخزين والعرض للجمهور، ضمن نظام التعويض الحكومي الذي يسمح بعرض أعمال فنية ثمينة دون تكاليف باهظة، وفق «بي بي سي».

وأكدت وزارة الخزانة أن هذا النظام يحمي المؤسسات العامة من أقساط التأمين التجاري المرتفعة، ويوفر لها فرصة عرض قطع نادرة بأمان مالي كبير.

وأثار نقل النسيج جدلاً في فرنسا بسبب هشاشته وكون عمره يبلغ ألف عام، لكن المسؤولين الفرنسيين أكدوا صلاحيته للسفر، وفق معايير دقيقة. وقد قُيِّم التأمين بشكل أولي، وقُدّر بقيمة 800 مليون جنيه إسترليني، مع انتظار التقييم النهائي.

عمال ينقلون النسيج في متحف بايو (متحف بايو)

ومن المقرر عرض النسيج في قاعة معارض ساينسبري بالمتحف البريطاني من سبتمبر (أيلول) المقبل حتى يوليو (تموز) 2027، بالتزامن مع ترميم متحفه الحالي في بايو الفرنسية. ويضم العمل 58 مشهداً و626 شخصية و202 حصان، ويروي صراع ويليام الفاتح مع هارولد غودوينسون على عرش إنجلترا، ليصبح أول ملك نورماني.

ويتيح نظام التعويض الحكومي عرض القطع الفنية القيمة في المملكة المتحدة بتكلفة أقل، وقد أسهم منذ إنشائه عام 1980 في إعارة أعمال مهمة، بينها لوحة «غرفة النوم» لفنسنت فان غوخ. ووفق الاتفاق، سيُعير المتحف البريطاني قطعاً أثرية إلى فرنسا، تشمل مكتشفات أنغلو-سكسونية وقطع شطرنج لويس من القرن الـ12.


«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
TT

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)
محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة في آنٍ واحد، فالفيلم الذي لم يعرض في موعده بصيف 2025 لأسباب «رقابية» قبل أن يحصل أخيراً على الموافقة، سيطرح بالصالات السينمائية بدءاً من الأربعاء المقبل، بعد أكثر من عام ونصف العام على الانتهاء من تصويره، وأقيم العرض الخاص له مساء السبت في القاهرة.

لا يكتفي الفيلم -الذي يقوم ببطولته أحمد حاتم، ومحمود حميدة، وحسين فهمي، وصابرين، ونجلاء بدر- بطرح فكرة الإلحاد بوصفها موقفاً فكرياً، بل يحاول تفكيك السياق الاجتماعي والنفسي الذي قد يدفع شاباً إلى هذا الخيار، واضعاً التشدد الديني في قلب هذا السياق.

أحمد حاتم وحسين فهمي في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

منذ مشاهده الأولى، يضع «المُلحد» المشاهد أمام صدام مباشر لا يحتمل التأويل. الأب «حافظ»، الذي يؤدي دوره محمود حميدة، يقرر تزويج ابنته القاصر رجلاً يكبرها في السن، وفي مواجهة هذا القرار يرفض الابن «يحيى»، الذي يجسده أحمد حاتم، هذا الزواج، ويعدّه جريمة أخلاقية قبل أن يكون خلافاً عائلياً، وحينها تتفجر أزمة بين الأب والابن لا تتوقف عند حدود الأسرة، بل تمتد سريعاً إلى جوهر الإيمان ذاته.

ومع تصاعد الصدام، يتكشف أن «يحيى» لم يعد مجرد ابن متمرد، بل شاب اختار الإلحاد بعد رحلة طويلة من القهر الفكري والتناقضات التي عاشها داخل بيت يحكمه التشدد، هنا يتحوّل الخلاف من نزاع على قرار زواج إلى مواجهة وجودية، يرى فيها الأب أن ابنه خرج عن الدين، في حين يرى الابن أن ما فُرض عليه باسم الدين لم يكن سوى قسوة وتجريد للإنسان من حقه في السؤال والاختيار.

تأخذ المواجهة منحنى أكثر قتامة حين يُهدد الأب ابنه بالقتل، لا بوصفه فعلاً إجرامياً بل «واجب» (في منطق الشخصية) لتطهير العائلة، واستعادة ما يراه حقّاً إلهياً.

في هذا السياق، يُحاول الأب أن يمنح نفسه شرعية أخلاقية عبر جلسات «الاستتابة»، فيسعى إلى إعادة ابنه إلى الإيمان قبل تنفيذ تهديده، في مشاهد تتقاطع فيها القسوة مع الادعاء، والرحمة المعلنة مع العنف الكامن.

وسط هذا التصعيد يتدخل العم، الذي يؤدي دوره حسين فهمي، شقيق الأب، بوصفه صوتاً مختلفاً داخل العائلة لا يملك حلولاً جاهزة، لكنه يكشف عبر حضوره هشاشة البناء الفكري الذي يستند إليه الأب، ويطرح نماذج أخرى في العائلة مع خلفيات تكشف مزيداً من التفاصيل الحياتية حول العائلة، وما مرت به في فترات سابقة.

حسين فهمي في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

الفيلم لا يقدم «يحيى» بوصفه بطلاً مثالياً أو مالكاً لحقيقة مطلقة، بل شخصية «مأزومة» تشكّلت عبر صراع طويل بين العقل والخوف، وبين الرغبة في الفهم والرغبة في النجاة. وفي المقابل، لا يُصور الأب شيطاناً مطلقاً، بل هو إنسان اختزل الإيمان في منظومة من الأوامر الجامدة، وفقد قدرته على رؤية ابنه إلا بوصفه مشروع خطيئة ينبغي محوها.

بطل الفيلم أحمد حاتم أكّد لـ«الشرق الأوسط» أن «الجدل المصاحب للعمل لا يقلقه بقدر ما يهمه استقبال الجمهور للعمل»، مؤكداً أن «الحكم الحقيقي لا يكون إلا بعد المشاهدة، لكونها وحدها قادرة على الرد على كل شيء، فالعمل موجّه للجمهور في الأساس، ولكل مشاهد الحق الكامل في أن يراه ويفسره بطريقته الخاصة».

وأضاف أن «حماسه للفيلم جاء من إيمانه بأنه عمل مهم يناقش فكرة نادراً ما يتم التطرق إليها في السينما المصرية، معرباً عن أمله في أن يتأثر الناس بالفيلم ويحبوه، مع ترحيبه بجميع ردود الأفعال بعد المشاهدة، سواء أكانت سلبية أم إيجابية».

وعن تجسيده شخصية «يحيى»، الشاب الذي تتشكل أفكاره في ظل بيئة دينية متشددة، كشف أحمد حاتم عن تحضيرات مكثفة سبقت التصوير، موضحاً أنه جلس لفترات طويلة في مذاكرة الشخصية، واستعان بمدرب تمثيل، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من المصداقية، عادّاً أن «التحدي الحقيقي كان في إقناع الجمهور بالشخصية، لا في إثارة الصدمة، لأن التأثير من وجهة نظره لا يتحقق إلا إذا شعر المشاهد بأن ما يراه حقيقي وقابل للحدوث، وليس مجرد تمثيل».

الناقد السينمائي محمد عبد الرحمن يرى أن «عرض (المُلحد) يفتح علامة استفهام كبيرة حول أسباب منعه في البداية»، عادّاً أن «الفيلم يناقش قضية محددة وواضحة، تتمثل في أن التشدد الديني قد يقود إلى نتيجة عكسية هي الإلحاد أو الكفر بكل المبادئ والأديان».

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف أن «الفيلم يُقدّم هذه الفكرة من خلال بناء درامي متماسك، مشيداً بما عدّه نجاح المخرج محمد العدل في إيجاد معادل بصري قوي للحوارات الفكرية التي تشبه، في كثير من الأحيان، مناظرة مستمرة بين 3 أطراف؛ التشدد، والإيمان الوسطي، والإلحاد».

ويرى عبد الرحمن أن «الفيلم لا يقع في فخ الخطابة المباشرة، بل يوظف مواقع التصوير وبناء المشاهد ليُحافظ على توتر درامي مستمر، خصوصاً بعد النصف الأول من الفيلم». وخلص إلى أن «العمل لا يُقدّم صراعاً ثنائياً مبسطاً، بل يعتمد على شبكة من الشخصيات التي تخلق توازناً داخل الحكاية، بحيث لا تتحول القضية إلى مواجهة أحادية بين أب وابن فقط».