وزير المالية السوداني يطالب بطرد المبعوث الأممي

اتهمه بالتزوير وعدم الحياد

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس
رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس
TT

وزير المالية السوداني يطالب بطرد المبعوث الأممي

رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس
رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس

وجّه وزير المالية السوداني، إبراهيم جبريل، انتقادات حادة لرئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس) فولكر بيرتس، واصفاً إياه بغير المحايد، واتهمه بـ«التزوير» وطالبه بالرحيل الفوري، وحمّل الحكومة السودانية مسؤولية بقائه في البلاد.
وقال جبريل إبراهيم، في مؤتمر صحافي، إن «مواقف فولكر واضحة، وهو غير محايد. أقول هذا الكلام بصراحة وأمام الإعلام، وقد قلت له بصورة مباشرة لا أحد في السودان يرى أنك محايد». وطالب إبراهيم بإلغاء مهمة المبعوث الأممي، قائلاً: «الوسيط غير المحايد لا يصلح أن يكون وسيطاً، والأصل أن يتم الاستغناء عن الوسيط غير المحايد».
وأبلغ إبراهيم الصحافيين أن فولكر كان من المفترض أن يغادر البلاد بعد اتهامه بعدم الحياد، قائلاً: «قيل له هذا الكلام من أطراف عديدة، لكن يبدو أنه يتمتع بـ(تخانة جلد) تعود إلى أنه صاحب مشروع يسعى لتنفيذه، ويتحمل في سبيله الكلام الذي يسمعه من أطراف مختلفة».
وأضاف وزير المالية: «نحن أعطينا هذا الرجل حجماً أكبر مما يستحق، وهو مجرد موظف في الأمم المتحدة ووظيفته لا تتعدى وظيفة السفير، والسفراء عادة يلتقون رئيس الدولة عند تقديم أوراق الاعتماد وعند الوداع، وأن معاملاتهم تتم على مستوى وكيل وزارة الخارجية». وحمّل إبراهيم الحكومة مسؤولية فتح أبوابها لرئيس بعثة «يونيتامس»، قائلاً: «الأبواب مفتوحة له، يلتقي رئيس وأعضاء مجلس السيادة إن شاء، ويلتقي الوزراء ورئيس الوزراء كما يشاء. هذا الوضع جعله يتصرف وكأنه الآمر الناهي في البلاد. الخطأ منّا نحن في الدولة أكثر من كونه خطأه».
ووجه إبراهيم اتهامات بالتزوير لفولكر، واعتبرها سبباً وجيهاً للأمين العام لاتخاذ قرار بسحبه من البلاد، وقال: «كنا نتوقع من الأمين العام للأمم المتحدة اتخاذ قرار بسحب الرجل، بعد أن تبين أنه زوّر توقيعات زملائه في (هيئة) الإيقاد والاتحاد الأفريقي». ويشير إبراهيم باتهامه لفولكر بالتزوير، إلى خطاب أرسلته الآلية الثلاثية، في 5 يوليو (تموز) الماضي، إلى قوى موالية للحكومة بإلغاء العملية السياسية، ثم اتضح لاحقاً أنه حمل توقيع المبعوثين عن طريق الخطأ.
وانتقد إبراهيم، الأمين العام للأمم المتحدة لعدم سحب فولكر، مثلما انتقد الحكومة السودانية على عدم الضغط على الأمم المتحدة لإبعاده، وقال: «لم يحدث ضغط من قبل الدولة على الأمم المتحدة لاتخاذ هذا القرار، وبالتالي ظل الرجل يصول ويجول كما يحلو له».
وفي 3 يونيو (حزيران) 2020، أنشأ مجلس الأمن الدولي «بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان» والمعروفة اختصاراً بـ(يونيتامس)، وذلك بطلب من الحكومة السودانية المدنية التي كان يرأسها الخبير الاقتصادي عبد الله حمدوك. وكان الهدف من وجود البعثة الأممية هو تقديم الدعم للسودان في المجال السياسي والتحول الديمقراطي والتنمية وبناء السلام.
ولكن بعد قرارات 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التي أعلن بموجبها قائد الجيش حالة الطوارئ في البلاد، وإقالة رئيس الوزراء وحكومته، واعتقال السياسيين وعدد من الوزراء، في خطة اعتبرتها الأمم المتحدة «انقلاباً عسكرياً»، تحوّلت مهمة البعثة إلى تسهيل استعادة الحكم المدني والانتقال الديمقراطي، ولاحقاً انضم إليها كل من الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيقاد» لتتحول إلى «الآلية الثلاثية».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«تقدم» السودانية تبحث «حكومة منفى»

حمدوك خلال جلسات تنسيقية «تقدم» في عنتيبي بأوغندا (موقع «تقدم» / فيسبوك)
حمدوك خلال جلسات تنسيقية «تقدم» في عنتيبي بأوغندا (موقع «تقدم» / فيسبوك)
TT

«تقدم» السودانية تبحث «حكومة منفى»

حمدوك خلال جلسات تنسيقية «تقدم» في عنتيبي بأوغندا (موقع «تقدم» / فيسبوك)
حمدوك خلال جلسات تنسيقية «تقدم» في عنتيبي بأوغندا (موقع «تقدم» / فيسبوك)

برزت في أثناء اجتماعات تحالف المعارضة المدنية السودانية «تقدم»، التي اختتمت في عنتيبي بأوغندا، أمس، مطالبات بتشكيل «حكومة منفى»، تعمل على نزع الشرعية من سلطة الأمر الواقع التي تتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة بديلة.

وناقش المجتمعون تشكيل جبهة مدنية، والعملية السياسية. وفيما تباينت الرؤى بشأن القضايا المطروحة، قال رئيس «تقدم»، رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك إنه تمت مناقشة التباينات بـ«شفافية ومسؤولية عالية عبرت عن روح التحالف وقيمه».

وأقر الاجتماع، وفقاً لحمدوك، إحالة نقاش قضايا الجبهة المدنية والعملية السياسية ونزع الشرعية عن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 للمزيد من الدراسة التفصيلية بين مكونات «تقدم»، إلى «الآلية السياسية».